عرض مشاركة واحدة
قديم 13-04-18, 04:35 PM   رقم المشاركة : 9
المنيب
موقوف







المنيب غير متصل

المنيب is on a distinguished road


ونرى أن الكون الواسع مفتوح على بعضه البعض وأن السموات مفتوحة كذلك
وأن لها برازخ وهمية ،
وكل سماء تختلف عن غيرها ،
وأنها ليست مخلوقة عبثا ً بل أن لكل جزء وإن صغر فيها له معنا ً في وجوده ،
وأنها مترابطة متداخلة وإن فصلت بفواصل نسميها بالبرازخ الوهمية ،وبينهما برزخ لايبغيان ،
وكذا الأفلاك والكواكب والنجوم والمجرات ،
وبما أنكم لاتقرون بتاثير الكواكب على الإنسان وأنها لاعلاقة لها به لامن قريب ولا من بعيد ،
فسوف نسألكم لعلكم تتفكرون ونقول لكم :
لماذا خلقت السموات ؟
أخلقت هكذا عبثا ً ؟
أخلقت لتتأمل بها العين فقط ؟
أو لكي يرحل الخيال لالتهامها كصورة لامعنى لها ؟
إن الغرب العلمي قد اكتشف بأن للشمس والقمر تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على الأرض وعلى الإنسان من الناحية الفيزيائية ،
فالشمس معلوم للجميع أنها لولاها لهلكت كثير من المخلوقات على سطح الأرض وكذلك القمر ،
وهذا ما أقره علماء اليوم من الغرب وقبلتموه أنتم منهم رغم قولنا به في رسائل إخوان الصفا وغيرها
وإنما لم تقبلوه منا ؟
وقلنا بأن لدوران الأرض حول نفسها وحول الشمس وكذلك الشمس والقمرتأثير ايضاُ
ثم عرجنا إلى الأفلاك وقلنا بأنها تدور ومادورانها إلا لضرورة أوجدها الخالق لإبقاء الكون حيا ، فبالدوران تظهرحركة النفس التي يحيا بها الكون وتتخلق الموجودات وتتكاثر ، وما تخـَلق بعض النباتات صيفا ً أو شتاء ً إلا من تأثير ذلك التمنوخ (المناخ ) ....ولنا في الطواف حول الكعبة مثل في سبع أشواط ؟؟؟وسبع سموات ،
ودليل هذا من أشارات القرآن التي يأتينا بها عبر الآيات ، حين قال عن الشمس والقمر ،وكل ُ ُ في فلك ٍ يسبحون ؟
أيسبح من في الفضاء ؟
هل سألتم أنفسكم هذا السؤال ؟
فالمعلوم أن كل شئ في الهواء (الفضاء ) أما أن يطير أو يهوي أو يصعد أو يعرج ، فلماذا هولاء يسبحون ؟هل الكون بحر ؟
لست أدري ربما ،أجيبوا أنتم ،
فبالتاكيد لها معان ٍ أخرى وتأويلات ،

وأعتقد أن البعض منكم سيقول لاعلاقة لنا بكل هذا فنحن نعبد الله ....فنصلي ونصوم ونزكي ونحج ولانقرب الفواحش ماظهر منها ومابطن وكفى ،
وكأن هذا الكون ليس مسخر لكم ،ولاله علاقة تربطكم به ،
لكن في نفس الوقت نقول لكم :
لاتلومونا إن نحن أشغلنا أنفسنا بمحاولة معرفته وكشف خفاياه وأسراره،
ولو أنكم سألتم أنفسكم بعضا ً من أسئلة بدلا ً من لعننا وسبنا لما لم تعقلوه من علومنا لعذرتمونا،
وقلتم
كيف ،،،، نحن مثلا ً،نفكر ،ونخطط ،ونرسم الصور عبر خيالاتنا؟
وماهي الأدوات التي تقوم بذلك ؟
وماهي النفس وأين هو محلها؟
هل في داخل الجسم وحيزه مسجونة ؟
أم خارجه كطاقة شابهت الأكسجين ؟
وهل تكبر مع الجسم حين تبدءا مع الطفل حتى يكبر ؟
وهل العقل جزء من مركبات الجسم ؟
وهل الدماغ هو العقل ؟
وكيف يتم الموت ؟
هل هنالك فرق بين الروح والنفس ؟
وهل هم جميعا ً مترابطين ؟
هل سألتم أنفسكم هذه الأسئلة ؟
وكل هذا بالطبع لايوجد تفسيره في الكتاب المسطور الذي تطالبوننا بدليل منه،
لأنها تتجلى بمعانيها وخفاياها في الكتاب المعقول (العقل )
إن العقل ياسادة بالتاكيد ليس جزاء من الجسم ؟
بل هو خارج عنه متصل به ؟
فالقلب والذي هو محل ومركز التلقي للعقل هو من يستصيغ المعقولات ،
وهو ،أي ، العقل ذو مساحة كبيرة .... له من الخيال مالايستطيع أن يكون في حيز الجسم الصغير إذ لا يقوى على استيعابه ،
يتلقى معلوماته من العقل الفعال ليضخها كمعلومات في ذاكرة الدماغ ويحفظها الدماغ كصور يستخدمها حين يشاء كمركبات جاهزة ، فتمتثـل لأوامره الجوارح والأعضاء ،
وأما النفس فهي من النفس متغلغلة في داخلك تمدك بالقوة والطاقة والحركة حين الحاجة ،
وهي عاقلة مستعقلة ،كلما كبرت أحتجت منها أكثر ...مما يزيد من رغباتها .
وهي تستفيد من روحانية العقل وسموه تطهرا وصفاء إن هي صلحت واستمسكت به،
وإلا ففسادها هو هلاكها وهو واقع بها لامحالة إن هي تركت التلقي من جواهره ونفائسه ،
وماموتها إلا انغلاق لباب مسكنها الجسماني واستفراغ لذاتها من وعاء الجسم فتفارقه مرغمة مكرهة غير مخيرة لترجع إلى مكانها الأول ،
والعقل مشبهُ ُ بالذكر والنفس بالأنثى ، تتقبل منه أو ترفضه وإن هي قبلت أثمر ذلك التقابل والتوافق عن خير كثير لها ولغيرها فتسمو وتصفو وتعود إلى ربها راضية مرضية ،
إذا العقل هو صاقل النفس مروحنها ،
منجب الخير منها ولها ،
وهذا عندكم في عالم الحس موجود في كتبكم،
إذ تقولون أن حواء خلقت من ضلع آدم على حين غفوة منه ، فكانت له سكنا وزوجا ً ؟انتهى



من هذا المنطلق نبني علومنا لإنها تتطور في كل دور من الأدوار ومع كل إمام يبني على أساس من سبقه..

وتأتي تأليفات دعاته وحججه بناءً على ماهداهم لهم وعلمهم به..


المنيب