عرض مشاركة واحدة
قديم 30-12-13, 08:58 AM   رقم المشاركة : 3
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road



مذهبه في وحدة الوجود:


يتلخص مذهب ابن عربي في وحدة الوجود في إنكاره لعالم الظاهر ولا يعترف بالوجود الحقيقي إلا لله،
فالخلق هم ظل للوجود الحق
فلا موجود إلا الله فهو الوجود
الحق.

فابن عربي يقرر أنه ليس ثمة فرق بين ما هو خالق
وما هو مخلوق

ومن أقواله التي تدل على ذلك:


"سبحان من أظهر الأشياء وهو عينها".

ويقول مبيناً وحدة الوجود وأن الله يحوي في ذاته كل المخلوقات:

يا خالق الأشياء في نفسه *** أنت لما تخلق جامع
تخلق ما لا ينتهي كونه *** فيك فأنت الضيق الواسع

ويقول أيضاً :

فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا *** وليس خلقاً بذاك الوجه فاذكروا
جمِّع وفرّق فإن العين واحدة *** وهي الكثيرة لا تبقي ولا تذرْ


وبناءً على هذا التصور فليس ثمة خلق ولا موجود من عدم بل مجرد فيض(*) وتجليّ ومادام الأمر كذلك،
فلا مجال للحديث عن علة أو غاية،
وإنما يسير العالم وفق ضرورة مطلقة ويخضع لحتمية(*) وجبرية(*) صارمة.



وهذا العالم لا يتكلم فيه عن خير وشر ولا عن قضاء(*) وقدر(*) ولا عن حرية(*) أو إرادة
ومن ثم لا حساب ولا مسؤولية وثواب ولا عقاب،
بل الجميع في نعيم مقيم
والفرق بين الجنة والنار
إنما هو في المرتبة فقط لا في النوع
.


وقد ذهب ابن عربي إلى تحريف آيات القرآن لتوافق مذهبه(*) ومعتقده،
فالعذاب عنده من العذوبة،
والريح التي دمرت عاد هي من الراحة لأنها أراحتهم من أجسامهم المظلمة،
وفي هذه الريح عذاب وهو من العذوبة:



ومما يؤكد على قوله بالجبر(*) الذي هو من نتائج مذهبه الفاسد:


الحكم حكم الجبر والاضطرار *** ما ثم حكم يقتضي الاختيار
إلا الذي يعزى إلينا ففي *** ظاهره بأنه عن خيار
لو فكر الناظر فيه رأى *** بأنه المختار عن اضطرار



وإذا كان قد ترتب على قول ابن عربي بوحدة الوجود قوله بالجبر ونفى الحساب والثواب والعقاب.
فإنه ترتب على مذهبه أيضاً قوله بوحدة الأديان(*).



فقد أكد
ابن عربي على أن من يعبد الله ومن يعبد الأحجار والأصنام كلهم سواء
لأنهم في
الحقيقة ما عبدوا إلا الله
إذ ليس ثمة فرق بين خالق ومخلوق
.

يقول في ذلك:

لقد صار قلبي قابلاً كل صورة *** فمرعى لغزلان ودير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف *** وألواح توراة ومصحف قرآن


فمذهب وحدة الوجود الذي قال به ابن عربي
يجعل الخالق والمخلوق وحدة واحدة سواء بسواء،

وقد ترتب على هذا المذهب نتائج باطلة
قال بها ابن عربي وأكدها
وهي قوله بالجبر ونفيه الثواب والعقاب
وكذا قوله بوحدة الأديان.











من مواضيعي في المنتدى
»» وَدَعُـوني أَجُرُّ ذَيلَ فــخَـارٍ *** عِندَما تُـخْـجِـلُ الجـبـانَ العُـيُـوبُ
»» خمسة أشياء ينبغي أن يفرح العاقل بها
»» بدائع الفوائد من تفسير سورة يوسف عليه السلام
»» نقد مواقف بعض أتباع المذهب السلفي في موقفهم من الأشعري والأشعرية
»» ممارسات وثنية في قلب العالم الإسلامي