عرض مشاركة واحدة
قديم 26-06-10, 11:49 PM   رقم المشاركة : 4
مجيدي
عضو ماسي







مجيدي غير متصل

مجيدي is on a distinguished road


منهج شيخ الإسلام
في
دفع شبهات الروافض


علمنا أن شيخ الإسلام
يواجه كتاباً قد ألفه رجل من طائفة جاهلة ظالمة قد عرف أفرادها بالكذب المختلق لا يفوقهم فيه أحد ،
فهذا الرافضي
قد حشد أكاذيبه في هذا الكتاب من جهتين :
من جهة الغلو في علي - رضي الله عنه -
بشتى الأكاذيب والموضوعات ،

ومن جهة الطعن في الصحابة الآخرين - رضي الله عنهم -

فصاحب هذا الكتاب مندفع بحماسة
إلى تقرير مذهبه الباطل بأي وسيلة ،
ولو كانت الافتراءات والأكاذيب
.

وشيخ الإسلام أمام سيل جارف من الغلو المكذوب
في علي - رضي الله عنه -
وأمام حمم متدفقة من الأكاذيب في سبيل الطعن
في الصحابة - رضوان الله عليهم - فماذا يصنع ؟

إن المتأمل لهذه الظروف
التي عاشها شيخ الإسلام أمام هذا الكتاب
يجد أن له خيارين :




الخيار الأول :
وهو المشهور عند العلماء وأصحاب التآليف :
هو أن يقوم شيخ الإسلام بدفع الطعون عن الصحابة ببيان كذبها وأنها مختلقة ،
فكلما رمى الرافضي بشبهة أو طعن
على صحابي قام شيخ الإسلام
بردها أو برده بكل اقتدار لينفيه عن هذا الصحابي .
هذا هو الخيار الأول ،
وهو في ظني الخيار
الذي كان الحافظ ابن حجر يريد لشيخ الإسلام
أن يسلكه مع الرافضي .



وهو خيار جيد ومقبول لو كان الخصم غير الرافضي ،
أي لو كان الخصم ممن يحتكمون في خلافاتهم إلى النقل الصحيح أو العقل الصريح ،

أما مع الرافضي فإن هذا الأسلوب لا يجدي ، ولن يكف بأسه عن أعراض الصحابة ، فإنك مهما أجدت في رد الشبهة أو الطعن فإنه لن يقتنع بذلك أبداً - كما علم من طريقة القوم - ومهما أفنيت عقلك وجهدك في دفع أكاذيبه فإنه لن يألو جهداً في اختلاف غيرها من الأكاذيب .

إذاً فهذا الخيار الأول
لن يثني الرافضي عن هدفه من النيل من
الصحابة - رضوان الله عليهم -
نعم هو سينفع أهل السنة ،
ولكنه لن يضر الروافض ولن يسكتهم .


الخيار الثاني :
وهو الذي اختاره شيخ الإسلام
لأنه يراه ذا مفعول فعال في مواجهة
أكاذيب الروافض
وغلوهم المستطير

وهذا الخيار يرى أن أجدى طريقة
لكف بأس الروافض

هو مقابلة شبهاتهم بشبهات خصومهم من
الخوارج و النواصب ،

أي مقابلة هذا الطرف بذاك الطرف المقابل له ،
ليخرج من بينهما
الرأي الصحيح الوسط .

فكلما قال الرافضي شبهة أو طعناً
في أحد الخلفاء الثلاثة
- أبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم -

قابلها شيخ الإسلام بشبهة مشابهة للنواصب والخوارج
في علي رضي الله عنه .

وهو لا يقصد بهذا تنقص
علي - رضي الله عنه - والعياذ بالله ،

وإنما يقصد إحراج الروافض ، وكفهم عن الاستمرار في تهجمهم على الصحابة ،
لأنه
ما من شئ من الطعون والتهم سيثبتونه على واحد من الصحابة إلا وسيثبت الخوارج و النواصب مماثلاً له في علي رضي الله عنه .



وهذا مما يخرس ألسنة الروافض ، لأنهم في النهاية سيضطرون إلي أن تضع حربهم على الصحابة أوزارها عندما يرون شبههم وأكاذيبهم تقابل بما يناقضها في على - رضي الله عنه -
فعندها سيبادرون إلى أن يختاروا السلم وعدم ترديد الشبهات حفاظاً على مكانة علي أن يمسها أحد بسوء .


فهذه ( حيلة ) ذكية من شيخ الإسلام
ضرب بها النواصب بالروافض ليسلم من شرهم جميعاً ،
وهذا ما لم يفهمه أو تجاهل عنه من بادر باتهامه بتلك التهمة الظالمة .

وشيخ الإسلام - أيضاً -
يعلم أن الروافض و النواصب جميعاً
أصحاب كذب وغلو ،

ولكنه يقابل غلو هؤلاء وكذبهم بغلو أولئك وكذبهم ،
ليسكت الجميع ويدفعهم
عن الخوض في أعراض الصحابة .

فطريقة شيخ الإسلامأنه رأى قوماً يغلون في شخص من الأشخاص ، و يتنقصون من يكون مثله أو أفضل منه ،
أن يقابل هؤلاء بمن يناقضهم في القول
لكي يدفع الغلو عن الشخصين الفاضلين جميعاً .

وهذا مما قد تقرر عند علماء السنة
ولم يستنكروه .

وأما أهل الباطل من الغلاة
فإنهم يتهمون كل من لم يكن على مثل غلوهم
بأنه عدو لذاك الفاضل .

يقول العلامة المعلمي في كتابه " التنكيل " :
( ومن أوسع أودية الباطل الغلو في الأفاضل ، ومن أمضى أسلحته أن يرمي الغالي كل من يحاول رده إلى الحق ببغض أولئك الأفضل ومعاداتهم ، ويرى بعض أهل العلم أن النصارى أول ما غلوا في عيسى عليه السلام كان الغلاة يرمون كل من أعظم ما ساعد على انتشار الغلو ، لأن بقايا أهل الحق كانوا يرون أنهم إذا أنكروا على الغلاة نسبوا إلى ما هم أشد الناس كراهية له من بغض عيسى وتحقيره ، ومقتهم الجمهور وأوذوا ، فثبطهم هذا عن الإنكار ، وخلا الجو للشيطان ، وقريب من هذا حال الغلاة الروافض وحال القبوريين ، وحال غلاة المقلدين )



قلت :

وأما شيخ الإسلام فإنه لم يأبه لتلك الاتهامات
التي يلمز بها أهل الباطل كل من لم يكن على طريقتهم في الغلو ، وإنما كان - رحمه الله -
ينزل كل إنسان منزلته التي أنزله الله تعالى .

وكان كثيراً ما يجري المقارنات بين الأشخاص
الذين غلا فيهم قوم، وجفا عنهم آخرون ،
فيصد غلو هؤلاء بجفاء أولئك ،
ويخرج من بينهما الرأي الصحيح في ذا ك الشخص الفاضل .

فهذه الطريقة تميز بها شيخ الإسلام ،
ولم يستخدمها مع علي - رضي الله عنه - والخلفاء الثلاثة كما يعتقد أعداؤه ،
وإنما هي طريقة مطردة له
رحمه الله
في كل موقف مشابه .


فمن ذلك أنه - رحمه الله - عقد مقارنة بين
ما ثبت لموسى من فضائل وما ثبت لعيسى - عليهما السلام - قاصداً من ذلك الرد على النصارى
الذين يغلون في عيسى عليه السلام
ويحطون من قدر غيره من الأنبياء .

قال - رحمه الله - ( إنه ما من آية جاء بها المسيح إلا وقد جاء موسى بأعظم منها ، فإن المسيح صلى الله عليه وسلم وإن كان جاء بإحياء الموتى ، فالموتى الذين أحياهم الله على يد موسى أكثر كالذين قالوا : ( لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصعقة) ثم أحياهم الله بعد موتهم ، وقد جاء بإحياء الموتى غير واحد من الأنيباء والنصارى يصدقون بذلك .
وأما جعل العصا حية فهذا أعظم من إحياء الميت ، فإن الميت كانت فيه حياة فردت الحياة إلى محل كانت فيه الحياة وأما جعل خشبة يابسة حيواناً تبتلع العصي والحبال فهذا أبلغ في القدرة وأقدر ، فإن الله يحيي الموتى ولا يجعل الخشب حياة .



وأما إنزال المائدة من السماء فقد كان ينزل على عسكر موسى كل يوم من المن والسلوى وينبع لهم من الحجر من الماء ما هو أعظم من ذلك ، فإن الحلو أو اللحم دائماً هو أجل في نوعه وأعظم في قدره مما كان على المائدة من الزيتون والمسك وغيرهما ، وذكرت له نحواً من ذلك مما تبين أن تخصيص المسيح بالاتحاد ودعوى الإلهية ليس له وجه ، وإن سائر ما يذكر فيه إما أن يكون مشتركاً بينه وبين غيره من الأنبياء والرسل ، مع أن بعض الرسل كإبراهيم وموسى قد يكون أكمل في ذلك منه .

وأما خلقه من امرأة بلا رجل ، فخلق حواء من رجل بلا امرأة أعجب من ذلك ، فإنه خلق من بطن امرأة ، وهذا معتاد ، بخلاف الخلق من ضلع رجل ، فإن هذا ليس بمعتاد ، فما من أمر يذكر في المسيح صلى الله عليه وسلم إلا وقد شركه فيه أو فيما هو أعظم منه غيره من بني آدم )


قلت :
إذاً فشيخ الإسلام عندما عقد هذه المقارنة بين موسى وعيسى - عليهما السلام - وما ثبت لهما من فضائل

إنما يريد الرد على من يغلو في عيسى - عليه السلام -مستغلاً ما ثبت له من خصائص على حساب غيره من الأنبياء ،

فأراد
شيخ الإسلام أن يوقف غلوه هذا ببيان أن ما ثبت
لعيسى من خصائص فإنها ثابتة لغيره من الأنبياء ، مثلها أو أعظم منها ، فلماذا هذا الغلو ؟


وهو بهذا الموقف
يحفظ لكل أنبياء الله حقوقهم ،
ويدفع عنهم
طعن الطاعنين وازدراء الشانئين ،
ويصرف عنهم
غلو الغالين ،

ولا يقول عاقل قط بأن صنيع شيخ الإسلام هذا فيه ازدراء وتنقص لعيسى - عليه السلام -

لأنه - رحمه الله - لم يتنقصه ، وحاشاه أن يفعل ذلك ، أو أن يظن به ذلك ، وإنما ذب عن عرض إخوانه من الأنبياء - عليهم السلام- دون أدنى تعرض لمقام عيسى - عليه السلام - .



وقارن بين صنيعه - رحمه الله - مع عيسى وموسى - عليهما السلام - وقارنه مع صنيعه مع على والخلفاء الثلاثة - رضوان الله عليهم -

تجد أنالموقف متشابه
وأن منهج شيخ الإسلام واحد لا يتغير
أمام غلاة الكفار
وغلاة المبتدعة
الذين يغلون في شخوص بعض
الأنبياء أو بعض الأولياء ،
ويذمون غيرهم .



يتبع بأذن الله الواحد الأحــد






من مواضيعي في المنتدى
»» السلطات الإيرانية تتوسع في بطشها وجنونها
»» قتلى وجرحى احوازيين في اشتباكات مع الحرس الثوري
»» إلى اشهر قناة يتابعها العالم العربي الاسلامي
»» صور بشعه لاعدامات ايران للعرب للاحوازيين العزل والابرياء
»» شمس فلسطين الشام وفلسطين الخليج اقترب