عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-09, 09:26 AM   رقم المشاركة : 8
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


* كانت تقول كل هذه العبارات وهي سعيدة .. وخرجت إلى الصالة لأجد زوجها ، وهو في ابتهـاج عظيم .. يطلب مني أن أرافقهم إلى (( طنطا )) .. لكي أرى هذا المهرجان العظيم ؛ لأنهم نظراً لبعد المسافة اكتفوا بالخروف

.. فأما الذي على مقربة من (( السيد البدوي )) فإنهم يبعثون بِجِمال ..



وأصبح عليّ أن أجامل ابنة خالتي لكي يعيش ابنها ، وإلا اعتُبرت قاطعاً للرحم ...
لا يهمني أن يعيش ابن خالتي أو يموت،
ولا بد أن أذهب معهم إلى مهرجان الشرك ،
وفي نفس الوقت كنت أسأل نفسي ..
كيف أقنعها بأنهـا في طريقها إلى الكفر .. ؟
وماذا سيحدث حينما أحطم لها الحلم الجميل الذي تعيش فيه منذ ثلاث سنوات ... ؟




وقلت : أبدأ بزوجها أولاً ؛ لأن الرجال قوامون على النساء .. وأخذت الـزوج إلى زاوية في البـيت ، وتعمدت أن يرى في يدي كتاب : (( الإمام محمد بن عبد الوهاب )) .. ومدّ يده فجعل الغـلاف في ناحيته ، وما كاد يقرأ العنوان حتى قفز كأنه أمسك بجمرة نار!..


قرأ زوج ابنة خالتي عنوان الكتاب - الذي يقول : إن في الصفحات قصة (( الشيخ محمـد بن عبد الوهاب )) ودعوته - وهتف صارخاً : ما هذا الذي أقرؤه ...؟ وكيف وصلني هذا الكتاب ..؟ لا بد أن أحدهم دسه عليَّ !!..



فهو يعرف أنني رجل متزن ... أحرص على ديـني ،
وعلى زيارة الأضرحة ، وتقديم الشموع ، والنذور ،
وأحياناً القرابين المذبوحة والحية ، كما يفعل هو تماماً ..
ورأيت في عينيه نظرة رثاء... إلى ما رماني به القدر في تلك النسخة ...




وكان عليَّ أن أقف منه موقف الدكتور جميل غازي مني سابقاً ..
وشاء الله أن يكون ذلك بمثابة الامتحان لي ..
وهل في استطـاعتي أن أطبق ما قـرأت أم لا .. ؟
وهـل استوعبت عن يقين ما قرأت أم لا .. ؟
والأهم من ذلك هو مدى إصراري على عقيدتي وإقناع الآخرين بها - أيضاً - ،
فالذي لا يؤثر في المحيط الذي يعيش فيه ..
هو صاحب عقيدة سلبـية ... غير إيجابيـة ..



فليس من المعقول في شيء ..
أن أطوي (( توحيدي )) على نفسي ،
وأترك الآخرين يعيشون في ضلالة ؛
لأنهم بعد فترة سوف يغرقونني في خرافاتهم ..


وعليه فلا بد أن أجـادلهم بالتي هي أحسن ..
لا أتركهم يشعرون أن الأمر هينّ ..
لا بد أن أنفرهم من شركهم ..
وهم لا بد أن يتراجعوا ؛



لأن (( الخـرافة )) - نظراً لأنها تقوم على ضلالات هشة -
لا يكاد الشك يدخلها حتى يهدمها ..
والحق في تعقبها إذا كان لحوحاً
.. قضى عليها ...
أو على أقل تقدير أوقف نموها حتى لا تصيب الآخرين ..



ومن أجل ذلك كله قررت أن أتوكل على الله ، وأبدأ الشرح للرجل ... ولم تكن المهمة سهلة .. فلا بد أولاً أن أطمئنه ، وأزيل ما بينه وبين سيرة الشيخ (( محمد بن عبد الوهاب )) .. ثم ما ترسّب في ذهنه من زمن عن ( الوهابية والوهابيين ) .. ففي أول الحديث.. اتهم (( الوهابي (( بعدد من الاتهامات يعلم الله أن دعوة (( التوحيد )) بريئة منها .... براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام !..


ورحت أحاول في حماس شديد .. أشرح له سر حملات الكراهية ، والبغضاء التي يشنها البعض على دعوة (( التوحيد )) .. وكيف أنها أحيت شعائر الشريعة ، وأصول العبادات ،




وفي ذلك القضاء على محترفي الدّجل ،

وحراس المقابر ، وسدنة الأضرحة ،

والذين يُكدّسون الأموال عاماً بعد عام ..

من بيع البركات ، وتوزيع الحسنات على طلاب المقاعد في الجنة ..

فالمقاعد محدودة والوقت قد أزف ..!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..!




ولمحت على ملامحه بعض سمـات الخير .. نظر في دهشة .. كأنه يفيق من غيبوبة ...

ورغم ذلك فقد راح يتشنج ،


ويدافع عن أهل الله الذين ينامون في قبورهم

لكن يتحكمون بأرواحهم في بقية الكـون ،

وأنهـم يدعون كل ليلة جمعة للاجتماع
عند قطب من الأقطاب ...

وحتى النساء من الشهيرات يلتقين - أيضـاً - مع الرجال الأقطاب ،

وينظرون في شؤون الكون ...!


::.. يتبع ..::






من مواضيعي في المنتدى
»» موسوي التعذيب حتى الموت بسجون إيران
»» الوهابية دعوة للفهم والدراسة / بقلم أحمد الصويان
»» ثمرات التوحيد
»» الأحواز المحتلة عام 1925م - قضية العرب المنسية
»» قصيدة / أمّن يجيبُ المضطّر !!