الموضوع: سفر برلك
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-09, 10:57 PM   رقم المشاركة : 3
الشريف الحنبلي
متى عيوني ترى عيون غاليها ؟





الشريف الحنبلي غير متصل

الشريف الحنبلي is on a distinguished road


تدمير خط سكة حديد الحجاز
كان اكبر تهديد تواجهه سكك حديد الحجاز هو البريطاني توماس إدوارد لورانس و مجموعة المتمردين العرب راكبي الجمال التي قادها و التي كانت تخرب الخط الحديدي بشن هجمات على القطارات التي تحمل الجنود الأتراك .
و استمر خط سكة حديد الحجاز في سيره بين المدينة المنورة و استانبول 9 سنوات حتى تم تدميره بعد بداية الحرب العالمية الأولى في بداية عام 1337هـ - 1919م و أواخر عام 1337هـ ، بمؤامرة من الجاسوس الإنجليزي لورانس و تنفيذ الشريف حسين و مساعدة من الأعراب القاطنين شمال الجزيرة العربية حيث خرب الخط و دمرت بعض جسوره و انتزعت قضبانه في عدة أجزاء منه .
و كانت الذريعة التي سولت للشريف حسين القيام بهذا العمل التخريبي تتمثل في إحتمال قيام "احمد جمال باشا" قائد الجيش العثماني الرابع بإستغلال خط سكة الحديد في نقل قواته لضرب الثورة العربية في عقر دارها .
و يمثل تدمير الخط حلقة البداية لتقطيع أوصال العالم الإسلامي بين المنتصرين في الحرب العالمية الأولى و بخاصة بريطانيا و فرنسا و نهاية للخلافة العثمانية الإسلامية .

جمال باشا يعين فخري باشا حاكماً عسكرياً على المدينة المنورة
عندما اراد الشريف حسين تنفيذ خطته للقيام بثورة خاطب ابنه فيصل بالشام و أخبره بكل التفاصيل و رسم له خطة إنسحابه من الشام ...كان من ضمن الخطة أن يستأن الشريف فيصل من جمال باشا حاكم الشام للذهاب إلى المدينة ليأتي بالمتطوعين من الحجاز إلى سوريا و عندما وصل الشريف فيصل إلى المدينة اجتمع بأخيه الشريف علي و اتفقا على الخروج من المدينة ..و بعد خروجهما ضموا القبائل المحيطة بالمدينة إليهم و عادوا لمحاصرة المدينة .
و عندما ادرك جمال باشا قرب بوادر الثورة و علمه بما وصله من اخبار ، عين فخري باشا حاكماً عسكرياً و بصري باشا حاكماً إدارياً للمدينة المنورة ، و إكمالاً للخديعة فبعد وصول فخري باشا إلى المدينة حاكماً عسكرياً ارسل له الأمير الشريف علي كتاباً نصه :
(بناء على الأوامر الصادرة من أبي، سيقف نقل المتطوعين إلى فلسطين و لهذا عقدت النية على العودة إلى مكة بدلاً من ضياع الوقت هنا و إني اسف لأضطراري إلى الرحيل بدون أن اودعك فالمرجو قبول عذري) .
خرج فخري باشا إلى المكان الذي تجمع فيه جيش الأشراف في الفريش (الموقع : في الجنوب الغربي من منطقة المدينة المنورة و تبعد عن منطقة المدينة : 50 كليو تقريبا) و التي عرفت بإسم (عُرضي الشريف) فلم يجد احداً ، عندها ادرك ان هناك نية من الشريف حسين و ابناؤه لمهاجمة المدينة المنورة بعد جدة و الطائف .
و فعلاً قبل إعلان الشريف حسين الثورة العربية من مكة في 9 شعبان 1334هـ جهز جيشاً بقيادة ابنيه علي و فيصل و معهم الموالون للثورة ، فقاموا بمهاجمة مراكز الجيش العثماني في اطراف المدينة و لكن قوات فخري باشا تصدت لهم و الحقت بهم عشرات القتلى ، تكرر هجوم الأشراف و لكنه فشل للمرة الثانية و عاد الشريف فيصل و و الشريف علي إلى ينبع النخل و لحقه فخري باشا و حاصره فيها و لكن بعض القبائل وقفت ضد جيش فخري إضافة إلى البوارج الإنجليزية التي كانت مساندة للأشراف فأنسحب فخري عائداً إلى المدينة لتحصينها .

و بعد الهزيمة حاول الشريف فيصل بث الروح في جيشه ففكر مع لورانس ثم افتتحا مراكز جديدة لتدريب رجال القبائل على كيفية إستعمال الأسلحة الخفيفة ، و تفجير الديناميت ، و كان الضباط الجدد يساعدونهم في تنفيذ كل ذلك .

ثم كان دور لورنس بعد هزيمة الجيوش العربية و عدم قدرتها على فتح المدينة فقرر الإشتراك شخصياً و التخطيط في الهجوم الثالث الذي تقوم به الجيوش العربية على المدينة و وضع خطة حربية مع ابناء الشريف حسين للهجوم على المدينة .

و إليكم عرضاً موجزاً لهذه الخطة الهجومية الجديدة :
يهاجم الشريف فيصل من ناحية الغرب على رأس جيش قوامه 8000 محارب ، بينما يتقدم الشريف علي نحوها بعد أن ينطلق من ميناء رابغ على رأس جيش قوامه 3000 مقاتل ، و في نفس الوقت كان من المقرر أن يقوم شقيقه الشريف زيد و هو شقيقه من والده بالهجوم على الفرقة التركية المعسكرة بالقرب من بئر عباس ، و بذلك يشغلها عن المعارك الدائرة حول المدينة المنورة . كذلك كان على الشريف عبدالله ان يتقدم بالهجوم على على المدينة من من الشرق على رأس جيش قوامه 4000 محارب و هكذا اصبح الجيش التركي في المدينة كأنه معزول عن العالم الخارجي لأنه سيكون مطوقاً من الجهات الأربع ، و رغم كل تلك الإستعدادت و الكثافة العددية فشلت الجيوش العربية في الدخول إلى المدينة او فتحها و ذلك لبسالة فخري باشا و جنوده الذين واجهوا القوة العربية بكل ضراوة مما ادى إلى ترادعها مرة ثالثة .

و بعد عودتهم إلى مكة قامت الحرب العالمية الأولى و كان هناك تدعيم خفي للشريف حسين من قبل الإنجليز ..و لم تكن زيارة الشريف حسين المتكررة إلى المدينة إلى للإطلاع على القوة العسكرية الحامية للمدينة المنورة ، حيث كان تفكير الشريف حسين و تخطيطه عندما يقوم بالثورة العربية الكبرى أن يضم المدينة إليه .

عاد الشريف علي للمرابطة مع قواته في القرى القريبة من المدينة و في المقابل قام فخري باشا بتعزيز خطوط دفاعاته و عززها بخطوط هاتفية و ضبط الأمن داخل المدينة و صادر معظم المواد الغذائية خاصة الحبوب و خزنها كما استفاد من موسم جني التمور فأمر جنوده بجمعها و ضغطها في قوالب صغيرة للمحافظة عليها و إستخدامها خلال الحصار .

و من اجل تخفيف الضغط على اهل المدينة و من اجل الصمود امام الأشراف قام فخري باشا بمهمة تنبيه اهل المدينة بالرحيل الذي كان في بداية الأمر إختيارياً ثم اصبح إجبارياً .

و من حسنات الشريف حسين عند ترحيل اهل المدينة من قبل جنود فخري باشا في المرحلة الإجبارية لم يتعرض إلى اي قطار يحملهم خلال التهجير في إتجاه تبوك و الأردن او سوريا او العراق او استانبول ، حيث ان هذا الموقف يسجل للشريف حسين و ابنائه خدمة و تقديراً للمجاورين لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، و يضمن من جهة اخرى ان لا يكون ضحايا من المدنيين خلال حصاره للمدينة ، و تفيد بعض المعلومات التي سجلتها لكبار السن ممن عايشوا تلك الفترة ان من بقي في المدينة من اهلها 140 رجل و عدة نساء فقط .

بينما تمكن العلامة الشيخ الفا هاشم الأفريقي من إقناع فخري باشا بعدم ترحيل و إخراج جماعته الأفارقة من المدينة ، حيث إستجاب فخري باشا لطلبه على ان يقف الرجال منهم بجانبه خلال الحصار و على ان يتولى الشيخ الفا هاشم إقامة الصلوات في المسجد النبوي الشريف إلا ان هذا الشرط الأخير لم يتمكن الشيخ الفا هاشم من تنفيذه إلا بداية الحصار فقط ، وعندما اشتد الحصار و اتخذ فخري باشا من المسجد النبوي ثكنة للجنود و الأسلحة و اتخذ من منائر المسجد النبوي الشريف ابراجاً للمراقبة ..تعطلت الصلوات و لم يرفع الآذان من المنائر لفترة .

شحت المواد الغذائية و ارتفعت الأسعار و تفشت الأمراض و عاشت المدينة 3 سنوات شديدة من القسوة من شهر شعبان عام 1334هـ و حتى شهر جمادى الثانية من عام 1337هـ عانى فيها اهل المدينة الجوع و المرض و الفقر و لم تقتصر الآثار السيئة للحصار على اهل المدينة فقط بل عانت منها القوات العسكرية التي انتشر بينها مرض الحمى و منهم من هرب ملتحقاً بقوات الشريف ، كما امتدت الآثار السلبية على المجتمع المدني في تناقض الغذاء و رفع الأسعار بحيث اصبح كيس الأرز يعادل قطعة ارض او قيمة بيت او قيمة بيت حيث باع احدهم منزله مقابل كيس رز و وصل الحال في المدينة إلى اكل الحيوانات النافقة و هنا ..كان امامهم خياران ..
إما القبول بهذا الوضع ..
او الهجرة خارجها..
فكان الخروج الإختياري ثم الإجباري عبر قطار الموت كما سماه البعض ..


و قلت انا (الشريف الحنبلي):
كلها هذا الإجرام و الإرهاب من الشريف حسين و ابناؤه و فخري باشا العثماني
في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم

و نظراً لما اصاب الجند من إحباط واضح ، انشأ فخري باشا سجلاً سماه (سجل إحباء الحجاز) و فيه أخذ العهد على الجنود بالبقاء في المدينة حتى النهاية ، و في محاولة منه لتهدئة نفوس الجند و تقوية عزائمهم عمل على إشغالهم بالبناء و التعمير و شق الطرق و الزراعة و حفر الآبار .. و خلال هذه الفترة توقف النشاط التجاري و حركة البيع و الشراء و قام بعض الجنود من باب العطف احياناً و بالرشوة احيانا اخرى بإخراج ما تبقى من اهل المدينة بطريقة سرية ليلاً .

يتبع...