الإستغاثة : طلب الغوث ، وطلب الغوث لا يصلح إلا من الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ؛ لأن الإستغاثة يمكن أن تطلب من المخلوق فيما يقدر عليه ( وهذا لا بأس به ) .
لكن متى تكون الإستغاثة بغير الله من الشرك الأكبر ؟!
الجواب : إذا استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله .
والسبب في ذلك أن المرء إذا استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله ؛ وهو يعلم أن هذا لا يقدر عليه إلا الله : فهذا شرك أكبر بالله _ جل جلاله _ لأن حقيقة الأمر لا يقدر عليه إلا الله .
تنبيه : قد يستغاث بالمخلوق في أمر يقدر عليه ، لكن هذا المخلوق المعين_ بعد الاستغاثة به_ لم يقدر على هذا الأمر فهذا لا يكون شركاً .
لأنه ما اعتقد في هذا الخلوق شيئا لا يقدر عليه إلا الله .
مثال ذلك : الغريق إذا استغاث بمخلوق أن ينقذه من الغرق ، وهذا المخلوق لا يحسن السباحة ، فهذا لا يكون شركاً أكبر لأن الإغاثة من الغرق يصلح _ في الغالب _ أن يكون المخلوق قادراً عليها .
أتمنى أن تكون المسألة واضحة ... وإلا أَعِد النظر فيها مرة ومرتين وثلاث وتأمل هذا الضابط فهو زبدة المسألة ( فيما لا يقدر عليه إلا الله ) فلا نقول ( فيما لا يقدر عليه ذلك المخلوق ) فبينهما فرق كبير وهو واضح في المثال أعلاه .