عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-09, 07:46 PM   رقم المشاركة : 7
سيف الدين_الهاشمي
مشرف سابق








سيف الدين_الهاشمي غير متصل

سيف الدين_الهاشمي is on a distinguished road


فصل الخطاب ببيان بطلان أحاديث الأبدال والأقطاب
الحمد لله المعز لأوليائه . المذل لأعدائه . حمداً يوجب رضوانه . ويستوهب إحسانه . والصلاة والسلام على موضح آياته . ومبلِّغ كلماته . وبعد ...
فإن من موجبات الرحمة والغفران . كشف أباطيل أهل الزيغ والبهتان . وبيان أكاذيبهم على رسولنا الكريم . وما حرفوه من أصول وفروع شرعنا القويم . إعلاءاً لكلمة الحق . وتصديقاً بوعد الصدق . (( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره )) .
قال الحافظ الجهبذ ابن القيم فى فصل عقده لأحاديث مشهورة باطلة من (( نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول ))(ص127) : (( ومن ذلك أحاديث الأبدال والأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد كلها باطلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقرب ما فيها حديث (( لا تسبوا أهل الشام ، فإن فيهم البدلاء ، كلما مات رجل منهم أبدل الله مكانه رجلا آخر )) ذكره أحمد ، ولا يصح أيضا فإنه : منقطع )) اهـ .
وأما قول الحافظ الجلال السيوطي ـ طيَّب الله ثراه ـ في (( النكت )) : (( خبر الأبدال صحيح فضلا عما دون ذلك ، وإن شئت قلت متواتر . وقد أفردته بتأليف استوعبت فيه طرق الأحاديث الواردة في ذلك )) فمن مراكب الإعتساف ، والمباعدة عن مواقع الإنصاف ، إذ ليس فيما ذكره حديثا واحداً تنتهض به الحجة لما ادَّعاه .
وأنا ذاكر بعون الله وتوفيقه جملة من الأحاديث التى ذكرَها ، ومبين آفاتِها وعللَها :
( الأول ) حديث عوف بن مالك
أخرجه الطبرانى (( الكبير ))(18/65/120) ، وابن عساكر (( التاريخ ))(1/290) كلاهما من طريق عمرو بن واقد نا يزيد بن أبى مالك عن شهر بن حوشب قال : لما فتحت مصر سبوا أهل الشام ، فأخرج عوف بن مالك رأسه من برنسه ، ثم قال : يا أهل مصر ، أنا عوف بن مالك لا تسبوا أهل الشام ، فإني سمعت رسـول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( فيهم الأبدال ، وبهم تنصرون ، وبهم ترزقون )) .
هذا الحديث كذب كأنه موضوع ، وإنما يعرف بعمرو بن واقد أبى حفص الدمشقى ؛ مولى بنى أمية ، وهو هالك تالف . قال أبو مسهر على بن مسهر : ليس بشيء كان يكذب . وقال البخارى والترمذى : منكر الحديث . وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث منكر الحديث . وقال يعقوب بن سفيان عن دحيم : لم يكن شيوخنا يحدثون عنه . قال : وكأنه لم يشك أنه كان يكذب . وقال الدارقطني والنسائى والبرقانى : متروك الحديث . وقال ابن حبان : يقلب الأسانيد ويروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك .
ومن مناكيره ، بل أباطيله وموضوعاته ، ما أخرجه الطبرانى(( الكبير ))(20/35/162) ، وابن عدى ( 5/118) والبيهقى (( شعب الإيمان ))(6/479/8974) جميعا عن عمرو بن واقد عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عن معاذ بن جبل عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال : (( من أطعم مؤمنا حتى يشبعه من سغب أدخله الله بابا من أبواب الجنة ، لا يدخله إلا من كان مثله )) .
قال ابن أبى حاتم (( علل الحديث ))(2/179/2031) : (( سألت أبي عن حديث رواه هشام بن عمار عن عمرو بن واقد ثنا يونس بن ميسرة بن حليس عن أبي ادريس عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أشبع جائعا )) الحديث بنحوه . قال أبي : هـذا حديث كأنه موضوع .
ولا أعلم روى أبو إدريس عن معاذ إلا حديثا واحدا ، وعمرو ضعيف الحديث )) اهـ .
ـــــ ... ـــــ ... ـــــ
( الثانى ) حديث عبادة بن الصامت
وله طريقان :
[ الطريق الأولى ] أخرجها أحمد (5/322) قال : ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنا الحسن بن ذكوان عن عبد الواحد بن قيس عن عبادة بن الصامت عن النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( الأَبْدَالُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ ثَلاثُونَ ، مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ ، كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَكَانَهُ رَجُلاً )) .
قال عبد الله بن أحمد : (( قَالَ أَبِي رَحِمَه الله : حَدِيثَ عَبْدِ الْوَهَّابِ هَذَا مُنْكَرٌ )) .
وأخرجه كذلك الهيثم بن كليب (( المسند )) ، والخلال (( كرامات الأولياء ))(2) ، وأبـو نعيم (( أخبار أصبهان ))(1/180) والخطيب (( تالى تلخيص المتشابه ))(1/248) ، وابن عساكر (1/292) جميعا من طريق الحسن بن ذكوان به .
قلت : وهذا حديث منكر كما قال الإمام أحمد ، وله ثلاث آفات :
( الأولى ) عبد الواحد بن قيس ، وإن وثقه ابن معين والعجلى وأبو زرعة الدمشقى ، لكنه لا يُعتبر برواية الضـعفاء عنه . قال أبو حاتم : يكتب حديـثه وليس بالقوى . قال البخارى : عبد الواحد بن قيس قال يحيى القطان : كان الحسن بن ذكوان يحدث عنه بعجائب .
وقال ابن حبان فى (( المجروحين )) : عبد الواحد بن قيس شيخ يروي عن نافع روى عنه الأوزاعي والحسن بن ذكوان ، ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير ، فلا يجوز الاحتجاج بما خالف الثقات ، فإن اعتبر معتبر بحديثه الذي لم يخالف الأثبات فيه فحسن .
وقال فى (( الثقات )) : لا يعتبر بمقاطيعه ولا بمراسيله ولا برواية الضعفاء عنه ، وهو الذي يروي عن أبي هريرة ولم يره .
( الثانية ) الانـقطاع ، فإن عبد الواحد بن قيس إنما أدرك عـروة ونـافع ، وروايته عن أبى هريرة مرسلة ، كما قال البخارى وابن حبان . فعلى هذا فهو لم يدرك عبادة بن الصامت ولم يره .
( الثالثة ) الحسن بن ذكوان يحدث عن عبد الواحد بن قيس بعجائب ، كما قال يحيى القطان وعلى بن المدينى والبخارى . وقال ابن معين : كان صاحب أوابد . وقال الأثرم : (( قـلت لأبى عبد الله أحمد بن حنبل : ما تقول فى الحسن بن ذكوان ؟ ، قال : أحاديثه أباطيل ! يروى عن حبيب بن أبى ثابت ولم يسمع من حبيب ، إنما هذه أحاديث عمرو بن خالد الواسطى )) .
ولما كان الحسن بـن ذكوان موسوماً بالتدليس مشهوراً به ، فـقد أورد له ابـن عـدى فى (( كامله ))(5/125) أربعة أحاديث دلَّسها عن عمرو بن خالد الواسطى الكذاب الوضاع .
وواحدة من هذا العلل الثلاث تكفى فى الحكم على حديث عبادة بنفى ثبوته فضلا عن صحته ، ومنه تعلم أن قول الحافظ الهيثمى (( مجمع الزوائد ))(10/62) : (( رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح غير عبد الواحد بن قيس ، وقد وثقه العجلي وأبو زرعة وضعفه غيرهما )) ، وأقره السيوطى والمناوى وغيرهما ، أبعد شئٍ عن الصواب !! ، وذلك لما ذكرناه آنفاً .
وأما قوله الحسن بن ذكوان من رجال الصحيح ، فالجواب عنه ما وصفه به الإمام أحمد من التدليس عن الكذابين ورواية الأباطيل . فإن قيل : قد أخرج البخارى له فى (( كتاب المناقب )) من (( صحيحه ))(4/139. سندى ) قال : حدثنا مسدد حدثنا يحيى ـ يعنى القطان ـ عن الحسن بن ذكوان حدثنا أبو رجاء حدثنا عمران بن حصين عـن النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ، يُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيِّينَ )) .
فربما يكتفى بعضهم بما ذكره الحافظ ابن حجر فى (( هدى السارى )) بقوله : (( والحسن بن ذكوان تكلم فيه أحمد وابن معين وغيرهما ، وليس له فى البخارى سوى هذا الحديث برواية القطان عنه مع تعنته فى الرجال ، ومع ذلك فهو متابعة )) ! .
وأقـول : وتمام هذا التوجيه وكماله أن نقول :
(1) أن الحسن بن ذكوان قد صرَّح فى الحديث بالسماع ، فانتفت تهمة تدليسه .
(2) أن كون الحديث من رواية يحيى القطان عنه ، وهو أعرف الناس بما يصح من حديثه ، وما ينكر ، فهو من صحاح حديثه . وقد قال أبو أحمد بن عدى : (( أن يحيى القطان حدَّث عنه بأحرفٍ ، ولم يكن عنده بالقوى )) .
ومما يفيده هذا التوجيه : أن انتقاء الصحيح من أحاديث الضعفاء والمجروحين هو مما توافرت عليه همم الجهابذة النقاد أمثال : يحيى بن سعيد القطان ، وعبد الرحمن بـن مهدى ، ويحيى بـن معين ، والبخارى ، وأبى حاتم وغيرهم من أئمة هذا الشأن
.
[ الطريق الثانية ] أوردها ابن كثير (( التفسير ))(1/304) من طريق ابن مردويه قال : حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن جرير بن يزيد حدثنا أبو معاذ نهار بن عثمان الليثي أخبرنا زيد بن الحباب أخبرني عمرو البزار عن عنبسة الخواص عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الأبدال في أمتي ثلاثون ، بهم ترزقون ، وبهم تمطرون ، وبهم تنصرون )) ، قال قتادة : إني لأرجو أن يكون الحسن منهم .
قال الحافظ الهيثمى (( مجمع الزوائد ))(10/63) : (( رواه الطبرانى من طريق عمرو البزار عن عنبسة الخواص ، وكلاهما لم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح )) .
قلت : ومع جهالة رواته عن قتادة ، فقد خولفوا على رفعه . رواه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف نا سعيد بن أبى عروبة عن قتادة قال : لن تخلو الأرض مـن أربعين ، بهم يغاث الناس ، وبهم تنصرون ، كلما مات منهم أحد أبدل الله مكانه رجلاً .
أخرجه هكذا ابن عساكر (( التاريخ ))(1/298) من طريق عمران بن محمد الخيزرانى عن عبد الوهاب به .
وتأتى بتوفيق الله وعونه بقية الأحاديث .







التوقيع :
عن فضيل بن مرزوق سمعت ابا محمد الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب يقول لرجل من الرافضة( إن قتلك قربة إلى الله فقال إنك تمزح فقال والله ما هو مني بمزاح) قال مصعب الزبيري كان فضيل بن مرزوق يقول سمعت الحسن ابن الحسن يقول لرجل من الرافضة (أحبونا فإن عصينا الله فأبغضونا فلو كان الله نافعا أحدا بقرابته من رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png بغير طاعة لنفع أباه وأمه) وروى فضيل بن مرزوق قال سمعت الحسن يقول دخل علي المغيرة بن سعيد يعني الذي أحرق في الزندقة فذكر من قرابتي وشبهي برسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وكنت أشبه وأنا شاب برسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ثم لعن أبا بكر وعمر فقلت ياعدو الله أعندي ثم خنقته والله حتى دلع لسانه توفي الحسن بن الحسن سنة تسع وتسعين وقيل في سبع وتسعين وقيل كانت شيعة العراق يمنون الحسن الإمارة مع أنه كان يبغضهم ديانة
(( إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ))
من مواضيعي في المنتدى
»» الزميل المنزه لجمع الكلمة هنا للنقاش ان تكرمت
»» تشابهت قلوبهم
»» علي جمعة والشيعة والسنة
»» مالكم كيف تحكمون ؟
»» الى الزملاء المخالفين