عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-11, 08:30 PM   رقم المشاركة : 8
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


أحسن الله تعالى إليكم وغفر الله لكم ذنوبكم إخواني أهل السنة أهل الحق والنور , لا يخفى عليكم منزلة إبن تيمية رحمه الله تعالى رحمة واسعة عند العلماء , كذلك في خدمة هذا الدين فقد أخذل الله على يديه رحمه الله ورضي عنهُ الكفار والضالين , فنصر الدين وأقام السنة ونقاها من شذوذ المضلين , فكان على الصوفية والأشاعرة , وكان على القبورية والرافضة حتى ألف أعظم ما ألف في الرد على الرافضة ولازالوا يبكون منهُ إلي الآن والله المستعان , فكان علم من أعلام الدين وسيداً نقياً عالماً مهذباً قوياً في الرد على المبتدعين رحمه الله تعالى ورضي عنهُ في الدنيا والآخرة , فقد كان للأمة معلماً ومنقياً للسنة من بدع الصوفية وأهل الضلال .

[ تقي الدين أحمد تقي الدين أبو العباس بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني ] العالم الجهذب المفسر المجتهد الأمين النقي الصادق المحدث , المجدد قاهر البدعة ومجدد الدين علم الأعلام رضي الله عنهُ وجعلني الله شعرة في لحيتهِ , أو ذرة رملٍ في نعالهِ لكان ذلك أحب إلي من الدنيا وما فيها .

وأحمدهُ تعالى وأصلي وأسلم على الحبيب محمد وعلى أله الطبيبين الطاهرين وصحابتهِ الغر الميامين المجاهدين المنافحين عن هذا الدين وأسألهُ تعالى أن يثبتنا وإياكم على هذا الدين وأن يحشرنا في زمرتهم وأن يجعلنا ولو ننصر هذا الدين كما نصروهُ ولو بالشيء القليل , وأقول عجباً لأقوامٍ طعنوا في علم الدين وجهلوا قدرهُ ما أكثر الطاعنين فيه من الصوفية وغيرهم والله المستعان , وكانت من إبن حجر المكي رحم الله تعالى زلةً فكان أن طعن في إبن تيمية وإبن القيم الجوزية ولنا وقفات عليها .

قال المزي في تهذيب الكمال الجزء الأول :
وكانت شخصية الإمام ابن تيمية قد اكتملت في نهاية القرن السابع الهجري ، فأصبح مجتهدا له آراؤه الخاصة التي تقوم في أصلها على اتباع آثار السلف ، وتنقية الدين من الخرافات ، والمعتقدات الطارئة عليه ، وابتدأ منذ سنة 698 يدخل في خصومات عقائدية حادة مع علماء عصره المخالفين له ( 70 ) ، ويقيم الحدود بنفسه ( 71 ) ، ويحارب المشعوذين ( 72 ) ، ويمنع من تقديم النذور لغير الله ( 73 ) ، ويريق الخمور ( 74 ) ، ونحو ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وظهرت شخصية الإمام ابن تيمية السياسية في الحرب الغازانية سنة ( 699 ) بعد هزيمة الجيوش المصرية والشامية أمام غزو غازان سلطان المغول في موقعة الخزندار ، فقد قابل ابن تيمية غازان وكلمه كلاما شديدا ، وعمل على ثبات البلاد حينما خلت من الجيوش القادرة على رد الغزو المدمر ، فكان يدور على الأسوار يحرض الناس على الصبر والقتال ، ويتلو عليهم آيات الجهاد والرباط ، وأقام معسكرات التدريب في كل مكان ومنها المدارس ، فكان المحدثون والفقهاء يتعلمون الرمي ، ويستعدون لقتال العدو ( 75 ) . ثم سافر إلى مصر يحض الدولة والناس على القتال حتى تمكن في سنة ( 702 ) من رص الصفوف ، وتوحيد القلوب ، وتحديد الهدف .

قلتُ : حق للعاقل أن يبكي من هذه السيرة المشرفة , وهذه المكانة العظيمة , فمن ( الجهاد ) إلي ( التحريض عليه ) ومن ( محاربة المشعوذين ) إلي ( محاربة النذر لغير الله ) فلله در إبن تيمية كم كان جبلاً لا يتزحزح في الحق ويتكلم فيه أينما وقعت قدمهُ فرحمك الله شيخنا وبركة زماننا وأدخلك الجنة مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع من كنت تدافع عنهم رضي الله عنهم أجمعين وألحقنا الله بك وأرانا وجهك يوم القيامة مبشراً بالخير مبيضاً يوم أن تسود الوجوه شيخنا فرحمك ربي .

أولاً : [ إسمهُ ونسبهُ ] رضي الله عنهُ ورحمهُ .

هو أحمد تقي الدين أبو العباس بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني .

وذكر مترجموه أقوالاً في سبب تلقيب العائلة بآل (تيمية) منها ما نقله ابن عبد الهادي رحمه الله : (أن جده محمداً كانت أمه تسمى (تيمية)، وكانت واعظة، فنسب إليها، وعرف بها.

وقيل: إن جده محمد بن الخضر حج على درب تيماء، فرأى هناك طفلة، فلما رجع وجد امرأته قد ولدت بنتاً له فقال: يا تيمية، يا تيمية، فلقب بذلك) . قلتُ : ولعلني أختصر هذه المسألة فلا يخفى من هو إبن تيمية رحمه الله تعالى على البشرية جمعاء , فكان الحق أن نذكر إسمهُ ونسبهُ وأما ما وقع في حياتهُ فهو لا يخفى عليكم فقد كان مجاهداً رضي الله عنهُ , عالماً منافحاً ذكياً فطناً وقد أوذي في الله كثيراً وصبر رحمه الله تعالى , وحق له الصبر لما سينولهُ بإذن الله تعالى من الفضل والمكانة العظيمة عند الله جل في علاه , ولقي إبن تيمية رحمه الله تعالى أصحاب النبي بعدما دافع عنهم طيلة حياتهِ .

اللهم ثبتنا وصبرنا على منهجهِ وما سار عليه .

في ليلة الاثنين لعشرين من ذي القعدة من سنة (728هـ) توفي شيخ الإسلام بقلعة دمشق التي كان محبوساً فيها، وأُذن للناس بالدخول فيها، ثم غُسل فيها وقد اجتمع الناس بالقلعة والطريق إلى جامع دمشق، وصُلي عليه بالقلعة، ثم وضعت جنازته في الجامع والجند يحفظونها من الناس من شدة الزحام، ثم صُلي عليه بعد صلاة الظهر، ثم حملت الجنازة، واشتد الزحام، فقد أغلق الناس حوانيتهم، ولم يتخلف عن الحضور إلا القليل من الناس، أو من أعجزه الزحام، وصار النعش على الرؤوس تارة يتقدم، وتارة يتأخر، وتارة يقف حتى يمر الناس، وخرج الناس من الجامع من أبوابه كلها وهي شديدة الزحام . ( فرحم الله شيخ الزمان وبركة الزمان إبن تيمية ) رحمه الله رحمةً واسعة .

ثانياً : [ ما ألفهُ رضي الله عنهُ ] وهي كثيرة .

يصعب حقيقة التحقيق في ما كتب إبن تيمية ولا إحصاؤها لما كانت عليه من الكثرة وما كان كثرة ما كتبهُ رحمه الله تعالى ورضي عنهُ فكان من أعلام الدين وشهد لهُ علماء عصرهِ بأنهُ لم ولن يولد من هو مثلهُ , وصدقوا رحمهم الله أجمعين , فمن ولد مثل إبن تيمية رحمه الله تعالى في العلم وفي الدين , بل حوى رحمه الله تعالى كل العلوم [ تفسير , حديث , عقيدة , فقه ] وما إلي ذلك حتى برع رحمه الله تعالى في السياسة وكان من كبار الداعين إلي الجهاد ضد المغول فجاهد وقاتل ضدهم رضي الله عنهُ ومات بعدما حبس بحقد الحاقدين من الضالين فمات هناك وخرج من عندهِ أعلام الأمة وجهابذة الدين وأعلام الأمة في علمهم ودينهم ولا يخفى ذلك فلله العجب .

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي (ت - 795هـ) رحمه الله:
(وأما تصانيفه رحمه الله فهي أشهر من أن تذكر، وأعرف من أن تنكر، سارت سير الشمس في الأقطار، وامتلأت بها البلاد والأمصار، قد جاوزت حدّ الكثرة فلا يمكن أحد حصرها، ولا يتسع هذا المكان لعدّ المعروف منها، ولا ذكرها) .

وذكر ابن عبد الهادي (ت - 744هـ) رحمه الله أن أجوبة الشيخ يشق ضبطها وإحصاؤها، ويعسر حصرها واستقصاؤها، لكثرة مكتوبه، وسرعة كتابته، إضافة إلى أنه يكتب من حفظه من غير نقل فلا يحتاج إلى مكان معين للكتابة، ويسئل عن الشيء فيقول: قد كتبت في هذا، فلا يدري أين هو؟ فيلتفت إلى أصحابه، ويقول: ردوا خطي وأظهروه لينقل، فمن حرصهم عليه لا يردونه، ومن عجزهم لا ينقلونه، فيذهب ولا يعرف اسمه. بل عرف إسمهُ رغماً عن المناضلين لكي يتركوا كتبه ويمنعوها وكان رحمه الله تعالى قد كتب وألف وجمع حولهُ من المساجين وإهتدوا إلي ما كان عليه رضي الله عنهُ .

1 - الاستقامة: تحقيق د. محمد رشاد سالم. طبع في جزئين.
2 - اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم: تحقيق د. ناصر العقل طبع في جزئين.
3 - بيان تلبيس الجهمية: حقق في ثمان رسائل دكتوراه، بإشراف شيخنا فضيلة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله الراجحي.
4 - الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح: طبع بتحقيق د. علي بن حسن بن ناصر، ود. عبد العزيز العسكر، ود. حمدان الحمدان، وكان في الأصل ثلاث رسائل دكتوراه .
5 - درء تعارض العقل والنقل: طبع بتحقيق د. محمد رشاد سالم في عشرة أجزاء، والجزء الحادي عشر خُصص للفهارس .
6 - الصفدية: تحقيق د. محمد رشاد سالم، طبع في جزئين.
7 - منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية: تحقيق د. محمد رشاد سالم، وطبع في ثمانية أجزاء، وخصص الجزء التاسع منه للفهارس .
8 - النبوات: مطبوع .
وله من الكتب والرسائل الكثير جداً مما طبع بعضه مستقلاً، وبعضه في مجاميع كبيرة وصغيرة، والكثير منه لا يزال مخطوطاً سواء كان موجوداً أو في عداد المفقود . هذه بعض الكتب التي ألفها إبن تيمية رحمه الله تعالى , وهي من أعظم الكتب وأجلها عند أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين فكانت أجلها وأقواها , وكان جميل كتابهِ منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية , وأصل وفصل فيه فكانت له الحنكة والبراعة في الرد على القوم وأقصى شبههم فرضي الله عنهُ ورحمه رحمة واسعة .

وقد أورد بعض الأقوال قبل أن أوثقها في إبن تيمية رحمه الله تعالى .

ثالثاً : [ ثناء أهل العلم على إبن تيمية رحمه الله تعالى ] .

قال العلامة كمال الدين بن الزملكاني (ت - 727هـ) : (كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحداً لا يعرفه مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم، سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله، والمنسوبين إليه، وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف، وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين ) .


وقال أيضاً فيه: (اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها) .

وكتب فيه قوله:
ماذا يقول الواصفون له *** وصفاته جلّت عن الحصر
هو حجة لله قاهرة *** هو بيننا أعجوبة الدهر
هو آية للخلق ظاهرة *** أنوارها أربت على الفجر .

قلتُ : لله در الزملكاني في أبيات الشعر التي نظمها , وقد صدق رحمه الله تعالى , هو حجة الله قاهرة وأعجوبة الدهر , وآية الله على الخلق نورها صاح وبان في الفجر , فكان من أهل العلم من يستفيد منهُ ومن لا يستطيع الكلام في حضورهِ فكان رحمه الله تعالى من أعلام هذا الدين فصنف وكتب وأفاد ودعى وجاهد , فمن مثلهُ من الأمة في هذا العلم وفي هذا الدين سبحانك الله ما خلق مثلهُ يوماً في زمانهِ ولا بعدهُ , وهو الحق في العلم والفقه والتقى فقد كان تقياً ورعاً عابداً زاهداً مجاهداً . والله الموفق .

وقال ابن دقيق العيد رحمه الله : (لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلاً العلوم كلها بين عينيه، يأخذ منها ما يريد، ويدع ما يريد) . قلتُ : ومن لا يعرف إبن دقيق العيد , فهو من أعلام الامة وأكابر العلماء في ذلك الوقت , وقد أثنى على إبن تيمية , فمن مثلهُ ولم يرى مثله جمع كل العيون بين عينيه يأخذُ منها ما يريد ويترك ما يريد رضي الله عنك يا إبن تيمية , وعن إبن دقيق العيد وأعلام الأمة من أهل الحق .

وقال أبو البقاء السبكي : (والله يا فلان ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى، فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به) ، وحين عاتب الإمام الذهبي (ت - 748هـ) الإمام السبكي كتب معتذراً مبيناً رأيه في شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله:

(أما قول سيدي في الشيخ، فالمملوك يتحقق كبر قدره، وزخاره بحره، وتوسعه في العلوم الشرعية والعقلية، وفرط ذكائه واجتهاده، وبلوغه في كل من ذلك المبلغ الذي يتجاوز الوصف، والمملوك يقول ذلك دائماً، وقدره في نفسي أعظم من ذلك وأجل، مع ما جمع الله له من الزهادة والورع والديانة، ونصرة الحق والقيام فيه، لا لغرض سواه، وجريه على سنن السلف، وأخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى، وغرابة مثله في هذا الزمان بل من أزمان) . فالحمدُ لله تعالى على نعمة السنة .


وأما ثناء الإمام الذهبي على شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فهو كثير، وذِكر ثناء الإمام الذهبي على ابن تيمية هو الغالب على من ترجم لشيخ الإسلام ابن تيمية، وعلى مواضع ترجمة ابن تيمية في كتب الإمام الذهبي، ولعلي أذكر بعض مقولات الإمام الذهبي في ابن تيمية، ومنها قوله:


(ابن تيمية: الشيخ الإمام العالم، المفسر، الفقيه، المجتهد، الحافظ، المحدث، شيخ الإسلام، نادرة العصر، ذو التصانيف الباهرة، والذكاء المفرط) . فرحم الله إبن تيمية ورحم الله الذهبي , فقد صدق رحمه الله تعالى رحمة واسعة , فهو شيخ الإسلام النادر القاهر بإذن الله تعالى , على المبتدعين والضالين فلا يطعن فيه إلا جاهل أو ضيق البصر .

قال الشوكاني رحمه الله : [ إمام الأئمة المجتهد المطلق ] فرحمهم الله أجمعين .

وحق للمرء أن يتعجب من سيرة هؤلاء السلف الصالحين , ورضي الله عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين , فقد كان علم الإسلام وشيخهِ وكان مجتهداً مطلقاً شهد له القاصي والداني بالعلم فكيف بالطاعن فيه وصدق إبو البقاء السبكي حين قال : (والله يا فلان ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى، فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به) صدق وربي في قولهِ هذا وسنبين بإذن الله تعالى هؤلاء الفئة من الناس فلله العجب كيف يطعن في إبن تيمية رحمه الله تعالى والله ما يطعن فيه إلا جاهل .يتبع بإذن الله تعالى الكلام في المتكلمين في حق إبن تيمية رحمه الله تعالى .







التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» في دين الرافضة : ضل عليه السلام بأن خالف كتاب الله
»» الإصدار الثاني / قوالبُ الثلج في حال أبي بلج (pdf + word )
»» نظرات في حديث يكون في أصحابي إثنى عشر منافقاً
»» البرهان هل أخرج النبي مرتكب الكبيرة من الإسلام ؟؟
»» تعستم تقارنون مزبلة " الكافي " بـــ " كتاب الله " لأجل عُفير عليكم لعائن الله أجمعين