[سيف الدين_الهاشمي]

بسم الله الرحمن الرحيم
الفاضل الشافعي حياك الله .
اشكرك على ادبك وحسن ظنك بالعبد الفقير وشدتني منك عبارة جد رائعة نسأل الله ان تكون هي اساس الحوار بيننا الا وهي :
لنتحاور بموضوعيه وحياد
ابتغاء وجه الله ان شاء الله ..
وانا اشد على يديك واشهد الله اني اتحاور معك بتجرد لان الحق احق ان يتبع وارجو وانا احسن الظن بك ان تكون كذلك ان شاء الله ...
ايها الفاضل الكريم ....
ليس خلافنا حول فضل حفظ القرآن وكل ما استشهدت به اقر عليه وزيادة قوله صلى الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه) .
ويجب ان الفت انتباهك الى نقطة هامة .
ان العبرة ليست بالحفظ فقط بل بالعلم وتدبر المعاني والفهم والعمل به ..
فهاهو الصحابي الجليل ابن مسعود الذي امرنا النبي صلى الله عليه وسلم ان نقرا القرآن على قرائته يقول كما نقل القرطبي في التذكار قوله رضي الله عنه (ليس حفظ القرآن بحفظ الحروف، ولكن إقامة حدوده)
وايضاص ما ذكره ابو حامد الغزالي رحمه الله في احياء علوم الدين عن ابن مسعود رضي الله عنه ايضاً قوله (أنزل القرآن ليعملوا به فاتخذوا دراسته عملاً، إن أحدكم ليقرأ القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفاً وقد أسقط العمل به )
فوجب التدبر بالحال قبل المقال يا رعاك الله وهذا هو فهم السلف منه فالحفظ دون العلم والتفقه والعمل لايغني فالقرآن حجة لك او عليك ولا يكون لك الا بعلم ولا يكون عليك الا بجهل ..
ومن ثم يجب ان نعرف ان ليس كل من قرأ القرآن وحفظه هو فقيه !!
بل تأمل قول شيخ التابعين رحمه الله الحسن البصري حيث يقول (أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: لقد قرأت القرآن كله فما أسقطت منه حرفاً، وقد (والله) أسقطه كله. ما يُرى له القرآن في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نفس، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة. متى كانت القراءة مثل هذا؟ لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء)
[الزهد لابن المبارك ص 274].
فتأمل ان فرق بين القراء والعلماء والحكماء ..
وهذا ما تتحدث عنه الجملة التي نسبتها لمالك رحمه الله.ز
من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق..
فان حفظ القران الشريف هو بداية اي طالب علم ولكنه ليس منتهاه .
فاذا قسنا بقولك هذا ان الفقه يقتصر على الحفظ فقط لاصبح كثير من هذه الامة ينازعون البدوي في ولايته بل هم خير منه .
فهاهو الشافعي رحمه الله كان يفتي وهو في الثانية عشر من عمره فاين البدوي من الفقه وهو لم يتفقه بل حفظ القرآن واكتفى به ....
فياايها الفاضل اذكرك بقولك الاول التجرد من اجل الله تعالى ..
فاين فقه البدوي وعلمه الذي ظهر من خلال حفظه القرآن لو تماشينا واكتفينا جدلاً بان هذا منتهى الفقه الحفظ له فقط ...
فليس له فتاوى ولا كتب ولا اثرة من علم تروى عنه ..
بل اين هو من السنن والحديث ؟!
بل اين هو من الفقه ..
واذكرك فضل القرآن عظيم ولكن لمن عمل به وفقه احكامه .
وما علمنا هذا من البدوي ولا شهد له احد بها ..
فعوداً على بدء
هل تنطبق عليه هذه المقولة ام لا؟!
ويجب توضيح ما ينفي عنه الجهالة في هذا الامر باقوال اهل المعاصرين المشهود لهم بالثقة مع السند لما يروى عنهم..
هذا والله المستعان