عرض مشاركة واحدة
قديم 16-11-11, 02:48 PM   رقم المشاركة : 7
لن أنطق إلا بالحق
اباضي






لن أنطق إلا بالحق غير متصل

لن أنطق إلا بالحق is on a distinguished road


لقد خاض في هذه الفتنة كثير من الكتاب ومن مذاهب متعددة فلم يخل من ذلك مذهب من مذاهب المسلمين بما فيهم الأباضية وأهل السنة والشيعة ولا يعني ذلك بأنه رأي مذاهبهم, وأما ما تود إثباته بأن ما تدعيه هو رأي الأباضية في سيدنا عثمان فذلك مردود, وقد جئناكم بكلام الكثير من علماء الأباضية فيه وهم أعلم بمذهبهم منكم ولكن تركتم صريح قولهم واخذتم بما لم يصرحوا به لحاجة في نفوسكم, أما ما أوردته من كتاب الشماخي يرحمه الله ففي مذهبكم ممن لهم وزنهم عندكم وعندنا خاضوا مثله في فتنة الصحابة رضوان الله عليهم فلماذا انحصر النكير على الشماخي دون غيره, وأما على تقريظ سماحته للكتاب فلا تنسى أن سماحته قد صرح بغير ما اتهمته به أنت ,فهل تقريظ كتاب الشماخي الذي يحتوي على الكثير من المعلومات غير الكلام عن الخليفة الثالث أدل على موقف سماحته من صريح كلامه.

ثم ما قولكم فيمن تكلم فيما حدث من الفتنة في زمن الصحابة رضوان الله عليهم وخاض فيها وأيد بعضا منهم وجرح البعض وكان مقصده بيان الحق فأخطأ طريق بيانه؟

هل هو كافر كفرا ينقله عن الملة؟
أم هو كافر كفر نعمة -بمنزلة الفاسق عندكم- لم ينتقل عن الملة؟
أم هو مخطيء على حسب ما خاض في شأنهم بالسلب؟
ام هو شنيع إن أتى به غير أهل السنة؟

لو كنت أكيل التهم جزافا كما يفعل الجاهل لاتهمتكم بما اتهمتمونا به ولكن لا يجني فاعلها إلا الإثم والتفريق بين المسلمين.


وهذا هو رأي سماحته للعلم,

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربالعلمين كما ينبغي لجلال وجهه وكماله والصلاة والسلام على أفضل خلق الله وعلى آلهوصحبه أجمعين أم بعد :
فهناك أسئلة وصلتني من أحد الأخوة الذين يدرسون فيالولايات المتحدة الأمريكية وقد كانت رغبته أن تكون الإجابة على هذه الأسئلة كتابيةوهي رغبتي لولا أن الأشغال تحول بيني وبين الكتابة لذلك آثرت تسجيل الأجوبة،،،
يقول في سؤاله الأول : من بعض النقاط التي طالما تجول في خاطري وتثيرالتساؤل في ذهني نقطة موقف الإباضية من عثمان وعلي رضوان الله عليهما ولا أخفي عليكأني أكن لهما حبا عظيما كما أكن لأبي بكر وعمر رضوان الله عليهما وهذا يخلق نوعا منالتضارب في ذهني بينما عرفت من عمر وأبي بكر وعلي وعثمان رضي الله عنهم وبينما أسمعمن رأي الإباضية في هذا الموضوع.
*
الجواب :
أنني أعتقد أن لإصحاب رسول اللهصلى الله عليه وسلم منزلة كبرى فقد أثنى الله تعالى عليهم في كتابه في قوله : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِرُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَاللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَمَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَشَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَلِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الفتح29وأثنى الله تعالىعليهم في قوله : {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَتَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَعَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً }الفتح18 وفي قوله تعالى : {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْوَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَاللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }الحشر8وإنني لحريص جدا علىالدخول في ضمن الذين قال الله تعالى عنهم: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْيَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَابِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَاإِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحشر10.
وإنني أعتقد أن أحدنا لو أنفق مثل جبل أحدذهبا لما ساوى ذلك مد أحدهم أو نصيفه كما أخبر عن ذلك الرسول صلى الله عليه وسلموإنني لحريص جدا على طي صفحة الفتنة التي كانت بينهم ولم أكن أريد أن يتحدث لسانيأو أن يكتب قلمي شيئا عن تلك الفتن عملا يقول الله سبحانه وتعالى : {تِلْكَ أُمَّةٌقَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّاكَانُوا يَعْمَلُونَ }البقرة134وهذا المبدأ الذي أعلنه الخليفة العادل عمر بنعبدالعزيز إذ قال : ( تلك دماء طهر الله منها أسنتنا أفلا نطهر منها ألسنتنا ). وهونفسه الذي قاله الإمام نور الدين السالمي – رحمه الله - وذلك حين قال :
فما مضىقبلك ولو بساعة *** فدعه ليس البحث عنه طاعة
وفي قوله :
نحن الألى نسكت عنمن قد مضى *** ولا نعد الشتم دينا يرتضى
فهذه بلادنا لا تلقى *** فيها لسبالصحب قد تلقا
وهكذا كل بلاد المذهب *** مع كل عالم ومع كل غبي
جاهلنا لايعرف الخلافا *** بينهموا حتى الممات وافا
وعالم بالإختلاف يمضي *** بالسر مايلزمه من فرض
إلى آخر ما قال – رحمه الله - .
وإذا كنت أكره شيئا من التاريخفإنني أكره ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدت إلى تفريق هذه الأمة أشلاءممزعة حتى طمع فيها عدوها ولو كان بالإمكان محو آثار هذه الدمغات السوداء من صحائفالتاريخ ومن أذهان الناس لفعلت لتعود الوحدة بين هذه الأمة ولكن أنى لي أن أعمل ذلكوالقدر قد كتب ما كتب والله سبحانه وتعالى لا راد لحكمه ولا معقب له وكل ما يحدث فيهذه الوجود إنما هو بقضاء وقدر منه سبحانه وتعالى .
ولست هنا بصدد الحكم في تلكالفتنة العمياء ولا على أحد ممن خاضوا في تلك الفتنة أوممن أصيب بشيء من شررهاوإنما كل ما اريده الآن هو دفع التهم التي توجهع إلى الإباضية لأنهم يعادون بعضأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وينالون من كرامتهم والذي أريد أن أقول أنالإباضية ليسوا وحدهم في هذا الميدان فكثير من الناس تحدثوا عن تلك الفتنة ودونواما حدث فيها وقد كان موقف الإباضية كموقف غيرهم الذين تحدوا الحقيقة مجرد ذكر تلكالأحداث العظيمة التي وقعت في ذلك العصر ولا ريب أن الخلافة الإسلامية قد ولج إليهاما ولد بعد ما كبر الخليفة الثالث واستولى الرجل على أمره كما أثبت ذلك المؤرخونوكان على رأس هؤلاء الذين أوقدوا هذه الفتنة مروان بن الحكم ابن طريد الرسول صلىالله عليه وسلم ونحن اذا جئنا نتدبر ما قاله القائلون وما كتبه الكاتبون وجدنا أنالناس غير راضين عن تلك الفتنة فلنستمع إلى أحد الخطباء ألقى خطبته أمام الخليفةالعادل عمر بن عبدالعزيز – رضي الله عنه – وهو عبدالله ابن الأهتم الذي وفد معالوافدين إلى الخليفة العادل بعد ما ولي الخلافة ولم ير الخليفة إلا وعبدالله ابنالأهتم يخطب بدون استئذان منه حمد الله تعالى في خطبته واثنى عليه وصلى على النبيصلى الله عليه وسلم وما واجهه من تحديات من قبل قومه ثم ذكر الخليفة الأول ثم ذكرالخليفة الثاني ثم قال بعد ذلك ثم إنا والله لم نجتمع بعدها إلا على ضلع أعوج وهذهالخطبة موجودةى في الجزء الرابع من كتاب العقد الفريد لإبن عبدالربي وموجودة أيضافي البيان والتبيين أما العقد الفريد فهي في الجزء الرابع في الصفحة الرابعةوالتسعين وكلامه يعنى :
انتقاد الأوضاع بعد عهد الخليفتين أبي بكر وعمر وكذلكجاء في كثير من الكتب ذكر بعض الأحداث التي وقعت في عصر الخليفة الثالث عثمان بنعفان بعد ما بلغ من الكبر عتيا وتدخل مروان بن الحكم في أمر المسلمين ولنسمع إلى مايقوله إبن قتيبة في كتاب الإماة والسياسة فهو يقول في الجزء الأول من هذا الكتابصفحة 35 تحت عنوان لماذا نفر الناس على عثمان قال :
وذكروا أنه اجتمع الناس منأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكتبوا كتابا ذكروا فيه ما خالف فيه عثمان من سنةرسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة صاحبيه وما كان من هبته خمسه افريقية لمروانوفيه حق الله ورسوله زمنهم ذوي القربى واليتامى والمساكين وما كان من تطاوله فيالبنيان حتى عدوا سبع دور بناها في المدينة دارا لنائلة ودارا لعائشة وغيرها منأهله وبناته وبنيان مروان القصور وعمارة الأموال بها من الخمس الواجب لله ولرسولهوما كان من افشاء العمل و الولايات فغي أهله وابن عمه من بني أمية أحداث وغلمه لاصحبة لهم بالسول ولا تجربة لهم بالأمور وما كان من الوليد بن عقبة من الكوفة إذ صلىبهم الصبح وهو أمير عليها سكران أربع ركعات ثم قال إن شئتم أزيدكم صلاة زدتكموتعطيه إقامة الحد عليه وتأخيره ذلك عنه وتركهم المهاجرين والأنصار ولا يستعملهمعلى شيء ولا يستشيرهم واستغنى برأيه عن رأيهم وما كان من الحمى الذي حمى حولالمدينة وما كان من اظهار القطائع والأرزاق والعطيات على أقوام بالمدينة ليست لهمصحبة بالنبي عليه الصلاة والسلام ثم لا يغزونا ولا يذبون وما كان من مجاوزتهالخيزران إلى السوط وأنه أول من ظرب بالسياط ظهور الناس وإنما كان ضرب الخليفتينقبله بالدرة والخيزران ثم تعاهدج القوم ليدفعون الكتاب في يد عثمان وكان ممن حضرالكتاب عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وكانوا عشرة فلما خرجوا بالكتاب ليدفعوه فييد عثمان والكتاب في يد عمار جعلوا يتسللون عن عمار حتى بقي وحده فمضى حتى أتى دارعثمان فاستئذن عليه فأذن له في يوم شاتم فدخل عليه وعنده براد بن الحكم وأهله منبني أمية فدفعها إليه الكتاب فقرأه فقال له أأنت كتبت هذا الكتاب قال : نعم قال : ومن كان معك قال : كان معي نفر تفرقوا فرقا منك قال : ومن هم : قال : لا أخبرك بهمقال : فلم اجترءت من بينهم فقال : مراوان يا أمير المؤمنين إن هذا العبد الأسوديعني عمار – قد جر عليك الناس وإنك إن قتلته نكلت به من وراءه قال عثمان : اضربوهفضربوه وضرب عثمان معهم حتى فتقوا بطنه فأغشي عليه فجروه حتى طرحوه عند باب الدرفأمرت به أم سلمه زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأدخل منزلها وغضب فيه بني المغيرةوكان حليفهم فلما خرج عثمان لصلاة الظهر عرض له الوليد بن المغيرة فقال أم والله لومات عمار لأقتلن به رجلا عظيما من بني امية فقال عثمان لست هناك إلى آخر ما جاء فيكلامه ،، وهذا موجود في الصفحة 35 و33 من الجزء الأول من كتاب الإمامة والسياسةوليس هو من مؤلفات الإباضية وإذا جئنا إلى أعلام الفكر الإسلامي في هذا العصرالحاظر نجد كثيرا منهم أيضا تناولوا هذه الفتنة وتحدثوا عما جرى فيها بكل جرءه ومنبين هؤلاء شهيد الإسلام الأستاذ : سيد قطب في كتابه العدالة الإجتماعية في الإسلامولنستمع بعض ما قاله الإستاذ سيد قطب في صفحة 210 من الكتاب المذكور يقول هذاالتصور لحقيقة الحكم قد تغير شيئا ما ما دون شك على عصر عثمان وإن بقي في سياجالإسلام لقد أدركت الخلافة وهو شيخ كبير ومن وراءه مروان بن الحكم يصرف الأموربكثير الإنحراف عن الإسلام كما أن طبيعة عثمان الرخية ووحبه الشديد على أهله قدساهم كثيرا في صدور تصرفات أنكرها الكثير من الصحابة من حوله وكانت لها معقباتكبيرة وأثار في الفتنة التي عانى منها الإسلام كثيرا مانح عثمان من بيت المال زوجابنته الحارث بن الحكم يوم عرسه مائتي ألف درهم فلما أصبح الصباح جاء زيد بن أرقمخازن مال المسلمين وقد بدى في وجهه الحزن وترقرقت في عينيه الدموع فسأله أن يعفيهمن عمله ولما عرف السبب وعلاف أنه عطيته لصهره من مال المسلمين قال مستغربا أتبكييا ابن ارقم أن قد وصلت رحمي فرد الرجل الذي يستشعر روح الإسلام لا يا أميرالمؤمنين ولكني أظن أنك أخذت هذا المال عوضا عن ما كنت أنفقته في سبيل الله في حياةالرسول صلى الله عليه وسلم والله لو أعطيته مائة درهم لكان كثيرا فغضب عثمان علىالرجل الذي لا يطيق ضميره هذه التوسعه من مال المسلمين على أقارب خليفة المسلمينوقال له ألق بالمفاتيح يا ابن أرقم فإنا سنجد غيرك والأمثلة كثيرة في سيرة عثمانعلى هذه التوسعات فقد منح الزبير ذات يوم ست مائة ألف ومح طلحة مائتي ألف ونفذمروان بن الحكم خمس خراج أفريقيه ولقد عاتبه في ذلك ناس من الصحابه على رأسه علي بنأبي طالب فأجاب : إن لي قرابه ورحما فأنكروا عليه وسألوه أما كان لأبي بكر وعمرقرابه ورحم فقال : كان أبي بكر وعمر يحتسبان في منع قرابتهما وأن أحتسب في اعطاءقرابتي فقاموا عليه غاضبين يقولون فهديهما والله أحب إلينا من هديه وغير المل كانتالولايات تغلق على الولاة من قرابة عثمان وفيهم معاوية الذي وسع عليه في الملك فضمإليه فلسطين وحلب وجمع له قيادة الأجناد الأربعة ومهد له بعد ذلك أن يطلب الملك فيخلافة علي وقد جمع المال والأجناد وفيهم الحكم بن العاص طريد رسول الله صلى اللهعليه وسلم الذي آواه عثمان وجعل ابنه مروان وزيره المتصرف وفيهم عبدالله بن أبيالسرح أخوه من الرضاعة ولقد كان الصحابة يرون هذه التصرفات الخطيرة فيتداعون إلىالمدينة لإنقاذ تقاليد الإسلام وانقاذ الخليفة من المحنة والخليفة في كثرته لا يملكأمره في نفس عثمان ولكن الصعب أن نتهم روح الإسلام في نفس عثمان ولكن الصعب أيضا أننعطيه الخطأ الذي نلتمس أسبابه من ولاية مروان الإثارة في كبرة عثمان ولقد اجتمعالناس فكلفوا علي بن أبي طالب أن يدخل على عثمان فيكلمه فدخل إليه فقال الناس ورائيوقد كلموني فيك والله بما أقول لك وما أعرف شيئا تجهله ولا أدلك على امر لا تعرفهإنك تعلم ما نعلم ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ولا خلونا بشيء فنبلغك وما خصصنابأمر دونك وقد رأيت وسمعت وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونلت صهره وما بأبيقحافة بأولى بعمل الحق منك ولم يخطيء بأول بشيء من الخير منك وإنك اقرب إلى رسولصلى الله عليه وسلم ما لم ينالا ولا سبقاك إلى شيء فالله الله في نفسك فإنك واللهما تبصر من عمى ولا تعلم من جهل وإن الطريق لو اضح بين الناس وإن أعلام الدينلقائمة تعلم يا عثمان أن أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هدي وهدى فأقام سنةمعلومة وامات بدعة متروكه فوالله إن كلا لبين وإن السنة لقائمة وإن لها للأعلام وإنشر الناس عند الله ضل وضل به فأمات سنة معلومه وأحيى بدعة متروكة وإني سمعت رسولالله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصيرولا عزيز فيلقى في جهنم ).
فقال عثمان :
قد والله علمت ليقولن الذي قلت أموالله لو كانت مكاني ما عنتك ولا أسلبتك ولا أرد عليك وما جئت منكرا أن وصلت رحماوسددت خلة وآويت ضائعا ووليت شبيها بمن كان عمر يولي أنشدك الله يا علي هل تعلمالمغيرة بن شعبة ليس هناك ، قال : نعم، قال : أتعلم أن عمرا ولاه قثال : نعم قال : فلم تلومني أن وليت ابن عمر في رحمي وقرابتي قال علي : سأخبرك إن عمرا كان من ولىفإنما يطأ على سماخه إن بلغه عنه حرف جلبه ثم بلغ به أقصى الغاية وأنت لا تفعل ضعفتعلى أقربائك قال عثمان : وأقربائك أيضا قال على : لعمري إن لرحمهم مني لقريبا ولكنالفضل في غيرهم قال عثمان : هل تعلم أن عمر ولا معاوية خلافته كلها فقد وليته فقالعلي : أنشدك الله هل تعلم أن معاوية كان أخوف من عمر من يرفع غلام عمر منه قال: نعمقال علي :فإن معاوية يقطع الأمور دونك وأنت لا تعلمها ويقول للناس هذها أمر عثمانفيبلغك ولا تغير على معاوية .
ثم يقول شهيد الإسلام بعد ذلك :
وأخيرا ثارتالثائرة على عثمان واختلط فيها الحق بالباطل والخير بالشر ولكن لا بد بمن ينظر إلىالأمور بعين الإسلام ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقر أن تلك الثائرة بعمومهاكانت ثورة من روح الإسلام دون اغفال ما كان وراءها من كيد اليهودي ابن سبأ عليهلعنة الله هذا كله موجود في كتابه العدالة الإجتماعية في الإسلام في صفحة 210 إلىصفحة 212 وكثير من الكاتبين تناولوا هذا الموضوع بالنقد والتحليل ومن بينهم العلامةالإستاذ الموجودي في كتابه الخلافة والملك وكذلك في كتابه التجديد لهذا الدين وقدعلل ما حدث في الكتاب الأخير بأن الخليفة الثالث جاءته الخلافة وقد بلغ من الكبرعتيا وكان لم يمنع تلك المواهب التي أوتيها العظيمان اللذان تقدما – يعني أبو بكروعمر - .
فهل الإباضية وحدهم الذين يتحدثون عن مثل هذه الأشياء أو يكتبون عنهاوهل نستطيع القول بأن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا مجتمعين على كراهةما حدث في عهد عثمان مع أن عثمان لم يقتل غيلة وإنما قتل بعد حصار دام نحو شهر فهلأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الذين فتحوا مدائن كسرى وهرمز قيصر واستطاعوا أنيطؤوا بأقدامهم على عرشيهما هل كانوا عاجزين عن فك الحصار الذي كان مضروبا علىعثمان لمدة شهر وهم في عاصمة الإسلام في المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاةوالسلام ولننقل هنا أيضا ما قاله ابن قتيبه أيضا في كتابه الإماة والياسة في صفحة 46 في دفن عثمان لنستجلي الحقيقة يقول وذكروا أن عبدالرحمن بن الأزهر قال لم أكندخلت في شيء من أمر عثمان لا عليه ولا له فغني لجالس في فناء داري ليلا بعدما قتلعثمان بليلة فجائني المنذر بن الزبير فقال إن إخي يدعوك فقت إليه فقال : إنا أردناأن ندفن عثمان فهل لك : قلت والله ما دخلت في شيء من شأنه وما أريد ذلك فانصرفت عنهثم اتبعته فإذا هو في نفر فيه الزبير ابن مطعن وأبو الجهم ابن حذيفة والمسور ابنمقدمه وعبدالرحمن ابن أبي بكر وعبدالله بن الزبير فاحتمله على باب وإن رأسه ليقولطقطق ووضعوه في موضع الجنائز فقام إليهم رجال من الأنصار فقالوا لهم : لا والله لاتصلون عليه فقال أبو الجهم : ألا تدعونا نصلي عليه فقد صلى الله تعلى عليه وملائكتهفقال له رجل منهم فأدخلك الله مدخلا ، قال له : حشرني الله معه فقال له : إن حاشركمع الشياطين والله إن تركناكم به انزعجتم منا فقال القوم لأبي جهم اسكت عنه فسكتفاحتملوه ثم انطلقوا به مسرعين فأني أسمع وقع رأسه على اللوح حتى وضعوه عندالبقيع،فأتاهم جبلة بن عمر الساعدي من الأنصار فقال لا والله لا تدفنوه ولا نترككمتصلون عليه فقال أبو جهم انطلقوا بنا إن لم نصلي عليه فقد صلى عليه الله ، فخرجواومعهم عائشة ابنة عثمان ومعها مصباح في حق حتى إن إذا أتوا به حفروا له حفرة ثمقاموا يصلون عليه وأمهم الزبير بن مطعم ثم دلوه في حفرته فلما رأته ابنته صاحت فقاللها الزبير والله لئن لم تسكتي لأضربن الذي فيه عي************ فدفنوه ولم يلحدوه بلبن وحثواعليه حثوا فهذا نقله ابن قتيبة وهو من غير الإباضية ويدل على موقف جماعة من الأنصارمن هذه الفتنة فهل يمكن بعد ذلك أن يحكم بأن الذي قتله هم رعاع من الناس جاءواشذاذا من الآفاق إلى المدينة فاستطاعوا أن يحققوا مقصدهم وأن يصلوا إلى غايتهم وأنيصدعوا الإسلام بمقتل خليفته مع عجز المهاجرين والأنصار عن الكف عنه إن ذلك مما لايقبله المنطق السليم وإنني مع ذلك كله لا أريد أن أعلق شيئا على ما قاله المؤرخونوأقول إن العهدة عليهم بأنفسهم ولست أستطيع أن أحكم بشيء في تلك الأحداث العظاموإنما أقول ما قلته من قبل بأن السلامة في العمل يقول الله سبحانه: ({تِلْكَأُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَعَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }البقرة134
وإنما أردت بما ذكرته هاهنا تبرءةالإباضية من التهمة فهم ليسوا وحدهم الذين يتحدثون عن هذه الأحداث التي وقعت في عهدالخليفة الثالث وإنما ثم كثيرا من المؤرخين والكاتبين من المتقدمين والمحدثينتحدثوا عنها فكيف ينحى باللوم على الإباضية وحدهم إن ذلك لا يخلو من تعصب من الذينينحون بالملامة على الإباضية ويدبون غيرهم من الذين خاضوا في هذه الأحداث بالكلام،،،،



أما بالنسبة إلى الخليفة الرابع الإمام علي بن أبي طالب كرمالله وجهه فإن الإباضية لا يزيدون عن حكاية ما حدث في عهده ولا ينالون من شخصه شيئاوهم أكثر الناس تقديرا له وإحتراما لصحبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابتهمنه ويدركون كل الإدراك أنه من أفقه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرهمغطلاعا على سيرته وأكثر علما بكتاب الله سبحانه وتعالى ولذلك كثيرا ما يأخذونبآراءه في الفقه كما هو واضح في كتب الفقه حتى في الأشياء التي لا يأخذ فيهاالجمهور بآراء الخليفة الرابع علي كرم الله وجهه .
وإنما يذكرون قضية التحكيمتحكيم الحكمين التي أكره الإمام علي ولم يكن راضيا عنها ونصحه كثير من أصحاب العقولوالأفكار والبصائر عن قبول التحكيم ولكن الظروف أجبرته على قبول التحكيم ثم بعد ذلكانقلب أولائك الذين رضوا التحكيم بعد ظهور آثار التحكيم السلبية فكان السبب فيقتلهم وابادة حم غفير منهم ونجد الأمة جلها تقف موقف غير المنصف من هذه القضية فنجدأولائك الذين ناصروا الإمام علي ووقفوا بجانبه وعضدوه وحرصوا على أن لا تنال الخدعةشيئا منه ولا من أمره أولائك هم أهل النهروان معرضين للنقد ومعرضين للتكفير من قبلكثير من الكتاب مع أنهم يعدلون الذين ثاروا على الإمام علي بالقضاء على الخلافةالإسلامية وتحويلها إلى ملك عصوب فنجدهم يعذرون معاوية بن أبي سفيان وأصحابه أهلالشام بينما ينتقدون أهل النهروان ويقولون إن معاوية كان مجتهدا ، فنقول : فلماذالا يسوغ الإجتهاد لأهل النهروان ويقولون أيضا إن معاوية كان من صحابة الرسول صلىالله عليه وسلم ، وإذا كان هذا مسوغا لعذره فكثير من أهل النهروان أيضا من صحابةرسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم حرقوص بن زهير وعبدالله بن وهب الراسبي وآخرونكانوا أيضا من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وإذا جئنا إلى ما كتبه الإباضية فيذلك نجد كتاباتهم تتسم بالأدب والحشمة وتعظيم مقام الأما علي واحترام قرابته منالنبي صلى الله عليه وسلم حتى في مقام العتاب لنستمع إلى الذين عاتبوا الإمام عليعلى قبول تحكيم الحكمين ماذا قال له ، يقول العلامة أبو مسلم البهلاني في قصيدتهالرائية المشتهرة براية المحكمة :
على أن علت فوق الرماح مصاحف ** ونادوا إلىحكم الكتاب نصيروا
مكيدة عمر حيث رست حباله ** وكادت بحور القاسطين تفوروا
أبا حسن ذرها حكومة فاسق ** جراحات بدر في حشاه تفوروا
أبا حسن ذرها أقدمفأنت على هدى**وأنت بغايات الغوي يصيروا
أبا حسن لا تعطين دنية**وأنت بسصلطانالقدير قدير
أبا حسن إن تقطعها اليوم لن تزل**يحل عراها فاجر ومبيروا
أباحسن أطلقها لطليقها ** وأنت بقد الأشعري أسير
أتحبس خيل الله عن خيلخصمه**وسبعون ألفا فوقهن حصوروا
أثرها رعالا تنسف الشام نسفا**لثارات عمار لهنزفير
وشك ثغور القاسطين بفيلق** له مرد من ربه ونصير
وما لك والحكم ظاهر ** وأنت علي والشئام تنورا
أفي الدين شك أم هوادة عاجز** تجولتها أم ذوالفقاركثيروا
وهكذا كان كلامهم كله يشعر بإحترام الأمام علي وتقديره وإنما كانوايعاتبونه على قبول التحكيم ونحن نقول إن قبوله للتحكيم كان ليس عن رضا منه كما يذمعن ذلك كلامه بنفسه وهذه القضية تحتاج إلى دراسة ولست أريد أن أخوض فيها وأتحدثعنها طويلا وإنما بحسب ما قلته والذي أصرح به لأن جميع الإباضية مستعدون أن يطوواصحائف تلك الفتن التي حدثت في عهد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يغمسوافيها ببنك شفه ولا يخطوا فيها حرفا وعدم النيل منهم فيجب على المسلمين جميعا أنيتساعدوا على الكف عن الخوض في تلك الفتن حتى يعود للمسلمين وحدتهم ولا يثيرواأشياء حدثت قبل أربعة عشر قرنا هم في ألف غنا عن اثارتها في هذا العصر الذين هم فيهأحوج ما يجمع الشمل ويؤلف بين القلوب والله تعالى ولي التوفيق
__________________
يقول الشيخ علي يحيى معمر رحمه الله:
إن المذهبية فيالأمة الإسلامية لا تتحطم بالقوة ولا تتحطم بالحجة . ولا تتحطم بالقانون فإن هذهالوسائل لا تزيدها إلا شدة في التعصب وقوة رد الفعل ، وإنما تتحطم المذهبيةبالمعرفة والتعارف والاعتراف