اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشعل اليامي الفرق في المنهج بين أهل السنة والإسماعيلية إن َّ المتأمل للعقيدتين يستنتج ما يلي : 1ـ أنَّ أهل السنَّة يُفهم من عقيدتهم أنَّ النبي r بعث إلى الناس عامة ، وأنَّه يجب أن يَنقل أتباعه سنته إلى من بعدهم . ـ والإسماعيلية يفهم من عقيدتهم أنَّ النبي r بعث إلى عليّ ، و أنَّ الله u قد أبدى وأعاد في والوصية لعليّ ، وأنَّ الأمر بالإبلاغ معناه إبلاغ والوصية ، فلا يجوز أخذ العلم إلاَّ منه ، إذن : كل الدين المبلغ من غيره ليس ديناً. 2ـ أنَّ أهل السنَّة يُفهم من عقيدتهم أنَّ فهم الدين ممكن لكل إنسان ، وأنَّ بإمكان الإنسان أن يكون عالمًا ويتحمل الأداء . ـ وأمَّا الإسماعيلية فيشترط وجود معصوم يُرجع إليه ، وهذا ويعني أنَّه لا بد أن يكون في كل بقعة معصوم ليرجع إليه ؛ إذ كيف يستطيع من بالمشرق أو بالمغرب أن يعمل فيما يَجدُ من مسائل ؟! فإذا جاز له الاجتهاد ـ أي : البعيد عن الإمام ـ بدون إمام ، فما الحاجة للمعصوم ؟! 3 ـ أنَّ أهل السنَّة يعظمون الصحابة الذين هم نقلة الدين والمجاهدون في سبيله ، الذين فتحوا الأرض شرقاً وغربًا ، وحفظوا القرآن والسنَّة وبلغوها للعالم . ـ وأمَّا الإسماعيلية فهم يطعنون في الصحابة ويتلمسون أخطاءهم ، ويتجاهلون فضلهم وبلاءهم ، ويخصصون عمومات القرآن ويقيدونها بناءً على ما رسخ في أذهانهم من معتقدات . 4ـ يظهر من معتقدات أهل السنَّة أنَّ الدين قد ظهر وعمل به الناس وفتحت عليه البلدان . ـ وأمَّا الإسماعيلية فإنَّ الدين لم يظهر ولم يعمل به . 5ـ أنَّ أهل السنَّة يُفهم من عقيدتهم أنَّهم يُجلّون عليّاً t ، ويعتقدون أنَّه كان شجاعًا في ذات الله u ، ولا يمكن أن سكون وصيًا ويسكت طيلة حياته بعد موت النبي r ، وهي قرابة خمس وعشرين سنة . ولو تكلم في شيء من ذلك لرواه أهل السنَّة ، كما رأينا طرفاً من رواياتهم ، فهم يروون كل ما رأوه أو سمعوه . ـ وأمَّا الإسماعيلية فإنَّهم زعموا أنَّهم يجلون عليًا t ، وزعموا أنَّه لم يُظهر أنَّه وصي رسول الله r خوفاً على نفسه ، وهذا من أقبح التصورات . 6ـ أنَّ أهل السنَّة يعتقدون أنَّ الإمامة أمر اصطلاحي شوري ، للأمَّة أن تختار من تراه أهلاً لذلك ؛ ليحكمها بالقرآن والسنَّة ، ولا حرج في الاختلاف في مجالات الفهم . ـ وأمَّا الإسماعيلية فإنَّه يفهم من عقيدتهم أنَّه يجب على الله أن ينصب إمامًا، وأنَّ هذا الإمام هو عليّ t ؛ مع أنَّه لم يرد في القرآن ولا في السنَّة أي لفظ في ذكر الإمامة أو الوصاية ، وقضية الإمامة قضية كبيرة ، فلو كانت مطلباً دينيًا دينياً محدداً لنزلت آيات بلفظها ، ولجاءت أحاديث بلفظها ، سواء عمل الناس بها أو لم يعملوا ، ثمَّ لأبقى الله u نسل الأئمة إلى قيام الساعة . فإنَّ الله uقد صرَّح بأقل من ذلك في قضية زيد وزوجته ، وتردد النبي r في مصارحة زيد بذلك . 7 ـ تعترف أهل السنَّة بأنَّه قد حدث كذب على رسول الله r من بعض الرواة من بعد الصحابة y ؛ لأنَّ الصحابة كلهم عدول ، ولم يجرب عليهم تعمد الكذب ، وعدم اعتقاد عدالتهم هدم للدين . ـ وأمَّا الإسماعيلية فلا يرون ذلك ؛ بل يصفون كثيراً من الصحابة بالكذب ، وهذا يشكك في الدين كله ، إذ لا دين حق يمكن أن نتعبد الله به من رواة كفرة كذابين . وهذا هو الذي شكّك في مقاصد الإسماعيلية ؛ إذ موقفهم من الصحابة يهدم الدين كله ، ويطعن في رب العالمين u ، وفي نبيه سيد المرسلين r . 8 ـ يعترف أهل السنَّة بأنَّ أحاديث كثيرة وآثارًا كثيرة قد ظهر لهم بطلانها ، أدخلها قوم أرادوا هدم الدين ، أو جهلة لينصروا الدين ، وقد كشفها أهل العلم . وإذا كان قد وضع في كتب السنَّة ألف حديث مثلاً ، فقد وضع في كتب التشيع اثنا عشر ألفاً ؛ لأنَّ أكثر الوضع على المعصوم عند أهل السنَّة ، ولا معصوم إلَّا رسول الله r ، وأمَّا أهل التشيع فعندهم معصومون كُثر . فكم يا ترى سيكون عدد الموضوعات ؟! والمطلع على كتب الطائفتين يتضح له صدق ذلك . 9 ـ أنَّ أهل السنَّة يُفهم من عقيدتهم أنَّهم لا يقولون بعصمة أحد بعد رسول الله r ، ولا حتى أبي بكر وعمر! وإن كانوا يرون أنَّ اجتهادهم إذا لم يخالف نصًا فإنَّه مقبول . وأمَّا الإسماعيلية فإنَّهم يقولون بعصمة أئمتهم ، وذا رأوا أحدهم يخالف قواعد معتقدهم زعموا أنَّ ذلك (تقية ) .. يا لها من جراءة!! والحسن يتخلى عن الإمامة وهو معصوم ، ويتخلى عن ركن من أركان الإيمان حفاظاً على حياته كما زعموا!!! أيليق بإنسان من بيت النبوة أنَّه وصي من الله u ـ وهي مرتبة نبوية لو صحت ـ أن يتنازل عنها حفاظاً على حياته ، ونحن نرى التاريخ مملوءًا بمن ثبت على دينه حتَّى قتل في سبيل الله وهم ليسوا بأنبياء ولا بأوصياء معصومين !! 11ـ منهج أهل السنَّة في قبول الروايات منهج حازم ، فإنَّهم قد دونوا تراجم جميع الرواة وحكموا عليها من خلال مروياتهم ، فما قبله ميزان الجرح والتعديل قبلوه ، وما خالفه ردوه، وهذه قاعدة من خالفها أعادوه إليها . ادلتك بارك الله فيك