عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-08, 04:34 AM   رقم المشاركة : 2
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


(11) تاج العروس للزبيدى 1/613 0
(12) الزمخشرى : هو أبو القاسم، محمود بن عمر بن محمد الزمخشرى، نحوى، لغوى، معتزلى، مفسر، يلقب بجار الله لمجاورته بمكة
زماناً، من مصنفاته : الكشاف عن حقائق التنـزيل، والفائق فى غريب الحديث، مات سنة 538هـ0 له ترجمة فى : وفيات الأعيان لابن
خلكان 5/168-174 رقم 711، وبغية الوعاة للسيوطى 2/279 رقم 1977، وإشارة التعيين فى تراجم النحاة واللغويين لعبد الباقى اليمانى،
ص 345 رقم 210، وطبقات المفسرين للسيوطى، ص48 رقم 147، وطبقات المفسرين للداودى 2/314 رقم 625 0
(13) الكشاف للزمخشرى 2/243 0
(14) أبو حيان : هو محمد بن يوسف بن على بن يوسف، أثير الدين أبو حيان، الغرناطى، من كبار العلماء بالعربية، والتفسير، والحديث، من
مؤلفاته البحر المحيط فى التفسير، والتذكرة فى العربية، وعقد اللآلى فى القراءات0 مات سنة 745هـ0 له ترجمة فى ذيل تذكرة الحفاظ
ص23، وطبقات الشافعية لابن السبكى 6/31، وطبقات المفسرين للداودى 2/287 - 291 رقم 608، وشذرات الذهب 6/145، والأعلام
7/153، والرسالة المستطرفة ص 101 0
(15) البحر المحيط لأبى حيان 5/281 عند تفسير أول سورة يوسف0
(16) بحوث فى علوم الحديث لفضيلة الأستاذ الدكتور عزت عطيه ص 10 0
(17) الآية 15 من سورة النازعات0
(18) الآية الأولى من سورة الغاشية0
(19) جزء من الآية 3 من سورة التحريم0
(20) جزء من الآية 23 من سورة الزمر0
(21) جزء من الآية 87 من سورة النساء0
(22) الآية 50 من سورة المرسلات0
(23) تيسير اللطيف الخبـير فى علوم حديث البشير النذير ص 11 0
(24) جابر بن عبد الله : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 2/45 رقم 1022، والاستيعاب 1/219 رقم 290، واسد الغابة 1/492 رقم
647، وتاريخ الصحابة ص 58 رقم 183، ومشاهير علماء الأمصار ص 17 رقم 25، وتذكرة الحفاظ 1/43 رقم 21، وطبقات الحفاظ
للسيوطى ص 19 رقم 21 0
(25) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الجمعة،باب تخفيف الصلاة والخطبة 3/418 رقم 867 0
(26) زيد بن ثابت : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 1/561رقم 2887، والاستيعاب 3/136 رقم 845، واسد الغابة 2/346 رقم
1824، وتذكرة الحفاظ 1/30 رقم 15، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص 17 رقم 15، وتاريخ الصحابة ص105 رقم 469، ومشاهير علماء
الأمصار ص 16 رقم 22 0
(27) أخرجه ابو داود فى سننه كتاب العلم، باب فضل نشر العلم 3/322 رقم 3660 واللفظ له، وأخرجه الترمذى فى سننه كتاب العلم، باب
ما جاء فى الحث على تبليغ السماع، 5/33 رقم 2656، وقال أبو عيسى : وفى الباب عن عبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وجبير بن
مطعم، وأبى الدرداء وأنس ثم قال : حديث زيد بن ثابت حديث حسن، وأخرجه ابن ماجة فى سننه المقدمة، باب من بلغ علماً، 1/84 رقم 230
0
(28) المغيرة بن شعبة : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 3/452 رقم 8174، والاستيعاب 4/1445 رقم 2483، واسد الغابة
5/238 رقم 571، وتاريخ الصحابة ص230 رقم 1237، ومشاهير علماء الأمصار رقم 269، وتجريد أسماء الصحابة 2/91 0
(29) أخرجه مسلم (بشرح النووى) فى المقدمة، باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين والتحذير من الكذب على رسول الله ( 1/95 0
(30) علوم الحديث ومصطلحه بتصرف يسير ص 9، 10 0
(31) أصول الحديث، علومه، ومصطلحه، للدكتور محمد عجاج الخطيب ص 18 0
(32) شذرات من علوم السنة لفضيلة الأستاذ الدكتور الأحمدى أبو النور 1/44، وعلوم الحديث لفضيلة الأستاذ الدكتور مروان شاهين ص 16
0
(33) انظر : الإحكام فى أصول الأحكام للآمدى 1/127، والتقرير والتحبير لابن أمير الحاج 2/223، وغاية الوصول شرح لب الأصول زكريا
الأنصارى ص 91، ومناهج العقول للبدخشى 2/269، وإرشاد الفحول للشوكانى 1/155، وأصول الفقه للخضرى ص250،251 0
(34) تيسير اللطيف الخبير فى علوم حديث البشير النذير للدكتور مروان شاهين ص 13 0
(35) عمر بن الخطاب : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 3/518 رقم 5752، والاستيعاب 3/1144 رقم 1878، واسد الغابة 4/137
رقم 3830، وتذكرة الحفاظ 1/5 رقم 2، وطبقات الحفاظ ص 13 رقم 2، وتاريخ الصحابة ص 23 رقم2، ومشاهير علماء الأمصار ص 10
رقم 3، وتجريد أسماء الصحابة 1/397 0
(36) عبد الرحمن بن عوف : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 2/456 رقم 5195، والاستيعاب 2/844 رقم 1455، واسد الغابة
3/475 رقم 3370، وتاريخ الصحابة ص 25 رقم 9، ومشاهير علماء الأمصار ص 14 رقم 12 0
(37) على بن أبى طالب : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 2/507 رقم 5704، والاستيعاب 3/1089 رقم 1855، واسد الغابة 4/87
رقم 3789، وتاريخ الصحابة ص 24 رقم 4، ومشاهير علماء الأمصار ص 11 رقم 5، وتذكرة الحفاظ 1/10 رقم 4، وطبقات الحفاظ
للسيوطى ص 14 رقم 4 0
(38) أخرجه مالك فى الموطأ كتاب الأشربة، باب الحد فى الخمر 2/642 رقم 2 0
(39) الاعتصام للشاطبى 2/119، وانظر : منزلة السنة من الكتاب للأستاذ محمد سعيد منصور ص81-96 0
(40) انظر : الحديث فى صحيح البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب فضائل القرآن، باب جمع القرآن 8/627 رقم 4986 0
(41) الموافقات للشاطبى 4/5،6، وانظر : المدخل إلى السنة النبوية ص 32، 33 0
(42) العرباض بن سارية : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 2/473 رقم 5501، والاستيعاب 3/1238 رقم 2026، واسد الغابة
4/19 رقم 3630، وتاريخ الصحابة 199 رقم 1062، ومشاهير علماء الأمصار ص 65 رقم 331 0
(43) أخرجه أبو داود فى سننه كتاب السنة، باب فى لزوم السنة 4/200 رقم 4607، والترمذى كتاب العلم، باب ما جاء فى الأخذ بالسنة
واجتناب البدع 5/43-44 رقم2676،وابن ماجة فى المقدمة، باب إتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين 1/15-17 رقمى 42-43
وغيرهم0
(44) عبد الله بن عمرو : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 2/351 رقم 4865، والاستيعاب 3/256 رقم 1636، واسد الغابة 3/345
رقم 3092، وتجريد أسماء الصحابة 1/326، وتاريخ الصحابة رقم 721، ومشاهير علماء الأمصار ص71 رقم 377، وتذكرة الحفاظ
1/41 رقم 19، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص 18 رقم 19 0
(45) أخرجه الترمذى كتاب الإيمان،باب ما جاء فى افتراق هذه الأمة5/26رقم2641،وقال أبو عيسى : هذا حديث مفسر غريب لا نعرفه مثل
هذا إلا من هذا الوجه، وانظر : أصول الحديث علومه ومصطلحه للدكتور محمد عجاج الخطيب بتصرف يسير ص 21، 22 0
(46) مالك بن أنس:هو الإمام مالك بن أنس، أحد أعلام الإسلام، إمام دار الهجرة، وصاحب الموطأ، توفى سنة 179هـ0 له ترجمة فى:تذكرة
الحفاظ1/207 رقم199،وطبقات المفسرين للداودى 2/294رقم 613،والديباج المذهب ص56،وشذرات الذهب1/289،والثقات للعجلى
ص417 رقم 1521، ومروج الذهب3/350،ومشاهير علماء الأمصار ص169 رقم1110
(47) عمر بن عبد العزيز : هو عمر بن العزيز بن مروان بن الحكم بن أبى العاص الأموى، أمير المؤمنين، أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر
بن الخطاب، ولى إمرة المدينة للوليد، وكان مع سليمان كالوزير، وولى الخلافة بعده، فعد من الخلفاء الراشدين مدة خلافته سنتان ونصف،
توفى سنة 101هـ0 له ترجمة فى : تذكرة الحفاظ 1/188 رقم 104، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص53 رقم 101، وتقريب التهذيب 1/722
رقم 4956، والكاشف 2/65 رقم 4089، ومشاهير علماء الأمصار ص 209 رقم 1411 0
(48) أخرجه الخطيب فى الفقيه والمتفقة، باب القول فى أنه يجب إتباع ما سنه السلف من الإجماع والخلاف وأنه لا يجوز الخروج
عنه1/435رقم 455،والآجرى فى الشريعة ص48،65،306، وابن عبد البر فى جامع بيان العلم، باب الحض على لزوم السنة والاقتصار
عليها 2/187 0
(49) سالم : هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشى العدوى، أبو عمر أو أبو عبد الله، المدنى، أحد الفقهاء السبعة، وكان ثبتاً عابداً
فاضلاً، يشبه أبيه فى الهدى والسمت0 روى عن أبيه وأبى هريرة، وعنه الزهرى، وصالح بن كيسان0 مات سنة 106هـ0له ترجمة فى :
تقريب التهذيب 1/335 رقم 2182، والكاشف 1/422 رقم 1773، والجرح والتعديل 3/168، وتاريخ الثقات للعجلى ص 174 رقم 499،
ومشاهير علماء الأمصار ص 85 رقم 438 0
(50) عبد الله بن عمر : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 2/347 رقم 4852، والاستيعاب 3/340 رقم 1630، واسد الغابة 3/336
رقم 3082 وتذكرة الحفاظ 1/37 رقم 17، وتاريخ الصحابة 149 رقم 719، ومشاهير علماء الأمصار ص 23 رقم 55، وتجريد أسماء
الصحابة 1/325 0
(51) أخرجه أحمد فى مسنده 2/95 0
(52) دراسات فى الحديث النبوى للدكتور الأعظمى 1/5-11 بتصرف، وانظر : السنة فى مواجهة أعدائها ص 36 وما بعدها0
(53) الحديث متفق عليه من حديث عائشة رضى الله عنها، أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على جدر
5/355 رقم 2697 0 ومسلم (بشرح النووى) كتاب الأقضية،باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور 6/256، 257 رقم 1718 0
(54) عبد الرحمن بن مهدى : هو عبد الرحمن بن مهدى بن حسان البصرى، الثقة، الأمين، العالم بالحديث وأسماء الرجال، كان الشافعى
يرجع إليه فى الحديث، وقال عنه : لا اعرف له نظيراً فى الدنيا0 مات سنة 198هـ0 له ترجمة فى : تقريب التهذيب 1/592 رقم 4032،
والكاشف 1/645 رقم 3323، والجرح والتعديل 5/288 رقم 1382، والثقات للعجلى، ص 299 رقم 985، وتذكرة الحفاظ1/329
رقم313، وطبقات الحفاظ للسيوطى،ص144رقم 301، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 1/141 رقم 35 0
(55) الأوزاعى : هو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد، أبو عمرو الأوزاعى، شيخ الإسلام، وعالم أهل الشام، وهو صاحب مدرسة فى الفقه،
وكان مذهبه منتشراً فى الشام انتشاراً واسعاً، وظل لمذهبه أنصار فى المغرب والأندلس حتى القرنين الثالث والرابع للهجرة، ثم توارى أمام
مذهب الشافعى ومذهب مالك0 مات سنة158هـ له ترجمة فى : تذكرة الحفاظ 1/178 رقم 177، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص 85 رقم
168، والثقات للعجلى ص 296 رقم 970، ومشاهير علماء الأمصار ص 211 رقم 1425، والثقات لابن حبان 7/62، ووفيات الأعيان
3/127 رقم 361، وتـهذيب التهذيب 6/238 رقم 484 0
(56) سفيان بن عيينة : هو سفيان بن عيينه بن أبى عمران، أبو محمد، الكوفى ثم المكى، أحد أئمة الإسلام الأعلام، ثقة حافظ فقيه إمام
حجة، إلا أنه تغير حفظه بآخره، وربما دلس، ولكن عن الثقات0 مات سنة 198هـ0 وله ترجمة فى : تذكرة الحفاظ 1/262 رقم 249،
وطبقات الحفاظ للسيوطى ص 119 رقم 238، وطبقات المفسرين للداودى 1/196 رقم 187، والثقات للعجلى ص 194 رقم 577،
ومشاهير علماء الأمصار ص 179 رقم 1181 0
(57) الزرقانى على الموطأ 1/3 0
(58) علوم الحديث ومصطلحه ص 6 0
(59) الرسالة المستطرفة ص 32 0
(60) الحديث النبوى مصطلحه، بلاغته، كتبه ص 146 0
(61) متفق عليه من حديث عائشة رضى الله عنها البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب بدء الوحى، باب رقم 3، 1/30 رقم 3، ومسلم (بشرح
النووى) كتاب الإيمان، باب بدء الوحى إلى رسول الله ( 1/474 رقم 160 0
(62) راجع تخريجه فى نفس الحديث السابق0
(63) متفق عليه من حديث أبى سفيان بن حرب ( البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب، بدء الوحى باب رقم 6، 1/42 رقم 7، ومسلم (بشرح
النووى) كتاب الجهاد والسير، باب كتاب النبى (، إلى هرقل يدعوه للإسلام 6/346 رقم 1773 0
(64) انظر : جامع العلوم والحكم 2/120، والمدخل إلى السنة النبوية ص33، 34 0
(65) الحديث والمحدثون للدكتور أبو زهو ص 10، وانظر : تيسير اللطيف الخبير فى علوم حديث البشير النذير للدكتور مروان شاهين ص
28، 29 0
(66) نقلاً عن ضوابط الرواية عند المحدثين للأستاذ الصديق بشير نصر ص 314 0
(67) العقيدة والشريعة فى الإسلام جولد تسيهر ص 49، وممن فرق بينهما أيضاً الأستاذ محمد رشيد رضا، انظر : مجلة المنار المجلد
10/852،853 0
(68) ضوابط الرواية عند المحدثين، ص 314 - 322 بتصرف0
(69) العقيدة والشريعة فى الإسلام ص 49 0
(70) دراسات فى الحديث النبوى 1/5،6 0
(71) إعادة تقييم الحديث ص 78، 79 0
(72) نقلاً عن منهجية جمع السنة للدكتورة عزية على طه ص 62 0
(73) الإسلام عقيدة وشريعة ص 492، 493 0
(74) دراسات فى الحديث النبوى 1/5-11 0
(75) السنة النبوية بين إثبات الفاهمين ورفض الجاهلين ص 32 وما بعدها بتصرف0
(76) دراسات فى الحديث النبوى 1/ 7 0
(77) ابن قيم الجوزية : هو محمد بن أبى بكر بن أيوب الزرعى الدمشقى، أبو عبد الله، الفقيه الحنبلى الأصولى المحدث النحوى الأديب الواعظ
الخطيب، له مصنفات عديدة أشهرها : أعلام الموقعين عن رب العالمين، وزاد المعاد فى هدى خير العباد، وغير ذلك، مات سنة 751هـ 0 له
ترجمة فى:البداية والنهاية لابن كثير14/234،والدرر الكامنة لابن حجر3/400-403 رقم 1067، وشذرات الذهب 6/168، وطبقات
المفسرين للداودى 2/93 - 97، رقم 456، والوافى بالوفيات 2/270 0
(78) إغاثة اللهفان 2/323،324 0
(79) أخرجه الحاكم فى المستدرك كتاب العلم، باب خطبته ( فى حجة الوداع 1/171، 172 رقم 318 من حديث ابن عباس -رضى الله
عنهما - وقال فى إسناده عكرمة واحتج به البخارى، وابن أبى أويس واحتج به مسلم، وسائر رواته متفق عليهم، ثم قال وله شاهد من حديث
أبى هريرة ( ، وأخرجه فى الموضع السابق، ووافقه الذهبى وقال وله أصل فى الصحيح أهـ0
(80 ) السنة الإسلامية بين إثبات الفاهمين ورفض الجاهلين للدكتور رءوف شلبى ص32: 36 بتصرف



-30-

====
4



المبحث الثالث
الحديث النبوي بالسند المتصل
من خصائص الأمة الإسلامية

قال الدكتور سعد المرصفى الحديث النبوى بالسند المتصل : "خص الله به الأمة الإسلامية دون ما سواها، فلسنا نعرف على مدى التاريخ أمة
من أمم الرسل-عليهم صلوات الله وتسليماته - سعدت بمثل هذه المجموعة الناطقة، وبهذا السجل الخالد لنبيها بالسند المتصل، بل بالعكس من
ذلك نرى الأمم كلها فقيرة لا تملك مصدراً من مصادر الحديث عن الأنبياء حيث انقطعت الصلة بينها وبين أنبيائها علمياً وتاريخياً، وفقدت الحلقة
التاريخية التى تصلها بعصر هؤلاء الرسل -عليهم صلوات الله وتسليماته- وتوقفها على شئون حياتهم، وما يكتنفها من ظروف وملابسات
حتى صار كثير من المفكرين يشكون فى وجودهم، ونحن على معارضتنا لهذا التطرف0 نؤمن بأن هناك حلقات مفقودة لا يمكن البحث عنها،
والاهتداء إليها0
أما خاتم الرسل والأنبياء - صلوات الله وسلامه عليه - فهو الرسول الذى نعرف عنه كل دقيق وجليل، ونعرف عنه من دقائق الأخلاق
والعادات والميول والرغبات، والقول والعمل ما لا نعرفه عن غيره بالسند المتصل، بل إن ما عرفناه عن الأنبياء جاء من طريق الوحى الذى
أنزله الله عليه فى كتابه، وبينه لنا e فى حديثه الشريف0
فالحديث المتصل : هو السجل الخالد الذى حفظ لنا هذه الحياة المباركة، وهو من خصائص هذه الأمة دون ما سواها0 وهو الذى يعرف المسلم
بنبيه وحبيبه ويسعده بصحبته، وكأنه حضر مجلسه، واستمع لحديثه، وقضى معه مدة من الزمان؛ ليسمع كلامه، ويشاهد فعله، ويشاهد
سيرته، ثم إنه ميزان عادل لحركة هذه الأمة، زاخر بالحياة النابضة، والقوة المؤثرة التى تبعث على الخير والفلاح والرشد والصلاح0
ومن رحمة الله تعالى أن كانت أمة الإسلام أمة تملك قوة الذاكرة، وعظمة الصدق وتحمل الرواية، وقد فاقت فى ذلك كل الأمم، وقد وعى
الصحابة الكرام - رضى الله تبارك وتعالى عنهم أجمعين - كل ما سمعوه وكل ما شاهدوه، وحرصوا أشد الحرص وأبلغه على حفظه ونشره،
حرصاً لم يعرف عن أمة نبى من الأنبياء، وجاء التابعون وتابعوهم فحملوا الأمانة، وبلغوا حديث الرسول الحبيب، وتتابع المسلمون جيلاً بعد
جيل برواية العدل الضابط عن مثله يحفظون ويبلغون(1) أ0هـ0
وصدق القائل : "إن الحديث علم رفيع القدر، عظيم الفخر، شريف الذكر لا يعتنى به إلا كل حبر، ولا يحرمه إلا كل غمر، ولا تفنى محاسنه على
مر الدهر، لم يزل فى القديم والحديث يسمو عزةً وجلالاً، إذ به يعرف المراد من كلام رب العالمين، ويظهر المقصود من حبله المتصل المتين،
ومنه يدرى شمائل من سما ذاتاً ووصفاً واسماً، ويقف على أسرار بلاغة من شرف الخلائق عرباً وعجماً(2)0
يقول الدكتور محمد على الصابونى : "وسيظل الحديث النبوى بالسند المتصل من الخصائص التى اختص الله U بها هذه الأمة الإسلامية، ذلك
الكنز الثمين، والتراث النبوى العظيم، الذى تركه لنا سيد المرسلين e ، فحفظته الأمة غضاً طرياً على مدى العصور والأزمان وها نحن اليوم
وقد مضى القرن الرابع عشر، ودخلنا فى القرن الخامس عشر من هجرة سيد المرسلين e نقرأ حديث نبينا e ونسمعه ونحفظه،كما نطق به
رسول الله e ويخطب به ويذاع على العالم، نقياً صحيحاً وكأن رسول الله e حىٌّ بين أظهرنا نتحدث به هذه الساعة، ولم يكن مثل هذا لأمة من
أمم الأرض، أمة حفظت ورعت كلام نبيها كما رعته وحفظته هذه الأمة الإسلامية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم، ليبقى دين الله U خالداً
دائماً مدى الأزمان"(3).





المبحـث الرابـع
الحديـث النبوى تاريـخ الإسلام

لا يخفى أن القرآن الحكيم إنما نزل لهداية البشر إلى مصالحهم الدينية والدنيوية، ولهذا بين لهم طريق العمل وسبل النجاح، وأعلن أن الأمة
التى تعمل بهذا القانون تكون لها الخلافة فى الأرض وتنال من السعادة والسيادة ما لا يزيد عليه، وتكون خير أمة أخرجت للناس. وكل من لم
يعمل بهذا القانون يكون ذليلاً مهاناً فى الأرض، وشقياً فى الدنيا والآخرة .
فإذا سألنا أحدٌ : هل وجدت أمة فى زمن من الأزمان عملت بهذا القانون؟ وهل نالت به ما وعدت؟ ومتى كانت هذه الأمة، وكيف كانت طريقة
عملها بهذا القانون، وأين التاريخ الصحيح لأعمالها؟ نقول له : نعم وجدت أمة عظيمة عملت بهذا الكتاب الحكيم، واتخذته قانوناً أساسياً لها
مدة كبيرة، فصدقها الله وعده، وأنعم عليها بالخلافة والسيادة فى الأرض، وامتد سلطانها إلى مشارق الأرض ومغاربها، وكانت أمة لا نظير لها
فى تاريخ العالم. وتاريخ أعمالهم المجيدة، وطريقة تنفيذهم لأحكام القرآن وكيفية عملهم بها، كل ذلك ثابت محفوظ بصورة عديمة المثال، فإنه
لا يوجد تاريخ لأمة من الأمم يبين عملها وتمسكها فى كل شئونها بقانونها مثل تاريخ هذه الأمة .
هذه الأمة هى : الرسول e وأصحابه، والتابعون لهم بإحسان، وهذا التاريخ هو الحديث. فبالحديث يعلم كيف عمل الرسول وأصحابه بالقرآن
وبه يعرف أن القرآن، قانون قد عمل به ونجحت أصوله الإدارية، والسياسية، والمدنية، والأخلاقية ...إلخ. وليس هو مجموعة نظريات
محتاجة للإثبات بالتجربة والتطبيق. وأما إذا عملنا برأى المنكرين للحديث فيضيع تاريخ الإسلام الذهبى، ولا يقدر أحد أن يثبت أن القرآن قد
عملت به أمة من الأمم ونجحت فى تأسيس حكومة مدنية مطبقة لتعليماته. فهل يرضى المسلمون بهذا؟ لا والله، لا المسلمون يرضون بهذا،
ولا العلم، ولا التاريخ يرضيان به {فَمَالِ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا}(1).
المبحـث الخامـس
دراسة الحديث ضرورة لازمة لطالب العلم

قال الدكتور محمد الصباغ : إن دراسة الحديث أمر ضرورى لطالب العلم سواء أكان متخصصاً فى الشريعة أم فى العربية أم فى التاريخ أم فى
غير ذلك من العلوم أما ضرورته للتخصص فى الشريعة فواضحة0
الحديـث واللغـة العربيـة :
وأما بالنسبة لطالب العربية فنستطيع أن نجعل الدواعى لدراسته فيما يأتى :
أولاً : لأن تأثير الحديث النبوى على ثـقافتنا العربية يفوق كل تصور، فلقد صبغت طريقته كل فنون ثـقافتنا ومعارفنا، وإنك تجد طريقة السند
عمت كل أنواع الكتب فى مكتبتنا من أدبية وتاريخية وغيرهما إذ تعتمد الســـند فى إيراد أخبارها مثل كتاب "الأغانى" لأبى فرج الأصفهانى،
و "الأمالى" لأبى على القالى، و"تاريخ الرسل والملوك" لابن جرير الطبرى، بل إن كثيراً من العلوم ما كان ليوجد لولا الحديث؛ فطبقات الرجال،
وكتب التواريخ، وكتب التراجم والسيرة، كل هذا ثمرة من ثمرات الحديث النبوى0
يقول الدكتور شوقى ضيف : "فالحديث هو الذى فتح باب الكتابة التاريخية، وهيأ لظهور كتب الطبقات فى كل فن، وهذا غير ما نشأ عنه من
علوم الحديث وغير مشاركته فى علوم التفسير والفقه، مما بعث على نهضة علمية رائعة". وقال الدكتور أحمد أمين : "كان جمع الحديث أساساً
لكل العلوم الدينية تفرع عنه التفسير والفقه وتاريخ السيرة وتاريخ الفتوح والطبقات ... إلخ(1)0
ثانياً : لأن الحديث النبوى من بليغ ما أثر فى لغتنا، ومن أرفع النصوص الأدبية بياناً وإشراقاً بعد القرآن الكريم، والدراسة المفيدة المجدية للغة
العربية هى الدراسة التى تجعل الطالب يتخرج بالنصوص الجميلة وتصله بها، حتى يتأثر بأساليبها وطريقتها فى القول....
ثالثاً : لأن علوم العربية وآدابها إنما كانت من أجل خدمة القرآن والحديث، بل إننا لنستطيع أن نقول : إن كل ما فى ثقافتنا من تـنوع وتعدد
وتلون فى العلوم والفنون والمعارف؛ إنما كان لخدمة القرآن والسنة وفى ذلك يقول الإمام عبد القادر البغدادى(1) : اعلم أنه لا خصلة من
الخصال التى تعد فى المفاخر لأهل الإسلام من المعارف والعلوم، وأنواع الاجتهادات، إلا ولأهل السنة فى ميدانها القدح المعلمى، والسهم
الأوفر(2)0
رابعاً : لأن هناك التحاماً وثيقاً بين العربية والعلوم الإسلامية، وكل دارس للعربية لا يعد واقفاً على أسرارها ما لم يشارك فى العلوم الإسلامية
الأخرى0
خامساً : لأن الحديث النبوى من الأصول التى يستشهد بها على قواعد اللغة(3)0
سادساً : لأن قواعد علم المصطلح التى وضعها أجدادنا المسلمون تعلم المنهجية فى الحكم على الأخبار دون أن يكون تأثر بأى اعتبار آخر غير
تطبيق تلك القواعد0
قلـت : وهو علم تفتخر به هذه الأمة على البشرية جمعاء فهو من خصوصيتها، وسيأتى تفصيل ذلك فى مبحث (أهمية الإسناد فى الدين،
واختصاص الأمة الإسلامية عن سائر الأمم)(4)0
الحديـث والتاريـخ :
وأما طالب التاريخ فيكفينا للدلالة على أهمية دراسة الحديث بالنسبة له أن نورد قول الدكتور أسد رستم أستاذ التاريخ فى الجامعة اللبنانية(5)،
قال : وأول من نظم نقد الروايات التاريخية، ووضع القواعد لذلك علماء الدين الإسلامى، فإنهم اضطروا اضطراراً إلى الاعتناء بأقوال النبى e
وأفعاله لفهم القرآن وتوزيع العدل فقالوا : إن هو إلا وحى يوحى، ما تلى منه فهو القرآن، وما لم يتل فهو السنة . فانبروا لجمع الأحاديث
ودرسها وتدقيقها فأتحفوا علم التاريخ بقواعد لا تزال فى أسسها وجوهرها محترمة فى الأوساط العلمية حتى يومنا هذا .
يقول الدكتور محمد الصباغ : "وقد وضع الأستاذ المذكور كتاباً بعنوان (مصطلح التاريخ) وقد اعتمد فيه على القواعد التى قررها علماء
مصطلح الحديث .
ووصف كتابه بأنه بحث فى نقد الأصول، وتحرى الحقائق التاريخية وإيضاحها وعرضها وفيما يقابل ذلك من علم الحديث يقول : "وبإمكاننا أن
نصارح زملاءنا فى الغرب فنؤكد لهم بأن ما يفاخرون به من هذا القبيل نشأ وترعرع فى بلادنا، ونحن أحق الناس بتعليمه والعمل بأسسه
وقواعده(1)"0
يقول الدكتور السباعى : "وقد اعترف المؤلف فى كتابه بأن قواعد مصطلح الحديث أصح طريقة علمية حديثة لتصحيح الأخبار والروايات، وقد
قال فى الباب السادس (العدالة والضبط) بعد أن ذكر وجوب التحقيق من عدالة الراوى، والأمانة فى خبره : "ومما يذكر مع فريد الإعجاب
والتقدير ما توصل إليه علماء الحديث منذ مئات السنين فى هذا الباب0 وإليك بعض ما جاء فى مصنفاتهم نورده بحروفه وحذافيره تنويهاً
بتدقيقهم العلمى، واعترافاً بفضلهم على التاريخ ... ثم أخذ فى نقل نصوص عن الأئمة مالك ومسلم والغزالى والقاضى عياض وأبى عمرو بن
الصلاح(2).
وتأتى أهمية الحديث النبوى فى غير ذلك من العلوم بأنه مصدرٌ لكل معرفة فقد بين النبى e من خلال حديثه الشريف جميع أحكام الحياة والموت
كما قال الإمام ابن قيم الجوزية - رحمه الله - "وقد توفى رسول الله e وما طائر يقلب جناحيه فى السماء إلا ذُكر للأمة منه علماً، وعلمهم كل
شئ حتى آداب التخلى، وآداب الجماع، والنوم، والقيام، والقعود، والأكل والشرب، والركوب والنزول، والسفر والإقامة، والصمت والكلام،
والعزلة والخلطة، والغنى والفقر، والصحة والمرض، وجميع أحكام الحياة والموت، ووصف لهم العرش والكرسى والملائكة والجن والنار
والجنة ويوم القيامة وما فيه حتى كأنه رأى عين، وعرفهم معبودهم وإلههم أتم تعريف حتى كأنهم يرونه ويشاهدونه بأوصاف كماله ونعوت
جلاله، وعرفهم الأنبياء وأممهم وما جرى لهم وما جرى عليهم معهم حتى كأنهم كانوا بينهم، وعرفهم من طرق الخير والشر دقيقها وجليلها
ما لم يعرفه نبى لأمته قبله، وعرفهم e من أحوال الموت وما يكون بعده فى البرزخ وما يحصل فيه من النعيم والعذاب للروح والبدن ما لم
يعرف به نبى غيره، وكذلك عرفهم e من أدلة التوحيد والنبوة والمعاد والرد على جميع فرق أهل الكفر والضلال ما ليس لمن عرفه حاجة من
بعده، اللهم إلا إلى من يبلغه إياه ويبينه ويوضح منه ما خفى عليه، وكذلك عرفهم e من مكايد الحروب ولقاء العدو وطرق النصر والظفر ما
لو علموه وعقلوه ورعوه حق رعايته لم يقم لهم عدو أبداً، وكذلك عرفهم e من مكايد إبليس وطرقه التى يأتيهم منها وما يتحرزون به من
كيده ومكره وما يدفعون به شره ما لا مزيد عليه وكذلك عرفهم e من أحوال نفوسهم وأوصافها ودسائسها وكمائنها ما لا حاجة لهم معه إلى
سواه؛ وكذلك عرفهم e من أمور معايشهم ما لو علموه وعملوه لاستقامت لهم دنياهم أعظم استقامة0
وبالجملـة فجاءهم بخير الدنيا والآخرة برمته، ولم يحوجـــهم الله U إلى أحد سواه(1). فكيف يظن بعد كل ذلك أن يكون للإسلام
وللمسلمين دين وعلم وحضارة بدون السنة النبوية المطهرة؟
ومن هنا كان التشكيك فى الأحاديث النبوية تشكيكاً فى الإسلام، وفى جميع العلوم والمعارف كما قال الدكتور محمد أبو زهو - رحمه الله تعالى
- (ولو أننا ذهبنا نستمع إلى من فى قلوبهم مرض، من دعاة الإلحاد، وخصوم الإسلام، وصرنا إلى ما صاروا إليه من الشبهات، المؤسسة
على شفا جرف هار، لذهبت ثـقتنا بجميع العلوم، ذلك؛ لأن علمائها لم يبذلوا فيها، من الدرس والتمحيص، والدقة والتحرى، عشر معشار ما
بذله علماء الحديث، فى حفظ السنة ورعايتها، وتمييز صحيحها من ضعيفها، ومعرفة أحوال رواتها على اختلاف طبقاتهم وأزمنتهم وأمكنتهم،
فإذا انهار حصن السنة الحصين، بعد تلك العناية البالغة، التى يشهد بها التاريخ والواقع،لم يبق هناك علم نرجع إليه أو نثق به، وكفى بذلك
حمقاً وجهلاً)(2).



(1) السنة بين أنصارها وخصومها مخطوط بكلية أصول الدين بالقاهرة رقم748 جـ1 /18،19 بتصرف0
(2) نقلاً عن السنة النبوية للدكتور أحمد كريمة ص 18 0
(3) السنة النبوية المطهرة قسم من الوحى الآلهى المنزل ص 83 بتصرف يسير0
(1) الآية 78 من سورة النساء0 وانظر : تحقيق معنى السنة وبيان الحاجة إليها للعلامة السيد سليمان الندوى ص 12، 13، وقارن بالإسلام
على مفترق الطرق للعلامة محمد أسد ص 93 0
(1) ضحى الإسلام للدكتور أحمد أمين 3 /362 0
(1) عبد القادر البغدادى : هو عبد القادر بن طاهر بن محمد التميمى، الأستاذ أبو منصور البغدادى، الفقيه الشافعى الأصولى النحوى المتكلم،
صاحب المؤلفات الكثيرة النافعة، منها "تفسير القرآن" و"فضائح المعتزلة" و"التحصيل فى أصول الفقه" و"الفرق بين الفرق" توفى سنة 429هـ
له ترجمة فى إنباه الرواة للقفطى 2 /185، وبغية الوعاة 2 /105، ووفيات الأعيان 2 /372، وهداية العارفين 5 /606، وطبقات الشافعية
لابن السبكى 5/136، وطبقات المفسرين للداودى 1 /332 رقم 294، وفوات الوفيات لابن شاكر 1 /613، والبداية والنهاية لابن كثير 12
/44، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 1 /393 رقم 17 0
(2) الفرق بين الفرق ص 321 0
(3) سيأتى تفصيل ذلك فى الجواب عن شبهة رواية الحديث بالمعنى ص 386-395 0
(4) انظر : ج2 ص148 .
(5) وقال الدكتور السباعى فى كتابه السنة ومكانتها ص 108 هو أستاذ التاريخ فى الجامعة الأمريكية فى بيروت سابقاً وهو مسيحى تفرغ
أخيراً لأخبار الكنيسة الأرثوذكسية0
(1) انظر : الحديث النبوى للدكتور محمد الصباغ ص 16 : 18 بتصرف0
(2) السنة ومكانتها فى التشريع الإسلامى للدكتور السباعى ص 108 بتصرف يسير0
(1) أعلام الموقعين عن رب العالمين 4 /375، 376 0
(2) الحديث والمحدثون ص 210، 211 0 انظر : السنة فى مواجهة أعدائها للدكتور طه حبيشى مبحث (إنكار السنة اعتداء على المناهج
العلمية) ص 161 0



(1) السنة بين أنصارها وخصومها مخطوط بكلية أصول الدين بالقاهرة رقم748 جـ1/18،19 بتصرف0
(2) نقلاً عن السنة النبوية للدكتور أحمد كريمة ص 18 0
(3) السنة النبوية المطهرة قسم من الوحى الآلهى المنزل ص 83 بتصرف يسير0
(1) الآية 78 من سورة النساء0 وانظر : تحقيق معنى السنة وبيان الحاجة إليها للعلامة السيد سليمان الندوى ص 12، 13، وقارن بالإسلام
على مفترق الطرق للعلامة محمد أسد ص 93 0
(1) ضحى الإسلام للدكتور أحمد أمين 3/362 0
(1) عبد القادر البغدادى : هو عبد القادر بن طاهر بن محمد التميمى، الأستاذ أبو منصور البغدادى، الفقيه الشافعى الأصولى النحوى المتكلم،
صاحب المؤلفات الكثيرة النافعة، منها "تفسير القرآن" و "فضائح المعتزلة" و "التحصيل فى أصول الفقه" و "الفرق بين الفرق" توفى سنة 429
هـ له ترجمة فى إنباه الرواة للقفطى 2/185، وبغية الوعاة 2/105، ووفيات الأعيان 2/372، وهداية العارفين 5/606، وطبقات الشافعية
لابن السبكى 5/136، وطبقات المفسرين للداودى 1/332 رقم 294، وفوات الوفيات لابن شاكر 1/613، والبداية والنهاية لابن كثير
12/44، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 1/393 رقم 17 0
(2) الفرق بين الفرق ص 321 0
(3) سيأتى تفصيل ذلك فى الجواب عن شبهه رواية الحديث بالمعنى ص 368-378 0
(4) انظر : ص684-686
(5) وقال الدكتور السباعى فى كتابه السنة ومكانتها ص 108 هو أستاذ التاريخ فى الجامعة الأمريكية فى بيروت سابقاً وهو مسيحى تفرغ
أخيراً لأخبار الكنيسة الأرثوزكسية0
(1) انظر : الحديث النبوى للدكتور محمد الصباغ ص 16 : 18 بتصرف0
(2) السنة ومكانتها فى التشريع الإسلامى للدكتور السباعى ص 108 بتصرف يسير0
(1) أعلام الموقعين عن رب العالمين 4/375، 376 0
(2) الحديث والمحدثون ص 210، 211 0 انظر : السنة فى مواجهة أعدائها للدكتور طه حبيشى مبحث (إنكار السنة اعتداء على المناهج
العلمية) ص 161 0



-48-












(1) الأعشى : هو ميمون بن قيس بن جندل، ينتهى نسبه إلى بكر بن وائل من ربيعة، لقب بالأعشى لسوء بصره، وكنى يأبى البصير تفاؤلاً
بالشفاء، أو لنفاذ بصره، وسمى "صناجة العرب" لأنه كان يتغنى بشعره، وتوفى سنة 7هـ0 له ترجمة فى : الشعر والشعراء لابن قتيبة
1/257 رقم21، والعقد الفريد لابن عبد ربه 3/356، وأدباء العرب لبطرس البستانى 1/212 0
(2) ذو الرمة : ذو الرُّمَة أو الرَّمَة، أبو الحارث غيلان بن بـهيس بن مسعود بن عدى، له ديوان شعر مطبوع فى مجلد ضخم، وتوفى سنة
117هـ له ترجمة فى : الأعلام للزركلى 5/319، وفيات الأعيان لابن خلكان 4/11 - 17 رقم 523، والشعر والشعراء لابن قتيبة
1/524 رقم 94
(3) ثعلب : هو أبو العباس أحمد بن يحيى بن سيار الشيبانى بالولاء، إمام الكوفة فى النحو واللغة، من كتبه "الفصيح" له ترجمة فى الأعلام
للزركلى 1/252، وبغية الوعاة للسيوطى 1/396 - 398 رقم 787 0
(4) لسان العرب لابن منظور 13/224، والقاموس المحيط للفيروزآبادى 4/233، والمعجم الوسيط لإبراهيم أنيس وآخرون 1/445 - 446
0
(1) مختار الصحاح للرازى ص 317، ولسان العرب 13/225، والقاموس المحيط 4/239، والمعجم الوسيط 1/456 0
(2) الجَوْهَرىُّ : هو إسماعيل بن حماد التركى الجوهرى، يكنى : أبا نصر الفرابى، كان إماماً فى اللغة والأدب، وهو صاحب الصحاح فى اللغة،
توفى سنة 393هـ له ترجمة فى : مرآة الجنان : 2/446، ولسان الميزان لابن حجر 1/614 رقم 1273، وشذرات الذهب لابن العماد
3/141،والوافى بالوفيات9/111 رقم 4028، وإنباه الرواة على أنباه النحاة للقفطى 1/194
(3) عمرو بن العاص : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 3/2 رقم 5897، والاستيعاب 3/1184 رقم 1931، واسد الغابة 4/232 -
235 رقم 3971، وتاريخ الصحابة ص173 رقم 884، ومشاهير علماء الأمصار ص 71 رقم 376 0
(4) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج 1/414 رقم 121، وأحمد فى مسند
4/199 0
(5) لسان العرب 13/227، والقاموس المحيط 4/239، والمعجم الوسيط 1/455، 456 0
(6) لسان العرب لابن منظور 13/225 0
(7) الآية 77 من سورة الإسراء0
(8) الآية 55 من سورة الكهف0
(1) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة 4/110، 111 رقم 1017، وأخرجه فى كتاب العلم،
باب من سن سنة حسنة أو سيئة 8/479 رقم1017 من حديث جرير بن عبد الله (0
(2) متفق عليه من حديث أبى سعيد الخدرى (: البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الاعتصام بالسنة، باب قول النبى (، لتتبعن سنن من كان
قبلكم 13/312 رقم 7320، ومسلم (بشرح النووى) كتاب العلم، باب إتباع سنن اليهود والنصارى 8/472 رقم 2669 0
(3) إرشاد الفحول للشوكانى 1/155، ولسان العرب لابن منظور 13/225، والمعجم الوسيط لإبراهيم أنيس وآخرون 1/455 0
(4) حجية السنة للدكتور عبد الغنى عبد الخالق ص 46 0
(5) الآية 36 من سورة الأحزاب، وانظر : الحديث النبوى للدكتور محمد الصباغ ص 139 0
(1) الفكر المنهجى عند المحدثين ص 27 0
(2) لسان العرب 13/225، والقاموس المحيط 4/233 0
(3) مفاتيح الغيب للفخر الرازى 3/54 0
(4) أخرجه مالك فى الموطأ كتاب السهو،باب العمل فى السهو1/100رقم 2،قال ابن عبدالبر لا أعلم هذا الحديث روى عن النبى ( مسنداً ولا
مقطوعاً، من غير هذا الوجه، وهو أحد الأحاديث الأربعة التى فى الموطأ، التى لا توجد فى غيره مسنده ولا مرسله0 ومعناه صحيح فى
الأصول0
(5) لسان العرب 13/225، والقاموس المحيط 4/233، والمعجم الوسيط 1/455 0
(6) القاموس المحيط 4/239، والمعجم الوسيط 1/456 0
(7) الطبرى : هو محمد بن جرير بن زيد، الطبرى، أبو محمد، صاحب التفسير الكبير، والتاريخ الشهير، كان من الأئمة المجتهدين، ولم يقلد
أحداً، وكان إماماً فى فنون كثيرة منها : التفسير، والحديث، والفقه، والتاريخ وغير ذلك، توفى سنة 310هـ0 له ترجمة فى : تاريخ بغداد
للخطيب البغدادى 2/162 رقم 589، ووفيات الأعيان 4/191، 192 رقم 570، وطبقات المفسرين للداودى 2/110-118 رقم 468،
وطبقات المفسرين للسيوطى، ص 82 رقم 93، وشذرات الذهب لابن العماد2/260،وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير1/222رقم 23 0
(8) لبيد : هو أبو عقيل لبيد بن ربيعة العامرى، كان أبوه يعرف بربيعة المقترين لجوده وسخائه، فنشأ لبيد كريماً مثله، توفى سنة 41هـ0 له
ترجمة فى :الأعلام للزركلى 6/104، والشعر والشعراء لابن قتيبة 1/274 - 285 رقم 25، ومرآة الجنان لليافعى 1/119، وأدباء العرب
لبطرس البستانى 1/144 - 151 0
(1) جامع البيان فى تأويل آى القرآن 4/100 0
(2) القرطبى : هو محمد بن أحمد بن أبى بكر بن فرح الأنصارى الخزرجى المالكى أبو عبد الله القرطبى، كان مفسراً، ورعاً، زاهداً، متقناً
متبحراً، من مصنفاته "الجامع لأحكام القرآن" و"شرح الأسماء الحسنى"توفى سنة671هـ0له ترجمة فى:طبقات المفسرين للداودى 2/69-70
رقم 434،وطبقات المفسرين للسيوطى ص79 رقم 88، وشذرات الذهب 5/235، والديباج المذهب لابن فرحون 406رقم 549،وشجرة النور
الزكية محمد مخلوف ص197 رقم 666 0
(3) المفضل : هو المفضل بن سلمة بن عاصم، أبو طالب، لغوى، عالم بالأدب، من مؤلفاته الفاخر فيما تلحن به العامة و "جماهير القبائل"
توفى سنة 290 0 له ترجمة فى : تاريخ بغداد للخطيب البغدادى 13/124 رقم 7109، ووفيات الأعيان لابن خلكان 4/205، 206 رقم
579 فى ترجمة ابنه محمد بن الفضل، وبغية الوعاة للسيوطى 2/296 رقم 2013 0
(4) الجامع لأحكام القرآن 4/216 0
(5) الشوكانى : هو محمد بن على بن محمد الشوكانى، فقيه مجتهد من كبار علماء اليمن من أهل صنعاء، من مؤلفاته "فتح القدير" فى
التفسير "وإرشاد الفحول" فى أصول الفقه0 توفى سنة 1250هـ0 له ترجمة فى : البدر الطالع للشوكانى 2/214 - 225 رقم 482، والفتح
المبين لعبد الله المراغى 3/144 - 145، وأصول الفقه تاريخه ورجاله للدكتور شعبان إسماعيل، ص530 - 532، والرسالة المستطرفة
للكتانى ص 152، والأعلام للزركلى 7/190، ومعجم المؤلفين لكحالة 11/533 0
(6) إرشاد الفحول 1/155 0
(7) الكسائى : هو على بن حمزة الكوفى المعروف بالكسائى، أخذ القراءات عن حمزة الزيات، وقرأ النحو على معاذ الهراء كثيراً، ثم الخليل بن
أحمد بالبصرة0 توفى سنة 189هـ0 له ترجمة فى : وفيات الأعيان لابن خلكان3/295-297 رقم 233، وبغية الوعاة للسيوطى 2/162
-164 رقم 1701، وطبقات المفسرين للداودى 1/404 - 409 رقم 349، طبقات القراء لابن الجزرى 1/535، وطبقات القراء للذهبى
1/100، واللباب فى تـهذيب الأنساب 3/97، والفهرست لابن النديم ص 103 0
(8) دراسات فى الحديث النبوى 1/5، 11 بتصرف0
(9) القاموس المحيط 1/163 0
(10) الآية 34 من سورة الطور0
(11) تاج العروس للزبيدى 1/613 0
(12) الزمخشرى : هو أبو القاسم، محمود بن عمر بن محمد الزمخشرى، نحوى، لغوى، معتزلى، مفسر، يلقب بجار الله لمجاورته بمكة
زماناً، من مصنفاته : الكشاف عن حقائق التنـزيل، والفائق فى غريب الحديث، مات سنة 538هـ0 له ترجمة فى : وفيات الأعيان لابن
خلكان 5/168-174 رقم 711، وبغية الوعاة للسيوطى 2/279 رقم 1977، وإشارة التعيين فى تراجم النحاة واللغويين لعبد الباقى اليمانى،
ص 345 رقم 210، وطبقات المفسرين للسيوطى، ص48 رقم 147، وطبقات المفسرين للداودى 2/314 رقم 625 0
(13) الكشاف للزمخشرى 2/243 0
(14) أبو حيان : هو محمد بن يوسف بن على بن يوسف، أثير الدين أبو حيان، الغرناطى، من كبار العلماء بالعربية، والتفسير، والحديث، من
مؤلفاته البحر المحيط فى التفسير، والتذكرة فى العربية، وعقد اللآلى فى القراءات0 مات سنة 745هـ0 له ترجمة فى ذيل تذكرة الحفاظ
ص23، وطبقات الشافعية لابن السبكى 6/31، وطبقات المفسرين للداودى 2/287 - 291 رقم 608، وشذرات الذهب 6/145، والأعلام
7/153، والرسالة المستطرفة ص 101 0
(15) البحر المحيط لأبى حيان 5/281 عند تفسير أول سورة يوسف0
(16) بحوث فى علوم الحديث لفضيلة الأستاذ الدكتور عزت عطيه ص 10 0
(17) الآية 15 من سورة النازعات0
(18) الآية الأولى من سورة الغاشية0
(19) جزء من الآية 3 من سورة التحريم0
(20) جزء من الآية 23 من سورة الزمر0
(21) جزء من الآية 87 من سورة النساء0
(22) الآية 50 من سورة المرسلات0
(23) تيسير اللطيف الخبـير فى علوم حديث البشير النذير ص 11 0
(24) جابر بن عبد الله : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 2/45 رقم 1022، والاستيعاب 1/219 رقم 290، واسد الغابة 1/492 رقم
647، وتاريخ الصحابة ص 58 رقم 183، ومشاهير علماء الأمصار ص 17 رقم 25، وتذكرة الحفاظ 1/43 رقم 21، وطبقات الحفاظ
للسيوطى ص 19 رقم 21 0
(25) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الجمعة،باب تخفيف الصلاة والخطبة 3/418 رقم 867 0
(26) زيد بن ثابت : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 1/561رقم 2887، والاستيعاب 3/136 رقم 845، واسد الغابة 2/346 رقم
1824، وتذكرة الحفاظ 1/30 رقم 15، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص 17 رقم 15، وتاريخ الصحابة ص105 رقم 469، ومشاهير علماء
الأمصار ص 16 رقم 22 0
(27) أخرجه ابو داود فى سننه كتاب العلم، باب فضل نشر العلم 3/322 رقم 3660 واللفظ له، وأخرجه الترمذى فى سننه كتاب العلم، باب
ما جاء فى الحث على تبليغ السماع، 5/33 رقم 2656، وقال أبو عيسى : وفى الباب عن عبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وجبير بن
مطعم، وأبى الدرداء وأنس ثم قال : حديث زيد بن ثابت حديث حسن، وأخرجه ابن ماجة فى سننه المقدمة، باب من بلغ علماً، 1/84 رقم 230
0
(28) المغيرة بن شعبة : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 3/452 رقم 8174، والاستيعاب 4/1445 رقم 2483، واسد الغابة
5/238 رقم 571، وتاريخ الصحابة ص230 رقم 1237، ومشاهير علماء الأمصار رقم 269، وتجريد أسماء الصحابة 2/91 0
(29) أخرجه مسلم (بشرح النووى) فى المقدمة، باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين والتحذير من الكذب على رسول الله ( 1/95 0
(30) علوم الحديث ومصطلحه بتصرف يسير ص 9، 10 0
(31) أصول الحديث، علومه، ومصطلحه، للدكتور محمد عجاج الخطيب ص 18 0
(32) شذرات من علوم السنة لفضيلة الأستاذ الدكتور الأحمدى أبو النور 1/44، وعلوم الحديث لفضيلة الأستاذ الدكتور مروان شاهين ص 16
0
(33) انظر : الإحكام فى أصول الأحكام للآمدى 1/127، والتقرير والتحبير لابن أمير الحاج 2/223، وغاية الوصول شرح لب الأصول زكريا
الأنصارى ص 91، ومناهج العقول للبدخشى 2/269، وإرشاد الفحول للشوكانى 1/155، وأصول الفقه للخضرى ص250،251 0
(34) تيسير اللطيف الخبير فى علوم حديث البشير النذير للدكتور مروان شاهين ص 13 0
(35) عمر بن الخطاب : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 3/518 رقم 5752، والاستيعاب 3/1144 رقم 1878، واسد الغابة 4/137
رقم 3830، وتذكرة الحفاظ 1/5 رقم 2، وطبقات الحفاظ ص 13 رقم 2، وتاريخ الصحابة ص 23 رقم2، ومشاهير علماء الأمصار ص 10
رقم 3، وتجريد أسماء الصحابة 1/397 0
(36) عبد الرحمن بن عوف : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 2/456 رقم 5195، والاستيعاب 2/844 رقم 1455، واسد الغابة
3/475 رقم 3370، وتاريخ الصحابة ص 25 رقم 9، ومشاهير علماء الأمصار ص 14 رقم 12 0
(37) على بن أبى طالب : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 2/507 رقم 5704، والاستيعاب 3/1089 رقم 1855، واسد الغابة 4/87
رقم 3789، وتاريخ الصحابة ص 24 رقم 4، ومشاهير علماء الأمصار ص 11 رقم 5، وتذكرة الحفاظ 1/10 رقم 4، وطبقات الحفاظ
للسيوطى ص 14 رقم 4 0
(38) أخرجه مالك فى الموطأ كتاب الأشربة، باب الحد فى الخمر 2/642 رقم 2 0
(39) الاعتصام للشاطبى 2/119، وانظر : منزلة السنة من الكتاب للأستاذ محمد سعيد منصور ص81-96 0
(40) انظر : الحديث فى صحيح البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب فضائل القرآن، باب جمع القرآن 8/627 رقم 4986 0
(41) الموافقات للشاطبى 4/5،6، وانظر : المدخل إلى السنة النبوية ص 32، 33 0
(42) العرباض بن سارية : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 2/473 رقم 5501، والاستيعاب 3/1238 رقم 2026، واسد الغابة
4/19 رقم 3630، وتاريخ الصحابة 199 رقم 1062، ومشاهير علماء الأمصار ص 65 رقم 331 0
(43) أخرجه أبو داود فى سننه كتاب السنة، باب فى لزوم السنة 4/200 رقم 4607، والترمذى كتاب العلم، باب ما جاء فى الأخذ بالسنة
واجتناب البدع 5/43-44 رقم2676،وابن ماجة فى المقدمة، باب إتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين 1/15-17 رقمى 42-43
وغيرهم0
(44) عبد الله بن عمرو : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 2/351 رقم 4865، والاستيعاب 3/256 رقم 1636، واسد الغابة 3/345
رقم 3092، وتجريد أسماء الصحابة 1/326، وتاريخ الصحابة رقم 721، ومشاهير علماء الأمصار ص71 رقم 377، وتذكرة الحفاظ
1/41 رقم 19، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص 18 رقم 19 0
(45) أخرجه الترمذى كتاب الإيمان،باب ما جاء فى افتراق هذه الأمة5/26رقم2641،وقال أبو عيسى : هذا حديث مفسر غريب لا نعرفه مثل
هذا إلا من هذا الوجه، وانظر : أصول الحديث علومه ومصطلحه للدكتور محمد عجاج الخطيب بتصرف يسير ص 21، 22 0
(46) مالك بن أنس:هو الإمام مالك بن أنس، أحد أعلام الإسلام، إمام دار الهجرة، وصاحب الموطأ، توفى سنة 179هـ0 له ترجمة فى:تذكرة
الحفاظ1/207 رقم199،وطبقات المفسرين للداودى 2/294رقم 613،والديباج المذهب ص56،وشذرات الذهب1/289،والثقات للعجلى
ص417 رقم 1521، ومروج الذهب3/350،ومشاهير علماء الأمصار ص169 رقم1110
(47) عمر بن عبد العزيز : هو عمر بن العزيز بن مروان بن الحكم بن أبى العاص الأموى، أمير المؤمنين، أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر
بن الخطاب، ولى إمرة المدينة للوليد، وكان مع سليمان كالوزير، وولى الخلافة بعده، فعد من الخلفاء الراشدين مدة خلافته سنتان ونصف،
توفى سنة 101هـ0 له ترجمة فى : تذكرة الحفاظ 1/188 رقم 104، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص53 رقم 101، وتقريب التهذيب 1/722
رقم 4956، والكاشف 2/65 رقم 4089، ومشاهير علماء الأمصار ص 209 رقم 1411 0
(48) أخرجه الخطيب فى الفقيه والمتفقة، باب القول فى أنه يجب إتباع ما سنه السلف من الإجماع والخلاف وأنه لا يجوز الخروج
عنه1/435رقم 455،والآجرى فى الشريعة ص48،65،306، وابن عبد البر فى جامع بيان العلم، باب الحض على لزوم السنة والاقتصار
عليها 2/187 0
(49) سالم : هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشى العدوى، أبو عمر أو أبو عبد الله، المدنى، أحد الفقهاء السبعة، وكان ثبتاً عابداً
فاضلاً، يشبه أبيه فى الهدى والسمت0 روى عن أبيه وأبى هريرة، وعنه الزهرى، وصالح بن كيسان0 مات سنة 106هـ0له ترجمة فى :
تقريب التهذيب 1/335 رقم 2182، والكاشف 1/422 رقم 1773، والجرح والتعديل 3/168، وتاريخ الثقات للعجلى ص 174 رقم 499،
ومشاهير علماء الأمصار ص 85 رقم 438 0
(50) عبد الله بن عمر : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 2/347 رقم 4852، والاستيعاب 3/340 رقم 1630، واسد الغابة 3/336
رقم 3082 وتذكرة الحفاظ 1/37 رقم 17، وتاريخ الصحابة 149 رقم 719، ومشاهير علماء الأمصار ص 23 رقم 55، وتجريد أسماء
الصحابة 1/325 0
(51) أخرجه أحمد فى مسنده 2/95 0
(52) دراسات فى الحديث النبوى للدكتور الأعظمى 1/5-11 بتصرف، وانظر : السنة فى مواجهة أعدائها ص 36 وما بعدها0
(53) الحديث متفق عليه من حديث عائشة رضى الله عنها، أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على جدر
5/355 رقم 2697 0 ومسلم (بشرح النووى) كتاب الأقضية،باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور 6/256، 257 رقم 1718 0
(54) عبد الرحمن بن مهدى : هو عبد الرحمن بن مهدى بن حسان البصرى، الثقة، الأمين، العالم بالحديث وأسماء الرجال، كان الشافعى
يرجع إليه فى الحديث، وقال عنه : لا اعرف له نظيراً فى الدنيا0 مات سنة 198هـ0 له ترجمة فى : تقريب التهذيب 1/592 رقم 4032،
والكاشف 1/645 رقم 3323، والجرح والتعديل 5/288 رقم 1382، والثقات للعجلى، ص 299 رقم 985، وتذكرة الحفاظ1/329
رقم313، وطبقات الحفاظ للسيوطى،ص144رقم 301، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 1/141 رقم 35 0
(55) الأوزاعى : هو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد، أبو عمرو الأوزاعى، شيخ الإسلام، وعالم أهل الشام، وهو صاحب مدرسة فى الفقه،
وكان مذهبه منتشراً فى الشام انتشاراً واسعاً، وظل لمذهبه أنصار فى المغرب والأندلس حتى القرنين الثالث والرابع للهجرة، ثم توارى أمام
مذهب الشافعى ومذهب مالك0 مات سنة158هـ له ترجمة فى : تذكرة الحفاظ 1/178 رقم 177، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص 85 رقم
168، والثقات للعجلى ص 296 رقم 970، ومشاهير علماء الأمصار ص 211 رقم 1425، والثقات لابن حبان 7/62، ووفيات الأعيان
3/127 رقم 361، وتـهذيب التهذيب 6/238 رقم 484 0
(56) سفيان بن عيينة : هو سفيان بن عيينه بن أبى عمران، أبو محمد، الكوفى ثم المكى، أحد أئمة الإسلام الأعلام، ثقة حافظ فقيه إمام
حجة، إلا أنه تغير حفظه بآخره، وربما دلس، ولكن عن الثقات0 مات سنة 198هـ0 وله ترجمة فى : تذكرة الحفاظ 1/262 رقم 249،
وطبقات الحفاظ للسيوطى ص 119 رقم 238، وطبقات المفسرين للداودى 1/196 رقم 187، والثقات للعجلى ص 194 رقم 577،
ومشاهير علماء الأمصار ص 179 رقم 1181 0
(57) الزرقانى على الموطأ 1/3 0
(58) علوم الحديث ومصطلحه ص 6 0
(59) الرسالة المستطرفة ص 32 0
(60) الحديث النبوى مصطلحه، بلاغته، كتبه ص 146 0
(61) متفق عليه من حديث عائشة رضى الله عنها البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب بدء الوحى، باب رقم 3، 1/30 رقم 3، ومسلم (بشرح
النووى) كتاب الإيمان، باب بدء الوحى إلى رسول الله ( 1/474 رقم 160 0
(62) راجع تخريجه فى نفس الحديث السابق0
(63) متفق عليه من حديث أبى سفيان بن حرب ( البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب، بدء الوحى باب رقم 6، 1/42 رقم 7، ومسلم (بشرح
النووى) كتاب الجهاد والسير، باب كتاب النبى (، إلى هرقل يدعوه للإسلام 6/346 رقم 1773 0
(64) انظر : جامع العلوم والحكم 2/120، والمدخل إلى السنة النبوية ص33، 34 0
(65) الحديث والمحدثون للدكتور أبو زهو ص 10، وانظر : تيسير اللطيف الخبير فى علوم حديث البشير النذير للدكتور مروان شاهين ص
28، 29 0
(66) نقلاً عن ضوابط الرواية عند المحدثين للأستاذ الصديق بشير نصر ص 314 0
(67) العقيدة والشريعة فى الإسلام جولد تسيهر ص 49، وممن فرق بينهما أيضاً الأستاذ محمد رشيد رضا، انظر : مجلة المنار المجلد
10/852،853 0
(68) ضوابط الرواية عند المحدثين، ص 314 - 322 بتصرف0
(69) العقيدة والشريعة فى الإسلام ص 49 0
(70) دراسات فى الحديث النبوى 1/5،6 0
(71) إعادة تقييم الحديث ص 78، 79 0
(72) نقلاً عن منهجية جمع السنة للدكتورة عزية على طه ص 62 0
(73) الإسلام عقيدة وشريعة ص 492، 493 0
(74) دراسات فى الحديث النبوى 1/5-11 0
(75) السنة النبوية بين إثبات الفاهمين ورفض الجاهلين ص 32 وما بعدها بتصرف0
(76) دراسات فى الحديث النبوى 1/ 7 0
(77) ابن قيم الجوزية : هو محمد بن أبى بكر بن أيوب الزرعى الدمشقى، أبو عبد الله، الفقيه الحنبلى الأصولى المحدث النحوى الأديب الواعظ
الخطيب، له مصنفات عديدة أشهرها : أعلام الموقعين عن رب العالمين، وزاد المعاد فى هدى خير العباد، وغير ذلك، مات سنة 751هـ 0 له
ترجمة فى:البداية والنهاية لابن كثير14/234،والدرر الكامنة لابن حجر3/400-403 رقم 1067، وشذرات الذهب 6/168، وطبقات
المفسرين للداودى 2/93 - 97، رقم 456، والوافى بالوفيات 2/270 0
(78) إغاثة اللهفان 2/323،324 0
(79) أخرجه الحاكم فى المستدرك كتاب العلم، باب خطبته ( فى حجة الوداع 1/171، 172 رقم 318 من حديث ابن عباس -رضى الله
عنهما - وقال فى إسناده عكرمة واحتج به البخارى، وابن أبى أويس واحتج به مسلم، وسائر رواته متفق عليهم، ثم قال وله شاهد من حديث
أبى هريرة ( ، وأخرجه فى الموضع السابق، ووافقه الذهبى وقال وله أصل فى الصحيح أهـ0
(80 ) السنة الإسلامية بين إثبات الفاهمين ورفض الجاهلين للدكتور رءوف شلبى ص32: 36 بتصرف



-30-

=====
5








!_
التعريف بأعداء السنة النبوية

وفيه تمهيد وأربعة فصول :
الفصل الأول : أعداء السنة النبوية من أهل الأهواء والبدع قديماً (الخوارج، والشيعــــة، والمعتزلـــة) .
الفصل الثانى : أعداء السنة النبوية من المستشرقين .
الفصل الثالث : أعداء السنة النبوية من أهل الأهواء والبدع حديثاً (العلمانية، والبهائية، والقاديانية) .
الفصل الرابع : أهداف أعداء الإسلام قديماً وحديثاً فى الكيد للسنة النبوية المطهــرة .



























6
وفيه التعريف بأعداء : لغة وشرعاً0
التعريـف بأعـداء لغـة :
أعداء جمع عدو وهو جمع لا نظير له، وفى القرآن الكريم قال تعالى : {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُم ...ْ }(1)
وقال تعالى {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ}(2)0
(1) جزء من الآية 103 من سورة آل عمران0
(2) الآية 19 من سورة فصلت0
(3) أخرجه أحمد فى مسنده 3 /104 من حديث أنس بن مالك t0
(4) جزء من الآية 108 من سورة الأنعام0
(5) سيبويه : هو أبو بشر، عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثى بالولاء، الملقب بسيبويه، إمام النحاة، من أحسن مؤلفاته كتابة المسمى "
الكتاب"، مات سنة 180هـ له ترجمة فى : إشارة التعيين لليمانى ص 242 رقم 148، والبداية والنهاية لابن كثير 1 /167، والأعلام 5
/252، وبغية الوعاة 2 /229، وشذرات الذهب 1 /252، وطبقات النحويين واللغويين، ص66 0
(6) الفراء : هو أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله الديلمى المعروف بالفراء، كان من أعلم الكوفيين فى اللغة والنحو والأدب، من مؤلفاته
"معانى القرآن" و"المصادر فى القرآن"و"غريب الحديث" توفى سنة 207هـ0 له ترجمة فى : تـهذيب التهذيب 11 /212 رقم 353، ومرآة
الجنان لليافعى 2 /38، ووفيات الأعيان 6 /176 رقم798، وطبقات المفسرين للداودى 2 /367 رقم681 0
(1) جزء من الآية 64 من سورة المائدة، وانظر : لسان العرب لابن منظور 10 /712، وتاج العروس للزبيدى 10 /235، ومختار الصحاح
للرازى ص 418 0
(2) الآية الأولى من سورة الممتحنة0
(3) جزء من الآية 120 من سورة البقرة0
(4) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الشروط، باب إذا اشترط فى المزارعة (إذا شئت أخرجتك) 5 /385 رقم 2730 0
(5) الآية الأولى من سورة التوبة0
(6) جزء من الآية 101 من سورة النساء0
(1) جزء من الآية 142 من سورة النساء0
(2) أخرجه أحمد فى مسنده 1 /22،44 من حديث عمر بن الخطاب t0
(3) جزء من الآية 119 من سورة الأنعام0
(4) أبو قلابة : هو عبد الله بن زيد، من عُباد التابعين وزهادهم، ممن هرب من البصرة مخافة أن يولى القضاء، ثقة فاضل، كثير الإرسال،
مات بالشام سنة 104هـ وقيل بعدها0 له ترجمة فى : تقريب التهذيب 1 /494 رقم 3344، والكاشف 1 / 554 رقم 2734، والثقات لابن
حبان 5 /2، ومشاهير علماء الأمصار ص 114 رقم 649، والثقات للعجلى ص 257 رقم 813 0
(5) أخرجه الدارمى فى سننه المقدمة،باب اجتناب أهل الأهواء والبدع والخصومة1 /120 رقم391 0
(4) أخرجه ابن عبد البر فى جامع بيان العلم2 /135، والخطيب فى الفقيه والمتفقة1 /454 رقم 479 0
(5) السنة ومكانتها فى التشريع الإسلامى للدكتور السباعى ص 133 بتصرف، وانظر : الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين للدكتور
أحمد محرم 1 /189 .
(1) جزء من الآية 118 من سورة البقرة0
(1) سبق تخريجه ص 34 0
(2) كشف الشبهات عن الشيخ الغزالى للدكتور أحمد حجازى السقا ص 63، 77، 94 0
(1) فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وموقف الإسلام منها للدكتور غالب عواجى 1 /22-26، وانظر : الموافقات للشاطبى فصل (تعريف
الفرق الزائغة) 4 /539 وما بعدها، وفصل (ضلال هذه الفرق لا يخرجها عن الملة) 4 /550 وما بعدها، والاعتصام باب فى مأخذ أهل البدع
بالاستدلال 1 /178 وما بعدها، وحكم هذه الفرق 2 /462 وما بعدها0
(1) القامـوس المحيط 1/183، 184، وتاج العروس 2 /30، وانظر : فتح البارى 12 /296 أرقام 6930-6932 0
(2) هدى السارى لابن حجر ص 483 0
(3) فتح البارى 12 /296 أرقام 6930 - 6932 0
(4) الملل والنحل 1 /114، والفصل فى الملل والنحل 4 /157، ومقالات الإسلاميين 1 /207 0
(5) الفصل فى الملل والنحل 4 /157، والملل والنحل 1 /21، والبداية والنهاية لابن كثير 7 /189، وانظر : فرق معاصرة للدكتور غالب
عواجى 1 /70، 71 0
(1) فتح البارى 12 /296 أرقام 6930-6932 0
(2) سبق تخريجه ص 71 0
(3) انظر : تاريخ الأمم والملوك لابن جرير 5 /194 0
(4) ابن عباس : هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، صحابى جليل0 له ترجمة فى : الإصابة 1 /322 رقم 4799، والاستيعاب 3 /933
رقم 1606، واسد الغابة 3 /291 رقم 3037، وتاريخ الصحابة ص 148 رقم 717، ومشاهير علماء الأمصار ص 15 رقم 17، وتذكرة
الحفاظ 1 /40 رقم 18، وتجريد أسماء الصحابة 1/320 0
(1) جزء من الآية 32 من سورة الأعراف0
(2) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2 /103، 104 0
(3) الآية 97 من سورة التوبة0
(4) جزء من الآية 35 من سورة النساء0
(5) جزء من الآية 59 من سورة النساء0
(1) الحديث والمحدثون للدكتور محمد أبو زهو ص 84، 85 0
(2) ابن حزم : هو على بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهرى، أبو محمد، عالم الأندلس فى عصره، وأحد أئمة الإسلام، روى ابنه أبو رافع أن
مصنفات والده بلغت الأربعمائة، من أشهرها : الإحكام فى أصول الأحكام، والفصل فى الملل والنحل، مات سنة 456هـ0 وله ترجمة فى :
لسان الميزان لابن حجر 4 /724 رقم 5782، والبداية والنهاية لابن كثير 12 /91، ووفيات الأعيان لابن خلكان 3 /325 رقم 448،
وشذرات الذهب 3/13، وتذكرة الحفاظ 3 /1146 رقم 1016، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص 435 رقم 981 0
(3) الفصل فى الملل والنحل 4 /156 0
(4) هو : أحمد حجازى السقا، كاتب معاصر، حصل على العالمية فى الدعوة من جامعة الأزهر، ورفض الأزهر تعيينه بالجامعة، من مؤلفاته
التى شكك فيها فى مكانة السنة النبوية، كتابه دفع الشبهات عن الشيخ الغزالى، وحقيقة السنة النبوية0
(1) دفع الشبهات عن الشيخ الغزالى ص 63، 77، 94 0
(2) فرق معاصرة للدكتور غالب عواجى 1 /106 0
(3) دراسات فى الحديث النبوى للدكتور محمد مصطفى الأعظمى 1 /23 0
(4) أصول الدين للبغدادى ص 19، وانظر : الملل والنحل للشهرستانى 1 /114، 115، والتنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع للإمام محمد
الملطى ص52، والعقيدة والشريعة لجولد تسيهر ص193.
(5) انظر : السنة بين دعاة الفتنة وأدعياء العلم لفضيلة الأستاذ الدكتور عبد الموجود ص 93 0
(6) سيأتى تخريجه وبيان وضعه فى شبهة عرض السنة على القرآن ص 224-227 0
(7) ضحى الإسلام 3 /334 0
(8) تاريخ المذاهب الإسلامية 66 0
(9) النبوات ص 89 0
(10) شرح القصيدة النونية1 /321وانظر: فرق معاصره تنتسب إلى الإسلام للدكتور غالب عواجى1 /107 0

وفى السنة المطهرة قال e "... يا معشر الأنصار ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله U بى، ألم آتكم متفرقين فجمعكم الله بى، ألم آتكم أعداء فألف الله
بين قلوبكم" قالوا : بلى يا رسول الله ....(3)0
والأعادى جمع الجمع، وقال الراغب : أصل العدو التجاوز ومنافاة الالتئام، فتارة يعتبر بالمشى، فيقال له : العدو، وتارة بالقلب فيقال له :
العداوة، وعدا عليه من باب سما عدوا وعدوا كفلس وفلوس وبهما قُرأ قوله تعالى : {فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}(4) وقَرأ الحسن عدواً مثل
سمو0
وقال سيبويه(5) : عدو وصف، ولكنه ضارع الإسم، وقد يثنى ويجمع ويؤنث، وهو ضد الولى، ويقال : عدو بين العداوة والمعاداة، والأنثى
عدوة يقال : هذه عدوة الله قال الفراء(6) : وإنما ادخلوا فيها الهاء تشبيهاً بصديقة؛ لأن الشيء قد يبنى على ضده وقالوا فى جمع (عدوة)
عدايا ولم يسمع إلا فى الشعر، وتعادى القوم عادى بعضهم بعضاً .
والعداوة اسم عام من العدو ومنه قوله تعالى: {وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ...}(1) .
التعريـف بالأعـداء شرعـاً :
تحدث رب العزة فى كتابه الكريم عن أعدائه وأعداء هذا الدين وهذه الأمة من أهل الكتاب (اليهود والنصارى) وأهل الملل الباطلة من
المشركين، والكافرين، والمنافقين، وأصحاب الأهواء الزائفة قال تعالى : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ
بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ ... الآية}(2).
وأكد المصطفىe تلك العداوة فى سنته المطهرة، وحذر الأمة من أعدائها فقالU عن عداوة أهل الكتــاب {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ
النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم}(3).
وعن ابن عمر -رضى الله عنهما- قال "لما فدع أهل خيبر عبد الله بن عمر، قام عمر خطيباً فقال : إن رسول الله e عامل يهود خيبر على
أموالهم، وقال : نقركم ما أقركم الله U، وإن عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك فعدى عليه من الليل ففدعت يداه ورجلاه، وليس هناك عدو
غيرهم، هم عدونا وتهمتنا"(4).
وقال تعالى عن عداوة أهل الملل الباطلة من المشركين {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(5) .
وقال U فى حق الكافرين {إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا}(6) وفى حق المنافقين {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}(1).
وقال فيهم e : "إن أخوف ما أخاف على أمتى كل منافق عليم اللسان"(2) وقال U فى حق أصحاب الأهواء الزائفة : {وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ
بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ}(3) وقال أبو قلابة(4) - رحمه الله - : "لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم، فإنى لا آمن أن يغمسوكم فى ضلالتهم أو
يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون" (5)0


!+
أعداء السنة من أهـل الأهـواء والبـدع قديمـاً

وفيه تمهيد وخمسة مباحث :
تمهيد : وفيه بيان المراد بأعـداء السنة من أهل الأهواء والبدع .
المبحث الأول : أهمية دراسـة الفـرق فـى التأريـخ للسنـة .
المبحث الثانى : التعريف بالخوارج وموقفهم من السنة المطهرة .
المبحث الثالث : التعريف بالشيعـة وموقفهم من السنة المطهرة .
المبحث الرابع : التعريف بالمعتزلة وموقفهم من السنة المطهرة .
المبحث الخامس : من الفـرق إلى السنـة النبويـة الجامعـة .


6

وفيه بيان المراد بأعداء السنة من أهل الأهواء والبدع :
انتقل رسول الله e إلى الرفيق الأعلى وقد بلغ رسالة ربه I كاملة،وما من خير إلا دل الأمة عليه، وما من شر إلا وحذرهم منه، كما قال e : "
إنه لم يكن نبى قبلى إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم" ... الحديث(1) .
كان رأس الخير الذى دل عليه ووصى به الاعتصام بكتاب الله U وسنته e وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده، كما جاء فى الحديث : "
إنى قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به، فلن تضلوا أبداً؛ كتاب الله U وسنة نبيه e (2) .
وفى الحديث أيضاً قال رسول الله e : "أوصيكم بتقوى الله U والسمع، والطاعة، وإن كان عبداً حبشياً؛ فإنه من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافاً
كثيراً، فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ... الحديث(3) .
وكان من الشر الذى حذر منه الأمة أهواء أهل البدع - كما جاء فى الحديث عن عمر بن الخطاب أن رسول اللهe قال لعائشة : "يا عائشة(4)
إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم فى شيء"(5) هم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء، ليس لهم توبة أنا منهم برئ، وهم منى
برآء(6) .
وفى الحديث عن عائشة - رضى الله عنها - قالت : تلا رسول الله e هذه الآية { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءَايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ
وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ
يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ}(1) قالت : قال رسول الله e : "فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين
سمى الله فاحذروهم(2) وعن أبى أمامة الباهلى(3) t عن النبى e فى قوله U: { فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ}(4) قال
هم الخوارج، وفى قوله تعالى {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}(5) قال : هم الخوارج(6).
قال الحافظ ابن كثير(7) : وهذا الحديث أقل أقسامه أن يكون موقوفاً من كلام الصحابى ومعناه صحيح، فإن أول بدعة وقعت فى الإسلام؛ فتنة
الخوارج، وكان مبدؤهم بسبب الدنيا حين كان النبى e يقسم قسماً، فكأنهم رأوا فى عقولهم الفاسدة، أنه لم يتق الله ولم يعدل فى القسم،
ففاجئوه بهذه المقالة فقال قائلهم وهو ذو الخويصرة - بقر الله خاصرته - اتق الله يا محمد، فعن أبى سعيد الخدرى(8) t قال: بينما نحن عند
رسول الله e وهو يقسم قسماً أتاه ذو الخويصرة - وهو رجل من بنى تميم. فقال : يا رسول الله اعدل فقال : "ويلك ومن يعدل إذ لم أعدل؟ قد
خبت وخسرت إن لم أكن أعدل" فقال عمر : وفى رواية خالد(1) : يا رسول الله ائذن لى فيه، فأضرب عنقه0 فقال "دعه، فإن له أصحاباً يحقر
أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، ويقرءون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ...
الحديث"(2) ثم كان ظهورهم أيام على t وقتلهم بالنهروان، ثم تشعبت منهم شعوب وقبائل وآراء وأهواء ومقالات ونحل كثيرة منتشرة، ثم
انبعث القدرية، ثم المعتزلة، ثم الجهمية، وغير ذلك من البدع التى أخبر عنها الصادق المصدوق e فى قوله "... وستفترق هذه الأمة على ثلاث
وسبعين فرقه كلها فى النار إلا واحدة. قالوا : وما هم يا رسول الله؟ قال : "من كان على ما أنا عليه وأصحابى"(3) .
وعن عمر بن الخطاب t قال : "أصحاب الرأى أعداء السنن، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها، وتفلتت منهم أن يعوها، واستحيوا حين سئلوا أن
يقولوا : لا نعلم، فعارضوا السنن برأيهم، فإياكم وإياهم"(4) .
ومرادى هنا بأعداء السنة من أهل الأهواء والبدع تلك الفرق التى أخبر عنها المعصوم e وتغالت فى بدعتها من الخوارج، والشيعة، والمعتزلة،
الذين لقيت السنة المطهرة من أهوائهم وعنتهم عناءً كبيراً، وكان لآرائهم الجامحة فى الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - أثر كبير فى
اختلاف الآراء، والأحكام فى الفقه الإسلامى، وفيما أثير حول السنة من شبه(5) .
المبحـث الأول
أهمية دراسة الفرق فى التأريخ للسنة المطهرة

سبق وأن ذكرنا أن السنة المطهرة لقيت من عنت أهواء تلك الفرق عناءً كبيراً، وكان لها الأثر الكبير فيما أثير حول السنة من شبهات، ومن
هنا كان لابد لكل من يؤرخ للسنة أو يتحدث عن الشبهات التى يطعن بها أعداء الإسلام فى حجيتها أو مكانتها فى التشريع الإسلامى0 أن
يتعرض للتأريخ لهذه الفرق، فهى فضلاً عن موقفها من السنة المطهرة ومن صحابة رسول الله e كان لها الأثر الكبير فى تفريق الأمة
الإسلامية إلى أحزاب وشيع. من هذا المنطلق تأتى أهمية دراسة تلك الفرق لما يأتى :
أولاً : لأن هذه الفرق وإن كانت قديمة فليست العبرة بأشخاص مؤسسى تلك الفرق ولا بزمنهم، ولكن العبرة بوجود أفكار تلك الفرق فى وقتنا
الحاضر، فإننا إذا نظرنا إلى بعض تلك الفرق الماضية كالخوارج (القرآنيون) نجد أن لها امتداد يسرى فى حاضر الأمة سريان الوباء، وكذلك
المعتزلة لا زالت أفكارهم حية قوية يتشدق بها بعض المغرضين من الذين استهوتهم الحضارة الغربية والشرقية، فراحوا يمجدون العقل
ويحكمونه فى نصوص الشرع قرآناً وسنة، فما وافق عقولهم قبلوه وإلا ردوه، أو تأولوه تأويلاً يضر بعقيدة المسلم، ويصفون من يعتمد على
ما وراء ذلك بالتأخر والانزواء0
إنهم يريدون الخروج عن النهج الإسلامى، ولكنهم لم يجرؤا صراحة على ذلك، فوجدوا أن التستر وراء تلك الآراء التى قال بها من ينتسب إلى
الإسلام خير وسيلة لتحقيق ذلك، فذهبوا إلى تمجيد تلك الأفكار لتحقيق أهدافهم البعيدة0
فتأتى أهمية دراسة تلك الفرق لبيان ما فيها من أفكار وآراء هدامة مخالفة لحقيقة الإسلام، وكيف يعمل على إحيائها وترويجها فى العصر
الحاضر من سار على دربهم أو تأثر بهم، ذلك أنه ما من بلاء كان فيما سبق من الزمان إلا وهو موجود اليوم فى وضوح تام، فلكل قوم
وارث، وصدق رب العزة {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ}(1) وصدق نبينا e "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر،
وذراعاً بذراع، حتى ولو سلكوا جحر ضب، لسلكتموه، قلنا : يا رسول الله! اليهود والنصارى قال فمن؟"(1) .
ويأتى الهدف من وراء ذلك بكشف القناع عن تلك الحركات والأفكار الهدامة التى يقول بها فى العصر الحاضر أولئك الخارجون عن الخط
السوى والصراط المستقيم، لتعرية دورهم الخطير فى الطعن والتشكيك فى الإسلام قرآن وسنة، وإشاعة الفرقة والاختلاف فى صفوف
المسلمين، بتعريف الناس بأمرهم وبحقيقة فكرهم للتحذير منهم0
ثانياً : إن دراسة تلك الفرق يكشف لنا جذور البلاء الذى شتت قوى المسلمين وفرقهم شيعاً، وجعل بأسهم بينهم شديداً،كما يكشف لنا جذور
شبهات أعداء السنة فى العصر الحاضر .
ثالثاً : إن الفرق التى ظهرت قديماً ما من فرقة منها إلا وقد قامت مبادئها على بعض المنكرات، وهى تدعى أنها هى المحقة وما عداها على
الضلال، فألبسوا الحق بالباطل، وأظهروا مروقهم وخروجهم وفجورهم عن منهج الكتاب والسنة فى أثواب براقة لترويج بدعهم والدعوة لها.
فتأتى دراسة تلك الفرق لبيان أضرارها على العقيدة الإسلامية ووحدة الأمة ورداً على من يزعمون أن الخوارج كانوا من الصحابة، وأن
المعتزلة - وهم كانوا من الصحابة والتابعين - رفضوا السنة فى العقائد كما رفضها الخلفاء الراشدون والخوارج، بل يزعمون زيادة على ما
سبق أنهم هم الذين نقلوا القرآن، ونقلوا شعائر الدين قبل إقرار مذهب السلف فى ديار المسلمين ...)(2) .
رابعاً : إن عدم دراسة الفرق والرد عليها وإبطال الأفكار المخالفة للحق، فيه إفساح المجال للفرق المبتدعة أن تفعل ما تريد، وأن تدعوا إلى
كل ما تريد من بدع وخرافات دون أن تجد من يتصدى لها بالدراسة والنقد كما هو الواقع، فإن كثيراً من طلاب العلم - فضلاً عن عوام
المسلمين - يجهلون أفكار فرق يموج بها العالم، وهى تعمل ليلاً ونهاراً لنشر باطلهم، ولعل هذه الغفلة من المسلمين عن التوجه لكشف هذه
الفرق المارقة، لعله من تخطيط أولئك المارقين الذين يحلوا لهم حجب الأنظار عنهم، وعن مخططاتهم الإجرامية، ولا أدل على ذلك من تلك
الأفكار وبعض العبارات التى يرددها كثير من المسلمين فى كثير من المجتمعات الإسلامية دون أن يعرفوا أن مصدرها إما من الخوارج مثل
قولهم لا حجة فى شئ من أحكام الشريعة إلا من القرآن، أما السنة فلا حجة فيها، ومثل استحلال دماء المسلمين لأقل شبهة، وتكفير الشخص،
بل المجتمعات الإسلامية بأدنى ذنب، أو من المعتزلة مثل تمجيد العقل، وتحكيمه فى نصوص الشرع قرآناً وسنة، فما وافقه قبل وإلا فيرد، أو
من الشيعة مثل تكفير الصحابة أو بعضهم واتهامهم، بالكذب والخوض فى فتنة عثمان وعلى ومعاوية - رضوان الله على الجميع- أو من
البهائية مثل تقديس العدد تسعة عشر، إلى غير ذلك .
ومن المعلوم أن ذلك إنما يعود إلى الجهل بأفكار وأهداف هذه الفرق التى أضلت كثيراً من شباب هذه الأمة فى كثير من المجتمعات الإسلامية
قديماً وحديثاً، من هنا تأتى أهمية دراسة الفرق وكشف القناع عن أهوائها وبدعها ليكون ذلك الكشف نوراً يضئ لشباب الأمة طريقه وسط هذا
الظلام الفكرى المفتعل من قبل ذيول تلك الفرق التى تعمل فى الظلام لنشر أفكارها، وفرض مخططاتها المعادية للإسلام(1) .






المبحـث الثانـى
التعريف بالخوارج وموقفهم من السنة المطهرة

التعريف بالخوارج لغة واصطلاحاً
1- فى اللغة : الخوارج فى اللغة جمع خارج، وخارجى اسم مشتق من الخروج وقد أطلق علماء اللغة لكلمة الخوارج فى آخر تعريفاتهم
اللغوية فى مادة (خرج) على هذه الطائفة من الناس معللين ذلك بخروجهم عن الدين أو على الإمام على -كرم الله وجهه- أو لخروجهم على
الناس(1)0
2- وفى الاصطلاح : الخوراج هم الذين أنكروا على علىّ التحكيم، وتبرؤوا منه، ومن عثمان وذريته وقاتلوهم، فإن أطلقوا تكفيرهم فهم الغلاة
منهم(2) وهم قوم مبتدعون سموا بذلك لخروجهم عن الدين وخروجهم على خيار المسلمين(3) وكل من شاركهم فى آرائهم فى أى زمن
يسمى خارجياً(4)0
وترجع بداية نشأة الخوارج كفرقة ذات اتجاه سياسى وفكر خاص حين خرجوا على الإمام على -كرم الله وجهه- بعد أن رضى بالتحكيم فى
موقعة صفين، والتحموا معه فى معركة النهروان الشهيرة(5)0
الخوارج وهل كان فيهم أحد من الصحابة أو أصحابهم؟
لم يكن فى الخوارج أحد من أصحاب رسول الله y ولا من فقهاء أصحاب الصحابة من التابعين رضوان الله عليهم أجمعين، ولو كان فيهم أحد
من فقهاء الصحابة أو من أصحابهم ما اجترءوا على الفتنة والخروج على خليفة المسلمين واتهامه بالكفر وقتله، وإنما هم قوم من الأعراب
الجفاة الغلاظ وكان يقال لهم : القراء لشدة اجتهادهم فى التلاوة والعبادة، إلا أنهم كانوا يتأولون القرآن على غير المراد منه، ويستبدون برأيهم
ويتنطعون فى الزهد والخشوع وغير ذلك(1)0
وهؤلاء القوم تنبأ بهم المصطفى e وحذر الأمة منهم، وحرض على قتلهم، وذلك عندما تجرأ من هو من جنسهم أو نسلهم ذو الخويصرة على
النبى e وهو يقسم قسماً قائلاً بتنطع وغلظة "يا محمد اعدل، يا محمد اتق الله" فيقول له النبى e : ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل؟ قد خبت
وخسرت إن لم أكن أعدل" ويستأذن عمر بن الخطاب، وفى رواية يستأذن خالد بن الوليد النبى e أن يقتله فيقول النبى e : دعه، فإن له أصحاباً
يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية قال
أظنه قال : لئن أدركتهم لأقتلن قتل ثمود(2)0
وهم كما كان مبدؤهم بسبب الدنيا كما فى الحديث السابق، كذلك كان حالهم مع خليفة المسلمين سيدنا عثمان t خرجوا عليه وقتلوه طلباً للدنيا،
وحقداً، وحسداً له، وحملهم على ذلك قلة دين وضعف يقين، وبذلك خاطبهم الإمام على -كرم الله وجهه- .
فروى الطبرى: أن علياً ذكر إنعام الله علىالأمة بالجماعة بالخليفة بعد رسول الله e ثم الذى يليه، ثم الذى يليه0 وقال : على مسمع من قتله
عثمان : "ثم حدث هذا الحدث الذى جره على الأمة أقوام طلبوا هذه الدنيا، حسدوا من أفاء الله عليه على الفضيلة وأرادوا رد الأشياء على
أدبارها ثم ذكر أنه راحل غداً إلى البصرة، ليجتمع بأم المؤمنين وأخويه طلحة والزبير وقال : "ألا ولا يرتحلن غداً أحد أعان على عثمان t بشئ
فى شئ من أمور الناس، وليغن السفهاء عنى أنفسهم"(3)0
ويدل على أنهم لم يكن فيهم أحد من أصحاب رسول الله y ولا من فقهاء أصحـابه من التابعين y أجمعــين ، ما رواه ابن عبد البر بســنده
عن ابن عبــاس (4) -رضى الله عنهما- قال : لما اجتمعت الحرورية يخرجون على علىّ قال : جعل يأتيه الرجل فيقول : يا أمير المؤمنين
القوم خارجون عليك قال : دعوهم حتى يخرجوا، فلما كان ذات يوم قلت يا أمير المؤمنين أبرد بالصلاة فلا تفتنى حتى أتى القوم. قال : فدخل
عليهم وهم قائلون فإذا هم مسهمة وجوههم من السهر وقد أثر السجود فى جباههم كأن أيديهم ثفن الإبل عليهم قمص مرحضة فقالوا ما جاء
بك يا ابن عباس وما هذه الحلة عليك قال قلت ما تعيبون منى فلقد رأيت رسول الله e أحسن ما يكون من ثياب اليمنية قال ثم قرأت هذه الآية
{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}(1)0
فقالوا ما جاء بك؟ فقال : جئتكم من عند أصحاب رسول الله y وليس فيكم منهم أحد. ومن عند ابن عم رسول الله e وعليهم نزل القرآن وهم
أعلم بتأويله جئت لأبلغكم عنهم وأبلغهم عنكم ... إلخ"(2)0
ويقول الدكتور أبو زهو - رحمه الله تعالى - والذى يظهر أن الخوارج فى مبدئهم كانوا قوماً من الأعراب الجفاة الغلاظ الذين قال الله تعالى فى
شأنهم {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُـــوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}(3)0
فليس فيهم أحد من أصحاب رسول الله y الذين استضاؤا بنور النبوة، وفهموا القرآن على وجهه الصحيح فلا عجب أن يغتر الخوارج بظواهر
القرآن، ولو كلفوا أنفسهم النظر فيه وحده لاهتدوا إلى آيات تأمر بالتحكيم فالله تعالى يقول فى سورة النساء { فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا
مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا}(4) فالتحكيم أمر مشروع والحكمان إنما يحكمان حسب ما أمر القرآن
العزيز {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}(5)0 وإنما لم يرض على بالتحكيم أولاً؛ لأنه كان يرى الحق معه، وأن طلب التحكيم،
إنما هو خدعة من معاوية وعمرو بن العاص، يريدان بها توهين جيش على وتخدير أعصابهم، لما رأياه من تفوقهم فى الموقعة فرفعوا
المصاحف على أسنة الرماح طالبين تحكيم كتاب الله0 ولو أن أصحاب علىّ أطاعوه فى عدم قبول التحكيم لتغير وجه التاريخ ولوقع معاوية
وأهل الشام فى براثن الأسد ولكن أراد الله ما قد كان، ولا راد لقضائه(1)0
قال العلامة ابن حزم(2) فى كتابه الفصل فى الملل والنحل : "إنما حكم علىّ t أبا موسى وعمراً ليكون كل منهما مدلياً بحجة من قدمه،
وليكونا متخاصمين عن الطائفتين، ثم حاكمين لمن أوجب القرآن الحكم له0وإذ من المحال الممتنع الذى لا يمكن أن يفهم لغط العسكرين، أو أن
يتكلم جميع أهل العسكر بحجتهم، فصح يقيناً لا محيد عنه صواب علىّ t فى التحكيم والرجوع إلى ما أوجبه القرآن وهذا لا يجوز غيره، ولكن
أسلاف الخوارج كانوا أعراباً، قرءوا القرآن قبل أن يتفقهوا فى السنة الثابتة عن رسول الله e ولم يكن فيهم أحد من الفقهاء لا من أصحاب ابن
مسعود ولا من أصحاب عمر، ولا أصحاب على، ولا أصحاب عائشة، ولا أصحاب أبى موسى، ولا أصحاب معاذ بن جبل، ولا أصحاب أبـى
الـدرداء، ولا أصحاب سلمان، ولا أصحاب زيد وابن عباس وابن عمر، ولهذا تجدهم يكفر بعضهم بعضاً عند أقل نازلة تنزل بهم من دقائق
الفتيا وصغارها، فظهر ضعف القوم وقوة جهلهم"(3)0
وفى كل ما سبق رد على ما زعمه كذباً الدكتور أحمد حجازى السقا(4) أن الخوارج كانوا من الصحابة والتابعين ورفضوا السنة كما رفضها
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب t وأنهم هم الذين نقلوا القرآن ونقلوا شعائر الدين قبل إقرار مذهب السلف فى ديار المسلمين ... وأنهم جماعة
من أصحاب رسول الله e كجماعة معاوية بن أبى سفيان t، وجماعة على بن أبى طالب t وهؤلاء الجماعات الثلاث بعد قتل عثمان بن عفان t
سب بعضهم بعضاً وقتل بعضهم بعضاً(1) .
مصـادر الخـوارج فـى العقائـد والأحكـام :
خاض الخوارج - كغيرهم من الفرق - فى مسائل اعتقادية وفقهية إلا أنهم بصفة خاصة لم تصل إلينا أكثر آرائهم من كتبهم، وإنما وصلت إلينا
من كتب أهل السنة وغيرهم من علماء الفرق الآخرين(2) .
فنقل عنهم باستثناء الإباضية منهم(3) أنهم ينكرون حجية الإجماع والسنن الشرعية، وقد زعمت هذه الطائفة أنه لا حجة فى شيء من شيء
من أحكام الشريعة إلا من القرآن(4) .
وقد أطلق أتباع هؤلاء، وأتباع بعض غلاة الرافضة فى الأزمنة المتأخرة على أنفسهم اسم "القرآنيون"(5)، وحجتهم الحديث الموضوع "ما
جاءكم عنى فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فأنا قلته، وما خالفه فإنى لم أقله"(6)0
وهم فى تعاملهم مع كتاب الله بين موقفين :
فتارة يكونون نصيين يجمدون على المعنى الظاهر من النص دون بحث عن معناه الذى يهدف إليه وهذا رأى أحمد أمين(7)، وأبو زهرة(8)0
وتارة ثانية يؤولون النصوص تأويلاً يوافق أهواءهم، وقد غلطوا حين ظنوا أن تأويلهم هو ما تهدف إليه النصوص، وعلى هذا الرأى ابن
عباس، وشيخ الإسلام ابن تيمية(9)، وابن قيم الجوزية(10)0
وكان لموقفهم هذا من القرآن الكريم، وجهلهم بالحديث، وعدم تحملهم له عن غيرهم، لأنهم كفرة فى نظرهم سبباً فى أن عقائدهم وأحكامهم
الفقهية جاءت مخالفة لأحكام الشريعة الإسلامية، بل منه ما جاء مخالفاً لنصوص القرآن الكريم0
فمنهم من يرى أن التيمم جائز، ولو على رأس بئر، ومنهم من يرى أن الواجب من الصلاة إنما هو ركعة واحدة بالغداة وأخرى بالعشى، ومنهم
من يرى الحج فى جميع شهور السنة، ومنهم من يبيح دم الأطفال والنساء ممن لا ينتمى إلى عسكرهم(7)، ومنهم من جوز نكاح بنت الابن
وبنت الأخ والأخت، ومنهم من أنكر أن تكون سورة يوسف من القرآن، وأن من قال لا إله إلا الله فهو مؤمن عند الله ولو اعتقد الكفر بقلبه،
وعظم البلاء بهم وتوسعوا فى معتقدهم الفاسد، فأبطلوا رجم المحصن،




(1) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الإمارة، باب وجوب الوفاء ببيعة الخليفة الأول فالأول 6/473 رقم 1844 من حديث عبد الله بن
عمرو ( 0
(2) سبق تخريجه ص 47 0
(3) سبق تخريجه ص 38 0
(4) عائشة (رضى الله عنها) لها ترجمة فى : الإصابة 8/16 رقم 11461، والاستيعاب 4/1881 رقم 3476، واسد الغابة 7/186 رقم
7093، وتاريخ الصحابة ص 201 رقم 1072، وتذكرة الحفاظ 1/27 رقم 13 0
(5) الآية 159 من سورة الأنعام0
(6) أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان 5/449، 450، وأبو نعيم فى حلية الأولياء 4/138، والطبرانى فى الصغير 1/303، من حديث أبى
هريرة، وقال الهيثمى فى مجمع الزوائد 7/22، 23، إسناد الطبرانى فى الصغير جيد، وأخرجه ابن الجوزى فى العلل المتناهية كتاب السنة وذم
البدع، باب= =فى تفسير قوله تعالى"إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم فىشئ) 1/144،رقم209، وانظر : تفسير القرآن العظيم
لابن كثير 2/196 0
(1) الآية 7 من سورة آل عمران0
(2) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب التفسير، باب منه آيات محكمات 8/57 رقم 4547، وأخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب العلم
باب النهى عن إتباع متشابه القرآن والتحذير من متبعية 8/469 رقم 2665 0
(3) أبو أمامة الباهلى هو : صدى بن عجلان بن وهب، صحابى جليل0 له ترجمة فى : الإصابة 2/182 رقم 4079، والاستيعاب 2/1237
رقم 1242، واسد الغابة 3/15 رقم 2497، وتاريخ الصحابة ص 137 رقم 2675، ومشاهير علماء الأمصار ص 65 رقم 327، وتجريد
أسماء الصحابة 1/264 0
(4 ) جزء من الآية 7 من سورة آل عمران0
(5 ) الآية 106 من سورة آل عمران0
(6 ) أخرجه أحمد فى مسنده 5/262 0
(7) ابن كثير : هو إسماعيل بن عمر بن كثير الحافظ عماد الدين أبو الفداء، القرشى البصرى الدمشقى الشافعى، كان عالماً حافظاً فقيهاً،
ومفسراً نقاداً، ومؤرخاً كبيراً، من مصنفاته : تفسير القرآن العظيم، والبداية والنهاية مات سنة 774هـ0 له ترجمة فى : الدرر الكامنة لابن
حجر 1/373 رقم 944، وطبقات المفسرين للداودى 1/111 رقم 103، وشذرات الذهب لابن العماد 6/231، والبدر الطالع للشوكانى
1/153 رقم 95 0 وذيل تذكرة الحفاظ ص57، 361، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص 533 رقم 1159 0
(1) أبو سعيد الخدرى : هو سعد بن مالك صحابى جليل0 له ترجمة فى : الإصابة 2/53، رقم3204، والاستيعاب 2/1671، رقم 958،
واسد الغابة 2/451 رقم 2036، وتاريخ الصحابة ص113 رقم 513، ومشاهير علماء الأمصار ص 17 رقم 26، وتجريد أسماء الصحابة
2/172، وتذكرة الحفاظ 1/44 رقم 22 0
(2) خالد : هو خالد بن الوليد صحابى جليل0 له ترجمة فى : الإصابة 1/413 رقم 2206، والاستيعاب 2/603 رقم 621، واسد الغابة
2/140 رقم 1399، وتاريخ الصحابة 85 رقم349، ومشاهير علماء الأمصار ص 39 رقم 157 0
(3) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب المناقب، باب علامات النبوة فى الإسلام جـ6 ص714 رقم 3610، وأخرجه مسلم (بشرح
النووى) كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتـهم 4/171، 172 رقم 1064 0
(4) الحديث سبق تخريجه ص 38، وانظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1/346 بتصرف0
(5) أخرجه ابن عبد البر فى جامع بيان العلم2/135،والخطيب فى الفقيه والمتفقة1/454 رقم 479 0
(1) السنة ومكانتها فى التشريع الإسلامى للدكتور السباعى ص 133 بتصرف، وانظر : الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين للدكتور
أحمد محرم 1/189
(2) جزء من الآية 118 من سورة البقرة0
(3) سبق تخريجه ص 29 0
(4) كشف الشبهات عن الشيخ الغزالى للدكتور أحمد حجازى السقا ص 63، 77، 94 0
(5) فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وموقف الإسلام منها للدكتور غالب عواجى 1/22-26، وانظر : الموافقات للشاطبى فصل (تعريف
الفرق الزائغة) 4/539 وما بعدها، وفصل (ضلال هذه الفرق لا يخرجها عن الملة) 4/550 وما بعدها، والاعتصام باب فى مأخذ أهل البدع
بالاستدلال 1/178 وما بعدها، وحكم هذه الفرق 2/462 وما بعدها0
(6) القاموس المحيط 1/183، 184، وتاج العروس 2/30، وانظر : فتح البارى 12/296 أرقام 6930-6932 0
(7) هدى السارى لابن حجر ص 483 0
(8) فتح البارى 12/296 أرقام 6930 - 6932 0
(9) الملل والنحل 1/114، والفصل فى الملل والنحل 4/157، ومقالات الإسلاميين 1/207 0
(10) الفصل فى الملل والنحل 4/157، والملل والنحل 1/21، والبداية والنهاية لابن كثير 7/189، وانظر : فرق معاصرة للدكتور غالب
عواجى 1/70، 71 0
(11) فتح البارى 12/296 أرقام 6930-6932 0
(12) سبق تخريجه ص 62 0
(13) انظر : تاريخ الأمم والملوك لابن جرير 5/194 0
(14) ابن عباس : هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، صحابى جليل0 له ترجمة فى : الإصابة 1/322 رقم 4799، والاستيعاب 3/933
رقم 1606، واسد الغابة 3/291 رقم 3037، وتاريخ الصحابة ص 148 رقم 717، ومشاهير علماء الأمصار ص 15 رقم 17، وتذكرة
الحفاظ 1/40 رقم 18، وتجريد أسماء الصحابة 1/320 0
(15) جزء من الآية 32 من سورة الأعراف0
(16) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/103، 104 0
(17) الآية 97 من سورة التوبة0
(18) جزء من الآية 35 من سورة النساء0
(19) جزء من الآية 59 من سورة النساء0
(20) الحديث والمحدثون للدكتور محمد أبو زهو ص 84، 85 0
(21) ابن حزم : هو على بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهرى، أبو محمد، عالم الأندلس فى عصره، وأحد أئمة الإسلام، روى ابنه أبو رافع أن
مصنفات والده بلغت الأربعمائة، من أشهرها : الإحكام فى أصول الأحكام، والفصل فى الملل والنحل، مات سنة 456هـ0 وله ترجمة فى :
لسان الميزان لابن حجر 4/724 رقم 5782، والبداية والنهاية لابن كثير 12/91، ووفيات الأعيان لابن خلكان 3/325 رقم 448، وشذرات
الذهب 3/13، وتذكرة الحفاظ 3/1146 رقم 1016، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص 435 رقم 981 0
(22) الفصل فى الملل والنحل 4/156 0
(23) هو : أحمد حجازى السقا، كاتب معاصر، حصل على العالمية فى الدعوة من جامعة الأزهر، ورفض الأزهر تعيينه بالجامعة، من مؤلفاته
التى شكك فيها فى مكانة السنة النبوية، كتابه دفع الشبهات عن الشيخ الغزالى، وحقيقة السنة النبوية0
(24) دفع الشبهات عن الشيخ الغزالى ص 63، 77، 94 0
(25) فرق معاصرة للدكتور غالب عواجى 1/106 0
(26) دراسات فى الحديث النبوى للدكتور محمد مصطفى الأعظمى 1/23 0
(27) أصول الدين للبغدادى ص 19، وانظر : الملل والنحل للشهرستانى 1/114، 115، والتنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع للإمام محمد
الملطى ص52، والعقيدة والشريعة لجولد تسيهر ص193



-62-
===
6



وكان لموقفهم هذا من القرآن الكريم، وجهلهم بالحديث، وعدم تحملهم له عن غيرهم، لأنهم كفرة فى نظرهم سبباً فى أن عقائدهم وأحكامهم
الفقهية جاءت مخالفة لأحكام الشريعة الإسلامية، بل منه ما جاء مخالفاً لنصوص القرآن الكريم0
فمنهم من يرى أن التيمم جائز، ولو على رأس بئر، ومنهم من يرى أن الواجب من الصلاة إنما هو ركعة واحدة بالغداة وأخرى بالعشى، ومنهم
من يرى الحج فى جميع شهور السنة، ومنهم من يبيح دم الأطفال والنساء ممن لا ينتمى إلى عسكرهم(1)، ومنهم من جوز نكاح بنت الابن
وبنت الأخ والأخت، ومنهم من أنكر أن تكون سورة يوسف من القرآن، وأن من قال لا إله إلا الله فهو مؤمن عند الله ولو اعتقد الكفر بقلبه،
وعظم البلاء بهم وتوسعوا فى معتقدهم الفاسد، فأبطلوا رجم المحصن، وقطعوا يد السارق من الإبط، وأوجبوا الصلاة على الحائض فى حال
حيضها، وكفروا من ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر إن كان قادراً، وإن لم يكن قادراً فقد ارتكب كبيرة، وحكم مرتكب الكبيرة عندهم
حكم الكافر، وكفوا عن أموال أهل الذمة، وعن التعرض لهم مطلقاً، وفتكوا فيمن ينسب إلى الإسلام بالقتل والسبى والنهب، فمنهم من يفعل ذلك
مطلقاً بغير دعوة منهم، ومنهم من يدعوا أولاً ثم يفتك(2)، وغير ذلك الكثير والكثير0
يقول فضيلة الدكتور أبو زهو - رحمه الله - : وهذا مما يدل على جهل عميق حتى بالقرآن الكريم، وأكثر ذلك أتاهم كما قلنا من أنهم لا
يعتدون برواية جمهور المسلمين، وكيف يأخذون دينهم عن قوم هم كفار فى نظرهم، وإنما يعتمدون ما رواه لهم أئمتهم، وهم كما قلنا خلو من
العلم بسنة رسول الله e ، بل خلوا من فهم أحكام القرآن على وجهها الصحيح0
ثم لا يغيب عن البال أن هذا الحكم لا يسرى على جميع أفراد الخوارج، بل قد وجد منهم فيما بعد أفراد وأئمة تفقهوا فى الدين، ورووا الحديث،
واعتمدهم كما قال ابن الصــلاح فى مقدمته بعض أئمــة الحديث كالبخـارى فقد احتج بعمران بن حطان(1)، وهو من الخوارج لا سيما إذا
علمت أن الخوارج يحكمون بكفر من يكذب؛ لأن مرتكب الكبيرة كافر فى نظرهم، والكذب من الكبائر أ0هـ(2)0
قلـت : احتجاج الإمام البخارى فى صحيحه بعمران بن حطان رغم أنه مبتدع من الخوارج؛ فقد كان رأس القعدية من الصفرية، وفقيههم،
وشاعرهم، وخطيبهم مع كونه داعية إلى مذهبه فقد مدح (عبد الرحمن بن ملجم) قاتل أمير المؤمنين على بن أبى طالب e احتجاج البخارى به
وبغيره من المبتدعين محمول على :
1- أنه خرج لهم ما حمل عنهم قبل ابتداعهم0
2- أو أنهم يكونون ممن تابوا ورجعوا عن بدعتهم فى آخر حياتهم0
3- أو يكونون تبرؤوا ممـا نسـب إليهـم0
وعلى القول الأول حمل ما أخرجه الإمام البخارى عن عمران بن حطان قال ابن حجر -رحمه الله- : "وقد أخرج له البخارى على قاعدته
فى تخريج أحاديث المبتدع إذا كان صادق اللهجة متديناً وقيل : إن يحيى بن أبى كثير(3)، حمله عنه قبل أن يبتدع"(4) وليس لعمران بن حطان
فى البخارى سوى حديثين أحدهما متابعة(5) والآخر أصل(6)0
وعلى الأقوال السابقة يحمل أيضاً ما أخرجه الإمام مسلم فى صحيحه عن المبتدعين0
عقيدة الخوارج فى الصحابة y وأثر ذلك على السنة المطهرة :
للخوارج فى الصحابة y رأى يخالف رأى الجمهور من المسلمين؛ فهم على اختلاف فرقهم يعدلون الصحابة جميعاً قبل الفتنة، ثم يكفرون
عثمان، وعلى، وأصحاب الجمل، والحكمين، ومن رضى بالتحكيم، وصوب الحكمين أو أحدهما(1)، وبذلك ردوا أحاديث جمهور الصحابة بعد
الفتنة، لرضاهم بالتحكيم، واتباعهم أئمة الجور على زعمهم، فلم يكونوا أهلاً لثقتهم0
أما جمهور المسلمين فقد حكموا بعدالة الصحابة جميعاً، سواء منهم من كان قبل الفتنة أو بعدها، وسواء منهم من انغمس فيها أو جانبها،
ويقبلون رواية العدول الثقات عنهم، وكان من آثار هذا الاختلاف فى النظر إلى الصحابة أن هوجمت السنة التى جمعها الجمهور وحققها أئمتهم
ونقادهم، منذ عصر الصحابة حتى عصر الجمع والتدوين، من قبل الخوارج وهم وإن لم ينغمسوا فى رذيلة الكذب على رسول الله e كما فعل
غيرهم، نظراً لأنه عندهم كبيرة ومرتكبها كافر(2)، ونظراً لبداوتهم وجفاء طبعهم وغلظتهم كانوا غير مستعدين لقبول أفراد من الأمم الأخرى؛
كالفرس، واليهود، والنصارى، وغيرهم ممن يريدون هدم الإسلام واندسوا فى الشيعة، ووضعوا كثيراً من الأحاديث، فضلاً على أنهم كانوا
صرحاء لا يعرفون التقية التى يؤمن بها الشيعة(3)0
إلا أن موقفهم من الصحابة جعلهم يردون الأحاديث التى خرجت بعد الفتنة، أو اشترك رواتها بالفتنة، فضلاً عن جهلهم بأحكام القرآن على
وجهها الصحيح؛ جعلهم يخالفون جمهور المسلمين فى عقائدهم وأحكامهم الفقهية كما سبق0
يقول فضيلة الدكتور السباعى - رحمه الله - : وإنه لبلاء عظيم أن نسقط عدالة جمهور الصحابة الذين اشتركوا فى النزاع مع على أو
معاوية، أو نسقط أحاديثهم ونحكم بكفرهم أو فسقهم، وهم فى هذا الرأى لا يقلون عن الشيعة خطراً وفساد رأى، وسوء نتيجة، وإذا كان مدار
الاعتماد على الرواية هو صدق الصحابى وأمانته، فيما نقل - وقد كان ذلك موفوراً عندهم - وكان الكذب أبعد شئ عن طبيعتهم ودينهم
وتربيتهم، فما دخل ذلك بآرائهم السياسية وأخطائهم؟ ... ووصفهم بأوصاف لا تليق بعامة الناس، فكيف بأصحاب رسول الله y الذين كان لهم
فى خدمة الإسلام قدم صدق، لولاها لكنا نتيه فى الظلمات ولا نعرف كيف نهتدى سبيلاً(1)0
هل كان الخوارج يكذبون فى الحديث؟
تحت هذا العنوان نفى الدكتور السباعى فى كتابه (السنة ومكانتها فى التشريع) : أن يكون الخوارج كذبوا على رسول الله e لأنهم يكفرون
مرتكب الكبيرة على ما هو المشهور عنهم، أو مرتكبى الذنوب مطلقاً كما حكاه الكعبى(2) فما كانوا يستحلون الكذب ولا الفسق ولا التقية ونفى
أن يكون هناك دليلاً محسوساً يدل على أنهم ممن وضعوا الحديث0
وقال معقباً على ما روى عن ابن لهيعة عن شيخ لهم أنه قال : إن هذه الأحاديث دين فانظروا عمن تأخذون دينكم فإنا كنا إذا هوينا أمراً
صيرناه حديثاً(3)0
وقول عبد الرحمن بن مهدى : إن الخوارج والزنادقة قد وضعوا هذا الحديث "إذا أتاكم عنى حديث فاعرضوه على كتاب الله فإن وافق كتاب الله
فأنا قلته ... الحديث"(4)0
يقول الدكتور السباعى : هكذا قال الكاتبون فى هذا الموضوع من القدامى والمحدثين، ولكنى لم أعثر على حديث وضعه خارجى، وبحثت كثيراً
فى كتب الموضوعات، فلم أعثر على خارجى عُدَّ من الكذابين والوضاعين0
أما النص السابق الذى يذكرونه عن شيخ للخوارج، فهو مجهول ولا ندرى من هو؟ وقد سبق مثل هذا التصريح برواية حماد بن سلمة عن
شيخ رافضى، فلماذا لا تكون نسبته إلى شيخ خارجى خطأ؟ خصوصاً ولم نعثر لهم على حديث واحد موضوع0
أما قول عبد الرحمن بن مهدى عن حديث (إذا أتاكم ... إلخ) أنه وضعته الزنادقة والخوارج، فلا أدرى مدى صحتـــه عن ابن مهــدى، فقد
ذكره عنه ابن عبد البر فى (جامع بيان العلم) بلا سند(1) فضلاً على أنه لم يذكر لنا عن ابن مهدى من هو واضعه؟ على أن المنقول عن غير
ابن مهدى لفظ الزنادقة فقط، قال شمس الحق العظيم آبادى : فأما ما رواه بعضهم أنه قال : "إذا جاءكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله...
الحديث"؛ فإنه حديث لا أصل له(2) وقد حكى زكريا الساجى عن يحيى بن معين(3) أنه قال "هذا حديث وضعته الزنادقة" ونقل الفتنى عن
الخطابى(4) أنه قال أيضاً "وضعته الزنادقة"(5)، وليس فى هذين النصين ذكر للخوارج بحال0
وقد ورد عنهم ما ينفى تهمة الكذب عنهم0
يقول المُبَرِّدُ(6) : "والخوارج فى جميع أصنافها تبرأ من الكاذب ومن ذوى المعصية الظاهرة(1)" وقال أبو داود(2) : "ليس فى أصحــاب
الأهواء أصح حديثاً من الخوارج"(3)0
وقال ابن تيمية(4) : للرافضة فى الرد عليهم "ونحن نعلم أن الخوارج شر منكم ومع هذا فما نقدر أن نرميهم بالكذب لأننا جربناهم فوجدناهم
يتحرون الصدق لهم وعليهم(5) وقال : ومن تأمل كتب الجرح والتعديل رأى المعروف عند مصنفيها بالكذب فى الشيعة أكثر فى جميع الطوائف،
والخوارج مع مروقهم من الدين فهم من أصدق الناس حتى قيل : إن حديثهم من أصح الحديث"(6) وقال أيضاً "ليس فى أهل الأهواء أصدق ولا
أعدل من الخوارج(7) .
قلـت : وأنا مع الدكتور السباعى فيما ذهب إليه ورجحه من نفى تهمة كذب الخوارج فى الحديث، وليس معنى ذلك براءتهم، ولكن معناه أنى لا
اتهمهم بالكذب فى الحديث؛ لأنه لا دليل على كذبهم، والأخبار الواردة فى اتهامهم بالوضع ضعيفة تحتمل التأويل كما سبق، والأخبار التى تدل
على صدقهم ونفى الكذب عنهم صريحة وواضحة0
وكل ما يقال بحق، أنهم جهلة بالسنة ولا يحتجون بها؛ لأنها من طريق صحابة رسول الله y وهم كفار فى نظرهم، فضلاً عن عدم استعدادهم
لقبول آراء غيرهم؛ نظراً لبداوتهم وجفاء طبعهم وغلظتهم وجهلهم بفقه الكتاب والسنة؛ ولذا نجدهم يعملون على محاربة المسلمين وإراقة
دمائهم وانتهاك حرمتهم فهم أحقاء بأن يسموا بالخوارج البغاة لخروجهم على السنة وأهلها ومعاداتهم لها(1) .







المبحـث الثانـى
التعريف بالشيعة وموقفهم من السنة النبويـة

تمهيـد :
الشيعة كفرقة ذات أفكار وآراء غلب عليهم هذا الاسم، ويشيع فيهم الكذب على رسول الله e وعلى أئمتهم، وذلك باعتراف علمائهم، وهذا
من أشد الخطر على الإسلام والمسلمين، وذلك بسبب :
1- استعمالهم التقية المرادفة للكذب0
2- تظاهرهم بنصرة آل البيت، حيث انخدع بهم كثير من العوام بل وخواص المسلمين0
3- بغضهم وتكفيرهم ولعنهم صحابة رسول الله y إلا نفر يسير، وبغضهم وتكفيرهم لأهل السنة بسبب تعاليم خاطئة وضعها بعض كبرائهم
قديماً، وسار عليها بعض كبرائهم حديثاً نتج عنها نفور الشيعة، وعدم الوصول بعد محاولات كثيرة من جانب أهل السنة إلى التقارب0
وقد قام التشيع فى ظاهر الأمر على أساس الاعتقاد؛ بأن علياً t وذريته هم أحق الناس بالخلافة بعد رسول الله e وأن علياً أحق بها من سائر