عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-06, 03:17 PM   رقم المشاركة : 110
بايعقوب
عضو ذهبي






بايعقوب غير متصل

بايعقوب is on a distinguished road


جيش المهدي وأكذوبة قتال المحتل

جيش المهدي .. صُناع الموت بحلة سوداء
10-7-2006
نشأت صبري – بغداد
في عام 2003 أعلن مقتدى الصدر إنشاء ما يسمى بجيش المهدي، الذي كما زعم أنه جيش عقائدي يمهد لخروج المهدي حسب اعتقاده, ذلك الإعلان الذي أثار زوبعة من الانتقادات من جميع الأطراف في ذلك الوقت, إلا أن قيادات التيار الصدري سرعان ما بررت تأسيس هذا الجيش، أنه بهدف تقديم خدمات مدنية، وأنه غير عسكري وغير مسلح ..
ولكن المتابعين لشؤون الحركة الشيعية أدركوا أن هذا الأمر لم يأت من فراغ، أو هو فكرة من أفكار مقتدى الغريبة، بل هو امتداد للمخطط الإيراني القائم في العراق، حيث إن السياسة الخارجية الإيرانية وخاصة تجاه الحركات الشيعية دائما تقوم على الازدواجية، أي أنها دائما ما تنشئ حركات متعددة وتسيطر هي عليها، ولهذا نرى أنه لا وجود لحركة شيعية واحدة في مكان معين، وسواءً أكانت هذه الحركة مسلحة أم مدنية.. هذا بشكل عام، أما في العراق فإن ذلك يأخذ إطارا أوسع، لتعدد المهام وكثرة الأهداف المراد تحقيقها، وبالتالي يجب تعدد الجهات المنفذة والمحققة لهذه الأهداف..
وعلى هذا الأساس كان لابد من ظهور جيش المهدي في ذلك الوقت، إلا أن النقطة المهمة تمثلت في كيفية توزيع الأدوار على أذرع إيران داخل العراق, فالظروف المرحلية في ذلك الوقت قامت على أمر أساس، وهو أن أهل السنة انسحبوا من العملية السياسية واكتفوا بمقاومة المحتل، ولهذا كان لابد من استغلال هذا الفرصة التاريخية السانحة والدفع بالأحزاب الموالية لإيران إلى دفة الحكم, ولكن المشكلة هو كيفية إظهار هذه الأحزاب بالشكل المعتدل الذي ترضى عنه الولايات المتحدة ..
وهنا ظهرت فكرة المنهج المقارن، القائم على أساس التمايز بين طرفين، وبدأ الدور الأول لجيش المهدي الذي أظهر العداء للولايات المتحدة وأسمعنا زعيمه العبارات النارية ضد الاحتلال وما شابه، وبالفعل دخل معه في اشتباكات متفرقة، فكان هو الطرف الأول في المقارنة .. أما الطرف الثاني، فكانت الأحزاب الشيعية الأخرى وخاصة المجلس الأعلى وحزب الدعوة، المؤيدون للعملية السياسية، ولكي يكتمل هذا المنهج كان لابد من مواجهات بين جيش المهدي وفيلق بدر، وحرق مقر أو مقرين من كلا الطرفين.. وبالفعل، فإن هذا الأمر انطلى على الولايات المتحدة بالشكل الذي ساعد هذه الأحزاب على الدخول في الحكومة والإمساك بزمام الأمور، وبذلك بدأت حرب اغتيالات ضد أهل السنة، والذي كان جيش المهدي بعيدا عنها ظاهريا، مما خدع الكثير من أهل السنة وظنوا به خيرا، ولم يدركوا أن ظروف المرحلة في ذلك الوقت تفرض عليه هذا الموقف، وأن حرب إيران ضدهم هي حرب اغتيالات فردية يقوم بها فيلق بدر من خلال غطاء الشرطة والجيش..
وانتهت بذلك المرحلة الأولى بدخول أهل السنة في العملية السياسية من خلال الانتخابات، وذلك بعد درس قاسٍ جدا تعلموه عن عواقب ترك المناصب في الدولة للأطراف الأخرى، وبهذا كان لزاما تغيير قواعد اللعبة، حيث إن أهل السنة "سيخترقون" أجهزة الشرطة والجيش، بعد دخولهم في الحكومة عاجلاً أم آجلاً.. وهنا إذا لابد من طرف آخر يكمل الحرب الإيرانية ضد أهل السنة، وضد كل طرف يريد عراقاً موحدا قويا ..
ولتغيير القواعد، تم استحداث آلية لذلك.. ولم يجدوا أفضل من تفجير قبة مرقد على الهادي في سامراء .. وبغض النظر عن الوقائع الميدانية في ذلك اليوم، التي أثبتت أن الأشخاص الذين قاموا بهذه العلمية ، كانوا يرتدون زي مغاوير الداخلية، وبغض النظر عن الكثير من الحقائق التي كشفت هوية الفاعل الحقيقي لهذه الجريمة النكراء .. فإن ذلك اليوم حُددت فيه ساعة الصفر عند الساعة الثانية عشر ظهرا، لانطلاق عصابات جيش المهدي ضد أهداف محددة مسبقا من مساجد ومشايخ ومقرات أحزاب أهل السنة, وكل ذلك كان بشكل منظم ودقيق، وبهذا بدأت المرحلة الثانية من حرب إيران ضد أهل السنة..
ودخل جيش المهدي من الباب العريض لأداء دوره الجديد .. وهو الحرب المفتوحة ضد أهل السنة الموجهة ضد عامتهم ورموزهم، فبلغت المساجد التي ضربها جيش المهدي المئات، والمشايخ الذين قتلوا يعدون العشرات وبصورة بشعة هوجاء تدل على همجية فاعليها، وكان آخرهم (إلى وقت كتابة المقال) الشيخ سعيد السامرائي إمام وخطيب جامع المحمودية الكبير .. الذي قتله أفراد جيش المهدي، وبعدها أخذوا يرقصون فوق جثته، بشكل لا يدل إلا على غوغائية هؤلاء القوم ...
أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية القوة الأكبر في العالم، فأين هي إذاً من كل ما يحدث بخصوص التدخل الإيراني في العراق؟ هل حقا غزته واحتلته وفقدت من أجل ذلك عدداً كبيراً من جنودها ومليارات الدولارات من أموالها، وخسرت بالتالي الرأي العام العالمي والمحلي حيث تشير الإحصاءات إلى تدني شعبية الرئيس الأمريكي جورج بوش بين شعبه إلى أدنى المستويات منذ انتخابه بسبب حربه على العراق .. هل بعد كل هذه الخسائر تترك العراق لقمة سائغة لإيران؟ .. أم هي أيضا لها نظرة خاصة بها؟
إن الوقائع الميدانية أثبتت أن أميركا تحاول توظيف هذه الهجمة الإيرانية الشرسة ضد أهل السنة لصالحها، خاصة وأن السنة يعتبرون الطرف الأكبر الذي يواجهها سياسياً وعسكرياً... فلو أمعنا النظر في تصرفات الجيش الأمريكي في هذه الأزمة، سنرى أنه أرخى الحبل للعصابات الشيعية تعيث في أهل السنة فساداً، من غير أن يحرك ساكنا.. وبعد ذلك نراه يطوق مدينة الشعب والثورة عندما اختُطفت النائبة السنية تيسير المشهداني .. وهو بذلك يوجه رسالة إلى أهل السنة بأنه يمكننا أن نقف معكم، ولكن ضريبة ذلك هو تنازلات تقدمونها .... فهو يحاول أن يستغل هذه الهجمات للضغط عليهم... ولكن السؤال الأهم هو: ما الذي على أهل السنة أن يفعلوه تجاه هذا الأمر؟ هل عليهم أن يقدموا تنازلاً للمحتل من أجل التصدي لمحتل آخر؟ ومن سيضمن عدم الضغط عليهم مرة أخرى، وبالتالي تقديم تنازلات أكثر؟ أم عليهم أن لا يقدموا أي تنازل، وبالتالي التعرض لناري الاحتلال الأمريكي الصليبي من جهة والاحتلال الإيراني من جهة أخرى؟
أهل السنة في العراق يمرون بمنعطف تاريخي حاسم، يُحدد فيه مستقبلهم، ما بين تمكين أو ضياع، وبالتالي فإن أول ما ينبغي أن يتحقق، هو التلاحم صفاً واحداً لمواجهة هذه الأخطار التي تحدق بهم من كل جانب، وستكون هناك الكثير من المخاطر التي تنتظرهم، وستحدث ولن نستوعبها ما لم نفهم حقيقة الدور الإيراني في العراق ومصلحة الولايات المتحدة فيه






التوقيع :
ماحيلتي فيمن يرى أن القبيح هو الحسن
من مواضيعي في المنتدى
»» أريد شرح برنامج Hello جزاكم الله خير
»» إن من لا يعرف تحصيل الحق إلا بتحصيل التفريق فيه لأهل الإسلام فليس فقيهاً في الشريعة
»» ونفضحة كذبة جبهة الصمود والتصدي / سوريا تكشف السبعاوي وعن 35شبكة مسلحة تعمل في الموصل
»» على الطريقة الكنسية المرجعيات الشيعية تحرم النظر إلى مفكرة الإسلام
»» ديون النوم