الموضوع: خطورة الإمعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-16, 07:07 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


خطورة الإمعة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطورة الإمعة
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله،ينبغي للمسلم،ألا يكون إمَّعَةً يتبع كل ناعق،بل ينبغي أن يكون شخصيته بمقتضى شريعة الله تعالى حتى يكون متبوعاً لا تابعاً،وحتى يكون أسوة لا متأسياً،لأن شريعة الله،كاملة من جميع الوجوه،كما قال الله تعالى(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً )المائدة،
ظهر في مجتمعنا الإسلامي،أناس يعشقون التبعية،لا يستطيعوا أخذ قرار في حياتهم،
ليس لهم مبادئ في الحياة،ظلوا الطريق بتبعيتهم للباطل،
إن مما يعزز مكانة المرء المسلم وصدق انتمائه لدينه وثباته على منهج النبوة ثقته بنفسه المستخلصة من ثقته بربه وبدينه،
فالمسلم الواثق بنفسه،لا تعصف به ريح ولا يحطمه موج ، وهذه هي حال المسلم الحق أمام الفتن والمتغيرات،يرتقي من ثباتٍ إلى ثبات،ويزداد تعلقه بربه وبدينه كلما ازدادت الفتن،ثابت لا يستهويه الشيطان ولا يلهث وراء كل ناعق،
وإن الإمعة اليوم المحقب الناس دينه،أي،الذي يقلّد دينه لكل أحد،إن آمن آمن، وإن كفر كفر،
وحديث النبي،صلى الله عليه وسلم،يحذر أمته بقوله(لا تكُونُوا إمَّعةً تقولون(إن أحسن النَّاس أحسنَّا وإنْ ظلمُوا ظلمنا،ولكن وطِّنُوا أنفسكم إن أحسنَ النَّاسُ أنْ تُحسِنُوا وإنْ أساءُوا فلا تظلِمُوا)رواه الترمذي وحسنه،
والإمعة هو،الذي لا رأي له،فهو يتابع كل أحد على رأيه ولا يثبت على شيء،
ضعيف العزم كثير التردد،
وهذا هو الإمعة الممقوت،وهو الذي عناه النبي،صلى الله عليه وسلم،في الحديث،

ولقد أشار ابن مسعود،رضي الله عنه،إلى مثل هذا الصنف،حينما ظهرت الفتن،فقال(كنا في الجاهلية نعد الإمعة الذي يتبع الناس إلى طعام من غير أن يُدعَى،وإن الإمعة فيكم اليوم المُحقِم الناس دينه،أي الذي يقلد دينه لكل أحد)
وقال أيضاً،ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلاً،إن آمن آمن، وإن كفر كفر،فإنه لا أسوة في البشر،
إن من أعظم ما يقاوم المرء به وصف الإمعة،أن يكون ذا ثقة بنفسه وذا عزيمة لا يشتتها تردد ولا استحياء،فمن كان ذا رأي فليكن ذا عزيمة فإن فساد الأمر أن يتردد المرء،
ابن قتيبة،رحمه الله،يصف فيه أحوال الناس وكون نفوسهم قابلة للتحول والتأثر والتقليد الأعمى الذي يوصف صاحبه بالإمعة،فيقول،رحمه الله،والناس أسراب طير يتبع بعضها بعضاً،

وهذه الصفة،منذ عصر النبوة الأولى،إن المشركين في عهد رسول الله لم يؤمنوا به،ورفضوا اتباعه،واتبعوا أقوامهم كما اخبرنا عنهم القران(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ)
فكان نتاج تبعيتهم لقومهم على جهالة أن مصيرهم النار جميعاً،وما رفض عم النبي أبى طالب،الدخول في الإسلام إلا تبعيته لقومه، فاستحق أن يكون في النار معهم،
تخبرنا الآيات عمن اتبعوا رؤسائهم أو مديريهم على ضلاله،كيف أنك أيها المتبع تتمنى لو ترد مرة أخرى فتتبرأ منهم في الدنيا قبل الآخرة(وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ )
بل الشيطان نفسه يتبرأ من كل من اتبعه،كما خبرنا القرآن،إذ يقول الله،تعالى(كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ)الحشر،
كم مرة اتبعت الشيطان في موضة،أو علاقة غير سوية،مخالفة لعادات مجتمعنا الإسلامي،فتخلى عنك في الدنيا قبل الآخرة،
وكم مرة اتبعت المولى،عز وجل،ونفذت شرعه من حجاب أو صلاة أو تقرب إلى الله بأي صورة، إلا وكان معك حيثما كنت، حفظك في مالك وفي نفسك، وفرج كربك،
أي مكسب في تبعية المولى،عز وجل،
وأي خسارة في تبعية غيره،
فكم من متبع هواه أو أصدقاء سوء مضل لغيره،
وإن الإمعة يعيش هدف للآخرين، يتخذونه وسيلة لتحقيق أهدافهم، فيظل عالة على المجتمع،
وعلى الجانب الآخر،نجد أناس عاشوا بمبادئهم وثبتوا عليها،
ودفعوا ثمن ثباتهم وعدم اتباعهم لأقوامهم على الباطل،
وها هو موقف نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، في رفضه اتباع قومه عندما كلمه عمه في أن يرجع عن أمر الرسالة قال(والله يا عمى لو وضعوا الشمس عن يميني والقمر عن يساري على أن أرجع عن هذا الأمر ما رجعت عنه أبداً)
إن ثباتك وعدم ترددك يأتي من إيمانك وثقتك في المنهج الذي تتبعه، فإذ حدث ذلك، فلن يستطيع أحد أن يزعزعك عن طريقك، لا يكون الشخص إمعة إلا نتيجة لمؤثرات خارجية،مثل،الوالدين، فإذا سألت الشاب أو الفتاة،لماذا دخلتي هذه الكلية، تقول،لأنها إرادة والدي أو والدتي،
ولماذا، تعمل في هذه الوظيفة،لأن أبى كان يعمل في هذه الشركة، وأرادني أن أكون معه، فهذا هو النموذج الإمعة في الحياة يسير وفق إرادة الناس، ليس من أصحاب القرار،
ولكي يتخلص الشخص الإمعة من هذه الصفة تدريب النفس على اتخاذ القرار الثبات على المبدأ فيما لا يخالف شرع الله،
إن من أعظم ما يقاوم به المرء وصف الإمعة أن يكون ذا ثقة بنفسه، وذا عزيمة لا يُشتّتها تردّد ولا استحياء ومما يعينك أيضاً أن تعرف لماذا جعل الله المنافقين في الدرك الأسفل من النار أو جزائهم جزاء الكفار،لعدم ثباتهم على مبدأ مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء،
ألا يكفيك تبرؤ المتبوع من التابع يوم القيامة،التبعية جزاؤها كما قال الله،تعالى،لمن اتبع الشيطان(فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ)فهو بهذا الاتباع لهوى نفسه أو الشيطان أو أصدقاء السوء فقد ظلم نفسه،
واختيار الصحبة الصالحة،التي تعين على الحق،
كما قال الفضيل بن عياض،اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين،وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين،
ولنعرف أن الإسلام لا يدعو إلى ان طمث شخصية المسلم،وإلا لما كانت بصمة الأصبع مختلفة من شخص إلى آخر، إلا لأنك مختلف عن الآخر، ولك دور في الحياة مختلف،كن بإسلامك عزيز، متمسك به،تحسن عندما يسيء الناس التصرف وتفسد أخلاقهم،
ساعد على نشر محاسن الإسلام ومكارم الأخلاق، إنه عن المنكر وأمر بالمعروف،

اللهم فرِّج هم المهمومين من المسلمين ونفِّس كرب المكروبين، برحمتكم ياأرحم الراحمين .