المصدر الأول :
البداية والنهاية ,ابن
كثير 8/123
بحثت ولم أجد ذلك ، رجعت صفحتين لعل وعسى ، تقدمت كذلك ولاشيء
==================
الرواية الثانية :
(وكانت السيدة عائشة قد ثارت على معاوية لقتله أخيها عبد الرحمن وتخاصمت علنا
مع مروان بن الحكم والي معاوية على المدينة فالحقها معاوية بأخويها عبد
الرحمن و محمد في سنة 58 هجرية
المصدر: البداية و النهاية 8/96 )
لايوجد من هذا شيء
وتبين لي أن هذا من استنتاجات المحقق كونان لدى الرافضة وأخينا المسفر جاء
بها كما هي بلاخطام ولازمام
ماذا يوجد في صفحة 96 ؟
قال بن كثير :
(وقد قال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: حدثني عبد
الرحمن بن أبي بكر - ولم يجرب عليه كذبة قط - ذكر عنه حكاية أنه لما جاءت
بيعة يزيد بن معاوية إلى المدينة، قال عبد الرحمن لمروان: جعلتموها والله
هرقلية وكسروية - يعني جعلتم ملك الملك لمن بعده من ولده - فقال له مروان:
اسكت فإنك أنت الذي أنزل الله فيك: * (والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن
أخرج) * [ الاحقاف: 17 ] فقالت عائشة: ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن، إلا
أنه أنزل عذري، ويروى أنها بعثت إلى مروان تعتبه وتؤنبه وتخبره بخبر فيه ذم
له ولابيه لا يصح عنها، قال الزبير بن بكار: حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد
العزيز الزهري
عن أبيه عن جده.
قال: بعث معاوية إلى عبد الرحمن بن أبي بكر بمائة ألف درهم بعد أن أبى البيعة
ليزيد بن معاوية، فردها عبد الرحمن وأبى أن يأخذها، وقال: أبيع ديني بدنياي ؟
وخرج إلى مكة فمات بها.
وقال أبو زرعة الدمشقي: ثنا أبو مسهر ثنا مالك قال: توفي عبد الرحمن بن أبي
بكر في نومة نامها.)
أين ألحقها بأخويها وغير هذا من الترهات ؟
=============
الموضوع بكامله تفوح منه رائحة الرافضة أصحاب الكذب والتدليس
لأن المكذوب عليه معاوية رضي الله عنه فلا بأس
وأما أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فموقهم منها معروف
==============
السؤال:
يدعي الشيعة الرافضة أن بن خلدون ذكر أن معاوية رضي الله عنه هو من قتل
السيدة عائشة رضي الله عنها ، أعلم بنسبة مائة بالمائة أن هذا الكلام من
أكاذيب الشيعة الرافضة ، ولكن هل من الممكن أن تسلط بعض الضوء علي هذا
الموضوع حني أعلم بما أرد عليهم ؟
الجواب :
الحمد لله
الشيعة الرافضة فرقة من الفرق الضالة ، وهم من أكذب خلق الله ، وأكثرهم
افتراء على الناس ، قال ابن تيمية رحمه الله :
"الرَّافِضَةَ أَكْذَبُ طَوَائِفِ الْأُمَّةِ عَلَى الْإِطْلَاقِ ، وَهُمْ
أَعْظَمُ الطَّوَائِفِ الْمُدَّعِيَةِ لِلْإِسْلَامِ غُلُوًّا وَشِرْكًا".
انتهى من "مجموع الفتاوى" (27 /175) .
راجع إجابة السؤال رقم (1148) ، والسؤال رقم (113676) .
وقد ذكر هؤلاء الكذبة من جملة افتراءاتهم أن معاوية رضي الله عنه لما أخذ
البيعة لابنه يزيد ، قالت له عائشة مستنكرة فعله : هل استدعى الشيوخ لبنيهم
البيعة ؟ فقال: لا ، قالت: فبمن تقتدي ؟ فخجل ، وهيأ لها حفرة فوقعت فيها
وماتت .
"الصراط المستقيم" (3 / باب 12 / 45) .
وهذا باطل محال من عدة أوجه :
أولا : أن عائشة رضي الله عنها توفيت وفاة طبيعية ولم تُقتل ، رضي الله عنها
، وهذا بإجماع أهل العلم .
وقال القاسم بن محمد: " اشتكت عائشة ، فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين
تقدمين على فَرَط صدق ، على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى أبي بكر رضي
الله عنه " .
انتهى من " تاريخ الإسلام" (4 /249) .
وراجع "التهذيب" (12/386) ، "السير" (2/192) ، "الطبقات الكبرى" (8/78) .
ثانيا :
العلاقة التي كانت بين معاوية وعائشة رضي الله عنهما كانت علاقة حسنة ،
موصوفة بالودّ والوصل والبر ومعرفة حق أم المؤمنين .
فكان يزورها ويصلها ويدخل عليها ويحادثها ويستنصحها ، ولم يزل معها على حسن
العهد حتى ماتت رضي الله عنها .
روى الترمذي في سننه (2414) : " أن مُعَاوِيَة كتَب إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ
الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : أَنْ اكْتُبِي إِلَيَّ كِتَابًا
تُوصِينِي فِيهِ وَلَا تُكْثِرِي عَلَيَّ ، فَكَتَبَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا إِلَى مُعَاوِيَةَ : سَلَامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ :
فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : ( مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ
مُؤْنَةَ النَّاسِ ، وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ
وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ ) وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ ، وصححه الألباني
في " صحيح الجامع " (2024) .
وروى الحاكم (6745) عن هشام بن عروة عن أبيه : " أن معاوية بن أبي سفيان بعث
إلى عائشة رضي الله عنها بمائة ألف فقسمتها حتى لم تترك منها شيئا ، فقالت
بريرة : أنت صائمة فهلا ابتعت لنا بدرهم لحما ، فقالت عائشة : لو أني ذكرت
لفعلت ".
صححه الذهبي في "السير" (2/186) .
وعن عطاء : " أن معاوية بعث إلى عائشة بقلادة بمئة ألف ، فقسمتها بين أمهات
المؤمنين ".
انتهى من "السير" (2/187) .
وقال سعيد بن عبد العزيز : " قضى معاوية عن عائشة ثمانية عشر ألف دينار " .
انتهى من "تاريخ الإسلام" (4 /248) .
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ : " أَهْدَى مُعَاوِيَةُ
لِعَائِشَةَ ثِيَابًا وَوَرِقًا وَأَشْيَاءَ تُوضَعُ فِي أُسْطُوَانِهَا ،
فَلَمَّا خَرَجَتْ عَائِشَةُ نَظَرَتْ إِلَيْهِ فَبَكَتْ ثُمَّ قَالَتْ :
لَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَجِدُ
هَذَا . ثُمَّ فَرَّقَتْهُ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ " .
انتهى من "حلية الأولياء" (2/ 48) .
وروى علقمة بن أبي علقمة ، عن أمه قالت : " قدم معاوية المدينة ، فأرسل إلى
عائشة : أرسلي إلي بأنبجانية رسول الله صلى الله عليه وسلم وشعره ، فأرسلت
بذلك معي أحمله ، فأخذ الأنبجانية ، فلبسها، وغسل الشعر بماء ، فشرب منه ،
وأفاض على جلده " .
انتهى من "تاريخ الإسلام" (4 /311) .
ثالثا :
المعروف عن ابن خلدون رحمه الله أنه يجلّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ،
ولا يقع في أحد منهم ، ويردّ ما حصل من اختلافهم واقتتالهم إلى محض الاجتهاد
الذي يثابون عليه ، وكل منهم يريد في ذلك إظهار الحق ، ولا يجوز عنده لأحد أن
يخوض فيهم بالباطل لأجل ما حصل من الفتنة ، فقال رحمه الله :
" هذا هو الذي ينبغي أن تحمل عليه أفعال السلف من الصحابة والتابعين ، فهم
خيار الأمة ، وإذا جعلناهم عرضة للقدح فمن الذي يختص بالعدالة ، والنبي صلى
الله عليه وسلم يقول: ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم - مرتين أو ثلاثاً
- ثم يفشو الكذب ) .
فجعل الخيرة ، وهي العدالة مختصة بالقرن الأول والذي يليه ، فإياك أن تعود
نفسك أو لسانك التعرض لأحد منهم ، ولا تشوش قلبك بالريب في شيء مما وقع منهم
، والتمس لهم مذاهب الحق وطرقه ما استطعت ؛ فهم أولى الناس بذلك ، وما
اختلفوا إلا عن بينة ، وما قاتلوا أو قتلوا إلا في سبيل جهاد أو إظهار حق ،
واعتقد مع ذلك أن اختلافهم رحمة لمن بعدهم من الأمة ، ليقتدي كل واحد بمن
يختاره منهم ، ويجعله إمامه وهاديه ودليله ، فافهم ذلك ، وتبين حكمة الله في
خلقه وأكوانه ، واعلم أنه على كل شيء قدير وإليه الملجأ والمصير " .
انتهى من "تاريخ ابن خلدون" (1/218) .
وقال رحمه الله :
" كثيرا ما يوجد في كلام المؤرخين أخبار فيها مطاعن وشبه في حقهم – يعني
الصحابة - أكثرها من أهل الأهواء ، فلا ينبغي أن تسود بها الصحف " .
انتهى من "تاريخ ابن خلدون" (2/188) .
وقد كان ابن خلدون من أكثر الناس تبجيلا وتوقيرا وتعظيما لمعاوية رضي الله
عنه .
قال في تاريخه (2/188) :
" وقد كان ينبغي أن تلحق دولة معاوية وأخباره بدول الخلفاء وأخبارهم ؛ فهو
تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة ... والحق أن معاوية في عداد الخلفاء ،
وإنما أخره المؤرخون في التأليف عنهم لأمرين : الأول : أن الخلافة لعهده كانت
مغالبة لأجل ما قدمناه من العصبية التي حدثت لعصره ، وأما قبل ذلك كانت
اختيارا واجتماعا ، فميزوا بين الحالتين ، فكان معاوية أول خلفاء المغالبة
والعصبية الذين يعبر عنهم أهل الأهواء بالملوك ، ويشبهون بعضهم ببعض ، وحاشا
لله أن يشبه معاوية بأحد ممن بعده ... " انتهى من "تاريخ ابن خلدون" (2 /188)
.
وقال رحمه الله :
" والذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون من سواه ، إنما هو مراعاة
المصلحة في اجتماع الناس ، واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل والعقد عليه حينئذ
من بني أمية ، إذ بنو أمية يومئذ لا يرضون سواهم ، وهم عصابة قريش وأهل الملة
أجمع ، وأهل الغلب منهم ، فآثره بذلك دون غيره ممن يظن أنه أولى بها، وعدل عن
الفاضل إلى المفضول حرصاً على الاتفاق واجتماع الأهواء الذي شأنه أهم عند
الشارع ، وإن كان لا يظن بمعاوية غير هذا ، فعدالته وصحبته مانعة من سوى ذلك
.
وحضور أكابر الصحابة لذلك وسكوتهم عنه دليل على انتفاء الريب فيه ، فليسوا
ممن يأخذهم في الحق هوادة ، وليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق ،
فإنهم كلهم أجل من ذلك، وعدالتهم مانعة منه " انتهى من "تاريخ ابن خلدون"
(1/211) .
فالذي يدعي أن معاوية قتل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما ، وأن ابن خلدون
ذكر ذلك في كتبه : هو من أكذب الناس .
راجع للفائدة إجابة السؤال رقم (147974) .
والله أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب