عرض مشاركة واحدة
قديم 07-06-12, 05:38 AM   رقم المشاركة : 1
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


سر إهدار الخميني دم سلمان رشدي

سر إهدار الخميني دم سلمان رشدي



07-15-1433

الرياض- "المثقف الجديد" :

ليس المقصود لدينا في "المثقف الجديد" من هذا العرض تبرئة سلمان رشدي من جريرته الكبرى، ولا تحويله إلى شهيد للإبداع كما صوره في ذلك كتاب غربيون مثل ميلان كونديرا في كتابه "الوصايا المغدورة"، أو كما صوره كتاب عرب بأنه يصيب كثيرين بـ"الأرتيكاريا" مثل إبراهيم عيسى في كتابه "أفكار مهددة بالقتل، من هدى شعراوي إلى سلمان رشدي"، ولا المبتغى من ذلك نفي إساءات سلمان رشدي إلى العقيدة الإسلامية وإلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في روايته "آيات شيطانية". لكن المراد هو البحث في الأسباب الكامنة وراء إصدار الخميني فتوى بهدر دم سلمان رشدي عام 1989، وتأكيد ذلك على رأس كل عشر سنوات، كما حصل عام 2009.ثمة كتاب واجهوا إشكاليات من قبيل: كيف خدع سلمان رشدي الغرب؟ وهو كتاب للداعية أحمد ديدات رحمه الله، لكن لم تنتشر كتابات تحاول التعرض لحقيقة موقف الخميني وأتباعه من سلمان رشدي إلا كتابات يسيرة ألمت بذلك إلماماً، ومن بينها مقال الناقد علي الكاش في مقال له بعنوان: "كشف المستور بين الخميني وسلمان رشدي" المنشور على موقع صحيفة المتوسط 8/4/2012.

وفي مقال علي الكاش تناول الفكرة التي ترى أنه إذا كان سلمان رشدي أهان الذات الإلهية والشخصية النبوية وإلى زوجة النبي عائشة – رضي الله عنها - فإن الخميني فعل ذلك وأشد منه، وتطرق بعد ذلك إلى أن سلمان رشدي لم يكن يسيء في روايته إلى الرموز الإسلامية فقط، بل إنه سخر من رؤساء غربيين ومن الفاتيكان ومن شخصيات أخرى، وعرض علي الكاش صورة الخميني في رواية "آيات شيطانية"، كما ختم بمقطع يذكر فيه أن أسلوب سلمان رشدي إنما هو أسلوب استفزازي ليس مختصاً بعداء الإسلام، وإنما هو لجلب الانتباه إلى نفسه من طريق مهاجمة كل من يستطيع أن يبادله الهجوم، وهو يهدف من ذلك إلى الشهرة، ويضرب لذلك مثالا من رواية سلمان رشدي "أطفال منتصف الطريق" التي تطاول فيها على تراث الهند وعلى رئيسة وزرائها أنديرا غاندي.ويتوصل الكاش إلى النتيجة التي لم يستطع أن يتوصل إليها كثير من مثقفي العرب وقرائهم ونقادهم حين قال في مقطعه الخاص أن السبب الكامن وراء إهدار الخميني لدم سلمان رشدي، هو ما يأتي:

"هذه الصورة الهزيلة للإمام وعلاقته بجبرائيل(ع) وحربه مع الإمبراطورة ومناهضته للعلم وأفكاره البالية واستبداده بالرأي واحتكاره الدين لنفسه وتسببه بقتل مئات الألوف من الإيرانيين جعل الإمام يصدر فتوى سفك دماء رشدي. ومن المؤسف أن الكثير من الكتاب تغافلوا عن ذكر هذه الحقيقة وأظهروا الإمام وكأنه حامي حمى الإسلام والمدافع عنه، دون الإشارة لموقف رشدي من الخميني والثورة الإيرانية جهلا أو عمدا. كذلك لم يوازنوا بين محاسن الفتوى ومساوئها. وهذا هو مسوغي من المبحث. فقد جانبت الفتوى طريق الحقيقة وانزوت في ركن ثانوي، مما يستلزم العودة إلى الطريق الرئيسي. ونود الإشارة بأنه لو جرى نفس الأمر من قبل شيخ الأزهر أو علماء السعودية وغيرهم من علماء السنة، لكنا تناولنا الموضوع من نفس الزاوية. لقد صدرت فعلا فتاوى تكفير من علماء الأزهر والسعودية لكن رشدي لم يهاجمهم في كتابه، لذلك لم تكن تلك الفتاوى ردود فعل مابشرة على تهجم شخصي. كما في حالة الخميني". أهـ.وبعد هذا الاقتباس من علي الكاش (إذ يحق له أن ينقل عنه ما دام سبق إلى الكلام في الفكرة) نعود بقارئ "المثقف الجديد" إلى تلك المقاطع التي هاجم فيها سلمان رشدي شخصية الخميني، وكانت هي السبب الحقيقي لإهدار دم الكاتب سيئ الذكر.

تقول الرواية: "كان الحلم يطير إلى قصر مشيد على الطراز الهولندي في ذلك الجزء من مدينة لندن المسماة كنسنغتون.. ويتسلق بسرعة إلى الطابق الرابع من ذلك البناء حيث تسدل ستائر ثقيلة على نافذة بغرفة جلوس، حيث يجلس هناك ويحلق بعينيه في أغياب المستقبل إلى الإمام الملتحي المعمم.. من هو؟ إنه منفي.. لكن كونه منفيا لا ينبغي أن يفهم خطأ على أنه لن يعود.. فالمنفي هو حلم بعودة مجيدة منتظرة"... وتواصل الرواية: "وكان الإمام يجلس دائما بثوبه الفضفاض.. عبوساً متشائماً.. كان دائما مؤرقاً مسهدا.. وكانت كل التحركات تتم بأوامر منه".. وتواصل: "كان حلم الإمام يمتد إلى زمن طويل قادم.. حيث كان يحس بخيوط عنكبوتية من أنامله التي تحرك بواسطتها حركة التاريخ.. لا.. ليس التاريخ فقط بل وأبعد مدى". ثم تنطلق الرواية لتصور عداء الإمام الخميني لعائشة وأمريكا، فتقول: "وقع اختيار الإمام على بلال لهذه المهمة بالنظر لجمال صوته، حيث أنه أتم دورة تناسخه. فقد نجح بالاستحواذ على مستمعيه من الأمريكيين، كان سلاحا تحول ليصبح ضد صانعيه، وانطلق بلال يخطب في الظلام: (الموت للإمبراطورة عائشة.. الموت للتواريخ والتقاويل.. الموت لأمريكا وللزمن، إننا نسعى إلى الخلود، إلى الأبدية إلى الله) ,بهذه الكلمات اختتم بلال وقائع البث الإذاعي اليومي حين كان الإمام في مخدعه يبث رسائل خاصة به". ثم بعد ذلك تهزأ الرواية من تصوير الخميني لنفسه بأنه أفضل من الأنبياء، وبأنه يوحى إليه، فتقول: "ووصل جبريل وراح يتكلم بطريقة تنم عن التذمر للتمويه عن حالته المذعورة المرتعدة: (لماذا تصر على استدعاء كبير الملائكة؟ ينبغي أن تفهم أن الأيام التي كنا نستدعى فيها قد ولت إلى رجعة)! وهذا يوضّح أن نيل سلمان رشدي من كرامة الخميني كان في تصويره أنه عدو لعائشة، وأنه يدعي بعض خصائص النبوّة، وهذا كله صحيح وموجود في خطاب الخميني وفي كتبه، وليس ثمة أشهر من عبارته في كتاب تحرير الوسيلة الذي يصف يقول فيه: "أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب، و لا نبي مرسل".

وتكمل الرواية تصوير حالات الإمام الخميني النفسية وتشوهاته الجسدية ونشوته بالبحث عن السلطة والتقاط حب الجماهير وتقديسهم، ويسخر من دعاواه الكاذبة لتحرير القدس:

"وفي تلك اللحظة تتلاشى الثقة ويجد جبريل نفسه مع الإمام على سطح البناء والريح تعبث بلحية الإمام التي أصبحت تبدو أطول مما كانت عليه. وتحمر عيناه ويصيح (هيا خذني إلى هناك). ويرفع الإمام لحيته فوق كتفيه ويثبت أثوابه حول جسده كاشفاً عن ساقين نحيلتين يغطيهما شعر كث ويقفز في الهواء فوق جبريل بحيث يستقر على كتفيه متشبثا به بأظافر تنمو وتنمو حتى تتحول إلى مخالب مدببة. ويحس جبريل أنه يرتفع في السماء وهو يحمل ذلك الشيخ بلحيته وشعره الذي يستمر في النمو في كل الاتجاهات بحيث يتطاير حوله شعر حاجبيه اللذين يبدوان كعلمين مرفرفين. يتساءل جبريل محتارا في أمر.. القدس؟ كيف هو الطريق إليها؟ إنها كلمة ذات مدلولات كثيرة، وقد يكون مجرد فكرة.. إنها هدفه ,أو ربما مجرد إحساس أو حالة نفسية.. أين هي قدس الإمام تلك؟ وينطلقان عبر الظلام.. ويصبح القمر أكثر إشعاعا وحرارة.. حتى يصلان إلى جبل شاهق الارتفاع يبدو على سفحه قصر منيف! قصر الإمبراطورة.. وينقض جبريل باتجاه الأسفل كأنه بساط طائر والإمام فوقه.. وتظهر الطرقات وهي تعج بالحياة والحركة في عتمة الليل! ويسمع صوت جبريل يسأل: (ما الذي يجري هنا الآن؟) يجيبه: (اهبط سأجعلك ترى الحب). ويتجه جبريل إلى طرقا تتعج بكائنات إنسانية تتجمع بكثافة في الممرات التي تصل بعضها ببعض لتصبح أشبه بأفعى واحدة رهيبة لا ترحم، ويتقدم الناس ببطء من الممرات الجانبية إلى الطرقات التي تقود جميعها إلى الشارع العريض المشجر الذي تحف به من الجانبين أشجار الأوكالبتوس والمؤدي في نهايته إلى بوابات القصر ويسير الناس على أنساق يضم كل نسق منها سبعين شخصا يتقدمون بحذر عميق جنبا على جنب إلى حيث يقف حرس الإمبراطورة وبأيديهم رشاشات مهيئة للإطلاق وما تلبث الرشاشات أن تلعلع فيموت أولئك السبعون ليصعد بعدهم سبعون آخرون على أجساد أولئك الذين ماتوا قبلهم بحيث يمضي ذلك التل من الأجساد آخذا بالارتفاع شيئا فشيئا دونما توقف! وعندما دخل المدينة المظلمة هناك أمهات يقفن ورؤوسهن محجبة وهن يدفعن بأبنائهن الأعزاء إلى ذروة الاستعراض ويصحن بهم: (امضوا إلى الاستشهاد، قوموا بواجبكم.. موتوا!). ويقول الإمام بصوت أبح: (هل ترى إلى أي درجة يحبونني؟ ليس هناك طغيان في العالم يستطيع أن يقف حيال تيار متدفق من المحبة كهذا التيار!) ويجيبه جبريل باكيا: (إن هذا ليس حباً بل هو الكراهية بعينها! وهذه الكراهية تدفع بهم إلى أحضانك!)" إلى أن تصل الرواية إلى أنه (أي الإمام الخميني) هو البديل لصنم اللات، وهو ليس سوى وحش، تقول: "لتقع عيناه على الإمام وقد تحول إلى وحش هائل رهيب يربض في البهو الأمامي للقصر وهو يزمجر باتجاه الناس المدفعين عبر البوابات بحيث يبتلعهم جميعاً ولا يبقى لهم أي أثر، في حين راح جسد اللات يذوي على الأعشاب حتى لم يبق منه أي شيء. عندئذ تبدأ كل ساعات المدينة تدق بلا توقف معلنة الساعة الثانية عشرة فالرابعة والعشرين ثم الواحدة وبضع آلاف، مشيرة إلى نهاية الزمن، وبداية اللازمن عند الإمام". انتهى.

إلى آخر تلك المشاهد التي يصور فيها سلمان رشدي الخميني على أنه: عدو عائشة، الوحش البديل لصنم اللات، متقمص شخصية النبي، الرجل القبيح، المريض نفسيا بفكرة القدس التي هي في النهاية شهرته وعظمته التي يعبدها...

ذلك هو السبب في إهدار الخميني ومن بعده من أتباعه لدم سلمان رشدي، وليس للإساءات الواردة في الرواية إلى الذات الإلهية والنبي عليه الصلاة والسلام وأهل بيته وصحابته الأطهار.

إن ما يود "المثقف الجديد" تنوير القنوات الإسلامية المهتمة بإساءات الإثنى عشرية والصفويين للذات الإلهية والنبويّة أن يقوموا بالآتي:

• عرض النصوص التي زعم الخميني ومن بعده خامنئي أنهما بسببها أهدرا دم سلمان رشدي، وموافقتهما على ذلك.

• ثم: عرض النصوص المشابهة لنصوص سلمان رشدي في آيات شيطانية من مراجع الإمامية، ومن تسجيلات المعممين الصوتية، حتى يتبين مدى زيف دعوى أن الخميني أهدر دم سلمان رشدي بسبب إساءاته لله ولرسوله وأمهات المؤمنين.

• ثم: عرض النصوص التي ينال فيها سلمان رشدي من "جناب الإمام الخميني" بنصها ورسمها، ليتبين السبب الحقيقي وراء تلك الغيرة الغريبة، ووراء ذلك الهدر لدم سلمان رشدي.

و"المثقف الجديد" إذ يقترح ذلك ربما يسهم في إماطة اللثام عن واحدة من أشد القضايا زيفاً في التاريخ الثقافي للخميني وأتباعه.







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» الرافضي ياسر الحبيب و تكفير ام المؤمنين عائشة
»» ما سر التقارب بين الثورة الخمينية والجماعة الإخوانية في مصر؟ د. فهد عامر العازب
»» ملف مكانة العلم و العلماء و الفقه و الصحابة
»» ملف الحسينيات
»» الدين لم يكتمل الا بظهور المهدي القائم و يظهر الدين كله