عرض مشاركة واحدة
قديم 30-09-18, 05:08 PM   رقم المشاركة : 2
سيد قطب
عضو ماسي






سيد قطب غير متصل

سيد قطب is on a distinguished road


تثبيط مقاومة التغيير الديموغرافي بسوريا، كانت إيران تستقدم جموعا من أفراد ميليشياتها لتوطينهم في الأراضي المنتزعة من أهلها الأصليين، كانت العقارات والحانات وسائر الأملاك تصادر بشكل ممنهج ومقصود، لتؤول إلى غير أهلها من المستعمرين الجدد، ليس لشيء سوى إعادة ترتيب هوية المناطق البشرية بما يتماهى مع خلفية النظام الاجتماعية والمذهبية.

ووفق الباحث غازي دحمان فإن التهجير في سوريا عملية ممنهجة ومنظمة، وثمة مؤشرات كثيرة على هذا الأمر، بداية عبر انسحاب قوات النظام من مناطق في دمشق وحمص وأريافهما، دون الحاجة إلى ذلك سوى لتبرير إخراج المؤسسات والخدمات منها، ثم تبرير استهدافها وتهجير سكانها، وقد تم تعميم هذا النموذج في مرحلة لاحقة على مناطق منها القلمون.

وفي بعض المناطق اتّبع تكتيك المجازر والإرعاب والقصف المكثف كما حصل في أرياف حلب الشرقية والشمالية ودير الزور ودرعا. كما تستخدم أذرع إيران أقصى أنواع العنف والمجازر ضد السكان بقصد إجبارهم على إفراغ مناطقهم، كالمجازر التي ارتكبتها الميليشيات العراقية في النبك ودير عطية، ومجازر حزب الله في القصير ويبرود ورنكوس.

وتعمل إيران على إفراغ المنطقة الممتدة من مثلث الموت في درعا “دير العدس، كفرناسج، الحارة” مرورا بريف القنيطرة الشمالي لتربطها بريف دمشق الغربي والقلمون الغربي وصولا إلى تل كلخ بريف حمص.

ويؤكد الباحث دحمان أنه “قد تم تهجير أكثر من مليوني نسمة من هذه المنطقة التي تطمع إيران بإحلال شيعة من أفغانستان وباكستان فيها، وذلك بالنظر لإستراتيجية هذه المنطقة التي تعتبر واجهة مع الجولان ومتصلة بالبقاع الشرقي حيث وجود حزب الله، كما أنها تحتوي على مرتفعات تشرف على كامل سوريا، بالإضافة إلى غناها المائي وتربتها الخصبة، كما تشكل غلافا لدمشق يضمن حمايتها من الاختراق”.

ولم تسلم دمشق من محاولات التهجير والسيطرة الإيرانية، فتواترت الأنباء من مصادر متقاطعة عن احتلال وشراء بالقوة لمناطق بأكملها في العاصمة ومحيطها، ومن لم يرضخ يكن مصيره الحرق كما حصل مؤخرا في واحد من أشهر أسواق دمشق، حيث تشير الدلائل إلى قيام الميليشيات الإيرانية بإحراق السوق لأن أصحاب المحال رفضوا بيعها.

وتمارس روسيا عمليات التطهير الديموغرافي بشكل مقصود، وإن بعيدا عن الأضواء، عبر استهدافها للمناطق التي تشكل غلاف منطقة أكبر تجمع للأقليات في الساحل السوري وجبال العلويين، وتثبت مراجعة الاستهدافات العسكرية الروسية تركيزها على أرياف حمص الشمالية وحماة الغربية والجنوبية، وبالفعل شهدت هذه المنطقة هجرة واسعة.

كما شكل اللاجئون السوريون الكتلة الأكبر لأكثر من مليون مهاجر وصلوا إلى أوروبا خلال العام الماضي في أضخم موجة هجرة تشهدها أوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وقد تمكن النظام السوري من السيطرة على 9 مناطق من خلال تهجير أهلها وهم من السنة. وقبل سكان تلك المناطق بعمليات التهجير بعد محاصرة مناطقهم وحرمانهم من الطعام والشراب والعلاج، وجميع المناطق التي يغادرها أهلها بفعل الحصار والقتل اليومي الذي يتعرضون له تتعرض منازلهم للسرقة والتدمير من قبل شبيحة النظام السوري.