وسأل الشيخ صالح الفوزان:
هناك بعض الناس يدعون بدعاء يعتقدون أن يشفي من السكر ، وهو كما يلي : الصلاة والسلام عليك ، وعلى آلك يا سيدي يا رسول الله ، أنت وسيلتي خذ بيدي ، قلت حيلتي فأدركني ، ويقولون هذا القول : يارسول الله اشفع لي . وبمعنى آخر : ادع الله يا رسول الله بالشفاء ، فهل يجوز أن يردد هذا الدعاء ، وهل فيه فائدة كما يزعمون ؟ أرشدونا بارك الله فيكم .
الجواب : هذا الدعاء من الشرك الأكبر ؛ لأنه دعاء للنبي صلى الله عليه وسلم ، وطلب لكشف الضر والمرض من الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى ، فطلبه من غير الله شرك أكبر ، وكذلك طلب الشفاعة منه صلى الله عليه وسلم ، هذا من الشرك الأكبر ؛ لأن المشركين الأولين كانوا يعبدون الأولياء ، ويقولون : هؤلاء شفعاؤنا عند الله ، فالله سبحانه وتعالى عاب ذلك عليهم ، ونهاهم عن ذلك ، سورة يونس الآية 18 وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس : 18] ، سورة الزمر الآية 3 أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر : 3] . وكل هذا من الشرك الأكبر والذنب الذي لا يغفر إلا بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى منه والتزام التوحيد وعقيدة الإسلام ، فهو دعاء شركي لا يجوز للمسلم أن يتلفظ به