عرض مشاركة واحدة
قديم 24-01-04, 07:45 PM   رقم المشاركة : 26
عنوان
عضو





عنوان غير متصل

عنوان


باسمه تعالى

والصلاة على محمد وآله الأطهار

العذر العذر فيما مر من مداخلتي السابقة حيث ظننت أنك لم تنته ( هناك خلل في السيرفر ، وقد تبين لي أنني لم أسحب موضوعك كاملا لأنني لم أر توقيعك المبارك ).

عموما ، وبعد الاستجابة لك فيما أحببت أن نعرض عنه وما نطرح ، أقول مستعينا برسول الله صلى الله عليه وآله :

قال حجاج : " أقول: المآخذ بيننا كثيرة، فلندعها لحينها، ولنلزم مسار النقاش " .
أقول : لبيك ، والخروج عن المسار إن كان الخلل مني فاصبر أعانك الله ولا تبخل علي بنصحك في ذلك ، وإن كان منك فبانتظار المعالجة من قبلك .

وقد استشكلت علي تفريقي بين الشرك المنبثق من العقيدة في شقها النظري وبين الشرك المنبثق من شقها السلوكي ، ولا أجد حاجة للتفصيل في ذلك نتيجة لوحدة المحصلة النهائية ومنعا لخروج البحث عن هدفه .. فالمستعين – عندك – يقع في الشرك وإن كان موحدا في عقيدته ، وهذه مرتبة لاحقة على جوهر الاعتقاد مرتبطة بالسير والسلوك ، وأخالها كالرياء – وإن كانت الاستعانة عندك اشد – . فالمرائي مشرك شركا أصغر وإن قال بالتوحيد لأنه عند سيره أخل بعقيدته ، ولئن سألته وهو حال الرياء عن وحدة الخالق لأجابك عنها بلا شك رغم أن عمله أوقعه بالشرك .
هذا ما قصدت من التفريق بين الشرك في عقيدة التوحيد ، والشرك النابع من السلوك ، وتصنيفي للاستعانة – إن كانت شركا – فكذلك ، لأنك لا تجد شيعيا يقول بألوهية علي عليه السلام في عقائده النظرية .


قال حجاج : أن الشيعة تعتقد بأن الله قائم بعلي .
أقول :
قد تتبعت مجموعة من كتب العقائد ونظرت فيها نظر باحث عن سبيل النجاة ، ولكن لم أر يوما حتى في هامش من هوامش كتبنا فضلا عن متونها هذا الكلام الذي تنسبه إلينا .
بل وجدتهم يقولون : بأن واجب الوجود موجود والا استلزمه ، ووجدتهم يرمون المجسمة بالجهل والشرك ، فما لهم يجسمون الله بعلي كما تدعي ؟ فأين كان علي والله تعالى قائم قبل علي وغير علي .
فأرجو إمدادي بمصدر يقول بذاك ، لربما أغفله بصري فأنر بصيرتي حول هذا الادعاء .
وأما إن كان هذا فهمك ، فاعذرني إن أشرت لقصور فهمك ، فكيف ستستوعب ما فات على كبار علمائك ممن تأخذ منهم وران على قلوبهم ما كانوا يكسبون من عمل على إبعاد سفينة النجاة عن شاطي قلوبهم ، وأغلقوا أبوابهم دون باب مدينة علم رسول الله المفتوح ليل نهار يسترسل منه صوت علي : " سلوني .. سلوني " .. فأعرضوا عنه ؟؟
فهل يسمع من أصم نفسه بيديه ؟



حذف المشاركة أمر غير مناسب :
وأما حول علاقة الكلام ببحث التوسل ، فلا أجد فيه فرقا ، ولا أرى من داع لحذف المشرف شيئا من المشاركة لتكون بذلك سابقة غير مناسبة ، وتفتح بابا لأكبر منها .. وإن رأى القاريء بأنني الشاطح فلا مانع عندي أيها الفاضل ، فاتركها كما هي فإنني أراها مرتبطة بالبحث بشكل وثيق .



هل هناك فرق بين التوسل والاستعانة والدعاء والاستغاثة ؟
إن كل ذلك وإن تعدد من حيث الصورة إلا أن كنهه واحد ، فأصله الكلام في مالكية هذا العبد المتوسل به بفتح السين أو المستعان به أو المدعو أو المستغاث به .. لتصح حينئذ الاستغاثة وغيرها ، إذ كما بينت – أنت – سابقا أن الكلام في قدرة العبد من عدمها :
- " ليس مقصودنا بالدعاء الذي هو من جنس العبادة ذاك المقدور عليه من قبل العبد ".
- " إن الذي ننكر من هذه المسألة هو أن يتوجه العبد إلى عبد مثله حيا أو ميتا، طالبا منه مالا قدرة إلا لله عليه " .
فالكلام في مالكية العبد لأن :
العبد إن ملك القدرة صحت الاستعانة به بحدود هذه القدرة .
وإن ملك القدرة صحت الاستغاثة به بحدود هذه القدرة .
وإن ملك القدرة صح التوسل به بحدود هذه القدرة .
وإن ملك القدرة صح دعاؤه بحدود هذه القدرة .


فالكلام إذا عن نقطتين :
النقطة الأولى : عن حقيقة تملك بعض العباد لقدرات تفوق قدرات البشر .
النقطة الثانية : عن جواز الاستعانة بهم .


أما النقطة الأولى :
فالقاريء للقرآن والسنة والتاريخ تتجلى أمامه تلك الحقيقة ، فمن الأنبياء عيسى عليه السلام محيي الموتى وسليمان المتصرف في الريح ومن غيرهم آصف صاحب العرش والخضر صاحب علم الغيب وغيرهم .. وآخرها يا سارية الجبل .
فكل ذلك يثبت – وغيره كثير والله - أن العباد يتفاوتون في قدراتهم حسب مقاماتهم وقربهم من الله تعالى شأنه ، إذ لا عاقل يدعي أن قدرتهم منفكة عن المدد الإلهي لهم .


وأما النقطة الثانية :
فلا ريب بجواز الاستعانة ، فالاستعانة بطلب الماء مثلها مثل الاستعانة بتحريك جبل ، فكله مستمد من الله تعالى ، فلا تظنن – ولا أحسبك تفعل – أن جلب الماء لأنه امر صغير فإنه من العبد دون الله سبحانه وتعالى .
ولا أظن بأن الحي يستمد قدرته من الله وأما الميت فتقف قدرة الله دونه .. فتأمل .


وما أدل على جواز الاستعانة مما ذكرته في المداخلة الماضية من فعل سليمان وآصف ، وموسى والعبد الصالح ، ولا أظن أن تذكيرك بما ورد في الحديث من قول أحدكم : يا عباد الله احبسوا .. أو نداء ابن عمر: يا محمد ، كما في الكلم الطيب لابن تيمية .. ولا أظنه يزيدك يقينا ، فالقرآن يكفي لليقين لظهور الأمر فيه بجلاء .


فهل كان الكلام قفزة في التوسل قفزة ؟
لا أحسبه كذلك لمن يقرأ باهتمام ، وأظنك تهتم .. فلا تخيب ظني .


وحول رجائي اعتماد ما يصح الاعتماد عليه ، قال حجاج :
" رجاءك متحفظ عليه أيها الزميل، لا ضنا مني به عليك، ولكن لما كان علماؤكم لا ينهون عما ينكر، كانوا كمن يقرون العوام على فعل المنكر... الخ " .
أقول : أين المنكر الذي تزعم وأقره علماؤنا بصمتهم عنه ؟ شريطة ألا يكون منكرا في نظرك دوننا ، فلا تلزمنا برأيك الذي نوقن بقصوره مولانا .
وأما عن عمل علماء المذهب فهم يسعون بما أتوا رضوان الله تعالى عليهم ويمدهم من خلفهم المهدي عليه السلام بما أجازه الله له في ذلك ، ولكن للشيطان جنودا يمنعون ، فحزب الشيطان يرصد لحزب الله ، ولكن حتى حين فلا تبتئس .


عودة للموضوع :
هذا ما جاء ردا على قولك : " إن الذي ننكر من هذه المسألة هو أن يتوجه العبد إلى عبد مثله حيا أو ميتا، طالبا منه مالا قدرة إلا لله عليه " وهو كما يبدو لي لب كلامك الماضي .
فإن وافقت على ما ذكرت في مداخلتي هذه وكنت كما قلت : " فإن كنت مصيبا رجعنا إلى قولك " ، ووافقت على أن الاستعانة ليست بشرك إلا إذا جاءت استعانة من دون الله لا بإذن الله ، فيبقى الكلام :
هل حبى الله عليا بسطة وقدرة تخولكم أيها الشيعة الاستعانة به ؟
وعليّ بعد ذلك الإجابة عنه .
وأما إن رأيت أن مسيرة الكلام قد اختلت ، ورأيت العودة للموضوع لقصور في استدلالي ، فقد أنت الحوار وأنا لك تابع .. ناصح أمين منتظر .

والسلام