باسمه تعالى
لست بالكفاءة المطلوبة للحديث عن كلمة التوحيد العظيمة هذه ، ولا أجد أحدا كذلك .. وقد ورد في مصادرنا قوله صلى الله عليه وآله : " ما عرفناك حق معرفتك " ، وقول السجاد علي بن الحسين عليه السلام : " فشكر عز وجل معرفة العارفين بالتقصير عن معرفته وجعل معرفتهم بالتقصير شكرا " .
وليس ذلك العجز بعجيب ، فالعجب هو ادعاء الممكن الإحاطة بالواجب .
ولكن استجابة لك زميلي العزيز ، ومعرفة مني بالمنعطف الذي ينتظرني خلال هذا الموضوع ، أنقل لك عقيدتي التي صاغها أهل العلم بصياغات مختلفة ، أنقل لك مختصرا مولفا على طريقتي القاصرة مستعينا بمن يستعان به ( قصدي الله تبارك وتعالى فلا يشط ذهنك وذهن القاريء الكريم ):
فكلمة التوحيد تنفي كل إله سوى الله وكل معبود إلاّه .. فهو الواجب المتفرد بوجوبه تعالى .
والتوحيد ( رغم بداهته في القلب والفطرة ) إلا أن طلب الزيادة من أهل العلم دفعهم لتقسيمه على معان عدة فقالوا :
أ- التوحيد في الذات ، فهو تعالى أحدي الذات .
ب- التوحيد في الصفات ، فهو سبحانه عين ذاته لا تتعدد ذاته بتعدد صفاته.
ت- التوحيد في الخالقية ، بمعنى لا خالق بذاته إلا الله تعالى .
ث- التوحيد في الربوبية والتدبير ، بمعنى لا مدبر ذاتا إلا هو سبحانه .
ج- التوحيد في التشريع ، فلا يحق التشريع إلا له تعالى وهو أحكم الحاكمين .
ح- التوحيد في الطاعة ، فلا يطاع غيره إلا بإذنه .
ولولا أنه اخبر عن ذاته لما عرف عن ذاته أحد شيئا ، وما ورد عن ذاته توقيفي لا يخاض فيه إلا بالضوابط التي وضعها الراسخون في العلم ، وهم الذين حباهم الله بنعمة العلم الفيضي لا الكسبي .
فننزهه تعالى عن كل نقص ، ونثبت له كل كمال .. وهذا شأن الواجب جل جلاله .
وتفصيل أية نقطة موكول لطلبكم .. والنقاش فيها منوط بكلامكم
( وقد عجلت إليك لارتباطي في نفس الموعد الذي حدتته أنت ظهرا ، فإن وسعك فلا تحدد موعدا بعينه مراعاة للالتزامات الحياتية ، ولنلتزم بما سطرته أنامل المشرف .. )
والسلام