وإن من أعظم تلك الفتن
وأشدها صرفاً عن الصراط المستقيم
الفتنة عن تحقيق معنى الشهادتين،
شهادة أن لا إله إلا الله
وأن محمداً رسول الله،
فكم من فاتنٍ عنها بعلم،
وكم من مفتونٍ عنها بتقليد.
ولهذا الفتنة،
عن تحقيق معنى الشهادتين صور كثيرة،
جمع صورها هذا الزمان وأهله،
وما اجتمعت في وقتٍ اجتماعها
وتواردها في هذا الزمن،
فما أقل الفقيه بها،
المجاهد لها،
على تنوعها وتشعبها،
وظهورها وجلائها.
فطوائف من الناس
إذا سئلوا عن معنى كلمة التوحيد
ظنوا معناها لا خالق موجود إلا الله،
وكأن أهل الجاهلية والعمى
ممن بعثت إليهم الرسل
يقولون بتعدد المبدعين الخالقين المدبرين،
حتى تبعث لهم الرسل
بلا إله إلا الله.
والشأن أن أولئك الجاهلين
كانوا يُعَددون معبوديهم
لا خالقهم،
فأتت الرسل
بلا إله إلا الله
ومعناها
ما قال نوح عليه السلام لقومه
{ أن لا تعبدوا إلا الله }
بالمطابقة.