ثانيا: الفرق: لم تفترق الماتريدية إلى فرق بينها تباين في الأصول أو نحو ذلك ، لكن يمكن القول بأن هناك مدارس للماتريدية ، تولت نشر عقائدها والدفاع عنها في زمن معين أو في بلد معين ، فمنها: البريلوية ، والديوبندية ، وغيرها .
(و) الانتشار في العصر الحاضر : نستطيع القول بأن الماتريدية مع الأشعرية قد تقاسموا الانتشار والتسلط في معظم المدارس والجماعات في أكثر البلاد الإسلامية ما عدا الديار السعودية . وقد انتسب إلى الماتريدية عامة متأخري الحنفية ، بل وأكثر متقدميهم كذلك . والعقائد الماتريدية منتشرة في بلاد العجم ، كالهند وباكستان وتركيا وغيرها ، وكذلك فإنها واسعة الانتشار في معظم البلاد العربية مع الأشعرية ، وقد أطلقوا على أنفسهم اسم أهل السنة ، وسموا علم التوحيد علم الكلام ، وعمت بهم البلوى في الأزمنة المتأخرة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . وكان من أهم أسباب انتشار عقائدهم ونفوذهم ما كان من تبني الدولة العثمانية للمذهب الماتريدي ، ومحاولتها فرضه في كل الولايات الخاضعة لها ، والعمل على تمكين الماتريدية من كل الوظائف الدينية ، كالإفتاء والقضاء والتدريس وغيره؛ فلذلك انتشر هذا المذهب في كثير من البلاد الإسلامية كما سبق .
مراجع للتوسع:
(1) الماتريدية دراسة وتقويم . لأحمد بن عوض اللَّه الحربي .
(2) الماتريدية وموقفهم من توحيد الأسماء والصفات . للشمس السلفي الأفغاني .
(3) منهج الماتريدية في العقيدة . للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس .
"انظر "الماتريدية ربيبة الكلابية"د محمد بن عبدالرحمن الخميس.