عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-17, 09:28 PM   رقم المشاركة : 3
مسلم 70
عضو ماسي






مسلم 70 غير متصل

مسلم 70 is on a distinguished road




قال
ما اعجبها وما اعظم موقعها كيف جاءت فمحقت من نفسه الدعاوي والرعونات [عجب النفس وصولتها] وانواع الاماني الباطلة ثم اوجبت له الحياء والخجل من صالح ما عمل ثم اوجبت له استكثار قليل ما يرد عليه من ربه لعلمه بأن قدره اصغر من ذلك وأنه لا يستحقه واستقلال أمثال الجبال من عمله الصالح بأن سيئاته وذنوبه تحتاج من المكفرات والماحيات الى أعظم من هذا فهو لا يزال محسنا وعند نفسه المسيء المذنب متكسرا ذللا خاضعا لا يرتفع له رأس ولا ينقام له صدر وإنما ساقه إلى هذا الذل والذي اورثه إياه مباشرة الذنب فأي شيء انفع له من هذا الدواء
لعل عتبك محمود عواقبه ... وربما صحت الاجسام بالعلل
ونكتة هذا الوجه ان العبد متى شهد صلاحه واستقامته شمخ بأنفه وتعاظمت نفسه وظن انه وأنه أي عظيما فإذا ابتلى بالذنب تصاغرت اليه نفسه وذل وخضع وتيقن انه وأنه أي عبدا ذليلا
فصل ومنها ان العبد يعرف حقيقة نفسه وأنها الظالمة وان ما صدر منها
من شر فقد صدر من اهله ومعدنه إذ الجهل والظلم منبع الشر كله وان كل ما فيها من خير وعلم وهدى وإنابة وتقوى فهو من ربها تعالى هو الذي زكاها به وأعطاها إياه لا منها فإذا لم يشأ تزكية العبد تركه مع دواعي ظلمه وجهله فهو تعالى الذي يزكى من يشاء من النفوس فتزكو وتأتي بأنواع الخير والبر ويترك تزكية من يشاء منها فتأتي بأنواع الشر والخبث وكان من دعاء النبي اللهم آت نفسي تقوها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها
فإذا ابتلى الله العبد بالذنب عرف نفسه ونقصها فرتب له على ذلك التعريف حكم ومصالح عديدة منها انه يانف من نقصها ويجتهد في كمالها ومنها أنه يعلم فقرها دائما إلى من يتولاها ويحفظها ومنها انه يستريح ويريح العباد من الرعونات والحماقات التي ادعاها اهل الجهل في انفسهم من قدم او اتصال بالقديم او اتحاد به او حلول فيه اوغير ذلك من المحالات فلولا ان هؤلاء غاب عنهم شهودهم لنقص انفسهم وحقيقتها لم يقعوا فيما وقعوا فيه
فصل ومنها تعريفه سبحانه عبده سعة حلمه وكرمه في ستره عليه وأنه لو
شاء لعاجله على الذنب ولهتكه بين عباده فلم يطب له معهم عيش ابدا ولكن جلله بستره غشاه بحلمه وقيض له من يحفظه وهو في حالته تلك بل كان شاهدا وهو يبارزه بالمعاصي والاثام وهو مع ذلك يحرسه بعينه التي لاتنام وقد جاء في بعض الاثار يقول الله تعالى انا الجواد الكريم من اعظم مني جودا وكرما عبادي يبارزونني

بالعظائم وأنا أكلوهم في منازلهم
نكمل






من مواضيعي في المنتدى
»» خلق السيارات والطائرات ذكر فى السنة [إعجاز خبرى]
»» الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة:
»» أمة كانت نائمة غافلة فجائتها صورايخ الأعداء فأعادتها إلى ربها
»» :: راسلوهم يرحمكم الله ::
»» ( فاجعة )إسرائيل تصرح بعلاقتها الحميمة بإيران والشيعة ... صدمة