عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-10, 12:16 AM   رقم المشاركة : 9
مجيدي
عضو ماسي







مجيدي غير متصل

مجيدي is on a distinguished road


الموضع الثامن : قال شيخ الإسلام :

( فإن جاز لرافضي أن يقدح فيهما يقول : بأي وجه تلقون رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ مع أن الواحد منا لو تحدث مع امرأة غيره حتى أخرجها من منزلها وسافر بها ، مع أن ذلك إنما جعلها بمنزلة الملكة التي يأتمر بأمرها ويطيعها ، ولم يكن إخراجها لمظان الفاحشة -


كان لناصبي أن يقول : بأي وجه يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاتل امرأته وسلط عليها أعوانه حتى عقروا بها بعيرها ، وسقطت من هودجها ، وأعداؤها حولها يطوفون بها كالمسبية التي أحاط بها من يقصد سباءها ؟
........
ومعلوم أن هذا مظنة الإهانة لأهل الرجل وهتكها و سبائها وتسليط الأجانب على قهرها وإذلالها وسبها وامتهانها ،
أعظم من إخراجها من منزلها
بمنزلة الملكة العظيمة المبجلة التي لا يأتي إليها أحد إلا بإذنها ،
ولا يهتك أحد سترها ، ولا ينظر في خدرها .

ولم يكن
طلحة والزبير ولا غيرهما من الأجانب يحملونها ،
بل كان في العسكر من محارمها ،
مثل عبدالله بن الزبير ابن أختها ،
وخلوة ابن الزبير
بها ومسه لها جائز بالكتاب والسنة والإجماع
،
وكذلك سفر المرأة مع ذي محرمها
جائز بالكتاب والسنة
والإجماع ،
وهي لم تسافر إلا مع ذي محرم منها .
وأما العسكر الذين قاتلوها ، فلولا أنه كان في العسكر محمد بن أبي بكر مد يده إليها لمد يده إليها الأجانب ، ولهذا دعت عائشة رضي الله عنها على من مد يده إليها قالت : يد من هذه ؟ أحرقها الله بالنار . فقال : أي أخية في الدنيا قبل الآخرة . فقالت : في الدنيا قبل الآخرة فأحرق بالنار بمصر .

ولو قال المشنع : أنتم تقولون :إن آل الحسين سبوا لما قتل الحسين ولم يفعل بهم إلا من جنس ما فعل بعائشة حيث استولى عليها ، وردت إلى بيتها ، وأعطيت نفقتها . وكذلك آل الحسين استولى عليهم ، وردوا إلى أهليهم ، وأعطوا نفقة ، فإن كان هذا سبياً واستحلالاً للحرمة النبوية ،
فعائشة قد سبيت واستحلت
حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم


وهم يشنعون ويزعمون أن بعض أهل الشام طلب أن يسترق فاطمة بنت الحسين ، وأنها قالت : لا هاً لله حتى تكفر بديننا .

وهذا إن كان وقع
فالذين طلبوا من
علي رضي الله عنه
أن يسبي من قاتلهم من أهل الجمل وصفين ويغنموا أموالهم ، أعظم جرماً من هؤلاء ،
وكان في ذلك لو سبوا عائشة وغيرها .



ثم إن هؤلاء الذين طلبوا ذلك من
علي
كانوا متدينين به مصرين عليه ،
إلى أن خرجوا على
علي وقاتلهم على ذلك .

وذلك الذي طلب استرقاق
فاطمة بنت الحسين
واحد مجهول لا شوكة له ولا حجة ،
ولا فعل هذا تديناً ، ولما منعه سلطان من ذلك امتنع ،


فكان المستحلون
لدماء المؤمنين وحرمهم وأموالهم
وحرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم

في عسكرعلي
أعظم منهم فيعسكر بني أمية ،

وهذا متفق عليه بين الناس ،
فإن الخوارج الذين مرقوا من عسكر علي رضي الله عنه
هم شر من شرار عسكر معاوية رضي الله عنه .

ولهذا أمر النبي صلى الله علية وسلم
بقتالهم
وأجمع الصحابة والعلماء
على قتالهم

والرافضة أكذب منهم وأظلم وأجهل ،
وأقرب إلى الكفر والنفاق ،
لكنهم أعجز منهم وأذل ،

وكلا الطائفتين من عسكر علي ،
وبهذا وأمثاله ضعف علي وعجز
عن مقاومة من كان يإزائه .


والمقصود هذا
أن ما يذكرونه من القدح في طلحة والزبير
ينقلب بما هو أعظم منه في حق علي ،


فإن أجابوا عن ذلك بأن علياً
كان مجتهداً فيما فعل ،
وأنه أولى بالحق من طلحة والزبير .

قيل : نعم ، وطلحة والزبير كانا مجتهدين ،

وعلي
- وإن كان أفضل منهما -

لكن لم يبلغ فعلهما بعائشة رضي الله عنها ما بلغ فعل علي ،

فعلي
أعظم قدراً منهما ،
ولكن إن كان فعل طلحة والزبير معها ذنباً ،
ففعل علي أعظم ذنباً ،
فتقاوم كبر القدر وعظم الذنب .



فإن قالوا :
هما أحوجاعلياً إلى ذلك ،
لأنهما أتيا بها ، فما فعله علي مضاف إليهما لا إلى علي .

قيل : هكذا معاوية لما قيل له : قد قتل عمار ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " تقتلك الفئة الباغية " قال : أو نحن قتلناه ؟ إنما قتله الذين جاءوا به حتى جعلوه تحت سيوفنا .

فإن كانت هذه الحجة مردودة ،
فحجة من احتج بأن طلحة و والزبير هما فعلا بعائشة ما جرى عليها من إهانة عسكر علي لها ، واستيلائهم عليها -
مردودة أيضاً .

وإن قبلت
هذه الحجة قبلت حجة معاوية رضي الله عنه .



والرافضة وأمثالهم
من أهل الجهل والظلم
يحتجون بالحجة التي تستلزم
فساد قولهم وتناقضهم
،
فإنه إن احتج بنظيرها عليهم
فسد قولهم المنقوض بنظيرها ،
وإن لم يحتج بنظيرها
بطلت هي في نفسها ،
لأنه لا بد من التسوية بين المتماثلين ،
ولكن منتهاهم مجرد الهوى الذي لا علم معه ،

ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ،
أن الله لا يهدي القوم الظالمين .



وجماهير أهل السنة
متفقون على أن علياً أفضل من طلحة والزبير ،
فضلاً عن معاوية وغيره ،


ويقولون : إن المسلمين لما افترقوا في خلافته فطائفة قاتلته وطائفة قاتلت معه ، كان هو وأصحابه أولى الطائفتين بالحق ، كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين ، يقتلهم أولى الطائفتين بالحق "

فهؤلاء هم الخوارج المارقون
الذين مرقوا فقتلهم علي وأصحابه ،

فعلم أنهم كانوا أولى بالحق من معاوية رضي الله عنه وأصحابه . لكن أهل السنة يتكلمون بعلم وعدل ،
ويعطون كل ذي حق حقه .


تعليق
في هذا الموضع يقابل شيخ الإسلام
بين حجج الرافضة في ذم طلحة والزبير - رضي الله عنهما - وحجج النواصب في ذم علي -رضي الله عنه -

ويبين أنه ما من شبهة يقيمها الروافض
على ذم
طلحة والزبير إلا و للنواصب أشد منها ،

وهذا من قبيل ( الحجج المحرجة ) كما سبق .
وليس من قبيل التنقص ،
وإنما ساق الشيخ ( هذيان ) النواصب
لدفع (هذيان ) الروافض .

وتأمل ما خط بالأسود مما يدل على
مقدار محبته وتعظيمه
لعلي - رضي الله عنه -
وإنزاله في منزلته التي أرادها الله له .

ثم تأمل قوله في الأخير :
( أهل السنة يتكلمون بعلم وعدل ويعطون كل ذي حق حقه ) .




الموضع التاسع : قال شيخ الإسلام :


( قالوا
ومعاوية أيضاً كان خيراً من كثير
ممن استنابه علي ،
فلم يكن يستحق أن يعزل ويولى من هو دونه في السياسة ،
فإن علياً استناب زياد بن أبيه ،
وقد أشاروا على علي بتولية معاوية .
قالوا : يا أمير المؤمنين توليه شهراً واعزله دهراً .
ولا ريب أن هذا كان هو المصلحة ، إما لا استحقاقه وإما لتأليفه واستعطافه ،
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من علي ،
وولى أبا سفيان ، ومعاوية خير منه ،
فولى من هو خير من علي من هو دون معاوية .


فإذا قيل : إن علياً كان مجتهداً في ذلك .

قيل : وعثمان كان مجتهداً فيما فعل .

وأين الاجتهاد في تخصيص
بعض الناس بولاية أو إمارة أو مال ،

من الاجتهاد
في سفك المسلمين بعضهم دماء بعض ،

حتى ذل المؤمنين وعجزوا عن مقاومة الكفار ،
حتى طمعوا فيهم وفي الاستيلاء عليهم ؟
ولا ريب أنه لو لم يكن قتال ،
بل كان معاوية مقيماً على سياسة رعيته ،
وعلي مقيماً على سياسة رعيته ،

لم يكن في ذلك من الشر أعظم مما حصل بالاقتتال ،
فإنه بالاقتتال لم تزل هذه الفرقة ولم يجتمعوا على إمام ،
بل سفكت الدماء ،
وقويت العداوة والبغضاء ،
وضعفت الطائفة التي كانت أقرب إلى الحق ،
وهي طائفة علي ،
وصاروا يطلبون من الطائفة الأخرى من
المسالمة ما كانت تطلبه ابتداء .

ومعلوم
أن الفعل الذي تكون مصلحته راجحة على مفسدته
،
يحصل به من الخير أعظم مما يحصل بعدمه ،

وهنا لم يحصل بالاقتتال مصلحة ،
بل كان الأمر مع عدم القتال خيراً وأصلح منه بعد القتال ،
وكان علي وعسكره أكثر وأقوى ،
ومعاوية وأصحابه أقرب إلى موافقته ومسالمته ومصالحته ،

فإذا كان مثل هذا الاجتهاد مغفوراً لصاحبه ،
فاجتهادعثمانأن يكون مغفوراً أولى وأحرى .


وأما معاوية وأعوانه فيقولون :
إنما قاتلنا علياً قتال دفع عن أنفسنا وبلادنا ،
فإنه بدأنا بالقتال فدفعناه بالقتال
ولم نبتدئه بذلك
ولا اعتدينا عليه .


فإذا قيل لهم : هو الإمام الذي كانت تجب طاعته عليكم
ومبايعته وأن لا تشقوا عصا المسلمين .

قالوا ما نعلم أنه إمام تجب طاعته ،
لأن ذلك عند الشيعة إنما يعلم بالنص ،

ولم يبلغنا عن
النبي صلى الله عليه وسلم

نص بإمامته ووجوب طاعته .

ولا ريب أن عذرهم في هذا ظاهر
، فإنه لو قدر أن النص الجلي الذي تدعيه الإمامية حق ،
فإن هذا قد كتم وأخفى في زمن أبي بكر وأصحابه
مثل ذلك لو كان حقا ، فكيف إذا كان باطلاً ؟ )



تعليق

في هذا الموضع يمارس الشيخ رحمه الله موهبته في ضرب شبهات الروافض
بشبهات النواصب

لتسقط الشبهتان
ويبقي منهج أهل السنة المعتدل .

فهو يحرج الرافضة بأن جميع ما يقولونه
في
عثمان أو معاوية هو لازم لعلي ، لا مناص من ذلك .

وكما سبق : ليس هذا من قبيل التنقص ، ولكن من قبيل إسقاط شبهات الطرفين ، ليبقى أهل الوسط وهم أهل السنة ظاهرين .



الموضع العاشر : قال شيخ الإسلام :

( ثم يقال لهؤلاء الرافضة : لو قالتلكم النواصب :
علي قد استحل دماء المسلمين ،
وقاتلهم بغير أمر الله ورسوله على رياسته .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر "
وقال : " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض "

فيكون علي كافراً لذلك -
لم تكن حجتكم أقوى من حجتهم ،
لأن الأحاديث التي احتجوا بها صحيحة .



وأيضاً فيقولون :

قتل النفوس فساد ، فمن قتل النفوس
على طاعته كان مريداً للعلو في الأرض والفساد .

وهذا حال فرعون . والله تعالى يقول : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعقبة للمتقين ) ،
فمن أراد العلو في الأرض والفساد
لم يكن من أهل السعادة في الآخرة .

وليس هذا كقتال الصديق للمرتدين ولمانعي الزكاة ،
فإن الصديق إنما قاتلهم على طاعة الله ورسوله ،
لا على طاعته . فإن الزكاة فرض عليهم ،

فقاتلهم على الإقرار بها ، وعلى أدائها ،
بخلاف من قاتل ليطاع هو).

( وفي الجملة فالذين قاتلهم الصديق رضي الله عنه
كانوا ممتنعين عن طاعة
رسول الله صلى الله عليه وسلم والإقرار بما جاء به ،
فلهذا كانوا مرتدين ،

بخلاف من أقر بذلك
ولكن امتنع عن طاعة شخص معين كمعاوية وأهل الشام ،
فإن هؤلاء كانوا مقرين بجميع
ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم :

يقيمون الصلاة ،
ويؤتون الزكاة ،

وقالوا : نحن نقوم بالواجبات
من غير دخول في طاعة علي رضي الله عنه ،
لما علينا في ذلك من الضرر ،
فأين هؤلاء من هؤلاء ؟ )


تعليق

هذا الموضع - أيضاً - هو من قبيل التضييق على الروافض
وأنهم إن طعنوا في أبي بكر - رضي الله عنه -
بشبهات لا غية فسيوجد غيرهم من النواصب ممن يطعن في علي - رضي الله عنه - بشبهات أخرى لا غية ،

فمهما ألصقوا بأبي بكر
تهمة من التهم
فسيندرج ذلك على علي أيضاً
ولن يستطيعوا أن يدفعوا ذلك عنه إلا بأن يدفعوا شبهاتهم عن أبي بكر ،
فهم في حرج وضيق يرتدعون معه
عن التعرض لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أدنى تعرض .



الموضع الحادي عشر : قال شيخ الإسلام :

( اجتماع الناس على مبايعة أبي بكر كانت على قولكم أكمل ، وأنتم وغيركم تقولون : إن علياً تخلف عنها مدة . فيلزم على قولكم أن يكون علي مستكبراً عن طاعة الله في نصب أبي بكر عليه إماماً ، فيلزم حينئذ كفر علي بمقتضى حجتكم ، أو بطلانها في نفسها . وكفر علي باطل ، فلزم بطلانها )


تعليق
الروافض يزعمون أن معاوية - رضي الله عنه -
قد استكبر عن طاعة علي رضي الله عنه ،
فلهذا هو شر من إبليس الذي استكبر على آدم

فيجيبهم شيخ الإسلام
دافعاً هذه الفرية عن معاوية
بأن هذا يلزم علياً كما يلزم معاوية ،

فإن علياً قد تأخر عن مبايعة أبي بكر بالخلافة عدة أشهر
فيلزم من هذا على قولكم أنه قد استكبر عن طاعته فيلزم من ذلك اللوازم الشنيعة التي ألزمتم بها معاوية .

فإذا لم تلتزموا ذلك ، فالحجة من أصلها باطلة ،
فإذا بطلت في حق علي
فهي باطلة في حق معاوية سواء بسواء ؟

فهذا الموضع يبين موهبة شيخ الإسلام في إفحام الخصوم وإحراجهم بالحجة المنعكسة
التي تجعلهم يقولون :
اللهم سلم ، سلم ؟



الموضع الثاني عشر : قال شيخ الإسلام :

( إن الفضائل الثابتة في الأحاديث الصحيحة
لأبي بكر وعمر أكثر وأعظم من الفضائل الثابتة لعلي ،
والأحاديث التي ذكره هذا
وذكر أنها في الصحيح عند الجمهور ،
وأنهم نقلوها في المعتمد من قولهم وكتبهم ،

هو من أبين الكذب على علماء الجمهور ،
فإن هذه الأحاديث التي ذكرها
أكثرها كذب أو ضعيف باتفاق أهل المعرفة بالحديث ،
والصحيح الذي فيها ليس فيه ما يدل على إمامة علي ولا على فضيلته على أبي بكر وعمر ،
بل وليست من خصائصه ،
بل هي فضائل شاركه فيها غيره ،
بخلاف ما ثبت من فضائل أبي بكر وعمر ،
فإن كثير منها خصائص لهما ،
لا سيما فضائل أبي بكر ،
فإن عامتها خصائص لم يشركه فيها غيره .

وأما ما ذكره من المطاعن ، فلا يمكن أن يوجه على
الخلفاء الثلاثة من مطعن إلا وجه على علي ما هو مثله أو أعظم منه .



فتبين أن ما ذكره في هذا الوجه من أعظم الباطل ،

ونحن نبين ذلك تفصيلاً .
وأما قوله : " إنهم جعلوه إماماً لهم حيث نزهه المخالف والموافق ، وتركوا غيره حيث روى فيه من يعتقد إمامته من المطاعن ما يطعن في إمامته "

فيقال : هذا كذب بين ،
فإن علياً رضي الله عنه
لم ينزهه المخالفون ،
بل القادحون في علي طوائف متعددة ،
وهم أفضل من القادحين في أبي بكر وعمر وعثمان ،
والقادحون فيه أفضل من الغلاة فيه ،

فإن الخوارج متفقون على كفره ،
وهم عند المسلمين كلهم
خير من الغلاة الذين يعتقدون إلاهيته أو نبوته ،

بل هم - والذين قاتلوه من الصحابة والتابعين -
خير عند جماهير المسلمين
من الرافضة الإثنى عشرية ، الذين اعتقدوه إماماً معصوماً .

وأبو بكر وعمر وعثمان
ليس في الأمة من يقدح فيهم إلا الرافضة ،

والخوارج المكفرون
لعلي يوالون أبا بكر وعمر ويترضون عنهما ،
و المروانية الذين ينسبون علياً إلى الظلم ،
ويقولون : إنه لم يكن خليفةيوالون أبا بكر وعمر مع أنهما ليسا من أقاربهم

فكيف يقال مع هذا : إن علياً نزهه المؤالف والمخالف بخلافالخلفاء الثلاثة ؟
ومن المعلوم
أن المنزهين لهؤلاء أعظم وأكثر وأفضل ،

وأن القادحين في علي
حتى بالكفر والفسوق والعصيان طوائف معروفة ،

وهم أعلم من الرافضة وأدين ،
والرافضة عاجزون معهم علماً ويداً ،
فلا يمكن الرافضة أن تقيم عليهم حجة تقطعهم بها ،
ولا كانوا معهم في القتال منصورين عليهم .




والذين قدحوا في علي رضي الله عنه
وجعلوه كافراً وظالماً
ليس فيهم طائفة معروفة بالردة عن الإسلام ،

بخلاف الذين يمدحونه ويقدحون في الثلاثة ،
كالغالية الذين يدعون إلهيته من النصيرية وغيرهم ، وكالإسماعيلية الملاحدة الذين هم شر من النصيرية ،
وكالغالية الذين يدعون نبوته ،

فإن هؤلاء مرتدون كفرهم بالله ورسوله
ظاهر لا يخفى على عالم بدين الإسلام ،

فمن اعتقد في بشر الإلهية ،
أو اعتقد بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ،
أو أنه لم يكن نبياً بل كان علي هو النبي دونه وإنما غلط جبريل
، فهذه المقالات ونحوها مما
يظهر كفر أهلها
لمن يعرف الإسلام أدنى معرفة .

بخلاف من يكفر علياً ويلعنه من الخوارج ،
وممن قاتله ولعنهمن أصحاب معاوية وبني مروان وغيرهم ، فإن هؤلاء كانوا مقرين بالإسلام وشرائعه :
يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ،ويصومون رمضان ، ويحجون البيت العتيق ، ويحرمون ما حرم الله ورسوله ،
وليس فيهم كفر ظاهر ،
بل شعائر الإسلام وشرائعه ظاهرة فيهم معظمة عندهم ،
وهذا أمر يعرفه كل من عرف أحوال الإسلام ،

فكيف يدعى مع هذا أن جميع المخالفين نزهوه دون الثلاثة ؟

بل إذا اعتبر الذين
كانوا يبغضونه
ويوالون
عثمان والذين كانوا يبغضون عثمان ويحبون علياً ،
وجد هؤلاء خيراً من أولئك من وجوه متعددة ،

فالمنزهون لعثمان القادحون في علي
أعظم وأدين وأفضل من المنزهين لعلي القادحين في عثمان كالزيدية مثلاً .

فمعلوم أن الذين قاتلوه ولعنوه وذموه من
الصحابة والتابعين وغيرهم هم أعلم وأدين
من الذين يتولونه ويلعنون عثمان ،

ولو تخلى أهل السنة عن موالاة علي رضي الله عنه
وتحقيق إيمانه ووجوب موالاته ،
لم يكن في المتولين له من يقدر أن يقاوم المبغضين له
من الخوارج والأموية و المروانية ،
فإن هؤلاء طوائف كثيرة )


تعليق

في هذا الموضع يرد شيخ الإسلام على مقولة الرافضي
بأن علياً قد نزهه المؤالف والمخالف بخلاف الخلفاء الراشدين الثلاثة ، فبين رحمه الله أن علياً
قد خالفه أقوام وطعنوا فيه ولم يتفقوا عليه كما يزعم الرافضي .

ثم عقد مقارنة
بين الذين غلوا فيه وبين الذين طعنوا فيه
ووضح أن الأخرين أفضل من الأولين

فمتابعتهم وتصديق شبهاتهم أولى

من متابعة وتصديق الروافض ،

ولكن الله نزه أهل السنة
وحماها من سلوك مسلك الطائفتين
،

فحفظتلعلي حقه وعرفت فضله ،
فلم
تغل فيه أو تجف عنه .

وتأمل - أخي القارئ - ما خط بالأسود في نهاية الموضع تجد
أن شيخ الإسلام - بذكائه الواسع -

قد أخبرنا بأن أهل السنة
هم المدافعون حقاً عن علي رضي الله عنه أمام أعدائه ،

بخلاف الروافض
الذين سيعجزون عن مقاومة
النواصب الشانئين له ،
لأنه ما من مطعن للروافض على الخلفاء الثلاثة
إلا و النواصب أشد منه وأعظم في علي .

أما أهل السنة فإنهم يترضون عن الجميع
ويتعاملون كما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

يتبع بأذن الله






من مواضيعي في المنتدى
»» الأحواز عروبة التاريخ والجغرافيا
»» خطبة الشيخ محمد العريفي " أحداث سورية " 3 - 6 - 1432 هـ
»» عملية الاستيطان الفارسي المحتل في جنوب الأحواز العربية
»» رافضي يعلن إسلامه على يد الشيخ ابن باز رحمه الله
»» مكتب الامم المتحده يدين السلطات السوريه لتصرفاتها بحق اللاجئوين الاحوازيين