عرض مشاركة واحدة
قديم 28-01-08, 04:52 AM   رقم المشاركة : 4
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


السمع والطاعة للأئمة فيما يحب الله ويرضى
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: والسمع والطاعة للأئمة فيما يحب الله ويرضى، ومن ولي الخلافة بإجماع الناس عليه ورضاهم به فهو أمير المؤمنين، ولا يحل لأحد أن يبيت ليلة ولا يرى أن عليه إماما برا كان أو فاجرا.


--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: والسمع والطاعة للأئمة فيما يحب الله ويرضى. المعنى أن من عقيدة أهل السنة والجماعة السمع والطاعة للأئمة فيما يحبه الله ويرضى، والمراد بالأئمة: ولاة الأمور، فمن عقيدة أهل السنة والجماعة السمع والطاعة للأمراء والأئمة، لكن فيما يحب الله ويرضى، أما المعاصي فلا يطاع فيها أحد، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ .

وقال -عليه الصلاة والسلام-: من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني لكن هذا مقيد بالطاعة، مقيد بالأحاديث الأخرى، على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة، وحديث أبي ذر أمرني الخليل أن أسمع وأطيع وإن كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف وحديث عوف بن مالك الأشجعي خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنوهم ويلعنونكم. قلنا: يا رسول الله، أفلا ننبازهم بالسيف؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدا من طاعة .

ولا يجوز الخروج على ولاة الأمور بالمعاصي، بل يجب الصبر وعدم الخروج، السمع والطاعة يكون في الطاعة، السمع والطاعة لولاة الأمور في طاعة الله، أما المعاصي فلا يطاع فيها، إذا أمر الأمير شخصا بشرب الخمر فلا يطيعه، أمره أن يقتل أحدا بغير حق لا يطيعه، إذا أمر الوالد ولده بالمعصية لا يطيعه، إذا أمر الزوجة زوجها بمعصية لا تطيعه، إذا أمر العبدَ سيدُه بمعصية فلا يطيعه، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لكن لا يتمرد عليه، فليس + أن يتمردوا على الأمير أو ولي الأمر، بل لا يطيعونه في المعصية، وما عدا ذلك فيطيعونه، يطيعونه في الأمور المباحة، ويطيعونه في طاعة الله ورسوله، أما المعاصي لا يطاع فيها أحد، لكن لا يتمردون عليه ويخرجون عليه، الولد لا يطيع أباه إذا أمره بمعصية، لكن لا يتمرد عليه في غير المعصية، الزوجة لا تطيع زوجها في المعصية، لكن لا تتمرد عليه في غير المعصية، العبد لا يطيع سيده إذا أمره بمعصية، لكن لا يتمرد عليه في غير المعصية، في هذه القضية في المعصية لا يطيعوه، وهذا بخلاف أهل البدع، فإنهم لا يسمعون ولا يطيعون ولاة الأمور، كالخوارج الخوارج يرون أن ولي الأمر إذا عصى كفر، وجب قتله وخلعه وإزالته من الإمامة، وجب خلعه وإزالته من الإمامة وقتله لأنه كافر، وكذلك المعتزلة إذا عصى ولي الأمر وفعل الكبيرة خرج من الإمامة، فلا يطيعونه، بل إنهم.. بل إن عندهم أصل من أصول الدين عندهم، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وضمنوها الخروج على ولاة الأمور بالمعاصي إذا جاروا وظلموا، والروافض كذلك يرون أنه ليس هناك طاعة إلا للإمام المعصوم، وأما ولاة الأمور الموجودون في كل وقت فهم كفرة فسقة، يجب قتلهم وخلعهم وإزالتهم من الإمامة، ولا طاعة إلا للإمام المعصوم، ومن هو الإمام المعصوم؟

الأئمة الاثنا عشر منهم الذي نص عليهم... المنصوصين عندهم بزعمهم، قالوا: إن الخليفة بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- هو علي ولكن أهل السنة كفروا وفسقوا وارتدوا، وأخفوا النصوص التي فيها النص على أن الخليفة بعده علي ولوا أبا بكر زورا وبهتانا وظلما، ثم ولوا عمر زورا وبهتانا، ثم ولوا عثمان زورا وبهتانا وظلما، ثم وصلت النوبة إلى الخليفة الأول هو علي ؛ لأنهم يزعمون أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نص على اثني عشر إماما، أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن بن علي ثم الحسين بن علي ثم البقية كلهم من نسل الحسين علي بن الحسين زين العابدين ثم محمد بن علي الباقر ثم جعفر بن محمد الصادق ثم موسى بن جعفر الكاظم ثم علي بن موسى الرضا ثم محمد بن علي الجواد ثم علي بن محمد الهادي ثم الحسن بن علي العسكري ثم الخلف الحجة المهدي المنتظر، الذي دخل سرداب سامراء في العراق محمد بن الحسن سنة مائتين وستة ولم يخرج إلى الآن، سنة ستين ومائتين ولم يخرج إلى الآن، وأبوه الحسن بن علي مات عقيما ولم يولد له، فجاء فاختلقوا له ولدا وأدخلوه السرداب، قالوا: دخل السرداب وهو ابن ثلاث أو خمس، دخل السرداب سنة ستين ومائتين، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية مضى عليه أربعمائة سنة ولم يخرج في زمانه، نحن الآن نقول مضى عليه ألف ومائتين سنة ولم يخرج حتى الآن، دخل السرداب قبل ألف ومائتين سنة، وهو شخص موهوم لا حقيقة له؛ لأن أباه الحسن مات عقيما ولم ينجب.

هؤلاء الأئمة عندهم الشيعة أئمة منصوصين معصومين، فالروافض يقولون ما في طاعة إلا للإمام المعصوم، أما الولاة الآن الموجودون كلهم كفرة ظلمة يجب قتلهم، ولا سمع لهم ولا طاعة، إذن من عقيدة أهل السنة والجماعة السمع والطاعة لولاة الأمور فيما يحب الله ويرضاه، كما قال المؤلف، خلافا لأهل البدع كالخوارج فلا سمع ولا طاعة لولي الأمر إذا عصى، بل يجب قتله وخلعه، المعتزلة تقول: لا سمع ولا طاعة لولي الأمر إذا عصى، لا يبقى في الإمامة. الروافض تقول: لا سمع ولا طاعة إلا للإمام المعصوم منهم. إذن من عقيدة أهل السنة والجماعة السمع والطاعة للأئمة فيما يحب الله ويرضى.

ومن ولي الخلافة بإجماع الناس عليه ورضاهم به فهو أمير المؤمنين، نعم إذا ولي الخلافة بالإجماع، بمعنى اجتمع عليه أهل الحل والعقد المراد اجتماع الناس، ليس المراد كل فرد بعينه، بل المراد أهل الحل والعقد رؤساء القبائل والأعيان والوجهاء، إذا بايعوه تمت البيعة، ولا يشترط أن يبايعه كل واحد بعينه فتثبت الخلافة بإيه؟ بالانتخاب والاختيار كما ثبتت الخلافة لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- بالاختيار والانتخاب، وكما ثبتت الولاية أيضا لعثمان باختيار أهل الحل والعقد بالإجماع، وكما ثبتت الخلافة لعلي بمبايعة أكثر أهل الحل والعقد وتثبت الخلافة بولاية العهد من الخليفة السابق، كما ثبتت الخلافة لعمر بولاية العهد من أبي بكر وتثبت الخلافة أيضا بالقوة والغلبة إذا غلب الناس بسيفه وقهرهم بسيفه، وتمت واجتمعت عليه الكلمة تمت له البيعة، ولا يجوز الخروج عليه، واضح هذا؟

فإذن الولاية تثبت لولي الأمر، الخلافة بأي شيء بواحد من ثلاثة أمور: الأمر الأول: الاختيار والاتفاق من أهل الحل والعقد وفي هذه الحالة يجب أن يكون الخليفة من قريش إذا وجد فيهم من يقيم الدين لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث معاوية رضي الله عنه لا يزال هذا الأمر يعني في قريش ما بقي منه اثنان ما أقاموا الدين فإن لم يوجد من قريش من يصلح للخلافة ينتخب من غيرها هذا إذا كان الاختيار من +.

ثانيا: تثبت الخلافة بولاية العهد من الخليفة السابق.

ثالثا: تثبت الخلافة بالقوة والغلبة إذا قوي غلب الناس بسيفه قوته، ولو لم يكن من قريش ثبتت له البيعة؛ ولهذا في حديث أبي ذر أمرني الخليل أن أسمع وأطيع وإن كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف لكن لو كان الاختيار + ما يختار العبد الحبشي مجدع الأطراف إنما يختاروا من قريش دل على أن الخلافة تثبت بواحد من هذه الأمور الثلاثة، يقول المؤلف: ولا يحل لأحد أن يبيت ليله ولا يرى أن عليه إماما برا كان أو فاجرا، يعني لا يجوز للإنسان أن يبيت وهو لا يرى الإمامة لأحد، يعني يعتقد في نفسه.. يعتقد أنه ليس عليه إمام ويخلع الإمام ولا يرى له بيعة، بل على الإنسان أن يرى البيعة لولي الأمر الذي اجتمعت عليه الكلمة برا كان أو فاجرا، يعني حتى ولو كان فاجرا، يعني برا يعني تقيا، فاجرا يعني فاسقا، ولو فاسق، خلافا للخوارج والمعتزلة والروافض الخوارج والمعتزلة والروافض لا يرون الإمامة للفاجر، لماذا؟

لأن الخوارج يرون أن الفاجر يكفر لفجوره، وإذا كفر وجب قتله وحل دمه وماله، فلا يكون إماما، والمعتزلة عندهم أصل: أن ولي الأمر إذا فجر وفسق يجب الخروج عليه. والروافض ما يروا الإمامة لأهل السنة إطلاقا، ما يرون الإمامة إلا لمن؟ للأئمة المعصومين، فإذن أهل السنة تميزوا على أهل البدع، فأهل السنة يرون السمع والطاعة لولي الأمر ولو كان فاسقا، ولو كان فاجرا.

متى يجوز الخروج عليه عند أهل السنة ؟

يجوز الخروج عليه بشرطين:

الشرط الأول: أن يكفر كفرا صريحا واضحا لا لبس فيه، يفعل الكفر ويكون كفرا صريحا واضحا لا لبس فيه.

الأمر الثاني: وجوب البديل المسلم.

والأمر الثالث أيضا: القدرة على إزالة الإمام الفاجر الكافر وتولية الإمام العالم. إذا توافرت هذه الشروط يجوز الخروج عليه، وإذا لم توجد فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث السابق: إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان.

هذه شروط: أن يفعل كفرا، وأن يكون الكفر أيش؟ بواحا، يعني: واضحا لا لبس فيه. لا.. عندكم من الله فيه برهان، شروط كفر موصوف بثلاثة شروط: كفر بواح عندكم من الله فيه برهان، وأيضا يوجد قدرة، أما إذا كان ما عنده القدرة، يخرج واحد أو اثنان أو جماعة يقتلوا ولا يستفاد منهم، لكن لو وجد القدرة ووجد البديل، يزال الإمام الكافر ويكون بدله الإمام المسلم، أما إذا كان يزال الكافر ويأتي بدله كافر، مثل الانقلابات العسكرية في الجمهوريات الآن، ما حصل المقصود، قد تكون الحكومة الثانية أكثر من الحكومة السابقة، واضح هذا؟

إذن لا يجوز الخروج على ولاة الأمور بالمعاصي، من الذي يجيز الخروج على ولاة الأمور بالمعاصي؟ ثلاثة طوائف: الخوارج والمعتزلة والروافض فأهل السنة يخالفون أهل البدع؛ ولهذا يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر -اصبرا وتحمل-، فإنه من فارق الجماعة كفرا فمات فميتته جاهلية .

وفيه دليل على أن الخروج على ولاة الأمور من الكبائر؛ لأنه قال: يموت ميتة جاهلية. اصبر وتحمل لماذا؟ لأنك إذا أنكرت على ولي الأمر معصية، مثلا عصى ولي الأمر فسق شرب الخمر، أو أخذ مال شخص بغير حق، أو قتل شخصا بغير حق، هذه معصية، لكن الخروج عليه يترتب عليه مفسدة أكبر وهي إراقة الدماء؛ لأن عنده جيش، وهذا الذي يخرجون كذلك يقابلهم جيش ولي الأمر، فيكون هناك فرقتين، فتراق الدماء ويختل الأمن، وتختل أحوال الناس المعيشية في الاقتصاد والزراعة والتجارة والدراسة والاجتماع، ويتربص بهم العدو الدوائر، وتأتي فتن تقضي على الأخضر واليابس، أي هذه المفسدة أعظم، أو مفسدة فسقه بمعصيته؟ ها؟ فسقه بمعصيته هذه أيش؟ مفسدة صغرى، والقاعدة أنه إذا اجتمع مفسدتان كبرى وصغرى لا يمكن تركهما، ندرأ المفسدة أيش؟

الكبرى، ونرتكب المفسدة الصغرى، أي المفسدتين؟ الآن عندنا مفسدة وهي فسق ولي الأمر: أنه شرب الخمر، أو مثلا ظلم بعض الناس، أو قتل بعض الناس، هذه مفسدة معصية، والمفسدة الثانية مفسدة إراقة الدماء وانقسام المسلمين واختلال أحوال الناس، وتربص الأعداء بهم الدوائر، هذه مفسدة كبرى، فترتكب المفسدة أيش؟

الصغرى، وهي الخمر، والنصيحة موجودة من قبل العلماء وأهل الحل والعقد فإن حصل المقصود فالحمد لله، وإن لم يحصل فقد أدى الناس ما عليهم؛ ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر اصبر، لا بد أن تتحمل، الصبر يحتاج إلى تحمل، فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته جاهلية هذا يدل على أن الخروج على ولاة الأمور من كبائر الذنوب، نعم.

http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?actio...sunah00031.Htm