عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-13, 05:03 PM   رقم المشاركة : 1
سارة الخفاجي
مهتديه






سارة الخفاجي غير متصل

سارة الخفاجي is on a distinguished road


العصمة من النسيان والسهو

كنت قد وعدت الاخت املة البغدادية في وقت سابق ان انشر بعض الامور التي استوقفتني اثناء الدراسة الحوزوية وحان الوقت للوفاء بهذا الوعد وسيكون على شكل عدة مشاركات على سلسلة حلقات متتابعة

الحلقة الأولى
العصمة من السهو

اثناء دراستنا لكتاب عقائد الامامية للمظفر وعندما وصلنا الى موضوع عقيدة الشيعة في عصمة الانبياء والائمة من السهو
قلت للأستاذة
اننا نجد الكثير من الايات القرانية الكريمة التي تنسب وقوع السهو والنسيان والخطأ من الانبياء والرسل عليهم السلام

(( ولقد عهدنا الى ادم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ))
(( لا تؤاخذاني بما نسيت))
(( فنسيا حوتهما ))
(( واذكر ربك اذا نسيت ))
كما ان هناك عشرات الروايات في المصادر الحديثية الشيعية صريح بنسبة وقوع السهو من الائمة عليهم السلام بل نجد الان الامام الرضا عليه السلام يلعن من يقول بعصمة النبي من السهو في رواية صحيحة .
والعقيدة يجب ان تبنى على الاسس القرانية والروايات الصحيحة وليس على مجرد الاستحسانات
فقالت :-
متى ما قام الدليل العقلي القطعي على وجوب عصمة النبي والامام من النسيان والسهو والخطا فيجب علينا تاويل كل ما لا يتفق مع دلالة العقل من النصوص القرانية
فقلت :- وما هو الدليل العقلي الذي ينص على وجوب عصمة الانبياء والائمة من السهو
فقالت :- ان من يجوز في حقه النسيان والسهو لا يمكن الوثوق بقوله
فقلت لها :-
ان السيرة العقلائية في مختلف العصور والازمان قائمة على اساس الوثوق بقول من يحتمل في حقه النسيان والسهو والخطا بل وحتى المعصية وحتى نحن الشيعة اليوم نرجع في اخذ احكام الشريعة الى المراجع الذين لا يقول احدا بعصمتهم من السهو والنسيان ومع ذلك يحصل لنا الوثوق بقولهم
ولم نجد العقلاء قد منعوا من الوثوق بشخص بحجة احتمال طروء النسيان والسهو عليه
والضرورات العقلية يجب ان تكون مطردة في جميع الأوقات ولا يمكن القول بتخصيصها في حال دون حال
فقالت :-
اذا كان النبي والرسول والامام ممكن منه الوقوع في السهو فكيف يؤمن عليه ان لا يسهو او ينسى اثناء التبليغ
فقلت :-
ان محل النقاش والخلاف ليس في العصمة من السهو والنسيان في التبليغ فهذا متفق عليه انما الخلاف في العصمة من السهو في الشؤون الحياتية
بل يمكن القول ان العقلاء تسير على وفق قاعدة حمل كلام الاخرين على محمل الجد ما لم تتوفر القرائن على خلاف ذلك فالطبيب والمهندس والمرجع الديني غيؤ معصومين من السهو ومع ذلك نحمل كلامهم على عدم الوقوع في السهو والنسيان فيه ما لم تتوفر القرائن
ونحن اليوم في تعاملنا اليوم لا يمكن ان نرد مبعوث من شخص معين برسالة معينة بحجة ان ذلك المبعوث يجب ان يكون معصوما من السهو حتى يحصل الوثوق بقوله فقد يحتمل انه سها او نسي في تبيلغ الرسالة ...
ومن المذهل حقا انه لا توجد اي رواية تصرح بعصمة الرسول والامام من النسيان والسهو بل ان الروايات الصحيحة السند على خلاف تلك العقيدة الفاسدة التي تريد ان تعطي للنبي والامام بعد الهي حيث ان نفي السهو والنسيان قد ورد في القران الكريم كصفة الهية (( وما كان ربك نسيا ))
فياترى ما هو الداعي الى جعل امرا معين عقيدة يجب الايمان بها من دون وجود الدليل القراني او النبوي او نص الائمة على ذلك الامر بل ان النصوص خلاف ذلك وهل يمكن تحكيم الاقيسة العقلية في صنع عقيدة الانسان من دون وجود النص الالهي والبيان النبوي نعم هذا ممكن ووارد جدا في ضل المنهج الحوزوي الذي تكون فيه السيادة للعلوم العقلية على حساب النصوص الالهية حتى ان المرحوم السيد محمد باقر الصدر اعترف بمرارة في احد المحاظرات انه يحفظ النظريات الاصولية والمنطقية من مصادرها على ظهر قلب وانه اخطا في قراءة اية قرانية لم يقراها بالشكل الصحيح
بقي ان نشير الى نقطة اخيرة ان عقيدى عصمة النبي والامام من السهو لم يكن يوافق عليها حتى قدماء علماء الشيعة حتى ان الشيخ الصدوق واستاذة وعموم شيوخ مدرسة قم القديمة كانت ترى ان القول بعصمة النبي والامام من النسيان والسهو اول مراتب الغلو
فما الذي حصل ان اصيح ما هو غلوا في السابق عقيدة يجب الايمان بها في الحاضر!!!!