عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-14, 01:32 PM   رقم المشاركة : 272
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Thumbs up العلامة عبد الرحمن الوكيل يصرع الملحد ابن عربي

رأي ابن عربي: *




أما ابن عربي فرأيه في ربه أظهر من أن يخفى.
إنَّه يراه كل كائن،
وكل موجود،
ولهذا كان عبَّاد الصنم عنده ناجين،
وعبَّاد العجل فالحين،



وما أخطأ المسيحيون ــ عند ابن عربي ــ
إلا بسبب أنهم قصرَّوا العبادة في مظاهر ثلاثة،
وكان واجبًا عليهم عبادتهم إيَّاه في كل مظاهره،
فمن عبد الحجر فقد عبد ربهم المتجلي في صورة الحجر.





وهكذا، إذ يقول ابن عربي:



«فإن العارف من يرى الحقّ في كل شيء،
بل يراه عين كل شيء» ([1]).




فابن عربي من أصرح الدّعاة إلى وحدة الوجود،
بل هو زعيمها الأول بين الصوفية،





ولكنا نختار لك من كفرياته هذا النص
الذي يدلنا على رأي ابن عربي في ربّه
وتجليه في صورة المرأة
التي يتَّصل بها زوجها.




قال:



«ولما أحبّ الرّجل المرأة طلب الوصلة،
أي غاية الوصلة التي تكون في المحبة،
فلم يكن في صورة النشأة العنصرية أعظم وصلة من النكاح؛
ولهذا تعمّ الشهوة أجزاءه كلها.
ولذلك أمر بالاغتسال منه.
فعمَّت الطهارة كما عمَّ الفناء فيها عند حصول الشهوة.


فإن الحق غيور على عبده
أن يعتقد أنه يلتذّ بغيره.

فطهره بالـغسل، ليرجع بالنظر إليه فيمن فني فيه.



إذ لا يكون إلا ذلك، فـإذا شاهد
الرجل الحقَّ في المرأة كان شهودًا في منفعل،

وإذا شاهده في نفسه من حيث ظهور المرأة عنه شاهده في فاعل،
وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما تكون عنه
كان شهوده في منفعل
عن الحق بلا واسطة.



فشهوده للحق
في المرأة أتمّ وأكمل،
لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل،
ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة،




فلهذا أحب، صلى الله عليه وسلم، النساء
لكمال شهود الحق فيهن،
إذا لا يُشاهَد الحق
مجردًا عن المواد أبدًا» ([2]).





هذا نص الفصوص نلخصه في كلمات:




إنّ ربّ ابن عربي يتجلى بصورة عظيمة،
أو أكمل تجلي في صورةالمرأة،


إنَّ الزوجة والزوج وقت اتصالهما يكونان الله،
إن الله دائمًا لا يظهر إلا في جسد،
إن الله يحب أن يفهم الزوج أنه كان يلتذّ بربهّ،
وكذا الزوجة!





وما أحبّ يا صاحب السماحة
أن أدلك على مكان
الكفر الدّنس المجرم في هذه الزندقة،
فإنها أظهر من أن تخفى على سماحتكم.



================
* من كتاب صوفيات للعلامة عبد الرحمن الوكيل
رحمه الله تعالى ، ورفع درجته في عليين

([1]) (ص374) «فصوص الحكم» شرح بالي أفندي،
(ص382) «فصوص الحكم» شرح القاشاني، طبع استانبول،
(1/191) «فصوص الحكم» بشرح الدكتور أبو العلا عفيفي.


([2]) (ص437) من «فصوص الحكم» شرح القاشاني طبع باستانبول،
(ص217) من «فصوص الحكم» بتحقيق الدكتور أبو العلا عفيفي،
(ص420) من «فصوص الحكم» شرح بالي أفندي ط 1309 هجرية.






من مواضيعي في المنتدى
»» القصيدة العصماء لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
»» خمسة أشياء ينبغي أن يفرح العاقل بها
»» The Many Aspects Of Shirk
»» قناة العربية والعداء المستحكم لدين جمهورها
»» أبطال ملحمة القصير / للشاعر عبدالرحمن العشماوي