عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-04, 03:52 PM   رقم المشاركة : 44
عنوان
عضو





عنوان غير متصل

عنوان


السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين

باسمه تعالى

والصلاة على محمد وآله

قال تعالى : " بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين " .

" اللهم العن أول ظالم ظلم محمدا وآل محمد وآخر تابع لهم على ذلك " .



مولانا يا مولانا

أولا : إجابة لما طلبته فقلت :
" رجائي أن لا تستحي من الإجابة الصريحة . هل المعنى محتمل أم غير محتمل ؟ إذ لا داعي لإقحام ما يحلو وما لا يحلو لي ، وخير الكلام ما قل ودل " .
وأقول : هذه هي الجملة بعد تعديلها :
أصرح بأن المعنى محتمل في نفسه ، ولكن لا مناص من دحض المعنى المحتمل اصلا بما ثبت من خلافه في أدبياتنا . ( تم رفع ما أسميته جملة الحياء )



ثانيا : وهنا أود أن ألفت نظرك إلى استنكارك إيرادي عقيدة ابن تيمية ، فأظن بأنك لا تبتعد عنه قيد أنملة ، وشركه في ربه غير خاف ، وما دمنا في بحث التوحيد فمن المناسب جدا الحديث حول إلهه .. الذي تؤمن به أنت أيضا حتى لا يكون البحث في اتجاه واحد كما يقتضي عنوان الموضوع .
وأذكر القاريء الكريم بنقطة ، فإنك إن أثبتّ بأن مذهب الشيعة شرك محض ، فإن ذلك لا يثبت مذهبك كما لا يخفى ، فتكونان في النهاية كمشركين هدموا مذهب مشركين غيرهم لا اكثر .
وما ابن تيمية عندك ومن لف لفه إلا حجة ، وإلا فبين لي من تعتمد سواه ( كما بينت لك ) حتى لا نلزمك بمن لا تلتزم فنظلمك .


ثالثا : قد أعددت شطرا من ردي باعتماد اسلوبنا الماضي قال حجاج وقلت .. ولكنني لا أخفيك مللي من تكرار أصل الرد الذي ينطبق على اشكالاتك الماضية وربما ان صدق ظني القادمة منها إلا إذا أسعدتني بمفاجأة جديدة .

فالقاعدة التي أعتمدها هي :
- أصالة جواز حدوث الكرامات للأولياء ( وهذه نتفق عليها وتفوقوننا بأن توجبونها للدجال ونحن لا نجيزها له ) .
- ونوجب أن تكون كرامة كل ولي بحسب مقامه ، وأما عندكم فالحابل مشبوك بالنابل ، فالكرامات عندكم لا تعرف أصلها ولا منشأها ، ويبدو عليها أنها نحلت لمن تحبون للتشويش على من ( لا تحبون ) وفيه بحث طريف قد ننقله من الغدير للأميني في وقت ما .
- ونرى أيضا بأن أهل البيت عليهم السلام أعلى الناس مقاما ما خلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
- ومن هنا وجب أن تفوق كراماتهم كرامة غيرهم ، حتى أنبياء أولوا العزم عليهم الصلاة والسلام .
- والإفاضات الإلهية عليهم مهما علت لا تجعل منهم شركاء لله سبحانه لأنه المصدر الذاتي لكل ما قرأته عندنا من كرامات سواء أخلقوا خلقا ، أو تصرفوا في ريح ، أو اشفاء عاهات أو غير ذلك مما ترضاه نفسك لغيرهم وتستعظمه لهم .
ولا أحسبك تنكر أصل ذلك ، ففي مقام إثبات أصل هذه الكرامات لا نختلف ولا ننسب الألوهية لمن تحصل له ، ولكن نفسك ترد ما ارتبط منها بأهل البيت عليهم السلام ، فكلامك في مقام الثبوت .. فلا تخلط فيضيع القاريء الكريم .

- فإذا ثبت جواز إفاضة الكرامة على العبد ، من دون ترتب الألوهية ( لعدم التلازم إلا في حال ادعاء الاستقلالية والذاتية ) ، ولكن بقي أن تثبت بطريق صحيح حتى نقرها لأي عبد من عباد الله تعالى .

نعم قد ورد من طرقنا ( وربما من طرقكم ) أنهم يعلمون الغيب ، نعم ورد أنهم قد أفاضوا الحياة على الجماد ، نعم ورد أنهم يقلبون الرمل تبرا ، نعم .. ورد أنهم يطوون الأرض ، نعم .. ورد أنهم كانوا موجودين قبل أن يخلق الله آدم كأنوار عاقلة ، فإن صحت الرواية بنينا عليها لأن كل ذلك مقبول عقلا ، ولكن بإفاضة إلهية عليهم لأنهم أعبد العباد .

فاعذرني محاولتي العودة لأصل الموضوع من خلال مناقشة القاعدة بدل المصاديق والتفريعات التي سنتفرع عند تناولها تفرعا ينتظر أن يطول على حساب البحث ( كما أظن ) .



والسلام