عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-17, 02:22 AM   رقم المشاركة : 6
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road



ثالثاً:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجود طالب مشاهدة المشاركة
  
وماحكم من تقول بأن النبي عظمته في عقله البشري .. وليس لكونه نبياً ورسولا ؟



إذا كان هذا القول يصحبه الاعتقاد أنه صلى الله عليه وسلم ليس بنبياً رسولاً، فهذا ردة وكفر وخروج من الدين.
(يتبع الرسالة التالية الرد على شبهات الملاحدة وعباد الصليب .. إلخ في إنكار نبوته صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته)


(أولاً):
من أصول الإيمان التصديق الجازم بالرسالات التي أنزلها الله تعالى إلى عباده، بواسطة أنبيائه عليهم الصلاة والسلام، والتصديق أنهم بلغوها للناس.

(ثانياً):
أول أركان الإسلام: الشهادتين «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله».



أولاً:
من أصول الإيمان التصديق الجازم بالرسالات التي أنزلها الله تعالى إلى عباده، بواسطة أنبيائه عليهم الصلاة والسلام، والتصديق أنهم بلغوها للناس.

ومن أنكر شيئاً مما أنزله الله فهو كافر.



قال الله عز وجل:

۩ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (136) ۩ سورة النساء.



قال تعالى:

۩ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) ۩ سورة البقرة.



وقوله تعالى:

۩ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ... ۩ جزء من الآية: 15 سورة الحجرات.



وقوله تعالى:

۩ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) ۩ جزء من الآية: 9 سورة الفتح.



والذين يزعمون أنهم يؤمنون بالله ولكنهم يكفرون بالرسل والكتب هؤلاء لا يقدرون الله حق قدره



قال الله عز وجل:

۩ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ... ۩ جزء من الآية: 91 سورة الأنعام.


فالذين يقدرون الله حق قدره ويؤمنون بصفاته التي وصف بها نفسه سبحانه، من: العلم والحكمة والرحمة، لابد أن يوقنوا بأنه سبحانه أرسل الرسل وأنزل الكتب لأن هذا مقتضى صفاته، فهو سبحانه لم يخلق الخلق عبثاً.



قال الله عز وجل:

۩ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) ۩

۩ أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) ۩ سورة النساء.


فقد نصت الآية الكريمة على كفر من زعم الإيمان بالله وكفر بالرسل!، ۩ ..وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ ۩،



قال الإمام/ القرطبي – رحمه الله:

فَنَصَّ سُبْحَانَهُ عَلَى أَنَّ التَّفْرِيقَ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ كُفْرٌ، وَإِنَّمَا كَانَ كُفْرًا لِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَرَضَ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَعْبُدُوهُ بِمَا شَرَعَ لَهُمْ عَلَى أَلْسِنَةِ الرُّسُلِ، فَإِذَا جَحَدُوا الرُّسُلَ رَدُّوا عَلَيْهِمْ شَرَائِعَهُمْ وَلَمْ يَقْبَلُوهَا مِنْهُمْ، فَكَانُوا مُمْتَنِعِينَ مِنَ الْتِزَامِ الْعُبُودِيَّةِ الَّتِي أُمِرُوا بِالْتِزَامِهَا، فَكَانَ كَجَحْدِ الصَّانِعِ سُبْحَانَهُ، وَجَحْدُ الصَّانِعِ كُفْرٌ لِمَا فِيهِ مِنْ تَرْكِ الْتِزَامِ الطَّاعَةِ وَالْعُبُودِيَّةِ. وَكَذَلِكَ التَّفْرِيقُ بَيْنَ رُسُلِهِ فِي الْإِيمَانِ بهم كفر
(الجامع لأحكام القرآن، ج6 ص5).


ومما لا شك فيه أن الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام، هم صفوة الله وخيرته من خلقه، اصطفاهم واجتباهم واختصهم بالوحي والرسالة.



وحقيقة لا ندري كيف يفهم هؤلاء الزنادقة الكفرة، معنى: ◄الإرادة الكونية والإصطفاء الإلهي للرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، لتبليغ الرسالة والدعوة إلى التوحيد وعبادة الواحد القهار؟!!


والإصطفاء الإلهي للرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، لتبليغ الرسالة والدعوة إلى التوحيد وعبادة الواحد القهار.



قال الله عز وجل:

۩ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) ۩

۩ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) ۩ سورة الأنبياء.



وقال جل شأنه:

۩ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) ۩ سورة النحل.


هذا الإصطفاء الإلهي الذي يدل على مزيد الكرامة وعلو الدرجة لمن اصطفاه من خلقه.


قال جل شأنه:
۩ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ۩ سورة آل عمران.



والصفو والصفاء هو: نقيض الكدر وهو الخالص من الشوائب.
واصطفى لغة:
أي اختار،- فمعنى (اصطفاهم) أي جعلهم صفوة خلقه تمثيلاً بما يشاهد من الشئ الذي يُصفى ويُنقى من الكدورة.



ونظير هذه الآية قوله عز وجل في شأن سيدنا/ موسى – عليه الصلاة والسلام:

۩ قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي ... ۩ سورة الأعراف: من الآية 144.



وقوله جل شأنه، عن سيدنا/ إبراهيم وسيدنا/ إسحاق وسيدنا/ يعقوب – عليهم الصلاة والسلام.

۩ وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ (47) ۩ سورة ص.


ومسألة الإصطفاء هي مظهر الكمال الإلهي في العلم والإرادة والمشيئة والقدرة،



قال الله عز وجل:

۩ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) ۩ سورة القصص.


ولا يطعن في اصطفاء الله عز وجل، وعلمه الغيب سبحانه وإرادته ومشيئته وقدرته، إلا كافر ملعون.


قال الله عز وجل:

۩ ... اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۩ سورة الأنعام: من الآية 124.



ومتى علمنا أن هذا البلاغ من الرسول يأتي على خلاف أهواء الناس ويأمرهم بما يكرهون لما فيه من مخالفة لما اعتادوه وكبح للشهوات
فهذا البلاغ للأمر الإلهي إنما يتطلب الشجاعة وعدم الخوف من الناس.


وشهد سبحانه وتعالى لأنبياء عليهم الصلاة والسلام بإبلاغ الرسالة.



قال تعالي:

۩ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ۩ سورة الأعراف: الآية 62

هذا نبي الله سيدنا/ نوح عليه الصلاة والسلام يخبر قومه أنه بلغ رسالة ربه



قال تعالى:

۩ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ۩ سورة الأعراف: الآية 68

هذا نبي الله سيدنا/ هود عليه الصلاة والسلام يخبر قومه أنه بلغ رسالة ربه.



وكان هلاك الأمم بسبب تكذيبهم برسالات الله عز وجل، انظر إلى موقف سيدنا/ صالح – عليه الصلاة والسلام، بعد أن حل الهلاك بقومه


قال تعالى:

۩ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ ۩ سورة الأعراف: الآية 93


وموقف سيدنا/ شعيب – عليه الصلاة والسلام، بعد هلاك قومه.

قال تعالى:

۩ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ (92) ۩

۩ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ (93) ۩ سورة الأعراف



وسائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قد صدقوا الله في بلاغ رسالته إلى العباد.

فالله سبحانه يختار ويصطفي للرسالة أكرم الناس وأصلحهم وأزكاهم ومن هو بها جدير وعليها أمين
.


وقد أكد القرآن المجيد قضية الإصطفاء تأكيداً قوياً وجعل مردها إلى الله وحده جل شأنه، في آيات كثيرة،

فقال عز من قائل:

۩ مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179) ۩ سورة آل عمران.


◄فليس البشر كلهم مؤهلين للاطلاع على الغيب وتحمل أمانة التبليغ عن الله عز وجل.

◄ولكن الله جل شأنه يصطفي ويختار من البشر ◄من هو أهل لهذا الشرف العظيم وتلك المسئولية الجسيمة، فيجب التصديق واليقين بقدرة الله تعالى على الإصطفاء، وبالرسالة لمن اجتباهم واختارهم لهذه الأمانة الكبرى.



والأنكي من هذا تعامي هؤلاء الزنادقة الكفرة، عن: رعاية الله وعنايتة سبحانه برسله وأنبياءه عليهم الصلاة والسلام.


قال الله عز وجل في حق نبيه وكليمه سيدنا/ موسى – عليه الصلاة والسلام.

قوله جل شأنه:

۩ ... وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ۩ سورة طه" من الآية 39،- وهذا حق في سائر الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.



وفي حق سيدنا/ نوح عليه الصلاة والسلام.

قال جل شأنه:

۩ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (37) ۩ سورة هود.



وفي حق نبينا صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.

قال جل شأنه:

۩ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) ۩ سورة الطور.


ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ




ثانياً:
أول أركان الإسلام: الشهادتين «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله».



عليها أسست الملة ونصبت القبلة فهى أساس الفرض والسنة

واعلم أنه لا يدخل أحد في دين الله ولا يصير مؤمنا إلا بالتلفظ بالشهادتين، مع الإيمان بأن دين الإسلام هو الدين الحق.



وهذه الشهادة:
(وأشهد أن محمداً رسول الله)، هي الشطر الثاني من الركن الأول من أركان الإسلام الخمسة، كما أن الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم، داخل في الركن الرابع من أركان الإيمان الستة،


ويشهد لذلك حديث جبريل المشهور، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ:
بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ:
يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ،

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا»،

قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ، وَيُصَدِّقُهُ،

قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ،
قَالَ:
«أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»،

قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ،
قَالَ:
«أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»،
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ:
«مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ»
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا،
قَالَ:
«أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ»،
قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ لِي:
«يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟» قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ»
(صحيح مسلم بشرح النووي، كِتَابُ الْإِيمَانَ، بَابُ: بَيَانِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ وَالْإِحْسَانِ وَوُجُوبِ الْإِيمَانِ بِإِثْبَاتِ قَدَرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ج1 ص144 ح رقم: 1-(8) ج1 ص150).




وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِي الله عَنْهُمَا
قَالَ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ:
«أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ*(1)، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ»
متفق عليه:
(صحيح البخاري بشرح فتح الباري، كِتَابُ الإِيمَانِ، بَابٌ: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ}، ج1 ص94 ح رقم: (25)، صحيح مسلم بشرح النووي، كِتَابُ الْإِيمَانَ، بَابُ الْأَمْرِ بِقِتَالِ النَّاسِ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، ج1 ص348 ح رقم: (128)



وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،
قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى اليَمَنِ:

«إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ طَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ طَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً، تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ طَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ»
(صحيح البخاري، كِتَابُ المَغَازِي، بَابُ بَعْثِ أَبِي مُوسَى، وَمُعَاذٍ إِلَى اليَمَنِ قَبْلَ حَجَّةِ الوَدَاعِ، ج5 ص162 ح رقم: (4347).




وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ:
«لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ»
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا أَحْبَبْتُ الْإِمَارَةَ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، قَالَ فَتَسَاوَرْتُ لَهَا رَجَاءَ أَنْ أُدْعَى لَهَا، قَالَ فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، وَقَالَ: «امْشِ، وَلَا تَلْتَفِتْ، حَتَّى يَفْتَحَ اللهُ عَلَيْكَ»
قَالَ:
فَسَارَ عَلِيٌّ شَيْئًا ثُمَّ وَقَفَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ، فَصَرَخَ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلَى مَاذَا أُقَاتِلُ النَّاسَ؟
قَالَ:
«قَاتِلْهُمْ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ مَنَعُوا مِنْكَ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ»
(صحيح مسلم، 44 - كتاب فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ، 4 - بَابُ مِنْ فَضَائِلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ج4 ص1871 ح رقم: 33-(2405).



فالشهادتين هما أول أركان الإسلام وبوابة الإيمان، فمن اعتقد الإيمان بقلبه ولم ينطق بهما فليس بمؤمن.



قال الإمام/ بن دقيق العيد – رحمه الله:

وَالْبُدَاءَةُ فِي الْمُطَالَبَةِ بِالشَّهَادَتَيْنِ: لِأَنَّ ذَلِكَ أَصْلُ الدِّينِ الَّذِي لَا يَصِحُّ شَيْءٌ مِنْ فُرُوعِهِ إلَّا بِهِ.

(إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام، حَدِيثُ إنَّك سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، ج1 ص375).



وقال الإمام/ النووي، رحمه الله:

وَاتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاءِ وَالْمُتَكَلِّمِينَ عَلَى أَنَّ الْمُؤْمِنَ الَّذِي يُحْكَمُ بِأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ وَلَا يُخَلَّدُ فِي النَّارِ لَا يَكُونُ إِلَّا مَنِ اعْتَقَدَ بِقَلْبِهِ دِينَ الْإِسْلَامِ اعْتِقَادًا جَازِمًا خَالِيًا مِنَ الشُّكُوكِ وَنَطَقَ بِالشَّهَادَتَيْنِ فَإِنِ اقْتَصَرَ عَلَى إِحْدَاهُمَا لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ أَصْلًا إِلَّا إِذَا عَجَزَ عَنِ النُّطْقِ لِخَلَلٍ فِي لِسَانِهِ أَوْ لِعَدَمِ التَّمَكُّنِ مِنْهُ لِمُعَاجَلَةِ الْمَنِيَّةِ أَوْ لِغَيْرِ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يَكُونُ مُؤْمِنًا
(المنهاج شرح صحيح مسلم، كِتَابُ الْإِيمَانَ، بَابُ بَيَانِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ وَالْإِحْسَانِ وَوُجُوبِ الْإِيمَانِ بِإِثْبَاتِ قَدَرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ج1 ص149).



*(1) الرد على الشبهات المثارة حول حديث: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ...»


طالع في موسوعة بيان الإسلام
موسوعة بيان الإسلام: الرد على الافتراءات والشبهات - ق3 م7 ج12: شبهات حول أحاديث الفقه (2) المعاملات وأبواب أخرى.
الشبهة: التاسعة والعشرون – ص196.
الطعن في أحاديث الأمر بالجهاد (*).
تنبيه إدارة الموقع:
أخى المسلم: يمكنك الإستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع.
الرابط:
http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=03-03-0068


خلاصة الرد على الشبهة:

◄ إن الأحاديث التي تحث على الجهاد وتأمر به أحاديث صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، بعضها رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وبعضها الآخر ورد في كتب السنة الأخرى وقد صححها علماء الحديث الأثبات سندا ومتنا.


◄ إن كلمة "الناس" في قوله صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ...»، هي من العام الذي أريد به الخاص، وهي تعني المشركين،
وهذا ما ذكره الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، في رواية النسائي، وهؤلاء الصنف المأمور بقتالهم لهم صفات معينة أوجبت على المسلمين قتالهم،
ومن هذه الصفات: أنهم لا يؤمنون بالله، ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله.


◄ إن لفظة: «أُقَاتِلَ» في الحديث الذي يطعن فيه هؤلاء الواهمون تعني رد العدوان المبدوء من جهة المشركين، فهي لغويا من المفاعلة،
والمبدوء بالقتال يسمى مقاتلاً - إن دافع - أما البادئ فهو الذي يسمى قاتلا، والبدء بالقتال منفي عن الحديث، بل عن الإسلام ذاته، وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم- يوم الحديبية لما عرض بديل بن ورقاء أن يستسلموا،
فقال صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته:
«وَإِنْ هُمْ أَبَوْا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأُقَاتِلَنَّهُمْ... »، ولم يقل: لأبدأنهم بالقتال.


◄ لم يكن أمر الله لرسوله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، بقتال المشركين من أجل إكراههم أو إجبارهم على اعتناق الإسلام؛ لأن الدعوة استمرت في مكة ثلاث عشرة سنة، ولم يرفع المسلمون في وجه أحد سيفا مع شدة العذاب والإيذاء الذي تعرض له المسلمون، وإنما المقصود هو عقابهم بمثل ما عاقبوا به المسلمين، وإزاحتهم من طريق الدعوة لتصل إلى الناس كافة، وإظهار عزة الإسلام والمسلمين بعد الصبر على الشقاء والعذاب قبل الأمر بالقتال، لا سيما وأن الإذن بالقتال قد أخذ مراحل لإرسائه.


◄ ليس هناك معارضة بين قول الله تعالى:
۩ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ... ۩ جزء من الآية: 256 سورة البقرة، وبين قول النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،...»؛ لأن الحديث يعني قتالهم إن أبوا هم الجنوح إلى السلم.


◄ كان النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، يوصي قادة الجيوش أن يعرضوا ثلاثة أمور على هؤلاء الذين يدعونهم إلى الإسلام، أولها الإسلام، ثم الجزية، ثم السيف في النهاية إن آذوا المسلمين، ووقفوا في طريق الدعوة وحاربوها ومنعوا وصولها إلى الناس.


◄ إن الجهاد شرع في الإسلام ضرورة لا غاية؛ وذلك لرد الظلم والقهر، وحماية الحق، وحراسة الفضيلة، ولم يشرع لسفك الدماء ونهب الأموال وسلبها، ولا لإجبار الناس على اعتناقه، ولا لعقاب الكافرين على كفرهم،
ولو كان الأمر كذلك لما عقد النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته - وصحابته رضى الله عنهم وأرضاهم، من بعده معاهدات الصلح مع غير المسلمين، وما تركوهم على عقائدهم في أرضهم سالمين.
.
◄ إن حديث: «مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ...»، حديث صحيح، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، السهم هنا لما له من أهمية في النكاية بالعدو كأشد أنواع الأسلحة تأثيرا.


◄ لقد فسر الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، القوة في قوله تعالى:
۩ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ... ۩ جزء من الآية: 60 سورة الأنفال، بالرمي، وما السهام في قول النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته: «مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ...»، إلا رمز لتلك القوة، وطبيعة لحال الناس في حروبهم آنذاك، ولا مانع من صدق هذا التعبير على أي رمي برا أو بحرا أو جوا قديما وحديثا، حيث تدخل في ذلك الأسلحة المدفعية والطائرات والصواريخ وغيرها من آلات الحرب التي ظهرت حديثا.


◄ ثمة اتفاق بين الناس في حروبهم قديما وحديثا مؤداه اختراع ما به يتمكنون من عدوهم، ولا يمكن عدوهم منهم، وكانت السهام في عهد الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، هي رمز القوة والتفوق في الحروب،
وهذا الذي تفنن فيه المعاصرون - باختراع الآلات الحربية الحديثة - لم يخرج عما جاء في كتاب الله عز وجل، وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.




موسوعة بيان الإسلام: الرد على الافتراءات والشبهات - ق1 م3 ج3 شبهات حول التاريخ الإسلامي (1).
الشبهة: الحادية عشر: ص111.
دعوى انتشار الإسلام بحد السيف وإساءة معاملة الآخر (*).
تنبيه إدارة الموقع:
أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع.
الرابط:
http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=01-09-0011


خلاصة الرد على الشبهة:
◄ القاعدة الإسلامية في التعامل مع أهل الذمة وأهل البلاد المفتوحة أنه: ۩ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۩،

◄ إن أحاديث الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته،
أوصت المسلمين بحسن معاملة أهل الذمة من اليهود والنصارى،
وحذرتهم من ظلمهم ما داموا ملتزمين بالعهد،
وكذلك كانت سياسة الخلفاء معهم، حيث استعملوهم في دواوين الدولة الإسلامية وولوهم عددا من الوظائف الإدارية العليا كالوزارة والكتابة وغيرها.

◄ ولقد سار النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، وصحابته رضى الله عنهم وأرضاهم، على هذا النهج، وأحداث التاريخ تبرهن عمليا - بوضوح - على هذا، ومن ثم فقد أثمرت الفتوحات الإسلامية - على عكس موجات الاستعمار - نتائج مثمرة في البلاد المفتوحة، ولتكن الأندلس نموذجا، والتي تحولت - باعتراف الغربيين أنفسهم - إلى كعبة علم ومنارة حضارة،
أما الاحتلال فأرض تغتصب، وموارد تنهب، وشعوب تستعبد، كما يحدث على أيدي غير المسلمين حينما تكون لهم الغلبة.

◄ لم يؤذن للمسلمين طوال الفترة المكية بقتال رغم صنوف الظلم والعذاب التي نزلت بهم، ولكن لما لج أهل الكفر في عنادهم وألجئوا المسلمين إلى الهجرة جاء الإذن بالقتال، ومع ذلك لم ينس القرآن أن يستوصي بالمسالمين للمسلمين من غيرهم:
قال الله عز وجل:
۩ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) ۩ سورة الممتحنة.

◄ على الرغم من هذه الضجة حول رفعه - صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته - السيف وخوضه الغزوات، فإن المتأمل للآثار الناجمة (أي: المترتبة أو الناتجة)، عن هذا القتال، وأعداد ضحاياه يتبين مدى ضآلة هذه الآثار قياسا على الحروب الطاحنة في تاريخ الأديان الأخرى.

◄ ليس أدل على أن دعوة الإسلام قائمة على السلم من استغلال النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته،- لصلح الحديبية ليعود بالدعوة إلى أصلها - وهو السلم - فأخذ يكاتب زعماء الأرض برسائل صيغت بمنتهى الحكمة واللين؛
إذ إن الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، سمح يدعو ولا يتهدد، ويتلطف ولا يتوعد، ويخاطب الملوك مقرا بسلطانهم ومعترفا بمكانتهم.

◄ وعلى الرغم من سماحة الخطاب ووقار الكتاب إلا أن الردود جاءت متباينة، فمنهم من تلطف، ومنهم من أغلظ في الرد ومزق الكتاب، وجاهر بالعداوة، وصار طاغوتا يقف في سبيل نشر الدعوة، الأمر الذي دعا إلى استئناف الجهاد، وانطلاق موجة الفتح الإسلامي نحو جبهتي فارس والروم اللتين اتخذتا خطوات عملية في سبيل القضاء على الدعوة والدولة الوليدتين، ولم تكن هذه الحروب ضد الشعوب، وإنما كانت ضد الطواغيت من القياصرة والأكاسرة وجيوشهم.

◄ لقد كانت النبوات السابقة محلية مؤقتة، محدودة الزمان والمكان، حيث كان النبي يبعث إلى قومه خاصة، ورغم محدودية طبيعة هذه النبوات إلا أن بعض الأديان السماوية، وكثيرا من الديانات الوضعية قد حاولت نشر مبادئها بالعنف والقهر اللذين صاحبا غالبية هذه المحاولات، ويكفي للتدليل على هذا ما قام به "أمنحتب"، حيث فرض على شعبه عبادة إله الشمس "آتون"، وأغلق معابد الآلهة، وحطم صورها، واضطهد المخالفين.

من يطالع نصوص الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد يجد نصوصا صريحة تدلل على صحة ما ذهبنا إليه، ولم يقتصر الأمر على المخالفين في العقيدة، بل شمل أبناء العقيدة الواحدة، مثل:
ما حدث للبروتستانت على يد الكاثوليك في باريس،
وما حدث للأرثوذكس في مصر على يد الكاثوليك الرومان بعد "مؤتمر خلقدونيا" لبحث طبيعة المسيح؛ حيث وصل عدد القتلى إلى أكثر من مليون قتيل أرثوذكسي.

◄ ولم تكن الكشوف الجغرافية الأوربية في مطلع العصر الحديث خالصة لوجه الحضارة والمدنية،
فقد ارتكب المنصرون الذين رافقوا هذه الرحلات من الأعمال البشعة ما لا يليق بالإنسانية، فقد أبادوا مثلا الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا، وكذا فعلوا في بقية مستعمراتهم الجديدة، فحين اكتشف الإسبان جزيرة هاييتي في بحر الكاريبي أبدوا من ضروب الوحشية ما لم يسبق له مثيل، متفننين في تعذيب سكانها بقطع أناملهم، وفقء عيونهم، وصب الزيت المغلي والرصاص المذاب في جراحهم، أو بإحراقهم أحياء على مرأى ومسمع من الأسرى؛ ليعترفوا بمخابئ الذهب، أو ليهتدوا إلى الدين.

◄ لما ضعفت شوكة المسلمين في الأندلس والقوقاز والبلقان وغيرها أبدى النصارى حقدهم وعنصريتهم تجاه المسلمين، ففعلوا بهم ما يندى له الجبين،
فسيف الإسلام الطاهر أم هذه الهمجية العنصرية؟!

◄ فالحرب إذن سنة كونية لم يخل منها تاريخ أمة بشرية، لكن هناك فرقا بين أن تكون استبدادية استعمارية، وبين أن تكون شرعية جهادية.








التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» بيان الإسلام: الرد على دعوى تعارض القرآن مع السنة - وطء المرأة في دبرها
»» السؤال الخاطئ: هل فسر الرسول القرآن؟ أين تفسير الرسول للقرآن؟
»» إلى جميع المخالفين الذين يسجلون بالمنتدى بمعرفات إسلامية
»» أقوى أوجه الشبه على الإطلاق بين (معممين / عوام) الرافضة، وعباد الصليب
»» مناظرة مع منكر السنة/ ايمن1، حول ما يدعيه أن شرائع الإسلام جميعها من التوراة والإنجيل