عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-04, 10:20 PM   رقم المشاركة : 8
عنوان
عضو





عنوان غير متصل

عنوان


الزميل الفاضل


قد قرأت ما كتبته ، وقد سبق أن قرأت مثله وأكثر مما كتبه علماء مذهبك ، وأود أن ألفت نظرك إلى نقاط :

أولا : أنك أسرعت لسرد نواقض التوحيد ولما نقف على حقيقة التوحيد ، وهل يصدق التوحيد على من يجيز رؤية الله ويجسمه ؟ ويرجح روايات النزول والصعود ؟
وأعذرك على عروجك على النواقض لعلمي بما ترنو من وراء ذلك .

ثانيا : أنني لا زلت أصر على أن المائز الأكبر بيننا هو الإقرار بنظرية عدالة الصحابة أو الإقرار بنظرية العصمة ، لأننا سنواجه بعد – كما أظن – منعطفا يقتضي التعامل مع هاتين النظريتين.

ثالثا :
أما الكلام حول موضوعنا ، فأقول لا مناص من الاعتراف بتطابق الشيء الكثير مما قلته مع ما نؤمن به ، ولكن بقى هناك ملاحظات ربما تنشأ عن اسلوب عرض علمائك للتوحيد الذي يختلف عن اسلوب عرض علمائنا ، ويلحق به أيضا الخلاف في بعض المصطلحات وكيفية توظيفها ، وربما يتم تلافي هذه مع التعمق في البحوث فيتعرف القاريء على موقع المصطلح في عرف أهل الفن لكل مذهب .
وهناك ملاحظات أكثر أهمية تتعلق بالجوهر .


قلت :
" وأما توحيد الربوبية فهو الإيمان بأن الله تعالى هو الرب الخالق والرازق والبارئ والمصور، المدبر لشؤون هذا الكون بإرادته وعظيم قدرته. وهذا النمط من التوحيد أقر به أكثر الخلق، ولم ينكره سوى الطغاة الجاحدين كنمرود وكفرعون والمجوس والرافضة الجعفرية. "
أقول : فعطفت الرافضة على فرعون ثم ما لبثت أن فصلت الجعفرية عن فرعون وصحبه ، فجعلتهم مقرين ثم مشركين والمشرك ليس بمنكر ، بمعنى أنهم - كما تدعي – مقرين له بتوحيد الربوبية ثم يشركون به ، فلا يصدق عليهم جاحد (سبحانه وتعالى عن ذلك وجلت الجعفرية عن هذه التهمة التي كنت أربأ بمثلك أن يتفوه بها ، كيف وهذه كتبهم في التوحيد تملأ الخافقين ؟)


قلت : " وأما الرافضة الجعفرية، فهم وإن أقروا بربوبية الله إلا أنهم يشركون معه عليا وباقي الأئمة في :
- الخلق .
- في النفع وكشف الضر .
- وعلم الغيب وما تكنه الصدور ومن في الجنة ومن النار .
- إلى غير ذلك من الشركيات التي لا تعد ولا تحصى !!! "


وهنا أسألك :
أولا :
أ - أن تثبت لي أن الجعفرية يقولون بالقطع بأن عليا قد شارك الله في خلقه ، فهذه لم أجدها عندنا لا في عقائدنا التي نتوارثها ونورثها لأطفالنا ولا في أمهات كتبنا ، فاذكر المصادر لاستأنس بها .
ب - ثم إثبت لي بأن مجرد الخلق – إن صحت نسبته – يكفي في اعتبار الشركة .
بمعنى :
هل مجرد الخلق ممتنع بذاته فيستحال ؟
أم أن الخلق محال ذاتي على غير الله ، أذن به سبحانه أم لم يأذن ؟ مثله كمثل المحال الرياضي ؟
وهل أن عملية الخلق مرتبطة بالخالق ارتباطا لا ينفك فإذا انفك - ولو بإذنه - تزلزلت ربوبيته ؟




ثانيا :
هل النفع والضر ممنوعان على غير الله منعا ذاتيا ؟
أم أنه إن أجاز ذلك لأحد جاز ؟



ثالثا :
إن الأزلية لا تجوز لغيره تعالى والا لشركه بالقدم . فهل علم الغيب من ذلك النوع من الصفات المستحيلة على غيره ؟ فيمتنع علم الغيب على غير الله ولو بإذن الله كما يمتنع القدم ؟




وأما قولك :
" ولهذا فإن من قال (لا إله إلا الله) من غير إتيان بمقتضياتها لم تصح منه . "
أقول : وهذه الجملة بحاجة لصياغة أكثر دقة ، فالورع عن المعاصي مقتضى لكلمة التوحيد ولكن تاركه لا يخرج عن الدين .. فتبصر .


قلت : " ألا ترى :
لو أسلم نصراني ونطق بالشهادتين ثم أصر على أن المسيح هو ابن الله لم نكن لنقبل منه (إسلامه)؟
ألا ترى لو ادعى مدع أنه يشهد أن (لا إله إلا الله) ثم هوى ساجدا لغير الله من صنم أو قبر أو غير ذلك لم نكن لنقبل منه (إسلامه) ؟
ألا ترى لو ادعى مدع أنه يشهد أن (لا إله إلا الله) ثم دعا غير الله ليكشف ما به من ضر، أنا لم نكن لنقبل منه (إسلامه)؟ "

أقول :
أستغرب منك – أصلحك الله – كيف جمعت بين منكر لضرورة اسلامية فيما يخص مثالك بالمسيح ، وجمعت بينه وبين من دعا غير الله باطلاقه ؟

فدعوة غير الله بإذن الله لا مانع منها ، سواء لشأن الدنيا أو لشأن الآخرة غاية ما هنالك أن تعلم بأنهم جميعا أسباب كالأطباء أو الأولياء لا ترمش أعينهم بغير إذنه جل وعلا .


السجود لغير الله :
وأما السجود لغير الله فليس بمذموم على إطلاقه ، فالسجود ليس عبادة بذاته ، إلا إذا كان الساجد يرى ألوهية المسجود له ، فلو كان السجود عبادة بذاته لما جاز السجود لآدم أو إخوة يوسف له .. فتأمل .




قلت :
" إذا علمت هذا، فاعلم هداك الله أن لقول (لا إله إلا الله) شروط ومقتضيات لا تصح إلا بالإتيان بها. وهذا ما نريده من كل مدع للتوحيد أن تكون أقواله وأفعاله ومعتقداته متمحورة حول (لا إله إلا الله) ومدلولاتها، كما قال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) لله رب العالمين لا لأحد من خلقه ، وهذا كمال التوحيد ومنتهاه. "

أقول :
وهذا ما نقول به ونفعله ، ونرجو أن نأتي به بأبهى صوره لله رب العالمين وكما يحب هو .
فأي خلط بالنية لغير الله في أية عبادة يبطلها ويؤثم فاعله .

ملاحظة : لولا خوفي من تشعيب الحوار لوضعت معك خطين أحمرين تحت حقيقة عقيدتكم في حصر التشريع بالله تعالى .. وربما صادفنا خلال الحوار .

والسلام