عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-15, 04:54 PM   رقم المشاركة : 1
مسلم 70
عضو ماسي






مسلم 70 غير متصل

مسلم 70 is on a distinguished road


Thumbs up محققا النصر والبركة والرزق / لا تتلفت

التوبة والإستغفار
محققا النصر والبركة والرزق
لا تتلفت
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مجموع الفتاوى مجلد 15

قَالَ رَحِمَهُ الله‏:‏ فصـل

فى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}‏‏ ‏[‏الأنفال‏:‏ 33‏]‏، والكلام عليها من وجهين‏:‏

أحدهما‏:‏ فى الاستغفار الدافع للعذاب‏.
‏‏
والثاني‏:‏ فى العذاب المدفوع بالاستغفار‏.‏

أما الأول، فإن العذاب إنما يكون على الذنوب، والاستغفار يوجب مغفرة الذنوب التي هي سبب العذاب، فيندفع العذاب، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ}‏‏ ‏[‏هود‏:‏1 ـ 3‏]‏، فبين سبحانه أنهم إذا فعلوا ذلك متعوا متاعًا حسنًا إلى أجل مسمى،ثم إن كان لهم فضل أُوتوا الفضل‏.
‏‏
وقال تعالى‏:‏ عن نوح‏:‏ ‏{‏‏قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا‏} الآية ‏[‏نوح‏:‏ 2 ـ 11‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ}‏‏ ‏[‏هود‏:‏52‏]‏، وذلك أنه قد قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}‏‏ ‏[‏الشورى‏:‏30‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ‏} ‏[‏آل عمران‏:‏155‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ‏}‏‏ ‏[‏آل عمران‏:‏165‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ‏} ‏[‏الروم‏:‏36‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏79 ‏]‏‏.
‏‏
وأما العذاب المدفوع، فهو يعم العذاب السماوي، ويعم ما يكون من العباد، وذلك أن الجميع قد سماه الله عذابًا، كما قال تعالى فى النوع الثاني‏:‏ ‏{‏‏وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ}‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏49‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ}‏‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 14‏]‏، وكذلك‏:‏ ‏{‏‏قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا}‏‏ ‏[‏التوبة‏:‏52‏]‏، إذ التقدير بعذاب من عنده أو بعذاب بأيدينا، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ‏‏}.
‏‏
وعلى هذا، فيكون العذاب بفعل العباد، وقد يقال‏:‏ التقدير‏:‏ ‏{‏‏وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ‏}،، أو يصيبكم بأيدينا، لكن الأول هو الأوجه؛ لأن الإصابة بأيدي المؤمنين لا تدل على أنها إصابة بسوء، إذ قد يقال‏:‏ أصابه بخير، وأصابه بشر‏.
‏‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ}‏‏ ‏[‏يونس‏:‏107‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ‏} ‏[‏الروم‏:‏48‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء‏}‏‏ ‏[‏يوسف‏:‏56‏]‏؛ ولأنه لو كان لفظ الإصابة يدل على الإصابة بالشر، لاكتفى بذلك فى قوله‏:‏ ‏{‏‏أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ‏‏}.‏

وقد قال تعالى أيضًا ‏:‏ ‏{‏‏وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ‏}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏ 78- 79‏]‏‏.

‏‏‏ ومن ذلك قوله تعالى‏:‏‏{‏‏الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ‏} إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ‏} ‏[‏النور‏:‏ 2‏]‏، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ‏} ‏[‏النساء‏:‏ 25‏]‏‏.
‏‏
ومن ذلك أنه يقال فى بلال ونحوه‏:‏ كانوا من المعذبين فى الله، ويقال‏:‏ إن أبا بكر اشترى سبعة من المعذبين فى الله‏.
‏‏ وقال صلى الله عليه وسلم السفر قطعة من العذاب"‏‏‏.
‏‏ وإذا كان كذلك، فقوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ}‏‏ ‏[‏الأنعام‏:‏65‏]‏، مع ما قد ثبت فى الصحيحين عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أنه لما نزل قوله‏:‏ ‏{‏‏قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ}‏‏، قال "أعوذ بوجهك‏‏، ‏{‏‏أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ}‏، قال‏:‏ ‏‏أعوذ بوجهك‏‏، ‏{‏‏أّوً يّلًبٌسّكٍمً شٌيّعْا و ّيٍذٌيقّ بّعًضّكٍم بّأًسّ بّعًضُ ‏}‏‏، قال‏:‏ ‏‏هاتان أهون"‏‏‏ يقتضى أن لبسنا شيعًا وإذاقة بعضنا بأس بعض هو من العذاب الذي يندفع بالاستغفار( قلت كحالنا الآن)، كما قال‏:‏ ‏{‏‏وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً}‏‏ ‏[‏الأنفال‏:‏25‏]‏، وإنما تنفى الفتنة بالاستغفار من الذنوب والعمل الصالح‏.
‏‏
وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ‏} ‏[‏التوبة‏:‏39‏]‏، قد يكون العذاب من عنده، وقد يكون بأيدي العباد، فإذا ترك الناس الجهاد فى سبيل الله فقد يبتليهم بأن يوقع بينهم العداوة، حتى تقع بينهم الفتنة كما هو الواقع، فإن الناس إذا اشتغلوا بالجهاد فى سبيل الله جمع الله قلوبهم وأَلَّف بينهم، وجعل بأسهم على عدو الله وعدوهم ، وإذا لم ينفروا فى سبيل الله عذبهم الله بأن يلبسهم شيعًا، ويذيق بعضهم بأس بعض‏.
‏‏
وكذلك قوله‏:‏ ‏{‏‏وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ‏} ‏[‏السجدة‏:‏ 21‏]‏، يدخل فى العذاب الأدنى ما يكون بأيدي العباد، كما قد فسر بوقعة بدر بعض ما وعد الله به المشركين من العذاب‏.‏

يتبع....بكلام هام







من مواضيعي في المنتدى
»» أسئلة بسيطة جداً محرجة جداً للشيعة...
»» لقاء ام للمرجع السابق حسين المؤيد على وصال
»» مدى الإختراق الشيعي للخليج ــ فيديو مخيف .. مرعب.. سنفضحكم إن شاء الله ونضيق عليكم.
»» محققا النصر والبركة والرزق / لا تتلفت
»» حكم الطلاق فى الحيض .. هل يقع؟؟