عرض مشاركة واحدة
قديم 19-02-10, 11:10 PM   رقم المشاركة : 4
abo khaled
موقوف لمخالفته قوانين المنتدى وعدم الالتزام بتوجيهات المشرفين







abo khaled غير متصل

abo khaled is on a distinguished road


السلام عليكم ورحمة الله...والآن مع بداية الرد والتفصيل وعلى اختصار المادة فقد اهتممت بالنقول والفوائد من كلام أهل العلم حتى يستفيد القاريء وقد رقمت كل انتقاد وجعلته ترقيمه باللون الأحمر فاسأل الله التوفيق والله المستعان..بسم الله:
بدأ المؤلف كتابه ببيان فضل معرفة أسماء الله وصفاته وفضل احصائها ثم قام بسرد الأسماء الحسنى وكذا فعل في نهاية الكتاب لكن قرنها هناك بالآيات القرآنية الدالة على ما ذكر, وورد خلال سرده بعض الأسماء التي لا يصح إثباتها لله عز وجل وهي:
"المحيي والمميت المحصي الباعث الجليل المبديء المعيد الواجد الماجد المغني الرشيد المعز المذل الرافع الخافض الشديد الحفي."[1]
ولن أطيل الكلام حول هذه الأسماء وإن كان قد أثبتها بعض العلماء لكن لا دليل عليها والحق أحق أن يتبع والآن مع الانتقاد الأول:
الآن مع القسم الأول من الأخطاء ويتلوها الرد بإذن الله عز وجل
[1. ص7 قال: "فإن حب العبد لذات الله يجعله يعيش في عطاء صفاته فمن أحب الذات وهبت له نفحات الصفات." ا.هـ]
هذا كلام فلسفي فإنه لا يُتصور في خارج الذهن ذاتٌ متجردة عن الصفات فالتعبير بحب الذات وكأنها شيء منفرد عن الصفات من اختراعات الجهمية قال شيخ الإسلام في الجواب الصحيح :وليست صفاته خارجة عن مسمى اسمه ولا زائدة على مسمى اسمه بل إذا قدر ذات مجردة عن الصفات فالصفات زائدة على هذه الذات المقدرة في الذهن المجردة عن الصفات ليست الصفات زائدة عن الذات المتصفة بالصفات فإن تلك لا تحقق إلا بصفاتها فتقديرها مجردة عن صفاتها تقدير ممتنع ا.هـ وكذا قال بعدها بصفحات : فإذا أمكنهم تصور الذات بدون صفة قالوا هذه زائدة وإلا قالوا ليست زائدة وهذا يقتضي أنها زائدة على ما تصوروه هم من الذات لا أنه في الخارج ذات مجردة عن تلك الصفة وصفة زائدة عليها بل ليس إلا الذات المتصفة بتلك الصفات ا.هـ[2].
بناءً على هذا فكيف للعبد أن يحبَ ربه إلا بما علم من أسمائه المشتملة على صفات الكمال. وكذا بما يرى من آثارها في الكون حوله فكيف يُطالَب بحب ذاتٍ مجردة عن الصفات؟. وما أشبه هذا الكلام بقول الصوفية أنَّ العابد يعبدُ اللهَ حباً فيه لا طمعاً في جنته وخوفاً من ناره فالذي يظهر أنَّ كلامَه هذا داخلٌ في القاعدة الصوفية فإن الحب –أي الحب المقترن بالذل والخضوع- من العبادات الجليلة فكأن المؤلف أراد أن ينبهَ القاريء على أنَّ هذا الحب -الذي هو عبادة- يجب أن يكون خالصا –زعموا- من أغراض النفس خالصا مما قد يتولد في النفس من الطمع والرغبة كأثرٍ للتفكر في صفات الجمال والرحمة, ومما قد يتولد في النفس من الرهبة والخوف كأثرٍ للتفكر في صفات الجلال والعظمة فقال له " فإن حب العبد لذات الله... فمن أحب الذات"ا.هــ فأحبه لذاته فواعجباه.
وما أشبه هذا الكلام أيضا بكلام الهروي كما نقله ابن القيم في مدارج السالكين ج2ص400 وإن كان الهروي رحمه الله قد دعا السائر إلى الله في منزلة المشاهدة إلى: ولاية العين والذات دون الصفات التي هي منزلة المكاشفة وهي دونها -أي في كتابه- وقد رد عليه ابن القيم رحمه الله فقال بكلام اقتبس منه بعض السطور "إنما يدعو الناس إلى النظر في صفات الله وأفعاله وأسمائه, دون الذات المجردة. فإن الذات المجردة لا يلحظ معها وصف. ولا يشهد فيها نعت, ولا تدل على كمال ولا جلال, ولا يحصل من شهودها إيمان. فضلا عن أن يكون من أعلى مقامات العارفين. ا.هـ فارجع أخي القاريء إلى بقية كلام ابن القيم فهو قيِّم كاسمه.[3]


[2. ص8-9 "فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "لله تسعة وتسعين اسماً, مائة غير واحد, من أحصاها دخل الجنة". ولقد أمرنا الله أن نؤمن بها ذاتا وصفاتا"ا.هــ]
قال " ولقد أمرنا الله أن نؤمن بها" ثم قال " ذاتا وصفاتا" والضمير في الجملة يعود على الأسماء فلا أدري هل يفهم المؤلف أنَّ كلَ اسمٍ لله له ذاتا مستقلة لأن تقدير الكلام هكذا "ولقد أمرنا الله أن نؤمن بالتسعة والتسعين اسما ذاتا وصفاتا"ا.هـ فلو رأى جهميٌ هذه العبارة لاحتج بها على إنكار الأسماء والصفات فإنما احتج المعتزلة في إنكارهم للصفات بزعمهم أن إثبات صفات متعددة لله ينتج عنه تعدد الذوات وبما أنها قديمة أزلية فنكون بهذا الإثبات قد أقررنا بوجود ذوات قديمة أزلية غير الله عز وجل.[4]
فإن قيل: أنت لم تفهم كلامَ المؤلف فإنما أراد بكلامه أن نؤمن بذات الاسم من حيثُ هو اسم وما اشتمل عليه من الصفة.فأقول لو سلمنا لك بهذا الفهم فإنه أيضا لا يخلو من من الخطأ, وبيانه أنَّ الأسماء والصفات من المعاني والأعراض عند المناطقة فليس بجوهر حتى يكون له ذاتا.
وأظن أن المؤلف دخل عليه الخطأ من مبحث هل الإسم هو المسمى أو غير المسمى؟ فكأنه ترجح لديه أن الاسم غير المسمى مطلقا فجعل له ذواتاً..الخ والصواب التفصيل فيها وليس هذا محل بحثها والذي يتنزل هنا أن الإسم للمسمى لأن الحديث عن أسماء الله فهي مضافة له.[5]


[3. ص9 "فمن أحصى الأسماء الحسنى مع إدراك معانيها, والتخلق بأخلاقها تجعل الإنسان المؤمن يعيش في الدنيا برضاه"ا.هــ وكذا قال ص 114 "يعني حفظها مع فهم معناها والتخلُّق بآدابها"ا.هـ وقيد كلامه في موضع آخر بالصفات التي يصح للإنسان التخلق بها.]
وعلى كلٍ فالعبارة مشهور عند الصوفية قال الغزالي في الإحياء " فالذى يذكر هو قرب العبد من ربه عز و جل في الصفات التى أمر فيها بالاقتداء والتخلق بأخلاق الربوبيه حتى قيل تخلقوا بأخلاق الله[6] وذلك في اكتساب محامد الصفات التى هى من صفات الإلهية من العلم والبر والإحسان واللطف وإفاضة الخير والرحمة على الخلق والنصيحة لهم وإرشادهم إلى الحق ومنعهم من الباطل إلى غير ذلك من مكارم الشريعة" ا.هـ وكذا قال في المقصد الأسنى "الفصل الرابع في بيان أن كمال العبد وسعادته في التخلق بأخلاق الله تعالى والتحلي بمعاني صفاته وأسمائه بقدر ما يتصور في حقه" ا.هـ وهذا كثير في كتبهم.
قال شيخ الإسلام في الصفدية:
ولهذا ضل من سلك سبيل هؤلاء فصار مقوصدهم هو التشبه بالله واحتجوا بما يروون تخلقوا بأخلاق الله ,وصنف أبو حامد شرح أسماء الله الحسنى وضمنه التشبه بالله في كل اسم من أسمائه وسماه التخلق حتى في اسمه الجبار والمتكبر والإله ونحو ذلك من الأسماء التي ثبت بالنص والإجماع أنها مختصة بالله وأنه ليس للعباد فيها نصيب ا.هـ
قال ابن القيم في بدائع الفوائد:
المرتبة الثالثة دعاؤه بها كما قال تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها الأعراف 180 وهو مرتبتان:
إحداهما دعاء ثناء وعبادة والثاني دعاء طلب ومسألة فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وكذلك لا يسأل إلا بها فلا يقال يا موجود أو يا شيء أو يا ذات اغفر لي وارحمني بل يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيا لذلك المطلوب فيكون السائل متوسلا إليه بذلك الإسم
ومن تأمل أدعية الرسل ولا سيما خاتمهم وإمامهم وجدها مطابقة لهذا وهذه العبارة أولى من عبارة من قال يتخلق بأسماء الله فإنها ليست بعبارة سديدة وهي منتزعة من قول الفلاسفة بالتشبه بالإله على قدر الطاقة ,وأحسن منها عبارة أبي الحكم بن برهان وهي التعبد وأحسن منها العبارة المطابقة للقرآن وهي الدعاء المتضمن للتعبد والسؤال.
فمراتبها أربعة أشدها إنكارا عبارة الفلاسفة وهي التشبه وأحسن منها عبارة من قال التخلق وأحسن منها عبارة من قال التعبد وأحسن من الجميع الدعاء وهي لفظ القرآن ا.هـ
إذن هذه التعبير منتقد من وجوه:
1- أنه منتزع من قول الفلاسفة كما ذكر ابن القيم رحمه الله.
2- أن من صفات الله ما لا يجوز للعبد التخلق به قال ابن تيمية رحمه الله بعد الكلام السابق:
والإله ونحو ذلك من الأسماء التي ثبت بالنص والإجماع أنها مختصة بالله وأنه ليس للعباد فيها نصيب كقول النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره يقول الله تعالى العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما عذبته.
وسلك هذا المسلك ابن عربي وابن سبعين وغيرهما من ملاحدة الصوفية وصار ذلك مع ما ضموا إليه من البدع والإلحاد موقعا لهم في الحلول والإتحاد وقد أنكر المازري وغيره على أبي حامد ما ذكره في التخلق وبالغوا في النفي حتى قالوا ليس لله اسم يتخلق به العبد ا.هـ
وهناك عبارات أخرى في الباب ذكرها ابن القيم بقوله :
فمراتبها أربعة أشدها إنكارا عبارة الفلاسفة وهي التشبه وأحسن منها عبارة من قال التخلق وأحسن منها عبارة من قال التعبد وأحسن من الجميع الدعاء وهي لفظ القرآن ا.هـ
وقال ابن تيمية رحمه الله:
ولهذا عدل أبو الحكم بن برجان عن هذا اللفظ إلى لفظ التعبد ولبسط الكلام على ذلك موضع آخر فإن من أسمائه وصفاته ما يحمد العبد على الإتصاف به كالعلم والرحمة والحكمة وغير ذلك ومنها ما يذم العبد على الإتصاف به كالإلهية والتجبر والتكبرا.هـ
فصار لدينا أربع عبارات مستخدمة في هذا الباب:
عبارتان باطلتان:
أ- التشبه وهي أضلها, ب- التخلق.
عبارتان صحيحتان:
أ- التعبد وهي من كلام ابن برجان, ب- الدعاء وهي أفضلهما قال ابن القيم:
وأحسن منها عبارة أبي الحكم بن برهان وهي التعبد وأحسن منها العبارة المطابقة للقرآن وهي الدعاء المتضمن للتعبد والسؤال ا.هـ

الهامش

[1] في الأصل مفرقة.

[2] وكثيرا ما يرد في كلام المؤلف عبارة الذات والصفات وحب الذات ..الخ وكأن الصفات منفصلة عنها ومن أراد الإستزادة فليرجع لمجموع الفتاوى المجلد الخامس ومدارج السالكين ج2/496-497 وشرح الطحاوية لابن أبي العز رحمه الله ص119-121 تحقيق ياسين.

[3] ج2/ص399-402, تحت المنزلة الثامنة والسبعين: المشاهدة.

[4] حاشية ياسين على شرح هراس ص96.

[5] ارجع إلى الفتاوى (6/206) وما بعدها وشرح الطحاوية ص122وتعليقات ياسين العدني على شرح الواسطية لهراس.

[6] هذا الأثر باطل كما ذكر ابن القيم في المدارج ج2/4-5.