صحيح في ماذا ؟ صحيح ما ذكرته أنت من الفرق بين العبادات و العادات، من الناحية العلمية الإصطلاحية، أي من ناحية ما اصطلح وتواضع عليه أهل التصنيف في ذاك الباب. فلماذا تسألني عن الفرق؟ هل تريد التعرف على وجهة نظري؟ في هذه الحالة، أرى تحديد السؤال. هل تقصد بالعبادات: العبادات الشرعية أي الشعائر و الطقوس و النسك عموما، أم العبادات الكونية ؟ ثم هل تقصد بالعادات: العادات المعاشية، الثقافية و الإجتماعية، أم العادات الذاتية، الأخلاقية والصوفية ؟
بالنسبة لتأطير السنن الثقافية بالتعاليم الدينية، فأنا أقصد ضبط هذه السنن بالدين أو التدين، على أساس دخولها في الأحكام التكليفية أو الوضعية بالنسبة للفقه الإسلامي طبعا. والسؤال الثاني عن إعتبار الشريعة مصدر هذه الأحكام الشرعية التكليفية أو الوضعية، فيما يتعلق بالضروريات والحاجيات وغير ذلك، فأمر معلوم في الفقه الإسلامي، إلى جانب المصادر الأخرى كالعقل (عند الشيعة) و القياس (عند بعض السنة) و شرع من قبلنا، و الحكمة أو التجربة البشرية، و العلم الدنيوي إلى غير ذلك من التفريعات في هذا المذهب أو ذاك. والوضع يختلف بالنسبة للأديان الأخرى، والقوانين الأخرى، و العهود الدولية و المواثيق إلى غير ذلك من المحددات الخارجية التي تؤطر السنن الثقافية.
خلاصى القول: مشاركتي الأولى واضحة جلية لكل شخص لا يرى حاجة للخوض في التفصيلات و فلسفات المعرفة و الثقافة العامة. تحياتي.