بسم الله الرحمن الرحيم ، و به نستعين أولاً : جميعنا نعلم أن الشخص يُمثل نفسه ، سواءً كان هذا الشخص " ملتزم أم غير ملتزم " ، و لكن لما كان الإلتحاء من علامات الإلتزام التام في نظر العوام ، كان العتاب لصاحبها أشد و أغلظ . و هذا لا يعني صحة موقف العوام بقدر ما هو بَسْطاً لنظرتهم . ثانياً : يجب أن يُعلم من هو المُشنِّع و على ماذا شنَّع و سبب التشنيع و مآله ، هذه الأسئلة و غيرها تعطي تصوّراً صحيحاً و فهماً دقيقاً لأي موقف . فكثير من الناس يُعمم التشنيع لإختلافه معك في أمرٍ قابل للإختلاف ، و أحياناً قد يتخطى مرحلة التشنيع الفكري إلى التجريح الشخصي . هذا في الجانب الفكري المحض ، فما بالك إن كان للأمر علاقة بالدين و التديّن . ثالثاً : نار الحرب على الدين لم تنطفئ منذو بعثة محمد عليه الصلاة و السلام . و لكن المشكلة ليست بالحرب بقدر ما هي في أفراد أطرافها . فكثير من الطاعنين بالهيئة و بعض أهل الخير ، لا يطعن بهم لأنه لا يريد الإسلام أو لا يريد تطبيق الإسلام . بل إنه يطعن بهم إبتداءً لأنه يراهم لا يطبقون الإسلام كبعض الإجتهادات التي قد تكون صحيحة في وقتها و لكنها تُخالف الأصل التي هي عليه كالضرب و غيره . و أنهم يتستّرون بلباس الدين لمصالحهم الشخصية ، فيظن أنه بسبب منصبه أصبح تاجراً و أنه يتنازل أحياناً عن دينه من أجل دنياه . و لا يدري أنه أصبح لساناً لأهل الكفر و الزندقة . بل قد يتطور الوضع عنده إلى الطعن بالعلماء بسبب بعض المواقف الخارجة عن سُلطتهم كالمواقف السياسية للدولة و غير ذلك . فنلاحظ أن الجهل و العاطفة هما من يُسيّرانه إلى الظلم و التعدّي . فليس كل طاعن بأصحاب اللحى يريد الطعن و النيل من الدين الحنيف . لأن قاعدة أهل السنة و الجماعة : أنه لا تلازم بين الفعل و الفاعل . رابعاً : يجب محاربتهم ولكن بأي كيفيّة ؟ فحُكمُك المُسبَق على أي أمر سواءً كان الحكم صائباً أم خاطئاً له تأثير في كيفية التعامل معه . و هنالك من يحكم على الأفراد بلوازم كلامهم ، و هنالك من يحكم على الأفراد بكلامهم كما هو . فلوازم الطعن في رجال الهيئة : كُره تطبيق الشريعة و حُب الفساد في الأرض و إسقاط فرض من فروض الكفاية .. إلى أن يصل إلى النفاق أو الكفر الصريح . و نتيجة هذه اللوازم : هي نتيجة فعل حاطب رضي الله عنه حينما راسل المشركين ، بل إن المسافة بين فعل حاطب و الكفر و النفاق أقصر من المسافة التي بين الطاعن بالهيئة والكفر و النفاق . و كما قيل : تفكير ساعة يُسقِط عنك عمل سنة . خامساً : بعد هذه المُقدمات نُجيب عن سؤالك اقتباس: الذي يهاجم المشايخ واصحاب اللحى والهيئة هو يهاجم الدين فهل يكفر او يفسق؟ الحكم عليهم فيه تفصيل و مَحلُه عند أهل العلم و ليس بالمنتديات . و لكن نُجْمِل القول في المسألة : بأن النيّة الصالحة لا تُصلح العمل الفاسد . و الله أعلى و أعلم