عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-06, 04:54 AM   رقم المشاركة : 7
بارق
عضو ماسي





بارق غير متصل

بارق is on a distinguished road


خيانة احد مراجع الشيعة الكبار المعروف بعميل الانكليز او الملا الانكليزي محمد كاظم اليزدي يذكرنا بموقف السيستاني هذه الايام

السيد محمد كاظم اليزدي الذي كان يتهرب عن دعم ومؤازرة المطالب الشعبية العراقية، بالاستقلال، وتعين حاكم عربي مقابل توجهات قوى الاحتلال البريطاني لتعيين حاكم بريطاني في العراق عام 1918، بقوله "أنا كرجل دين لا يعرف غير الحلال والحرام، ولا دخل له بالسياسة مطلقاً، فاختاروا ما هو أصلح للمسلمين."
( وقد جاء وصف السيد اليزدي في تقرير للادارة البريطانية ( انه في قرارة نفسه موال لبريطانيا وشديد العداء للاتراك... ولاشك انه في قرارة نفسه يكره الدستوريين ويؤيد الملكيين بقوة) كان السيد اليزدي من مدرسي البروجردي والخوانساري وحسين القمي من كبار مراجع التقليد الشيعة فيما بعد. كتاب العمامة والصولجان المرجعية الشيعية في ايران والعراق / خليل حيدر )

====



صورة من مقاومة السنة خلال فترة الاحتلال البريطاني للعراق

صفحة من تاريخ المقاومة في العراق الشيخ ضاري المحمود والكولونيل لجمان

عبد الرحمن منيف


الشيخ ضاري الحمود

يعرف المتابعون للشأن العراقي اليوم الشيخ الدكتور حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق، والملفت للاهتمام بمظهره المهيب وحديثة المتدفق، وقد أجرت قناة الجزيرة معه لقاء مطولا.
فهو ابن الشيخ ضاري الحمود أحد أهم قادة ثورة العشرين، الذي قطع مع رجاله خط الإمداد عبر الفرات للقوات البريطانية وأوقعها تحت حصار صعب، وقد كان الشيخ ضاري حلقة الوصل بين جميع الثوار على اختلاف مناطقهم ومذاهبهم، وكان يتولى تمويل الثورة بالرجال والسلاح والمؤونة، كما كان يمنع الإمدادات البريطانية من المرور عبر الفرات حيث كانت قبيلته تسيطر على الضفاف الغربية للنهر.
وقد تعرضت قبيلة زوبع التي يقودها الشيخ ضاري لعقوبات انتقامية بسبب مواقفها الوطنية فأتلفت مزروعاتها، واعتقل عدد كبير من رجالها، وعندما حاول الضابط لغمان مساعد المندوب السامي في لقاء بينه وبين الشيخ ضاري استفزازه وإهانته سل سيفه وقتله.
وفي العام 1927 صدر عفو عام عن رجال الثورة، ولكن استنثي منه الشيخ ضاري وأبناؤه، وعندما كان الشيخ مسافرا إلى حلب للعلاج بعد أن اشتد عليه المرض تعرض لخيانة من السائق الذي سلمه للبريطانيين، وكان في الثمانين من عمره، وتوفي عام 1928 أثناء اعتقاله بسبب المرض الشديد والإهمال، وكانت جنازته يوما حافلا في تاريخ العراق الحديث
==
مشهد من محاكمة الشخ ضاري ودفنه

تقدم ضاري كثيرا في العمر وتعرض لأمراض عدة، مما أدى الى انهاكه وثقل حركته واضطراره الى مراجعة الأطباء بين فترة وأخرى، وفي احدى هذه المراجعات، وكان يفترض ان يتوجه الى حلب للمعالجة، فقد حمله سائق سيارة الأجرة، الذي كان متواطئا مع الانكليز وعينا على ضاري، حمله بالاتجاه المعاكس وسلمه الى مخفر سنجار، وكان ضاري وحيدا وأعزل ومريضا. فأوقف بضعة أيام في المخفر المذكور ثم نقل بعدها الى بغداد.
في بغداد لم تتح السلطات البريطانية لضاري امكانية المعالجة فأخذت صحته تسوء وتتدهور يوما بعد آخر، ورغم ذلك قدم للمحاكمة، وزعم الطبيب الانكليزي الذي فحصه ان المتهم في وضع صحي يحتمل المحاكمة. وقد جرت المحاكمة فعلا، وقدمت السلطات عددا من الشهود الذين شهدوا ضده، في الوقت الذي امتنعت او اخرت سماع عدد من شهود المتهم، وبعد محاكمة سريعة وشكلية، كان المتهم خلالها في حالة من المرض الشديد والإعياء البالغ، بحيث بدا اقرب الى الغياب عن الوعي، وبالتالي عاجزا عن الدفاع عن نفسه. وصدر الحكم على الشيخ ضاري بالإعدام ثم ما لبث ان خفف الى الاشغال الشاقة المؤبدة.
كان ضاري في الثمانين من العمر لما صدر عليه حكم الاعدام. وفي لحظة وعي قال للقضاة انه على وشك الموت ولا يبالي بأي حكم يصدر عليه، وانه إذا لم يمت الآن، وفي هذا المكان، فسوف يموت غدا وفي السجن. وهذا ما حصل بالفعل، إذ ما كاد يصل الى السجن حتى اشتد مرضه ودخل في غيبوبة.. وبدل ان ينقل الى المستشفى فقد جرى تمريضه وأشرف عليه بعض السجناء خاصة من زوبع، لكن عند الفجر اسلم الروح، وهكذا انقضت حياة واحد من أبرز ثوار العراق في الأول من شباط عام 1928.
ما كاد يعلن الحكم ويصل الى اسماع الجماهير حتى هاجت وتجمع الكثيرون منهم عند مكان المحاكمة ثم بالقرب من السجن. أما عندما أعلن عن وفاة ضاري في اليوم التالي فقد بلغ غضب الجماهير حدا لا يوصف، فتجمع الآلاف وأرادوا انتزاع الجثمان، لكن قوى السلطة حالت بينهم وبين ذلك، بحجة تشريح الجثة ومعرفة أسباب الوفاة! وان السلطة ستلجأ الى نقل الجثمان لمقبرة الشيخ معروف. وبعد أخذ ورد، ومفاوضات شاقة، امكن الوصول الى اتفاق يحفظ الأمن والنظام أثناء التشييع.
كانت جنازة الشيخ ضاري يوما مشهودا في تاريخ العراق الحديث، نظرا لضخامة عدد المشيعين، والحزن الذي خيم على الجميع، والأهازيج المليئة بالتحدي في مواجهة سلطات الاحتلال والدمى التي نصبوها. مرت الجنازة في احياء عديدة، وعبرت النهر الى صوب الكرخ، وصدف ان كان المندوب السامي متجها الى دار الاعتماد حين كانت الجنازة تجتاز الجسر، فاضطر هذا الأخير الى ان يقفل راجعا.
بعد ثلاث ساعات، وهي المدة التي استغرقتها الجنازة الى ان وصلت الى المقبرة، ظلت الجماهير محتشدة ما يزيد على ساعتين لكي تنتهي المراسم. أما من انزل الجثمان الى القبر فقد كان تلاميذ المدارس، صغار السن، الذين اصروا على ذلك، واستجاب لهم الكبار، وكانت الدموع تنحدر على الوجوه وهلاهل النساء تملأ الفضاء، وكانت الأهزوجة التي تتردد كالرعد هي:
<<عاينوله للكاتل لجمن
هز لندن ضاري وبكاها
منصورة يا ثورة ضاري
ساعة ومضمومة يا لندن
الدنيا غدارة يا ابن العم
نام هنيه يا كاتل لجمن
يا شيخ اتهنه بها النومة>>
وهكذا انتهت احدى الصفحات المضيئة في تاريخ العراق الحديث، وهناك مثلها الكثير، لكنها وحدها تتصدر الآن، خاصة بعد الدم الغزير الذي نزف في الفلوجة أثناء مقاومة المحتلين الجدد، وقالت لهم الضحايا بالفم الملآن: ان دماء ضاري لا تزال تتواصل في عروق أبناء العراق، وان الشعب الذي هزم المحتلين الانكليز سوف يهزم المحتلين الأميركان، وما أشبه الليلة بالبارحة!