عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-10, 11:31 PM   رقم المشاركة : 1
أبو نسيبة
عضو ماسي







أبو نسيبة غير متصل

أبو نسيبة is on a distinguished road


Thumbs up كرامات الأولياء بين أهل السنة ومخالفيهم عبد اللطيف بن محمد الحسن

بسم الله
هذا موضوع احببت أن أقرأه لكن لضيق الوقت لم استطع . أضعه هنا لعل فيه فائدة

كرامات الأولياء بين أهل السنة ومخالفيهم - عبد اللطيف بن محمد الحسن

كرامات الأولياء بين أهل السنة ومخالفيهم
(1/2)
عبد اللطيف بن محمد الحسن
الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبيه ومصطفاه، وآله وصحبه، وبعد:
فإنه لما صحت أفهام سلـف الأمـة - من الصحابة ومن اتبعهم بإحسان - وأحسنوا العبادة وما أراد الله منهم، انصرفت عنايتهم لما كُلّفوا به، فحرصوا على ما ينفعهم غاية الحرص، ولم يأبهوا بما يشغلهم عــن ذلـــك ويلفت قلوبهم إلى سواه، فقلّ كلامهم، وبلغوا من العمل منتهاه.
ولما كثر الكلام، وقل العمل، وزاد الانحراف حدة عظمت المخالفة في أمور؛ منها ما حصل في مفهوم الأولياء وكراماتهم، وشـــرّق الناس في أمر الكرامات وغربوا، حتى صارت تشكو من الأحوال الآتية:
1- اسـتـفـحال أمر الصوفية في المبالغة في الكرامات، وما يسمونه بالكشف والإلهام، حتى أتوا فيها بمـــــــا ينافي الشرع والعقل؛ ويظهر هذا جلياً لمن نظر في كتبهم مثل: (الطبقات الكبرى) للشعراني، و(جــامـع كرامات الأولياء) لابن الملقّن، و (كرامات الأولياء) للنبهاني ونحوها. والخـطـيـر فـي الأمــر تصديق عامة الناس من السذج والبسطاء والمغفلين لمثل هذه الخــرافات المنكرة، حـتـى صــــــــارت تـصـــوغ عقول كثير من الناس، وأصبحت معياراً للاستدلال، وطريقاً للتعبد.
2- توسّــع أهل الكلام (الأشــاعرة والماتريدية) من وجه آخر، وتجويزهم أن تصل كرامات الأولياء إلى حدّ معجزات الأنبياء.
3- إنكار معتزلة الأمس، ومعتزلة اليوم (العقلانيين) للكرامات.
4- تلبيس أهل السحر والشعوذة بخوارقهم على العامة، وادعاؤهم أنها كرامة!
ويبقى أهل السنة بوسطيتهم يقفون في أمر الكرامات موقفاً وسطاً يتميزون به، سيراه القارئ الكريم مدعّماً بالأدلة، محلىً بالأمثلة والضوابط والفوائد.
ولا بد من الكلام أولاً عن مفهوم الأولياء. والله المعين.
معنى الولاية:
قال ابن فارس: (الواو واللام والـيـاء أصل صحيح يدل على قرب. من ذلك الولْي: القرب. يقال: تباعـــــد بـعـــد ولْي، أي: بـعـد قرب. ومن الباب المولى: المعتِق والمعتَق والصاحب والحليف وابن العم والصاحب والجــار، كل هؤلاء من الولْي وهو القرب، وكل من ولي أمر آخر فهو وليه)(1).
(والوَلاية: النصرة، والوِلاية: تولي الأمـر. وقيل: الولاية والولاية نحو: الدّلالة والدّلالة، وحقيقته: تولي الأمر، والولي والمولى يستعملان في ذلك)(2).
أما الولاية الشرعية فأمرها غاية في الوضوح، قال الله - تبارك وتعالى -: ((أَلا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ)) [يونس: 62 - 64] فكل مؤمن تقي هو ولي لله - تعالى - بالمعنى الشرعي، ويدخل في ذلك الأنبياء - صلوات ربي وسلامه عليهم - فهم سادة الأولياء. لكن الأولياء في الاصطلاح يراد بهم مَنْ سوى الأنبياء، فيمكن أن يقال إن الولي هو: كل مؤمن تقي ليس بنبي.
والإيمان عند أهل الـسـنـة قــــول وعـمــل، وهو قول القلب وعمله، وقول اللسان، وعمل الجوارح.
وقــــــول القلب هو الاعتقاد الجازم، وعمله قيامه بالعبادات القلبية كالإخلاص والمحبة والخوف والرجاء.
والتقـوى: فـعــــل ما أمر الله به ورسوله، وترك ما نهى عنه، وإذا قرنت مع البر (كانت التقوى اسماً لتوقي جميع المعاصي، والبر اسماً لفعل الخيرات)(3).
قال ابن رجب: (فـظـهـــر بذلك أنه لا طريق توصل إلى التقرب إلى الله - تعالى - وولايته ومحبته سوى طاعته التي شـرعـها على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ فمن ادعى ولايته والتقرب إليه ومحبته بغير هذه الطريق تبين أنه كاذب في دعواه، كما كان المشركون يتقربون إلى الله - تعالى - بعبادة مــن يعبدون من دونه)(4). وقال ابن حجر: (المراد بولي الله المواظـب على طاعته، المخلص في عبادته)(5).
وأولياء الله على مرتبتين:
إحداهما: مرتبة من تقرب إلى الله بأداء الفرائض، وهذه درجة المقتصدين أصحاب اليمين.
وثانيتهما: من تقرب إليه بعد الفرائض بالنوافل، وهذه درجة السابقين المقربين، وقد ذكر الله تلكما الدرجتين ودليل الصنفين في سورة الواقعة والرحمن والإنسان والمطففين وفاطر(6) فقال: ((فَأَصْحَابُ المَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ المَيْمَنَةِ)) [ الـواقـعــة: 8]. ثـم قـــــال: ((وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ المُقَرَّبُونَ)) [الواقعة: 10، 11].
والحاصل أن الولاية مرتبة في الدين عظيمة لا يبلغها إلا من قام بالدين ظاهراً وباطناً بفعل المأمورات وترك المنهيات؛ فهي درجة عالية لا يُصعد إليها إلا بسلّم الشريـعـــــة؛ بل من اعتقد ولاية من يترك الواجبات ويفعل المحرمات فهو كافر مرتد؛ لتكذيبه الآية(7).
والولاية لها جانبان: جانب يتعلق بالعبد: وهو القيام بالأوامر، واجتناب النواهـي، ثــم الـتـدرج فـي مـراقي العبودية بالنوافل، وجانب يتعلق بالرب - تعالى -: وهو محـبة هذا العبد ونصرته وتـثـبـيـتـه على الاستقامة، أما الكرامات فهي أمر إضافي وليست شـرطـاً في الولاية(8) - كما سيأتي -.
فضل الولاية والأولياء:
يـكـفـي الأولـيـاء مـا جاء في الآية من تولي الله لهم، ونصرتهم وتأييدهم ومعونتهم وإصلاح أحوالهم، وأنـه لا خوف عليهم مما أمامهم في الآخرة، ولا هم يحزنون على ما خلفهم من الدنيا، وأن لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
هنيئاً لهم، يوفقهم الله بهدايته وتسديده، ويحوطهم بحمايته ونصرته. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيءٍ أحـــب إليّ مما افـتـرضــتـه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطـيـنه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت عن شيءٍ أنا فاعله ترددي عن نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته)(9). (وهذا أصح حديث يروى في الأولياء)(10). وقد ذُكــر فــيــه المـقـتـصدون والسابقون، أما الظالم لنفسه بالإصرار على الذنوب فلا يكون ولياً حتى يتوب.
الولاية لا تستلزم العصمة:
الولي بَشَرٌ يجوز عليه ما يجوز على الناس من الغلط والسـهـــو والظن الخاطئ ونحو ذلك، ولا يقدح ذلك في ولايته خلاف ما زعمت الصوفية من أن الـقـلــب إذا كان محفوظاً كانت خواطره معـصـومة من الخطأ! فإنه ليس في النصوص ما يدل أو يشير إلى ذلك، بل نصوص الـشـريعة وإجـماع العلماء على خلاف ذلك، قال - تعالى -: ((وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَـئـِـكَ هُمُ المُتَّقُونَ * لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ المُحْسِنِينَ * لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْـــوَأََ الَـذِي عَمـِـلُـوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ)) [الزمر: 33 - 35]، فـأثــبـت لـهــؤلاء المـتـقـيـن المحسنين ذنـوباً، وأنه يغفرها لهم، ولم تكن تقواهم مستلزمة لعصمتهم من الذنوب.
وأيضاً: فـ (إن الله جـعل الحق على لسان عمر وقلبه)(11)، وهو من سادات الأولياء، ومع ذلك لم يكن يركن إلى ما يلقى في قلبه؛ بل يعرضه على الكتاب والسنة، ويدع ما خالفهما، وعلى هذا النهج مـشـى الركب. قال أبو سليمان الدارانـي: (إنه يقـع في قلبـي النكتة مـن نكت القـوم، فلا أقبلها إلا بشاهدين: الكتاب والسنة)(12).
وخطأ الولي في اجـتهاده العلمي ليس نقصاً في ولايته إذا كان ممن استفرغ جهده في البحث والاستدلال، وخـطـؤه مـغـفـور له، وهو مأجور غير مأزور. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا حـكـم الـحـاكم فأصاب فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر)(13).
الولاية عند الصوفية:
اخـتــص الصـوفية بمفهوم آخــر للولاية؛ حيث زادوا على الحدّ الشرعي فقال أبو القاسم القشيري: (الـولـي له معنيان: أحدهما: فعيل بمعنى مفعول، وهو من يتولى الله - سبحانه - أمره. والثاني: فـعـيل، مبالغة من الفاعل، وهو الذي يتولى عبادة الله وطاعته، فعبادته تجري على التوالي من غـيـر أن يتخللها عصيان، وكلا الوصفين واجب حتى يكون الـولـي ولـيــاً)(14). وقــولــه هــذا تـأســيـس للقول بعصمة الولي. وعرفه الجرجاني بمثل تعريف الـقــشــيري، وقــال الـجـرجــانــي أيضاً: (الولاية هي: قيام العبد بالحق عند الفناء عن نفسه)(15). وهذا يشير إلى الفناء أو الحلول.
ويمكن تلخيص انحرافات الصوفية - التي خالفوا بها الكتاب والسنة - في مفهوم الولي في نقاط عدة(16):
1- زعمهم أن الولي يتطور ويـتـشكل ويتواجد في أماكن مختلفة في آن واحد. قال الشعراني فـي تـرجـمة الشيخ حسين أبي علي: (كان هذا الشيخ من كُمّل العارفين وأصحاب الدوائر الكبرى، وكان كثير التطورات: تدخل عليه الأوقات تجده جندياً، ثم تدخل عليه فتجده سبعاً، ثم تدخل فتجده فيلاً، ثم تدخل عليه فتجده صبياً، وهكذا)(17).
2- أن مــــا يتخيله الولي ويتصوره في خياله فإنه يقع كما تخيّل. كما حكى الشعراني عما حصل للجوهري، حين غطس في البحر وتخيل أنه تزوج عراقية فأنجبت له أولاداً، فأتته بعد مدة بأولادها منه(18).
3- دعواهم عصمة الولي وأنه لا يجوز الإنكار عليه ولو خالف الشريعة. فقد نقل الشعراني عن علي الخواص قوله: (إياك أن تصغي لقول منكر على أحد من طائفة العلماء أو الفقراء، فتسقط من عـيـن رعــايــة الله - عز وجل -) ثم قال: (وإنما نهى القوم عن المنازعة؛ لأن علومهم مواجيد لا نقل فيها) ثم وصفها بكونها (وراثة نبوية)(19).
4- أن الولاية تكون بـــأيــدي الأولياء الكبار يهبونها لمن شاؤوا. يقول الدباغ: (يقدر الولي عـلـى أن يــكـلـم أحـداً في أذنــه، ولا يقوم عنه حتى يكون هو والولي في المعارف على حد سواء)(20). وهذا يبين وجهاً من مخالفتهم في كيفية اكتساب الولاية، كما قالوا باكتسابها بالتخلي والرياضة ونحو ذلك.
5- زعمهم أنـهـم يـقـابـلــون النبي -صلى الله عليه وسلم- يقظة، ويتلقون عنه التشريع، ويسألونه عن الحلال والحرام، وصحة الحديث وضعفه(21).
6- ادعاؤهم أن للـولايــة خـاتـمــــاً كما للنبوة خاتم، وهي فكرة صوفية اخترعها الحكيم الترمذي، وطورها الصوفية بـعـــده حـتـى جعلوا لكل زمان خاتماً، ومنهم من جعل لولاية الخصوص خاتماً، وخاتماً لولاية العموم، فلا ولي بعده!(22).
7- نسبتهم إلى الأولياء صفات الربوبية من علم الغيب، والتصرف في الكون. وانظر مثلاً ما حكاه الشعراني عن إبراهيم الجــعـبري من اطلاعه على خفايا من أحوال الناس(23). وقد حكى الشعراني عن الجعبري أنــه كان يُضْحِك ويُبْكِي من حوله إذا شاء، وأنه حبس بول ناس ثم أطلقه!(24). ونقل عن محمد الحضري أنه يقول: (الأرض بين يدي كالإناء الذي آكل منه، وأجساد الخلائق كالـقــواريـر أرى ما في بواطنهم)(25). ونقل عن الشربيني أنه كان يقول للعصا التي كانت معه: (كوني إنساناً فتكون إنساناً، ويرسلها تقضي الحوائج ثم تعود كما كانت)(26).
كرامات الأولياء:
تـعــد الــكـرامة نوعاً من خوارق العادات. والعادة هي: (الحالة المتكررة على نهج واحد، كعادة الحيض في المرأة)(27). وخـرق العادة إنمـا يكـون بتمزيقهـا ووقـوعـها علـى خلاف الحال المعهودة المألوفـة التي استقر وقوعهـا عليـه(28).
وخوارق العادات قد تـكـون باستغناء الإنسان عن الحاجات البشرية كالطعام والشراب بأن تحصل له بـســبـب غــير معتاد، أو تكون بأن يعلم شيئاً فيراه أو يسمعه، وليس في إمكان البشر سماعه أو رؤيته عادة، وهذا المسمى: الكشف أو المكاشفة، وقد تكون بحصول الأثــر في الأشياء مما ليس في قــدرة البشر فعله في العادة، كوجود ضوء من غير مصدره، ومن هذا إجابة الدعوة.
إن تـمــام الـغـنــى والعلم والقدرة - التي تكون الخوارق من جنسها - إنما هو لله - تعالى - وهو الذي يخرق العادة لمن شاء، ولذا نفاها نوح - عليه السلام - عن نفسه، وأمر الله نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- أن ينفيها عن نفسه، فقال - تعالى -: ((قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إنِّي مَلَكٌ)) [الأنعام: 50] (29).
كــمــا أن تــلـك الـخـــوارق مـنـهـا ما يكون محموداً إذا أعان صاحبه على البر والتقوى، كمعجزات الأنبياء وكرامات الصالحين لحجة في الدين أو حاجة بالمسلمين، ومنها ما يكون مذموماً حيث كان عوناً على الـظـلـم والفـجور، كخوارق السحرة والفجرة، وما لم يكن من هذا ولا ذاك كأن كان عوناً لصاحبه على قـضــاء حاجته فإنه المباح، ثم إن استُغل في خير أو شر صار محموداً أو مذموماً(30).
تعريف الكرامة:
الـكـرامــة لغة: مصدر (كَرُم)، أو اسم مصدر من (كرّم) أو (أكرم). و (الكاف والراء والميم: أصـــل صــحـيــح، لــه بـــابــان؛ أحدهما: شرف الشيء في نفسه، أو شرف في خلق من الأخلاق)(31). ويظهر أن الـكـرامـة من الباب الأول لشرفها في ذاتها، وصاحبها كريم من الباب الثاني لشرفه في خلُقه مـع الخالق - تعالى - ومع الخلق أيضاً. والكرامة من الكرم، وهو: ضد اللؤم ونقيضه(32)، والكرامة: اسم يوضع للإكرام، كما وضعت الطاعة في موضع الإطاعة(33).
أما اصطلاحاً: فلم ترد الكرامة بــهــذا اللفظ في الكتاب ولا السنة ولا كلام الصحابة، وقد سماها الله - عز وجل - آية، فــقــال بـعــد ذكر كرامة أهل الكهف في ازورار الشمس عن كـهـفـهـم المـفـتوح جهتها: ((ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ)) [الكهف: 17] فهي آيات وبراهين على قـــدرة الله، ودالــة على كــرامة صاحبها وإنما سميت بهذا تمييزاً لها عن المعجزة، وهذا التفريق في اللفظ إنما قال به كثير من المتأخرين(34)، ثم شاع، وصار هو المقول به في عامة أقوال العلماء.
وحيث وجد الخارق للعادة نــظــرنــــا فيمن وقع له؛ فإن كان مؤمناً تقياً، وكان هذا الفعل الخارق مما يصلح ظهوره على يد الولي: عددنا ذلك كرامة، وعلى ذلك فيمكن تعريفها بأن يقال: هي (أمر خارق للعادة يجريــه الله على يد ولي - ليس بنبي -، علم الولي بذلك أم لا)(35)، ومنه يظهر أن شروط الكرامة هي:
1- وجود أمر خارق للعادة.
2- ظهورها على يد ولي، وإلا لم تكن كرامة، بل استدراجاً.
3- كون هذا الولي ليس نبياً.
4- كــون هــذا الـخــارق مما يـصـلـح أن يـكـون كرامة لولي، فلا يشتمل على معصية، أو باطل(36).
ولا يشترط عدم التحدي، ولا كونها لحجة أو حاجة(37)، ولا علم صاحبها بها.
الفرق بين الكرامة والمعجزة:
كرامات الأولياء من باب معجزات الأنـبـيـاء، والاختلاف بينهما في الدرجة، ويظهر الفرق بينهما في الأوجه الآتية:
الأول: الكرامة لا تصل إلى درجـــة مـعـجـزات الأنبياء، كما أن أصحابها - الأولياء - لا يصلون في الفضيلة والثواب درجـــــات الأنبياء؛ فللأنبياء معجزاتهم الكبرى التي لا يظهر مثلها على يد أحد من الأولياء أو الـشـيـاطـين، وهي من الأدلة على صدقهم، فلا يمكن أن تختلط بأحوال غيرهم، قال ابن تيمية - رحمه الله -: (فلا تبلغ كرامات أحد قط إلى مثل معجزات المرسلين)(38).
ولكن هناك خوارق أقل درجة تسمى صغرى، وهي من التوابع والنوافل، ولا يعتمد عليها استقلالاً في صدق الأنبياء، وهي التي يـجـوز أن يـظـهر مثلها على يد الأولياء كرامة لهم، ودلالة على صدق النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي تبعوه؛ فهذه الدرجة من المعجزات التي يحصل مثلها للإنس أو الجن لا تكون وحدها آيــة للنبي؛ فإن الله أيد نبوتهم بتلك المعجزات الكبرى التي لا يقدر عليها إنس ولا جن(39).
وهذه - بحمد الله - قاعدة واضحة للتمييز بين المعجزة والكرامة، يشهد لها قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنـمــا كــان الــذي أوتــيـتــه وحــيـــاً أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة)(40). (والمعنى أن كل نبي أعطي آيــــة أو أكثر من شأن من يشاهدها من البشر أن يؤمن به لأجلها)(41).
وبهذا يتبين خطأ قول من قال بأن كل ما كان معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي(42).
الثاني: أن المعجزة تقع للنبي مقترنة بدعوى الـنـبــوة، وليست كذلك كرامة الولي.
الثالث: أن المعجزات من الدلائل على صدق النبي وتـأيــيـد الله له، وتأتي لحاجة الخلق وهدايتهم، وتحصل للأنبياء وهم عالمون بوقوعها، كما يــجـب عليهم إظهارها، خاصة إذا توقف إيمان الناس عليها، ولا يشترط كل ذلك في الكرامة.
الفرق بين الكرامات والأحوال الشيطانية:
وإذا اعتبرنا المعجزات والكرامات من باب واحد، وجعلنا الــنــبــوة أســاســاً للتفريق بين الكرامات والأحوال الشيطانية(43) سهل الأمر جداً، وتبين الفرق بينهما في الأمور الآتية:
1- أن الكرامات سببها الولاية الحقة لله - تعالى - وهي الإيمان والتقوى(44)، فلا عبرة بالخوارق بدون ذلك، إنما هي من الشيطان.
قال الشافـعي - رحمه الله -: (إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء، أو يطير في الهواء، فلا تـغـتـروا بــه حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة)(45). ومن النكت المليحة لأبي يزيد البسطامي قوله: (لله خلق كثيرون، يمشون على الماء، لا قيمة لهم عند الله، ولو نظرتم إلى من أعطي من الكرامات حتى يطير، فلا تغتروا به، حتى تروا كيف هو عند الأمر والنهي وحفظ الحدود والشرع)(46).
2- أن الـكـرامـــات قائمة على الصدق، بخلاف تلك المخاريق المبنية على الكذب: ((هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ)) [الشعراء: 221، 222].
3- أن الـخـوارق الـشـيطـانية في حقيقتها هي تصرفات من جنس تصرفات الجن والإنس، تـفـعـلـهـا الشياطين في غيبة عن أعين الإنس؛ من نقل شيء أو قتل أو أذى ونحوه، وليس فـيـهــا تـحـويــــل جنس إلى جنس، ولا ما يختص الرب بالقدرة عليه، ولا ما تختص به الملائكة فأين هذا من تكثير الماء القليل، بحيث يفيض حتى يصير بذاته كثيراً(47).
4- أن الكرامات هبة من الله، أما الخوارق والأحوال الشيطانية فتحصل بالتعلم والرياضة ودعاء الجن والشياطين، والتقرب إليهم(48).
5- أن أولياء الله يحاولون إخــفــاء الكرامة، ولا يلتفتون إليها، ويعلمون أنها نعمة يجب شكرها، ويخشون أن تكون ابتلاء لا يثـبـتـون فـيه، ومن كان هذا حاله فلا يتصور منه أن يجعل الكرامات ميدان منافسة، فيسعى إلى إبـراز كرامـاتـه، وإبـطال كرامـات غيـره.. وأصحـاب الأحـوال الشيطانية علـى خلاف هـذا تمـامـاً، بـل لا يظهرونها - غالباً - إلا في حضرة الناس، ويتحدى بعضهم بعضاً فيها، بغرض إبراز المهارات في الخديعة والمكر، فيقع بينها من التعارض الشيء الكثير(49).
6- أن كرامات الأولياء أمر ثابت في النصوص الــشـرعـية وواقع الصالحين، بخلاف تلك الأحوال الإبليسية التي يُبطل أثرها الذكر والقرآن. وشــتــان بـين ما يخنس بتلاوة القرآن ويبطل أثره أو يضعف، وبين ما يقويه القرآن، ويزيده نوراً(50)!
الإلهام والفراسة من كرامات الأولياء:
الإلهام لغة:
(يدل على ابتلاع شيء ومن هذا الباب: الإلهام، كأنه شيء ألقي في الروع فالتهمه، قـــال الله - تعالى -: ((فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)) [الشمس: 8])(51) والإلهام: (إيقاع شـيء في القلب، يطمئن له الصدر، يخص الله به بعض أصفيائه)(52).
والمـلـهـم هــو: المحدّث، المُفْهَم، الذي يصدق ظنه في الأشياء، تتكلم الملائكة على لسانه، فـيـجــري عـلـيـه الـصــواب من غـيـر قـصـد منه، ويطلق على ذلك المكاشفة. و (المكاشفة الصحيحة: علوم يحدثها الرب - سبحانه وتـعـالى - في قلب العبد، ويطلع بها على أمور تخفى على غيره، وقد يواليها، وقد يمسكها عنه بالغفلة عنها)(53).
دلــيــل الإلهام: قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لقد كان فيمن قبلكم ناس محدّثون، فإن يكن في أمتي أحد فعمر)(54).
ولا يعدو الإلـهــام أن يكون فتحاً من الله - تعالى - على عبد من عباده المؤمنين بما يوافق الحق الذي أنــزلـــه في كتابه وعلى لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم-، كالرؤيا الصالحة فيها كشف للنائم، وإطْلاع له على شيء مما لم يقع بعد. مصداقه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لم يـبـق مــن الـنـبـوة إلا الـمـبشرات) قالوا: وما المبشرات؟ قال: (الرؤيــا الصالحة)(55).
والإلهام - على منزلته - لا يمكن أن يكون مكملاً لنقص في الدين، أو محدِثاً لحكم جديد فيه، كما هو الحال تماماً بالنسبة للرؤيا؛ فـإن من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- فـي المنام فأمره بأمر وجب عليه أن يعرضه على الــشـــرع؛ لأن (كل من كان من أهل الخطاب والمكاشــفة لم يكن أفضل من عمر، فعليه أن يسلك سبيله في الاعتصام بالكتاب والسنة تبعاً لـمــا جــاء به الرسـول -صلى الله عليه وسلم-، لا يجعل مـا جـاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- تبعاً لما ورد عليـه)(56).
ومن الإلـهــام: مـــا وقع للصديق - رضي الله عنه - في موقفه يوم قتال أهل الردة، حين خالفه كثير من الـصـحـابـة، فقال: (والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة؛ فإن الزكاة حـق الـمــال، والله لو منعوني عَناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعها)(57)، حتى شرح الله صدور أصحابه لما أراه من الحق، ومنها: تسيير جيش أسامة الذي عقده النبي -صلى الله عليه وسلم- قبيل وفاته.
وقال عمر - رضي الله عنه -: (وافقت الله في ثلاث، - أو وافقني ربي في ثلاث - قلت: يا رسول الله! لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، وقلت: يا رسول الله! يدخل عليك البر والفاجر، فـلـــو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب، قال: وبلغني مـعـاتـبة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض نسائه، فدخلتُ عليهن، قلت: إن انتهيتن، أو ليبدلن الله رسوله خيراً منكن، حتى أتيتُ إحدى نسائه قالت: يا عمر! أما في رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت؟ فأنزل الله: ((عَسَـى رَبُّـهُ إن طَـلَّـقَـكُــنَّ أَن يُـبْـدِلَــهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُـنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ...)) [التحريم: 5])(58). ومن إلهاماته: اختياره قتل أسارى بدر.
ب - الفراسة:
يراد بالفراسة في اللغة معنى ذا جانبين؛ أحدهما أخص من الآخر، وهما:
1- المعرفة بالأمور، والخبرة بالأحوال، من خلال النظر المحكم فيها.
2- المهارة في تعرف بواطن الأمور من ظواهرها(59).
ويمكن تعريف الفراسة في الاصطلاح بأنها: نور يقذفه الله في قلب عبده المؤمن الملتزم سنة نـبـيــه -صلى الله عليه وسلم-، يكشف له بعض ما خفي على غيره، مستدلاً عليه بظاهر الأمر، فيسدد في رأيه، دون أن يستغني بذلك عن الشرع.
والفراسة المقصودة هنا الفراسة الإيمانية، وهي غير فراسة الرياضة، والفراسة الخلقية، بل هي (على حسب قوة الإيمان، فمن كان أقوى إيماناً فهو أحدّ فـراســـة)(60) (فـمـن غـرس الإيــمــــان في أرض قـلـبــه الطيبة الزاكية، وسقـى ذلك الغـراس بماء الإخلاص والصدق والمتابعة، كان من بعض ثمره هـذه الفراسة)(61).
والسبب أن (هذه الفراسة نشأت له من قربه من الله - تعالى - فإن القلب إذا قرب من الله انقطعت عنه معارضات السوء المانعة من معرفة الحق وإدراكه، وكان تلقيه من مشكاة قريبة من الله بحسب قربه مـنــه، وأضاء له من النور بقدر قربه، فرأى في ذلك ما لم يره البعيد والمحجوب) كما ثبت في حـديــث الأولياء، (وليس هذا من علم الغيب، بل علام الغيوب قذف الحق في قلب قريب منه)(62).
وللفراسة من الفوائد:
1- الانتفاع بالمواعظ، والاســتـفـادة من الحوادث والعبر، قال - تعالى - بعد أن ذكر قصة إهــلاك قــوم لوط -: ((إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ)) [الحجر: 75] أي: الـنــاظــريـن المتفرسين المتفكرين المعتبرين.
2- دقة الحـكـــم بين الناس وخاصة من القضاة، وحفظ الحقوق، وتحقيق المصالح العامة، التي يهدف الشرع إلى تحقيقها(63).
3- تولية الأكفاء في رعاية مصالح الأمة.
4- توقع الأحداث قبل وقوعها، فتؤخذ لها العدة والحيطة، فتُتّقى الشرور وتدفع المفاسد.
ومن الفراسة: ما وقع لعمر حين (دخل عليه نفر من مذحج، فيهم الأشتر النخعي، فصعّد فيه البصر وصوبه وقال: أيهم هذا؟ قالوا: مالك بن الحارث، فقال: ما له قاتله الله؟ إني لأرى للمسلمين مـنـه يـومـــاً عصيباً. وهذا عثمان بن عفان - رضي الله عنه - دخل عليه رجل من الصحابة وقد رأى امرأة في الطريق فتأمل محاسنها، فقال له عثمان: يدخل عليّ أحدكم وأثر الزنى ظاهر علـى عــيـنـيــه؟! فقلت: أوَحيٌ بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: لا، ولكن تبصرة وبرهان وفراسة صادقة)(64).
الهوامش :
(1) معجم مقاييس اللغة، 6/141، وانظر: القاموس المحيط، ص 1732، ومختـار الصـحاح، ص 736. (الصاحـب الأولى بمعنى المالك، والصاحب الأخرى بمعنى الرفيق).
(2) مفردات ألفاظ القرآن، للراغب الأصفهاني، ص 885.
(3) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للشيخ عبد الرحمن السعدي، ص 120.
(4) جامع العلوم والحكم، 2/336.
(5) فتح الباري، 11/342.
(6) انظر: جامع العلوم والحكم، 2/335 ـ 337، وانظر الفرقان، ص 22.
(7) انظر: أولياء الله عقلاء ليسوا مجانين، لابن تيمية: 21، 22.
(8) انظر: مقدمة تحقيق كرامات أولياء الله للالكائي، لأحمد سعد حمدان، ص 7.
(9) رواه البخاري، الفتح، 11/348 ـ 349.
(10) الفرقان، ص 9، 30.
(11) الحديث رواه الترمذي، ح/3682، وهو صحيح.
(12) انظر: الفرقان، ص 48 ـ 59، وما بعدها.
(13) أخرجه البخاري، ح/7352.
(14) الرسالة القشيرية: 520 ـ 521، وانظر: 667.
(15) التعريفات، ص 310.
(16) انظر: تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي، محمد أحمد لوح: 1/ 55 ـ 93.
(17) الطبقات الكبرى، 2/87.
(18) المرجع السابق.
(19) الطبقات الكبرى، 1/10.
(20) الإبريز من كلام سيدي عبد العزيز، لأحمد بن المبارك، 175، نقلاً عن تقديس الأشخاص، 1/75.
(21) انظر: الطبقات الكبرى في ترجمة أبو المواهب الشاذلي؛ حيث ذكر له لقاءات كثيرة، 2/67 ـ 81، 75.
(22) انظر: تقديس الأشخاص، 1/79، وما بعدها.
(23) المرجع السابق، 1/203، 204.
(24) المرجع السابق.
(25) المرجع السابق، 2/107.
(26) المرجع السابق، 2/136.
(27) المعجم الوسيط، ص 635.
(28) انظر: النبوات، لابن تيمية، 34، 35.
(29) انظر: الصفدية: 183، وقاعدة في المعجزة من الكرامات: 8، كلاهما لابن تيمية، وشرح الطحاوية لابن أبي العز: 2/746.
(30) انظر: النبوات: 27، 28، وشرح الطحاوية: 2/747.
(31) انظر: معجم مقاييس اللغة (كرم).
(32) انظر: القاموس المحيط (كرم).
(33) انظر: لسان العرب، مادة (كرم).
(34) انظر: النبوات، ص 15، وقاعدة في المعجزات والكرامات، ص 7.
(35) تعريف مقتبس من كتاب: تقديس الأشخاص، محمد أحمد لوح، 2/278، 288.
(36) انظر: الموافقات للشاطبي: 2/278.
(37) انظر: النبوات، ص 18، 19، وشرح الواسطية، لهراس، 168، والفتاوى، 11/274.
(38) النبوات، ص 4.
(39) انظر: النبوات، ص 333، 335، والموافقات للشاطبي: 2/259، 262.
(40) رواه البخاري، ح/4981، (الفتح، 8/618).
(41) النبوات، ص 4.
(42) وهم عموم الأشاعرة، كما سيأتي.
(43) كما فعل ابن تيمية - رحمه الله -، انظر: موقف ابن تيمية من التصوف، د. أحمد بناني، 232.
(44) انظر: الموافقات: 2/272. والنبوات، ص 20.
(45) تفسير ابن كثير، قاعدة في المعجزات والكرامات.
(46) سير أعلام النبلاء، 13، 88، والحلية: 10/40.
(47) انظر: النبوات، ص 20 ـ 23.
(48) انظر: تقديس الأشخاص، 2/283.
(49) انظر: السابق، 2/283، والفتاوى، 11/295.
(50) انظر: تقديس الأشخاص، محمد أحمد لوح، ص 285.
(51) معجم مقاييس اللغة، لابن فارس، مادة (لهم)، 5/217..
(52) المعجم الوسيط، لعدة مؤلفين، مادة (لهم) 2/742.
(53) مدارج السالكين، 3/233.
(54) رواه البخاري، ح/3689.
(55) رواه البخاري، ح/6990.
(56) ابن تيمية، في الفتاوى، 13/74، وانظر: الموافقات: 2/272.
(57) أخرجه البخاري، ح/6925. والعناق: الأنثى من ولد المعز. وهي السخلة.
(58) رواه البخاري، ح/4483.
(59) انظر: المعجم الوسيط، مادة (فرس)، 2/681.
(60) مدارج السالكين، 2/504.
(61) انظر: السابق، 2/515.
(62) الروح لابن القيم، ص 532.
(63) انظر: الطرق الحكمية، لابن القيم: 32، 33، 37.
(64) الروح، لابن القيم، ص 532 ـ 537، وانظر: هذه الأمثلة وغيرها كثير في: الطرق الحكمية، ص 33 وما بعدها





قال ابن قدامة رحمه الله في كتاب المناظرة في القرآن ص35 : ولا نعرف في أهل البدع طائفة (يكتمون) مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة و(الأشعرية) ا.هـ









التوقيع :
أخبار الثورة السورية المباركة - اخوانكم في ليبيا معكم يا رجال ويا حرائر سوريا
S.N.N شبكة شام

كيف تناظر وتفحم أشعريا

س: ما التصوف؟ .. ج: عبادة قبور

عن التصوف والصوفية في ليبيا
من مواضيعي في المنتدى
»» شهادة لله تعالى في منتدى صوفي
»» تناقضات الامام الالباني المزعومة / يوتوب
»» يا صوفية لماذا البدوي وليس يا حسين يا علي
»» فرار علي جمعة من مناظرة الشيخ عبد الرحمن دمشقية / فيديو
»» علي جمعة وشيوخه الغماريين الصوفية واهتمامهم بالجنس