عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-10, 09:10 AM   رقم المشاركة : 12
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


قال العلامة محمد آمان بن علي الجامي :

إذن الإيمان ليس مجرد دعوى ، ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ؛ ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل ، لا يكفي في الإيمان الصادق الحقيقي مجرد " لا إله إلا الله محمد رسول الله " ، وإن كانت هذه الكلمة في أول الأمر تحفظ لقائلها دمه وماله ، أي : تحرم ماله ودمه ؛ لكن إذا تبين بعد أن قالها إنما قالها تقية ليعيش بها بين المسلمين ، ولم يكن صادقًا في قولها ودلت على ذلك العلامات : يحكم بردته فيقتل مرتدًا .

كذلك : لا يكفي مجرد دعوى التصديق ؛ لأن التصديق عمل قلبي ، والعمل القلبي لابد له من دليل ؛ لذلك هذا الإرجاء المنتشر بين صفوف المسلمين من حيث لا يشعرون ، وهو اعتقاد كثير من الناس : أن الإيمان مجرد التصديق ؛ هذا الإرجاء أول ما ظهر في الكوفة من أصحاب الرأي ثم انتشر بين كثير من المسلمين يرون : أن الإيمان مجرد تصديق ، وما أدرانا بأنك صادق في تصديقك !؟

لذلك الإيمان الصحيح : التصديق بالقلب والقول باللسان والعمل بالجوارح ؛ الذي يصدق التصديق ، التصديق يحتاج إلى التصديق ، تصديق القلب يحتاج إلى ما يصدقه ، الذي يصدق التصديق التلفظ بـ " لا إله إلا الله " والعمل بالجوارح ، وقد صدق من قال :

وإذا حلت بالهداية قلبًا ... نشطت بالعبادة الأعضاء

أولئك الذين يدعون الإيمان . أي : إيمان القلب ، ويرفضون الأعمال ويعرضون عنه ؛ فإذا قيل لهم الصلاة ، إذا أمرتهم بالمعروف ونهيتهم عن منكر فعلوه قالوا :" الإيمان هنا الإيمان بالقلب " ، أشار إلى صدره . أي : لا يضرنا ترك الصلاة وترك كثير من المأمورات واجتناب المنهيات طالما الإيمان هنا في الصدر ؛ هذه دعوى كاذبة ، ولو صدق إيمان القلب لظهرت علاماته في الجوارح ،


وإذا رأيت إنسانًا نشطًا في عبادة الله تعالى ، غيورًا ، ملتزمًا ، متمسكًا ، عاملاً بشريعة الله ، معظمًا لدين الله ، محبًا في الله ... دليل على صدق إيمانه ، وإذا رأيت مدعيًا للإيمان لكنه كسول بارد فاتر لا يعمل ، يكتفي من الإيمان بمجرد دعوى إيمان القلب التصديق ؛ لا تجد عنده اندفاعًا إلى عبادة الله وطاعته ، ولا تجده يحب أولياء الله ويخالطهم ، ويحب سماع كلام الله وكلام رسول الله - عليه الصلاة والسلام - بل هو في وادٍ وهذه المعاني في واد ؛



فلتعلم أنه : إنما يملك من الإيمان ما يحفظ له دمه وماله وليس بمؤمن ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ) .

حتى تكون أنت الحكم بينهم فيما يختلفون فيه ، يتحاكمون إليك في خصوماتهم ويكتفون بذلك ولا يكفي مجرد التحاكم : ( حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ ) .


إذا قضى الله وقضى رسول الله - عليه الصلاة والسلام - سواء كان القضاء لك أو عليك وجدت من نفسك انشراحًا وقبُولاً وإذعانًا ؛ هذا هو علامة الإيمان.

من محاضرة بعنوان : الحكم بغير ما أنزل الله

مكتبة : الشيخ محمد أمان الجامي -رحمه الله-