بارك الله فيكم
ليست المشكلة مع الجاهل الذي يريد أن يتعلم
ويسأل باحثا عن الحق والصواب
وغلب عليه الجهل والتقليد
فهو مريض ولا يدري أنه مريض
فقليل من الرفق والرحمة والهدوء حتى يصل إلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها
ولكن المشكلة ممن يعلم الحق ويعرف أدلته
ويجادل ويعاند بالباطل والكذب الذي يعلم أنه كذب
فهذا يحتاج لشيء من الغلظة والشدة
حتى يترك الهوى والتلبيس
ويستخدم قليلا من العقل الذي وهبه الله تعالى
ليتبع ما يعلم علم اليقين أنه الحق
ولكنه يتكبر ويتعالى عن اتباعه
فالأول لا يعلم فيتم تعليمه
ولكن الثاني يعلم ولكنه يكابر فلابد من أطره على الحق أطرا
وطبعا معاملة الناس بصفة عامة
ودعوتهم بصفة خاصة
تختلف باختلاف الأحوال والأوقات والأشخاص
ولكل مقام مقال
وما يصلح لزيد لا يصلح لعبيد
فالدواء قد يفيد بعض المرضى في وقت معين وحالة معينة
وأحيانا لا يفيد غيرهم لوجود مانع يمنع من وصول أثر الدواء
فمهمة الطبيب الحاذق التفريق بين المرضى
واختيار العلاج المناسب لكل مريض
وإزالة الموانع التي تمنع من الاستفادة بالعلاج
وكذلك الداعية الحاذق
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح