الجهة المكان الحد في كتب الشيعة
إثبات الجهة لله سبحانه وتعالى
وجود الحجب الأربعة بين الله وخلقه يقتضي إثبات الجهة لله سبحانه وتعالى ، ويؤكد هذا المعنى أن جبرائيل عليه السلام يخبر أنه أقرب الخلق إلى الله مكاناً ، وهذا هو عين معتقد أهل السنة والجماعة
روى علي بن إبراهيم القمي في بداية سورة الإسراء : عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم الجواليقي ، عن أبي عبدالله ، قال : جاء جبرئيل وميكائيل وإسرافيل بالبراق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فأخذ واد باللجام ، وواحد بالركاب ، وسوى الآخر ثيابه عليه ... ثم ذكر بعض الأمور التي جرت في حادثة الإسراء ، إلى أن قال : ثم مررنا بملائكة من ملائكة الله عز وجل ، خلقهم الله كيف شاء ، ووضع وجوههم كيف شاء ، ليس شيء من أطباق أجسادهم إلا وهو يسبح الله ويحمده من كل ناحية بأصوات مختلفة ، وأصواتهم مرتفعة بالتحميد والبكاء من خشية الله ، فقال جبرئيل : يا محمد ، أتعظم ما ترى ؟ إنما هذا خلق من ربك ، فكيف بالخالق الذي خلق ما ترى ؟ وما لا ترى أعظم من هذا من خلق ربك !! إن بين الله وبين خلقه سبعون ألف حجاب ، وأقرب الخلق إلى الله أنا وإسرافيل ، وبيننا وبينه أربعة حجب : حجاب من نور ، وحجاب من ظلمة ، وحجاب من الغمام ، وحجاب من الماء !!!
أقول : وجود الحجب الأربعة بين الله وخلقه يقتضي إثبات الجهة لله سبحانه وتعالى ، ويؤكد هذا المعنى أن جبرائيل عليه السلام يخبر أنه أقرب الخلق إلى الله مكاناً ، وهذا هو عين معتقد أهل السنة والجماعة ، إلا أنه يجب ألا يفوت علينا أن إسناد الرواية سلسلة من السلاسل الذهبية الإسنادية في كتب الشيعة ، فلا تغفل عن المقصد .
الراوية الرابعة حول مكان الله تبارك وتعالى ؟!
نعم ، زوجه الله تعالى من فوق عرشه ، وهذه الراوية موافقة لما ورد في البخاري أيضاً نم ذكر نفس الحادثة ، وبنفس اللفظ أن الله زوج محمداً صلى الله عليه وسلم من فوق عرشه ، فهل بقي شك لمرتاب حول مكان الله تبارك وتعالى ؟!
روى علي بن إبراهيم القمي في تفسير قول الله تعالى : ( وما جعل أدعياءكم أبناءكم ) عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن أبي عبدالله ، قال : كان سبب نزول ذلك .... وذكر قصة زيد بن حارثة ، وتبني رسول الله صلى الله عليه وسلم له في الجاهلية ، ثم زواج زيد من زينب بنت جحش رضوان الله عليهما ، ثم ما حصل بينهما من التنافر ... إلى أن قال : فجاء زيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، أخبرتني زينب بكذا وكذا ، فهل لك أن أطلقها حتى تتزوجها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ، اذهب فاتق الله ، وأمسك عليك زوجك ، ثم حكى الله ، فقال : ( أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها - إلى قوله - وكان أمر الله مفعولاً ) ، فزوجه الله من فوق عرشه !
أقول : نعم ، زوجه الله تعالى من فوق عرشه ، وهذه الراوية موافقة لما ورد في البخاري أيضاً نم ذكر نفس الحادثة ، وبنفس اللفظ أن الله زوج محمداً صلى الله عليه وسلم من فوق عرشه ، فهل بقي شك لمرتاب حول مكان الله تبارك وتعالى ؟!