عرض مشاركة واحدة
قديم 18-04-10, 12:00 PM   رقم المشاركة : 52
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



فصل


روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:

( تفسير القرآن على أربعه أوجه:

تفسيرٌ تعرفه العرب من كلامها،

وتفسير لا يُعذر أحد بجهالته،

وتفسير يعلمه العلماء،

وتفسير لا يعلمه إلا الله فمن ادعى علمه فهو كاذب )
انتهى.


فالتفسير الذي تعرفه العرب من كلامها

هو تفسير مفردات اللغة،

كمعرفة معنى القَرْءِ والنمارق والكهف ونحوِها.


والتفسير الذي لا يعذر أحد بجهالته

هو تفسير الآيات المكلَّفِ بها اعتقاداً أو عملاً،

كمعرفة الله بأسمائه وصفاته ومعرفة اليوم الآخر

والطهارة والصلاة والزكاة وغيرها.


والتفسير الذي يعلمه العلماء

هو ما يخفى على غيرهم، مما يمكن الوصول إلى معرفته،

كمعرفة أسباب النـزول والناسخ والمنسوخ

والعام والخاص والمحكم والمتشابه ونحوِ ذلك.


وأما التفسير الذي لا يعلمه إلا الله

فهو حقائق ما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر،

فإن هذه الأشياء نفهم معناها،

لكن لا ندرك حقيقة ما هي عليه في الواقع.


مثال ذلك أننا نفهم معنى استواءِ الله على عرشه،

ولكننا لا ندرك كيفيتَه

التي هي حقيقة ما هو عليه في الواقع.


وكذلك نفهم معنى الفاكهة والعسل والماء واللبن

وغيرِها مما أخبر الله أنه في الجنة،

ولكن لا ندرك حقيقته في الواقع،

كما قال تعالى:

( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين

جزاءً بما كانوا يعملون


قال ابن عباس رضي الله عنهما:

ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماءُ.



وبهذا تبين أن في القرآن ما لا يعلم تأويله إلا الله،

كحقائقِ أسمائه وصفاته وما أخبر الله به عن اليوم الآخر.

وأما معاني هذه الأشياء فإنها معلومة لنا،

وإلا لما كان للخطاب بها فائدة،

والله أعلم.







من مواضيعي في المنتدى
»» النكتة السورية
»» محرومون من العمل في مختلف الوزارات والدوائر الحكومية
»» من أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن المهدي المعدوم
»» سامحينا يا غزة فإنا عاجزون
»» حكاية فتوى الشيخ شلتوت