رابعا :
جاء في كلام بعض السلف ، وبعض أهل العلم المتأخرين إطلاق لفظ : ( فلان من الأبدال ) ،
ومن ذلك ما جاء في "التاريخ الكبير" للبخاري (7/127) في ترجمة فروة بن مجالد :
" وكانوا لا يشكّون في أنه من الأبدال " انتهى ،
وقال الإمام أحمد كما في "العلل" للدارقطني (6/29) :
" إن كان من الأبدال في العراق أحد ،
فأبو إسحاق إبراهيم بن هانئ " انتهى .
ولا يعنون به ما يريده المتصوفة في اصطلاحهم الباطني البدعي ،
وإنما يريدون المعنى اللغوي ،
فمن قيل فيه ذلك من أهل العلم فهو من ورثة الأنبياء
بما معه من العلم الشرعي ،
فكأنه بدل عنهم في تبليغ الوحي وتعليمه الناس .
يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى في "مجموع الفتاوى" (4/97) :
" وأما أهل العلم فكانوا يقولون هم الأبدال ؛ لأنهم أبدال الأنبياء ،
وقائمون مقامهم حقيقة ،
ليسوا من المعدمين الذين لا يعرف لهم حقيقة ،
كل منهم يقوم مقام الأنبياء في القدر الذي ناب عنهم فيه ،
هذا في العلم والمقال ، وهذا في العبادة والحال ،
وهذا في الأمرين جميعا ،
وكانوا يقولون هم الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة ،
الظاهرون على الحق ،
لأن الهدى ودين الحق الذي بعث الله به رسله معهم
وهو الذي وعد الله بظهوره على الدين كله
وكفى بالله شهيدا " انتهى .
وانظر سؤال رقم (10527)
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب