وكذلك يؤمنون بكل- كتاب أنزله الله ، وكل رسول أرسله الله ، لا يفرقون بين أحد من رسله .
ويؤمنون بالقدر كله ، وأن جميع أعمال العباد- خيرها وشرها- قد أحاط بها علم الله ، وجرى بها قلمه ، ونفذت فيها مشيئته ، وتعلقت بها حكمته ، حيث خلق للعباد قدرة وإرادة ، تقع بها أقوالهم وأفعالهم بحسب مشيئتهم ، لم يجبرهم على شيء منها بل مختارين لها ، وخص المؤمنين بأن حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم ، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان بعدله وحكمته .
ومن أصول أهل السنة : أنهم يدينون بالنصيحة لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة ، ويأمرون ببر الوالدين وصلة الأرحام ، والإحسان إلى الجيران والمماليك والمعاملين ، ومن له حق ، وبالإحسان إلى الخلق أجمعين .
ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسنها ، وينهون عن مساوئ الأخلاق وأرذلها .
ويعتقدون أن أكمل المؤمنين إيمانا ويقينا أحسنهم أعمالا وأخلاقا ، وأصدقهم أقوالا ، وأهداهم إلى كل خير وفضيلة ، وأبعدهم من كل رذيلة .
ويأمرون بالقيام بشرائع الدين ، على ما جاء عن نبيهم فيها وفي صفاتها ومكملاتها ، والتحذير عن مفسداتها ومنقصاتها .
ويرون الجهاد في سبيل الله ماضيا مع البر والفاجر ، وأنه ذروة سنام الدين . جهاد العلم والحجة . وجهاد السلاح . وأنه فرض على كل مسلم أن يدافع عن الدين بكل ممكن ومستطاع .
ومن أصولهم الحث على جمع كلمة المسلمين ، والسعي في تقريب قلوبهم وتأليفها ، والتحذير من التفرق والتعادي والتباغض والعمل بكل وسيلة توصل إلى هذا .
ومن أصولهم النهي عن أذية الخلق في دمائهم وأموالهم وأعراضهم وجميع حقوقهم ، والأمر بالعدل والإنصاف في جميع المعاملات ، والندب إلى الإحسان والفضل فيها .
ويؤمنون بأن أفضل الأمم أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأفضلهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خصوصا الخلفاء الراشدون والعشرة المشهود لهم بالجنة وأهل بدر ، وبيعة الرضوان والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار . فيحبون الصحابة ويدينون لله بذلك .
وينشرون محاسنهم ويسكتون عما قيل عن مساوئهم .
ويدينون لله باحترام العلماء الهداة وأئمة العدل ، ومن لهم المقامات العالية في الدين والفضل المتنوع على المسلمين ، ويسألون الله أن يعيذهم من الشك والشرك والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق ، وأن يثبتهم على دين نبيهم إلى الممات .
هذه الأصول الكلية بها يؤمنون ولها يعتقدون ، وإليها يدعون .
والله اعلم
انظر القول السديد لشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله