عرض مشاركة واحدة
قديم 15-10-13, 11:35 PM   رقم المشاركة : 5
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


دعوة الصوفية

أرجو أن تذكر لي طريقة عملية في دعوة الصوفية، مع العلم أنهم ليسوا متعمقين في التصوف، بل مازالوا عند الموالد والأذكار والدعوات والصلوات فقط.كما أرجو أن ترشدني إلى كتب تهتم بدعوة هؤلاء الناس
.



الفتوى :

التصوف باب واسع ، الطرق الصوفية كثيرة ومتباعدة في مناهجها ، الاسم واحد، والمحتوى مختلف متفاوت، فيها الطرق القائمة على التكسب المادي والغنائم الدنيوية، وفيها الطرق القائمة على عقيدة الاتحادية أو الحلول، وفيها الطرق القائمة على التهذيب والتربية وبناء الأخلاق والتعبد، وربما صحب ذلك شيء من المحدثات العملية التي لم تؤثر عن السلف.وكثير من المنتسبين إلى الطرق الصوفية لا يربطهم بها إلا مجرد الانتساب والمحبة والولاء العام، دون أن يعرفوا ما عليه شيوخ الطريقة.

ونظراً لهذا نرى أن التأثير على هذه الجماهير ممكن جداً شريطة أن يكون بالأسلوب الحسن والموعظة الحسنة والهدوء وسعة البال، ومن طلبة علم وأهل دعوة يعرفون مداخل النفوس وأسباب قبولها وإقبالها، وأسباب ردها وإدبارها، فليس من الحكمة أن تبدأ بنقد شيوخهم، وتفنيد طرائقهم، وعيب مسالكهم، وربما لا يكون كثير من هذا معروفاً لديهم، وربما أخذتهم بذنب غيرهم ، أو كنت سمعت عنهم شيئاً والواقع بخلافه.

والأسلوب الأمثل في دعوة هؤلاء وغيرهم، هو: عرض الحق لهم دون الدخول معهم في مناظرة حول ما هم عليه ، فتعرض عليهم العقيدة في الله - تعالى – وتعظيمه، وعبادته، وتوحيده، والإقرار بما أخبر به عن نفسه، أو أخبر عنه رسوله مما هو لب الديانة ومقتضى الفطرة ، وصريح العقل ، ويثنّي بالثناء على الأنبياء والمرسلين وتعظيمهم، ومحبتهم، والاقتداء بهم، واللهج بذكرهم دون غلو أو مبالغة ، ولا نفرق بين أحد منهم.ونثلث بالثناء على أصحاب الأنبياء، وخصوصاً أصحاب نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم -، فهم غراس يده، وثمرة تربيته، وأعوانه وإخوانه وأصحابه وجلساؤه ووزراؤه وأهل بيته .

وهكذا ما يتعلق بالملائكة والكتب والقدر وغيرها.ويراعى في هذا ناموس التدرج، فليس من الحكمة أن تشعره بأن كل ما عنده خطأ وباطل وضلال، كما أنه ليس من الحكمة أن تعلمه صغار الأمور وكبارها في وقت واحد، وأن تنتقده في كل كلمة وكل حركة.هناك مسائل جوهرية وكبيرة وضرورية يبدأ بها، وتولى حقها من العناية، وبصبر، وذكاء، وبعدٍ عن الإثارة،

وأعنى: أن أتعمد البعد عن تحريك عوامل الرفض والمعاندة لديه، وأتجنب كل ما يحرك التعصب عنده، وأجعل الحق يسري إلى قلبه ونفسه بهدوء وانسياب ولطف، حتى لربما لا يشعر أول الأمر أن ثمة شيئاً جديداً يدخل عليه، وقد يكون في قرارة نفسه فطرة سليمة، أو فهم صائب، ولكنه مستور مغطى ببعض الظواهر وبعض الشوائب.وإذا ظهرت بوادر القبول فليكن بعد اللقاء لقاء آخر،

ولتكن الطريق سالكة لصداقة تمتد جذورها، وتبسق فروعها، ويتولد عنها تبادل الأحاديث والصلات والهدايا ، والكتب والأشرطة والوسائل التعليمية المختلفة.فإن كان الأمر لا يحتمل كل هذا ، والفرصة تضيق عن مثله ، فليكن سؤال بعد سؤال تثير في ذهنه الشك في الخطأ القائم لديه ، وتبعثه على التفكير السليم، والنظر السديد، والتأمل فيما حوله ، وليكن من هدية الكتاب المختار، أو الشريط المختار ما يكمل المشوار،

وينبغي اختيار المادة التي تعطى له فلا تكون مادة صارخة، أو ملحة على قضايا، أو مسائل جزئية أو فرعية؛ لأن المهم هو القاعدة والتصور، وغيرها يبنى عليها.إنك تحتاج حين تدعو قوماً إلى خير فقدوه أن تكون متحلياً بالخير الذي وجدوه ، فعليك بجميل الأخلاق وطيب الصفات، وطول النفس والأناة، وعدم الانفعال، والتحلي بالصبر والصدق والإخلاص والتجرد التام للحق ليكون التوفيق حليفك،

ولا تنس الوصايا الإلهية في سورة العصر "والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " - جعلنا الله وإياكم منهم بمنه وكرمه -.

وفي المكتبة الإسلامية أعداد كبيرة من الكتب النافعة في الردود على أباطيل المنحرفين عن سواء السبيل،

لكن من النادر أن تجد كتاباً في دعوة هؤلاء وأولئك لا يتحدث عن نقد مذاهبهم،

لكنه يعرض لهم الدعوة عرضاً أولياً متجرداً هادئاً،

وهذا كما هو ظاهر لون آخر غير النقد والتفنيد، والحاجة إليه ماسة.

والله المستعان .


موقع الإسلام اليوم

http://www.ejabh.com/arabic_article_86694.html







من مواضيعي في المنتدى
»» الاحتفاء الشيعي بضريح أبو لؤلؤة المجوسي
»» ذم الغناء وشطحات الصوفية / قصيدة للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى
»» جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في توضيح توحيد العبادة
»» ابن عربي ووحدة الوجود
»» إندونيسي يموت ساجداً بلباس الإحرام