عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-04, 12:36 AM   رقم المشاركة : 11
أسير الذنب
مشترك جديد





أسير الذنب غير متصل

أسير الذنب


أخي موحد2 الفاضل :
ها أنا أعيد وأكرر مرة أخرى ، وأكتب ما قد ذكرته من قبل وأسعى ، لعل صاحب الهوى أن يترك ما يهوى.

الصفات المضافة إلى الله ضربان:

الضرب الأول : صفات هي محض كمال ، كالحياة والعلم مما قد ورد في اللغة معنى لها يليق في حق الله عزوجل فهذه لا محل للتفويض فيها .
مثال ذلك :
صفة الحياة لله عزوجل ، فإنّ لها معنى في اللغة يليق في حق الله عزوجل ، وهو أنّ الحياة ضد الموت، كما قاله الرازي في كتابه (مختار الصحاح ص 89) فلا مانع أن يقال: إن لله صفة الحياة ،ومعناها ضد الموت ، فلا إشكال هنا أن يثبت المعنى.
فإن قيل: قد قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (8/105) (والمحفوظ عن مالك رحمه الله رواية الوليد بن مسلم أنه سأله عن أحاديث الصفات فقال: أمرها كما جاءت بلا تفسير) فكيف يمنع الإمام مالك تفسير الصفات وقد علم مما ما سبق أنّ من الصفات من لا إشكال في تفسيرها وإثبات معناها؟
الجواب: أنّ منع الإمام مالك يحمل على الضرب الثاني الذي سيأتي ذكره.

الضرب الثاني: الصفات التي ظاهرها مستحيل على الله بالأدلة القطعية سواء كانت نقلية أو عقلية ، فهذا الضرب من الصفات الواجب على المسلم أن يؤمن بها ويعتقدها ويكل علمها إلى الله.

مثال ذلك: صفة اليد ، فأنّ لها في اللغة معنيين:
الأول: القدرة والقوة والنعمة وغير ذلك مما من شأنه أن يصرف اللفظ عن ظاهره وهذا يكون تأويلا .
الثاني : الجارحة، ويكون هذا أخذا بالظاهر المتبادر.

كلا الطريقتين مخالفتين لما عليه السلف الصالح ، فلم يكونوا مؤولة ولا مجسمة وإنما كانوا وسطا بين ذلك
يؤمنون بما جاء بالأخبار ويصدقونه، ولا يخوضون في المعاني بل كانوا يكلوها إلى الله.

وهذه أقوال أئمة السلف الصالح ، من القرون الثلاثة فما بعدها، توضح ذلك:

1-قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (13/343) ( وأسند البيهقي بسند صحيح عن أحمد بن أبي الحواري عن سفيان بن عيينة قال: كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عنه)2-
2-قال الحافظ الذهبي في السير (8/105) ( والمحفوظ عن مالك رحمه الله رواية الوليد بن مسلم أنه سأله عن أحاديث الصفات فقال: أمرها كما جاءت بلا تفسير)
3-قال الترمذي رحمه الله في جامعه (4/692): ( الذي اختاره أهل الحديث: أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسّر، ولا تتوهم ولا يقال كيف؟ وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه).
4-جاء في طبقات الحنابلة لأبي يعلى (2/53) ( قال أبو زرعة : الأخبار التي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرؤية وخلق آدم على صورته ، والأحاديث التي في النزول، ونحو هذه الأخبار ، المعتقد من هذه الأخبار مراد النبي صلى الله عليه وسلم ، والتسليم لها . حدثني أبو موسى الأنصاري قال: قال سفيان بن عيينة : ما وصف الله تبارك وتعالى به نفسه في كتابه : فقرآنه تفسيره ، ليس لأحد أن يفسره إلا الله ) وإنما أتيت بهذه الرواية لعلتين:
الأولى : أن فيها زيادة (ليس لأحد أن يفسره إلا الله ) وهذه ليست في رواية البيهقي، وفيها مزيد من التوضيح.
الثانية: أنّ فيها إقرار من إمام المحدثين الإمام أبي زرعة الرازي ، والذي قال عنه ابن راهويه (كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي فليس له أصل.

5-قال الإمام الصابوني في كتابه عقيدة أهل الحديث (ص44): ( وعلماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف رحمهم الله: لم يختلفوا في أن الله على عرشه، وعرشه فوق سماواته، يثبتون من ذلك ما أثبته الله تعالى ويؤمنون به ويصدقون الرب جل جلاله في خبره، ويطلقون ما أطلقه سبحانه وتعالى من استوائه على العرش ويمرّونه على ظاهره ، ويكلون علمه إلى الله، ويقولون ( آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب) كما أخبر الله تعالى عن الراسخين في العلم أنهم يقولون ذلك ورضيه منهم )أ.ه
6-قال الإمام البغوي في تفسيره (2/197) ( فأما أهل السنة يقولون: الاستواء على العرش صفة لله تعالى بلا كيف يجب على الرجل الإيمان به ويكل العلم فيه إلى الله عزوجل)
7-قال ابن قدامه في كتابه ذم التأويل (ص/11) ( ومذهب السلف رحمة الله عليهم الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه التي وصف بها نفسه في آياته وتنزيله،أو على لسان رسوله ، من غير زيادة عليها، ولا نقص منها، ولا تجاوز لها، ولا تفسير لها , ولا تأويل لها بما يخالف ظاهرها_اي دون تغيير أو تفسير)أ. المراد ويكلون علمه إلى ا
8- قال ابن رجب في كتابه فضل علم السلف على علم الخلف (ص/19) : (والصواب ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها من غير تفسير لها ولا تكييف ولا تمثييل)

وأظنّ أنّ في هذه النقول كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد







التوقيع :
وَمَالِيْ إليْكَ وَسِيْلَةٌ إلاّ الرَجَاء .... وَجَمِيْلُ عَفْوكَ ثُمّ إنّي حَنْبَلي .
من مواضيعي في المنتدى
»» حُكمُ إسْبَال الثيَابِ في مَذْهَبِ الحَنَابلةِ .
»» المَسَائلُ التي خالفَ الوَهابيّةُ فيْها مذْهبَ السَّادَةِ الحَنَابلةِ.
»» الردُّ عَلى مَن اتبع غيْرَ المَذَاهِبِ الأربَعَةِ . لابن رَجَبٍ الحَنْبَلي .
»» قَالةٌ للإمَاِم أحْمَدَ رَضي اللهُ عَنهُ مُشْكلةٌ
»» الشيْخ ابن قدامة هل هناك فرق بين الحادث والمَخلوق