عرض مشاركة واحدة
قديم 28-04-17, 05:46 PM   رقم المشاركة : 7
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


أبو هريرة وفتنة عثمان:

كان أبو هريرة يوم حصار عثمان - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - عنده في الدار مع بعض الصحابة وأبنائهم الذين جاءوا ليدفعوا الثوار عن عثمان - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - وكان عِدَّةُ من في الدار من المهاجرين والأنصار قريباً من سبعمائة رجل، فيهم عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير والحسن والحسين ومروان، وأبو هريرة وخلق من مواليه، ولو تركهم عثمان لمنعوه. إلاَّ أنه كان مسالماً فقال لهم: «أُقْسِمَ عَلَى مَنْ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ أَنْ يَكُفَّ يَدَهُ، وَأَنْ يَنْطَلِقَ إِلَى مَنْزِلِهِ» ... وَقَالَ لِرَقِيقِهِ: «مَنْ أَغْمَدَ سَيْفَهُ فَهُوَ حُرٌّ. فَبَرُدَ الْقِتَالُ مِنْ دَاخِلِ الدَّارِ، وَحَمِيَ مِنْ خَارِجٍ» (1)، وكان فيما قاله عثمان لمن عنده في الدار: «فَأُحَرِّجُ عَلَى رَجُلٍ أَنْ يَسْتَقْتِلَ أَوْ يُقَاتِلَ» ... فتقدَّموا فقاتلوا ولم يسمعوا قوله فبرز الغيرة بن الأخنس و ... و ... وأقبل أبو هريرة والناس محجمون فقال: هذا يوم طاب فيه الضرب، ونادى: يا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار (2).

وكان أبو هريرة إذن يدافع عن أمير المؤمنين في أشدِّ ساعات الفتنة، بل بقي عنده حتى الرمق الأخير ... وقد أجمعت كل الروايات على وجود أبي هريرة بين الذين دافعوا عن عثمان - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - ومعه أعيان الصحابة وبعض أولادهم إلاَّ أنَّ عثمان أبى أنْ يقاتلوا حتى أنه لما مات أبو هريرة كان ولد عثمان يحملون سريره حتى بلغوا البقيع حفظاً بما كان من رأيه في عثمان (3)، كما أمر معاوية واليه على المدينة بأنْ يحسن جوار ورثة أبي هريرة لأنه كان مِمَّنْ ينصر عثمان وكان معه في الدار (4).

...


أبو هريرة في عهد عَلِيٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -:


بعد وفاة عثمان - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - لم يذكر المؤرِّخُون الثقات أبا هريرة في شيء مِمَّا جرى من الحوادث بين سَنَةَ خمس وثلاثين وسَنَةَ أربعين، التي استشهد فيها أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - اللهم إلاَّ ما رواه زياد بن عبد الله البكائي عن عوانه (بن الحكم الكلبي) أنَّ معاوية أرسل بسر بن أبي أرطأة إلى الحجاز - وكان ذلك سَنَةَ أربعين - ودخل المدينة وعليها عامل عَلِيٍّ يومئذٍ أبا أيوب الأنصاري، فَفَرَّ، وطلب بسر البيعة لمعاوية وأتى مكة ثم اليمن، وقتل في اليمن جماعة كثيرة من شيعة عَلِيٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - فلما بلغ عَلِيًّا خبر بسر وجه جارية بن قدامة في ألفين، ووهب بن مسعود في ألفين، فهرب بسر وأصحابه، فطلب جارية البيعة لأمير المؤمنين ولما بلغه استشهاده طلبها للحسن، «وأتى المدينة وابو هريرة يُصلِّي بهم فهرب منه فقال جارية: والله لو أخذت أبا سنور لضربت عنقه» وأخذ البيعة للحسن بن عَلِيٍّ، وأقام يومه ثم انصرف إلى الكوفة وعاد أبو هريرة فصلَّى بهم (1).

إنَّ فرار أبي هريرة من جارية لا يعني قط أنه كان أميراً على المدينة من قبل معاوية، إنما فَرَّ بنفسه خافة بطش قائد فاتح.

وأما غضب جارية عليه فلا يعني أنه كان خصماً لِعَلِيٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا -، ومؤيداً لمعاوية، فقد يكون غضبه لأنه علم إمامته للناس في صلواتهم حين غاب عن المدينة أبو أيوب الأنصاري - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، الذي كان أمير المدينة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، فظنَّ فيه ظن السوء ... وأراد البطش به، في حين أنه قدم للصلاة بالناس لجلالة قدره.

والراجح القوي أنَّ أبا هريرة اعتزل هذه الفتن، وحثَّ الناس على اعتزلها، إذ كان يروي عن رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قوله:

«سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ» (1).

ولم يثبت عن أبي هريرة أنه اشترك في تلك الفتن والخلافات، وأما ما ذكره أبو جعفر الإسكافي من أنَّ أبا هريرة كان مع النعمان بن بشير في قدومه من دمشق إلى عَلِيٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - في المدينة، لرفع القتال، وحقن دماء المسلمين، على أنْ تكون الشام ومصر لمعاوية، والحجاز والعراق لعَلِيٍّ، فهذا الخبر لم يصح، ولم يروه مؤرِّخٌ ثقة قط، ولم أجده إلاَّ في " شرح نهج البلاغة " (2)، عن أبي جعفر من غير سند، فكيف نحكم على صحته مع مخالفته لصحيح الأخبار؟.

ولو سلَّمنا جدلاً بصحة هذا الخبر، فإنه لا يدل على اشتراك أبي هريرة في الفتنة، كما لا يدل على تحزُّبه لمعاوية أو لعَلِيٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا -، وإنما يدل على حياده التام، وعلى إجلال الصحابة له، وعلى مكانته عند عَلِيٍّ ومعاوية - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - مِمَّا حمله على محاولة طيبة، وهي إيقاف القتال، وحقن الدماء، ودعوة الفريقين إلى الصلح والسلام. وأنَّ هذه المحاولة تدل على سمو أخلاق أبي هريرة، وحرصه على جمع كلمة المسلمين ونبذ الخلاف، والرجوع إلى الحق.

وبالرغم من أنَّ هذا الخبر لا يدل قطعاً على تشيع أبي هريرة لأحد الفريقين، بل يدل على مكانته ومنزلته بين المسلمين، بالرغم من هذا فإننا نتوقَّف عن الأخذ به إلى أنْ يصح في مصدر موثوق به.

والثابت عن أبي هريرة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - حُبَّهُ لأهل البيت، فقبل صفحات ذكرت حبه للحسن بن عَلِيٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ -، وقد روى مساور مولى بني سعد بن بكر قال: رأيت أبا هريرة قائماً في المسجد يوم مات الحَسَنِ يَبْكِيَ وَيُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ .. مَاتَ الْيَوْمَ حِبُّ رَسُولِ الْلَّهِ - صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَابْكُوْا» (1)

وأنكر أبو هريرة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - على مروان بن الحكم منع دَفْنَ الحسن في حُجْرَةِ السيدة عائشة - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - جانب جَدِّهِ - صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأصغى الحسين - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - إليه وكاد ينزل عند رأيه (2).


http://shamela.ws/browse.php/book-29967#page-84




تعقيب :

قلت ( حجازية 1 ) : أن أبو جعفر الإسكافي و إبن ابي الحديد صاحب كتاب ( شرح نهج البلاغة ) هم من رؤوس المعتزلة و قد خالطهما ترفض وفلا علاقة لأهل السنة و الجماعة بهما بالإضافة إلى أن كتاب نهج البلاغة من كتب الشيعة .

http://www.dd-sunnah.net/forum/showp...6&postcount=69


http://www.dd-sunnah.net/forum/showp...0&postcount=35