عرض مشاركة واحدة
قديم 14-04-11, 06:08 PM   رقم المشاركة : 7
محب المهاجرين و الأنصار
عضو نشيط








محب المهاجرين و الأنصار غير متصل

محب المهاجرين و الأنصار is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.



البحث عن السلاح والمال ؛ التنظيم الجديد

خرجت من السجن، وفي تصوري صورة خاصة محددة لما يجب أن تكون عليه أية حركة إسلامية في الظروف العالمية والمحلية الحاضرة، وصورة لخطوات المنهج الذي يجب أن تسير عليه.

وقد ذكرت ذلك من قبل، ولكني ألخصه هنا قبل البدء في التفصيلات؛

1) المجتمعات البشرية بجملتها قد بعدت عن فهم وادراك معنى الإسلام ذاته، ولم تبعد فقط عن الأخلاق الإسلامية، والنظام الإسلامي، والشريعة الإسلامية، وإذن فأية حركة إسلامية يجب أن تبدأ من اعادة تفهيم الناس معنى الإسلام ومدلول العقيدة، وهو أن تكون العبودية لله وحده، سواء في الاعتقاد بألوهيته وحده، أو تقدير الشعائر الشعائر التعبدية له وحده، أو الخضوع والتحاكم إلى نظامه وشريعته وحدها.

2) الذين يستجيبون لهذا الفهم، يؤخذ في تربيتهم على الأخلاق الإسلامية وفي توعيتهم بدراسة الحركة الإسلامية وتاريخها وخط سير الإسلام في التعامل مع كل المعسكرات والمجتمعات البشرية، والعقبات التي كانت في طريقه والتي لا تزال تتزايد بشده، وبخاصة من المعسكرات الصهيونية والصليبية الاستعماريه.

3) لا يجوز البدء بأي تنظيم إلا بعد وصول الأفراد إلى درجة عالية من فهم العقيدة ومن الأخذ بالخلق الإسلامي في السلوك والتعامل ومن الوعي الذي تقدم ذكره.

4) ليست المطالبة بإقامة النظام الإسلامي وتحكيم الشريعة الإسلامية؛ هو نقطة البدء، ولكن نقطة البدء هي نقل المجتمعات ذاتها - حكاما ومحكومين - عن الطريق السالف إلى المفهومات الإسلامية الصحيحة، وتكوين قاعدة، إن لم تشمل المجتمع كله فعلى الأقل تشمل عناصر وقطاعات تملك التوجيه والتأثير في اتجاه المجتمع كله إلى الرغبة والعمل على إقامة النظام الإسلامي وتحكيم الشريعة الإسلامية.

5) وبالتالي لا يكون الوصول إلى اقامة النظام الإسلامي وتحكيم الشريعة الإسلامية عن طريق انقلاب في الحكم يجيء من أعلى، ولكن عن طريق تغير في تصورات المجتمع كله - أو مجموعات كافية لتوجيه المجتمع كله - وفي قيمه وأخلاقه والتزامه بالإسلام يجعل تحكيم نظامه وشريعته فريضة لا بد منها في حسهم.

6) في الوقت ذاته تجب حماية هذه الحركة، وهي سائرة في خطواتها هذه، بحيث إذا اعتدى عليها وعلى أصحابها؛ يرد الاعتداء، وما دامت هي لا تريد أن تعتدى، ولا أن تستخدم القوة في فرض النظام الذي تؤمن بضرورة قيامه - على الأساس المتقدم وبعد التمهيدات المذكورة، والذي لا يتحقق إسلام الناس إلا بقيامه حسب ما يقرر الله سبحانه - ما دامت لا تريد أن تعتدى ولا أن تفرض نظام الله بالقوة من أعلى؛ فيجب أن تترك تؤدي واجبها وألا يُعتدى عليها وعلى أهلها، فإذا وقع الاعتداء كان الرد عليه من جانبها.

* * *

هذه كانت الصورة المتكاملة في تصوري لأية حركة إسلامية حاضرة... ولكن حدث أن التقيت بعد خروجي على التوالي بالشبان الآتية أسماؤهم - من بين من التقيت بهم من الإخوان وغير الإخوان ممن لهم اتجاه إسلامي؛ عبد الفتاح إسماعيل، على العشماوي، أحمد عبد المجيد، وقد عرفت بقية اسمه هنا في السجن الحربي - مجدي - صبري... وعلمت منهم بعد لقاءات متعددة أنهم مكونون بالفعل تنظيماً يرجع تاريخ العمل فيه إلى حوالي أربع سنوات أو أكثر، وأن أقلية منه ممن سبق اعتقالهم من الإخوان، والأكثرية ممن لم يسبق اعتقالهم، أو ممن لم يكونوا من الأخوان من قبل، وأن هذا التنظيم تم بأن كلاً منهم على انفراد فكر في وقت من الأوقات السابقة - في هذه السنوات - من ضرورة العمل لإعادة حركة الإخوان المسلمين وعدم الاكتفاء بهذه الصورة القائمة لوجود الجماعة، وهي أن تكون هناك بعض الاشتراكات والمساعدات لإعالة الأسر التي لم يعد لها مورد رزق، مع مجرد التجاوب الصامت بين الأخوان والقعود والانتظار.

وأنهم في أثناء تحركهم كل على حدة لتنظيم أي عدد من الإخوان الراغبين في الحركة أو تحريكهم؛ التقوا بعضهم ببعض، وبعض أن استوثق بعضهم من بعض؛ انضموا كل بالمجموعة التي كانت قد انضمت إليه وكونوا هذا التنظيم الواحد، وأنهم - وكلهم من الشبان القليلي الخبرة - ظلوا يبحثون عن قيادة لهم من الكبار المجربين في الجماعة، فاتصلوا بالأستاذ فريد عبد الخالق، كما اتصلوا بإخوان الواحات - الذين اتصلوا بالأستاذ فريد كلهم والذي اتصل بالواحات عبد الفتاح - وبغيرهم، ولكنهم لم يجدوا حتى الآن قيادة لهم، وهم يريدون أن أتولى أنا هذا بعد خروجي، ذلك أنهم بعد أن قرأوا كتاباتي وسمعوا أحاديثي معهم قد تحولت أفكارهم وتوسعت رؤيتهم إلى حد كبير، وقد كانوا يفكرون من قبل على أساس أن المسألة مسألة تنظيم مجموعة فدائية لإزالة الأوضاع والأشخاص التي ضربت جماعة الإخوان المسلمين وأوقفت دعوتهم، وإقامة الجماعة وإقامة النظام الإسلامي عن هذا الطريق.

أما الآن فقد فهموا أن المسألة أوسع من ذلك بكثير، وأن طريق العمل طويل، وأن العمل في المجتمع يجب أن يسبق العمل في نظام الدولة، وأن تكوين وتربية الأفراد يجب أن يسبق التنظيم... إلى الآخر، وأن من وراءهم من الشبان أخذوا يتصورون الأمور على هذا النحو إلى حد ما... ولكنهم هم في حاجة إلى قيادة تزودهم بالمزيد في التحرك ليستطيعوا هم أن يؤثروا فيمن وراءهم، ويوسعوا إدراكهم، ويغيروا تصوراتهم.

وكنت أمام أمرين؛

# إما أن أرفض العمل معهم... وهم لم يتكونوا على النحو الذي أنا مقتنع به، فلم يتم تكوين الأفراد وتربيتهم وتوعيتهم قبل أن يصبحوا تنظيماً، وقبل أن يأخذوا في التدريب الفعلي على بعض التدريبات الفدائية.

# وإما أن أقبل العمل على أساس إدراك ما فاته من المنهج الذي أتصوره للحركة، وعلى أساس إمكان ضبط حركاتهم بحيث لا يقع اندفاع في غير محله، خصوصاً وبعضهم ينوي فعلاً، وعقلية البدء بإقامة النظام الإسلامي من قمة الحكم قد تغلب على الفهم الجديد وعلى عقلية البدء بإقامة العقيدة والخلق والاتجاه في قاعدة المجتمع... وقررت اختيار الطريق الثاني والعمل معهم وقيادتهم.

ولكني قلت لهم مخلصاً في ذلك: (حقيقة أن الحركة الإسلامية في الظروف الحاضرة تحتاج إلى نظرة واسعة وفهم ووعي الإسلام ذاته وتاريخ حركته، وكذلك فهم للظروف العالمية المحيطة بالإسلام وبالعالم الإسلامي... الخ، وأنتم تقولون أنكم لم تجدوا قيادة، وتريدون أن أقوم لكم بهذا الدور... ولكنني كما تعلمون رجل مريض بأمراض مستعصية على الطلب حتى الآن وخطيرة، والآجال نعم بيد الله، ولكن قدر الله يتم بأسباب يوجدها الله... لذلك يجب أن تعتمدوا على الله وتحاولوا أن تكونوا أنتم قيادة، ومهمتي الحقيقية معكم؛ هي بذل كل ما أملك لتوعيتكم وتكوينكم العقلي لتكونوا قيادة... أما دينكم وخلقكم وتقواكم وإخلاصكم وتعاملكم مع الله؛ فأنا أرى وأحس أنكم سائرون فيها بخير والحمد لله).

وكنت أكرر عليهم هذه المعاني وأتجه بهم هذا الاتجاه... وكانت الوسيلة لتحقيق ذلك هي اجتماعي بهم أحياناً مرة كل أسبوع، وأحياناً مرة كل أسبوعين... وفي فترات انشغالي مرة كل ثلاثة أو كل شهر... وقد بدأت أدرس معهم تاريخ الحركة الإسلامية، ثم موافق المعسكرات الوثنية والملحدة والصهيونية والصليبية قديماً وحديثاً من الإسلام، مع إلمام خفيف بالأوضاع في المنطقة الإسلامية في التاريخ الحديث منذ عهد الحملة الفرنسية، وأحياناً التعليق على الأحداث والأخبار والإذاعات، مع محاولة تدريبهم على تتبعها بأنفسهم... فقد كلفتهم أن يخصصوا منهم ومن بعض من يختارونهم ممن وراءهم تتبع الصحف العالمية والإذاعات العالمية، وإذا أمكن الكتب التي تصدر باللغتين الإنجليزية والفرنسية وتهتم بالإسلام وبالمنطقة الإسلامية.

وحدث أربع مرات أن جاءني أحمد عبد المجيد بحصيلة تتبعهم للأخبار الصحفية العالمية والمحلية والإذاعات كذلك، وكانت صورة بدائية ساذجة، ولكنها الخطوات الأولى الضرورية، ومنها كنت أعرف مدى عقليتهم العامة.

غير أن جلساتي معهم كانت محدودة بحكم قصر المدة التي اتصلوا بي فيها فهي في مجموعها إذا استبعدنا الفترات التي كنت مشغولاً فيها أو مريضاً أو بعيداً عن القاهرة لا تزيد على ستة أشهر، ولا تحتمل أكثر مما يتراوح بين عشرة واثني عشر اجتماعاً، لا يتسنى فيها إلا القليل وبعضها كان يشغل بمسائل عملية أخرى تختص بموقف التنظيم من بقية الإخوان كما تتعلق بمسائل التدريب وأسلحته... وبخطة مقابلة الاعتداء على التنظيم من بقية الإخوان كما تتعلق بمسائل التدريب وأسلحته... وبخطة مقابلة الاعتداء على التنظيم وتوقع ضربه حسب ما يتردد من أخبار وإشاعات... وأظن أن هذه هي المسألة الرئيسية التي تهم المشرفين على القضية أكثر من غيرها... ولكنني كنت أرى أنه لابد من عرض الصورة الكاملة التي تساعد على فهم هذه المسألة من كل جوانبها.

* * *

كنا قد اتفقنا على استبعاد استخدام القوة كوسيلة لتغيير نظام الحكم أو إقامة النظام الإسلامي، وفي الوقت نفسه قررنا استخدامها في حالة الاعتداء على هذا التنظيم الذي سيسير على منهج تعليم العقيدة وتربية الخلق وإنشاء قاعدة للإسلام في المجتمع، وكان معنى ذلك البحث في موضوع تدريب المجموعات التي تقوم برد الاعتداء وحماية التنظيم منه، وموضوع الأسلحة اللازمة لهذا الغرض، وموضوع المال اللازم كذلك.

فأما التدريب؛ فقد عرفت أنه موجود فعلاً من قبل أن يلتقوا بي، ولكن لم يكن ملحوظاً فيه أن لا يتدرب إلا الأخ الذي فهم عقيدته ونضج وعيه، فطلبت منهم مراعاة هذه القاعدة، وبهذه المناسبة سألتهم عن العدد الذي تتوافر فيه هذه الشروط عندهم، وبعد مراجعة بينهم ذكروا لي أنهم حوالي السبعين، وتقرر الإٍسراع في تدريبهم نظراً لما كانوا يرونه من أن الملل يتسرب إلى نفوس الشباب إذا ظل كل زادهم هو الكلام من غير تدريب وإعداد... ثم تجدد سبب آخر فيما بعد عندما بدأت الإشاعات ثم الاعتقالات بالفعل لبعض الأخوان.

وأما السلاح فكان موضوعه له جانبان:

الأول: أنهم أخبروني - ومجدي هو الذي كان يتولى الشرح في هذا الموضوع - أنه نظراً لصعوبة الحصول على ما يلزم منه حتى للتدريب فقد أخذوا في محاولات لصنع بعض المتفجرات محلياً، وأن التجارب نجحت وصنعت بعض القنابل فعلاً، ولكنها في حاجة إلى التحسين والتجارب مستمرة.

والثاني: أن علي عشماوي زارني على غير ميعاد وأخبرني أنه كان منذ حوالي سنتين - قبل التقائنا - قد طلب من أخ في دولة عربية قطعاً من الأسلحة، حددها له في كشف، ثم ترك الموضوع من وقتها، والآن جاءه خبر منه أن هذه الأسلحة سترسل، وهي كميات كبيرة - حوالي عربية نقل - وأنها سترسل عن طريق السودان، مع توقع وصولها في خلال شهرين... وكان هذا قبل الاعتقالات بمدة ولم يكن في الجو ما ينذر بخطر قريب.

ولما كان الخبر مفاجئاً فلم يكن ممكناً البت في شأنه حتى نبحثه مع الباقين، فاتفقنا على موعد لبحثه معهم... وفي اليوم التالي - على ما أتذكر - وقبل الموعد جاءني الشيخ عبد الفتاح إسماعيل وحدثني في هذا الأمر، وفهمت أنه عرفه طبعاً من علي، وكان يبدو غير موافق عليه ومتخوفاً منه، وقال: (لابد من تأجيل البث في الموضوع حتى يحضر صبري)، وقلت له: (إننا سنجتمع لبحثه).

وفي الموعد الأول - على ما أتذكر - لم يحضر صبري، لذلك لم يتم تقرير شيء في الأمر، وفي موعد آخر كان الخمسة عندي وتقرر تكليف علي بوقف إرسال الأسلحة من هناك حتى يتم الاستعلام من مصدرها عن مصدر النقود التي اشتريت بها، فإن كان من غير الإخوان ترفض، والاستفهام كذلك عن طريق شرائها دفعة واحدة أو مجزأة وطريقة إرسالها، وضمانات أنها مكشوفة أم لا؟ وبعد ذلك يقال للأخ المرسل ألا يرسلها حتى يخبر "طرة" بإرسالها.

ومضى أكثر من شهر - على ما أتذكر - حتى وصل للأخ علي رد مضمونه الباقي في ذاكرتي؛ أن هذه الأسلحة بأموال إخوانية من خاصة مالهم، وأنهم دفعوا فيها ما هم في حاجة إليه لحياتهم تلبية للرغبة التي سبق إبداؤها من هنا، وأنها اشتريت وشحنت بوسائل مأمونة.

ولا أتذكر إن كان هذا الرد أو رد تال جاء بعده؛ قد تضمن أن الشحنة أرسلت فعلاً ولا يمكن وقف وصولها، وأنهم يفكرون في طريق ليبيا إلى جانب طريق السودان، أو لأنه قد يكون أيسر من طريق السودان - لا أتذكر النص بالضبط - والأرجح أنه رد واحد.

وعند ذكر ليبيا قلت: (أنهم إذا فكروا في طريق ليبيا، فإنا أعرف من يستطيعون مساعدتنا في نقل مثل هذه الأشياء)، وكنت أفكر وقتها في اثنين من إخوان ليبيا عرفتهما بعد خروجي من السجن، أحدهما "الطيب الشين"، وكان يدرس في مركز التعليم الأساسي "بسرس الليان"، وله علاقة بسائقي عربات النقل بخط الصحراء بين ليبيا ومصر، والآخر "المبروك"، ولا أذكر إن كان اسمه الأول "محمد" أم لا لأني أعرفه باسم واحد... وكان في مناسبة ذكر لي أن بعض أقاربه يشتغلون بالقوافل بين مصر وليبيا... ولم أستوضحه وقتها عن القوافل لأنه كان كلاماً عابراً بخصوص ما إذا كان يلزمني أي شيء ليس موجوداً في مصر ويمكن الحصول عليه من ليبيا أو من الخارج، وقوله ل؛ي أن أطلب أي شيء فنقله مأمون تماماً لأن أقاربه في القوافل... كذلك لا أعرف بالضبط نوع التجارة التي يزاولها هو ويحضر من أجلها إلى مصر، إلا أنه في مرة قال لي: (أنه يستورد من الإسكندرية البرانس التي تلبس في المغرب وتصنع هنا في مصر وليس في المغرب)، ومرة قال لي: (أنه معه شحنة كتب)، ولكني غير متأكد من نوع التجارة التي يزاولها.

وأما مسألة المال؛
فقد جاء ذكرها مرات في اجتماعاتنا أو في أحاديثهم متفرقين معي، وعرفت أن لدى الشيخ عبد الفتاح مبالغاً، ولكنه كان يقول لهم دائماً؛ أنه هو مؤتمن عليه، وهي وديعة عنده لينفق في أغراض معينة، ولذلك فهو لا يملك أن ينفق منه في إعانات البيوت - مثلاً - ولا يملك التصرف في شيء إلا بإذنه... وقد قال لي الشيخ عبد الفتاح مثل هذا الكلام، ولكن لما عرضت مسألة الإنفاق على الصناعة المحلية للمتفجرات وعلى الإنفاق لتسلم شحنة الأسلحة التي أرسلت بعدما تبين أنه لا يمكن وقفها ولا يمكن تركها كذلك، قال: (أن أي مبلغ تحت تصرفكم)، واستأذنني في هذا فأذنت له، وفهمت أنه كان يعتبر المبلغ أمانة لا يتصرف فيه إلا بإذن قيادة شرعية، ولكني لم أعلم بالضبط مصدر هذا المبلغ ولا مقداره... كل ما كان واضحاً أنه من إخوان في الخارج وليس من أية جهة أخرى... فهذا ما كنت أحب أن أتأكد منه في علاقاتهم السابقة، لأني - كما قلت لهم - لا أجيز للحركة الإسلامية أن تستعين بأجنبي عنها، لا في مال ولا في سلاح ولا في حركة.

كذلك لم أعرف بالضبط مقداره ولكني أستنتج أنه أكثر من ألف جنيه... فقد جاء ذلك في كلمات عرضية، وكان الشيخ عبد الفتاح يقول كذلك، أنه في مكان أمين، ولم أكن أستوضحه عن هذه التفصيلات، لأنني كنت أكتفي بأقل قدر منها.

وكذلك كل أعمالهم التنفيذية فقد كان يكفي منها عنده ما يتعلق بالخطة العامة، أما التفصيلات؛ فكانت متروكة لهم لأنهم أخبر بها مني، ولكن تبعتها بالطبع تقع علي لأن الخطة العامة كانت تتم بموافقتي.

كذلك جاءنا مبلغ مئتي جنيه من إخوان العراق سلمتها للأخ على فور تسلمها، وكان حاضراً لتكون في عهدتهم وتحت تصرفهم... وسيجيء تفصيل علاقتنا بإخوان العراق في موضعه فيما بعد.



يتبع بإذن الله....







التوقيع :
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ مَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين.
من مواضيعي في المنتدى
»» كشف العورات في المستشفيات الواقع والعلاج
»» عاجل ||اعتقال الدكتور محمد علي الجزولي من قبل السلطات الأمنية السودانية فجر الخميس
»» الشيء الذي تخجل العروس من طلبه..!!
»» المنهج الشرعي في التعامل مع الأخطاء
»» استفسارات عن الارجاء ولماذا المرجئة يحاربون الجهاد؟