فإليك أخي المسلم أقوالهم من خلال كتبهم :-
قال الداعي إبراهيم بن الحسين الحامدي
( وهو الداعي الثاني في سلسلة الدعاة كما جاء ذلك في صحيفة الصلاة ص ( 684 )
في كتابه المشهور كنز الولد ص ( 26 ) :
( فلا إثبات لتوحيده وتمجيده وتنزيهه وتجريده إلا بمعرفة حدوده )
وشرح المحقق للكتاب وهو إسماعيلي مراده بذلك في الحاشية في ص ( 26 ، 11 ) ،
فقال في التوحيد هو : " معرفة حدوده العلوية ( أي العقول العشرة ) والسفلية ( أي الأئمة ) [1] .
وقال المؤلف أيضاً في الكتاب نفسه ص ( 23 ) :
" والتوحيد معرفة أسمائه ( الأئمة ) وتجريده ( التوحيد ) الاتصال بأوليائه
فمن عرفهم ووحدهم من قبلهم نجا ،
ومن جهلهم ولم يتصل بهم ضل وغوى "
وقال ص ( 24 ) :
وأشهد أن لا إله إلا الذي من ألحد في حدوده سقط عن معالم توحيده ...
أحمده إذ قام منهم في كل عصر هادياً ، نصبه للدين داعياً ،
وللإيمان منادياً فمن آمن به آمن ، ومن زاغ عنه امتحن وامتهن .. ".
فالتوحيد عندهم الإقرار بالعقول العشرة ومعرفتها
– والتي هي خرافة لا أصل لها وسيأتي الحديث عنها –
وكذلك الإقرار بالأئمة ومعرفتهم ،
فإذا أقر بهم الإنسان فهو من الموحدين ،
الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
وبما أن صحيفة الصلاة مؤلفة أصلاً للعوام والمبتدئين
فلا يظهروا فيها شيئاً من عقائدهم الباطنية السرية ،
إلا برموز وألفاظ غامضة ، لا يعرفها إلا من كان على علم بعلم الباطن .
فقد جاء فيها ما يدل على أنهم على آثار أسلافهم مقتدون ،
حيث اعتبر مؤلفها الهندي
أن ولاية الأئمة هي الإسلام ، ودين الإسلام كله !!
فقال ص ( 452 ) :
" ومن بهم ( الأئمة ) وبموالاتهم رضيت لنا الإسلام دينا "
فالإنسان لا يكون – بزعمهم – مسلماً إلا بموالاتهم ،
والله سبحانه وتعالى لا يرضى من أحد الإسلام إلا بموالاة الأئمة الإسماعيلية بزعمهم
وبعد معرفة التوحيد عندهم ننتقل إلى معرفة معنى الشرك الذي هو نقيض التوحيد.
فنجدهم يعتبرون الشرك :
هو الشرك بولاية علي رضي الله عنه وبولاية الأئمة من بعده ،
وليس هو الشرك بالله عز وجل !!.
وهذا دليل على أن عقيدته تقوم على أصول بدعية مترابطة ،
وظلمات بعضها فوق بعض .
وإليك أخي الكريم أقوالهم من خلال كتبهم :-
قال الهندي في صحيفة الصلاة في الموضع السابق ص ( 450 ) :
" وسبحان الله عما يشركون بولايته ( أي علي ) وباتخاذ الولائج من دونه
ونشهد أنه الإمام الهادي والمرشد الرشيد علي أمير المؤمنين ".
وحتى لا يُقال : إنني حرفت كلامه ، أو أخطأت في فهمه ، أو قولته ما لم يقل ،
فإليك أقوال أسلافهم ودعاتهم الأولين القاضي النعمان صاحب كتاب دعائم الإسلام
في كتابه أساس التأويل ( وهو من أهم كتبهم ) ص ( 320 ، 355 ) :
" الشرك هو الشرك بولاية كل إمام " .
وقال الداعي إسماعيل بن هبة الله المكرمي في كتابه مزاج التسنيم
بتحقيق المستشرق شتروطمان في الجزء الثالث ص ( 20 ) عند تفسيره
لقوله تعالى : { ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ } [2] ،
" أشركوا بمقام الوصي ".
وقال أيضاً في ص ( 123 ) :
" الشرك هو إشراك الأضداد في مقام الوصي " .
وقال الداعي جعفر بن منصور اليمن [3] في كتاب الكشف ص ( 53 )
في تأويله لقوله تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ
وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } [4] ،
" إنما الإشراك أن يشرك بولاية أمير المؤمنين ،
ومن نصبه الله ولياً وإماماً فجعل معه غيره ، ويجحد بولايته .. "
ومع الأسف فإنهم ينسبون عقائدهم الباطلة
لأهل البيت عليهم السلام ،
ويزعمون أنهم ينقلون تلك العقائد منهم ،
ويلصقونها بهم وهم منها براء
كبراءة الذئب من دم يوسف – عليه السلام –
ويترتب على عقيدتهم تلك ،
أن الذي لا يعتقد بولاية الأئمة والدعاة القائمين مقام الأئمة عند غيابهم ،
كافر ومخلد في النار ، وأعماله تذهب هباءً منثوراً .
`````````````````````````````
[1] / تنفي الإسماعيلية أن يكون الله قد خلق العالم خلقاً مباشراً ، ( وإنما أبدع الله تعالى ( الكاف ) واخترع ( النون ) وإن من الكاف والنون أقام الله العالم العلوي والعالم السفلي ) وأن الله أقام هذين العالمين ( العلوي والسفلي ) بعشرة حدود كاملة ، خمسة حدود جسمانية ، وخمسة حدود روحانية ، فالحدود الجسمانية أو الأرضية هم : النبي والوصي والإمام والحجة والداعي ويقابل كلاً منهم : السابق والتالي والجد والفتح والخيال ، وهي ما أسماها بالحدود الروحانية ،
انظر : الحركات الباطنية ، مصطفى غالب ، ص 118 – 119 .
وكذلك ديوان المؤيد في الدين داعي الدعاة ، تحقيق محمد كامل حسين ، ص 92 ،
انظر : كتاب راحة العقل أحمد حميد الكرماني ص ( 68 ) الطبعة الأولى مؤسسة الأعلمي بيروت ( 1427 هـ ) 2006 م
للاستزادة : راجع ثلاث رسائل إسماعيلية ص ( 13 ، 14 ) تحقيق عارف تامر ، الطبعة الأولى دار الآفاق الجديدة بيروت لعام 1403 هـ , وكذلك : كتاب كنز الولد ص ( 24 ) دار الأندلس بيروت لعام 1420 هـ 2000 م . هذه الأشياء وهذه التعاريف قد تجهل كثيراً من أتباع المذهب لأنهم لم يطلعوا على كتب العقيدة .
[2] / [ سورة يونس الآية : 28 ].
[3] / هو جعفر بن الحسن بن فرج بن حسن بن حوشب بن زادان الكوفي ، وهو من أهم بناة المذهب الإسماعيلي، وهو ابن الداعي الإسماعيلي المشهور الذي أرسله الإمام الإسماعيلي المستور قبل ظهور ابنه المهدي الإسماعيلي في المغرب ، ولد جعفر في بيت والده وتربى على العقيدة الإسماعيلية وبلغ مراتب عالية في دولة الإسماعيلية ، ويعد جعفر أول من وضع كتب التأويل والمؤلفات في الباطن من الإسماعيلية ، وله مؤلفات منها ، كتاب الفرائض وحدود الدين ، وكتاب الكشف ، وأسرار النطقاء ، ورسالة في الرضاع في الباطن ومات في أواخر الستينات من القرن الرابع من الهجرة ( انظر أعلام الإسماعيلية ص 185 )
[4] / [ سورة النساء الآية : 48 ].