عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-14, 05:18 PM   رقم المشاركة : 3
abdulaziz1
عضو ذهبي







abdulaziz1 غير متصل

abdulaziz1 is on a distinguished road


السلام عليكم ..

أوّلاً :

لا شكّ أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم أمرنا بإتباع سنّته ..

وقد ورد في السنّة من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم أمرنا بإتباع سنته وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعض , وأن نعضّ عليها بالنواجذ ..

وورد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال : "أنتم أعلم بأمور دنياكم" ..

والمتأمل في الخلافة الراشدة يجدها شملت عدد من الأمور والتوضيحات التي أراد الله لنا الإستفادة منها .. وخصوصاً من ناحية الحُكم ..

فقد تميّزت خلافة أبا بكر رضي الله عنه بالحزم والصرامة وإتخّاذ القرار الذي يدين الله به (حتّى وإن خالف مشورة غيره) , وتميّز بمحاربته للمُرتدين وتوحيد دولة المُسلمين , ثمّ بداية الفتوحات ..

ثمّ أتى عمر رضي الله عنه (بإختيار من سلفه) ووفقه الله بحمل الأمانة العظيمة وأعطى صورة مميّزة عن العدل وكذلك بُعد النظر في الحفاظ على ما حققه أبا بكر وأيضاً زيادة الفتوحات ..

ثمّ أختير عُثمان رضي الله عنه من بين 6 نفر إختارهم عُمر (باقي العشرة المبشرة بإستثناء إبن عمّه سعيد بن زيد رضي الله عنه) .. وسار على نهج عمر , ولكن مع توسع الدولة وكبر سنّه وضعف النفوس وحلمه وحرصه على عدم سفك الدماء , ومع دخول كثير من النّاس في الإسلام بمختلف الثقافات ومن مختلف الأمصار , كثُر الكارهين للإسلام والكارهين للعرب وأيضاً كثُر الجهلة وقلّ العلماء والصحابة .. وقد بدرت بعض الأخطاء من وُلاة عُثمان (ومع ذلك كان علماء الصحابة من أمثال إبن مسعود رضي الله عنه يسمعون ويطيعون , بل يُروى أنّه صلّى خلف الوليد بن عقبة رضي الله عنه 4 ركعات , ويصلي خلفه مرّة أخرى لأنّه يتأخر عن وقت الصلاة ... الخ) ..
على أي حال تميّز عُثمان بتقديسه للدماء ورفض سفكها .. وكذلك الحرص على البقاء في المدينة رغم المخاطر .. حتّى تمكّن منه المُجرمون وفتحوا باب شر عظيم لا يُغلق حتّى تقوم الساعة !

ثمّ زادت الفتن فبايع الناس عليّاً رضي الله عنه ورفض حتّى أصرّوا عليه وقبل .. ولم يتمكّن من مُحاسبة القتلة (وفي هذا درس عظيم في المصالح والمفاسد) .. فزادت الفتن بتصرّف خيرة الناس من تلقاء أنفسهم حتّى إضطر المُبشرين بالجنّة قتال بعضهم .. ثمّ جاءت فتنة صفّين ورفض أهل الشام البيعة , وبغيهم (متأولين) على أمير المؤمنين .. ثمّ مرقت بينهم مارقة سنّت سنّة التكفير وإستباحة الدماء للمُسلمين .. وقد تعلمنا درساً في مُحاربة البُغاة والمارقين , وكذلك قتال الفتنة , وموقف من إعتزلها كاملة ..

ثمّ بايع النّاس الحسن رضي الله عنه .. وقد عدّه بعض العلماء في الخلافة الراشدة .. ولو لم يكن معدوداً فيها لكفاه شرفاً حديث النبي صلّى الله عليه وسلّم بأنّ الله يُصلح به بين فئتين عظيمتين من المُسلمين .. ونستفيد منه أنّ التنازل لحقن الدماء خيرٌ من إراقتها لسبب أو لآخر ..

ثمّ إستقر الأمر لـ معاوية رضي الله عنه , وكان في مُلكه رحمة على الأمّة .. وخيرٌ كثير .. مما أعطى له المجال لفتح دول أخرى , وكذلك أمان النّاس في بيوتهم وكونهم في فسحة من دينهم وعبادته ..

هذه مقدّمة بسيطة لحال الخلافة الراشدة وأوّل ما بعدها ..

ربّما كان علي الوصول إلى عبدالملك بن مروان رحمه الله لكن لعلّه في ردّ آخر .. ثمّ بعدها نستنبط ما نستطيع ونستدل بما يصلح الإستدلال به سواء كان من الوحي بالدرجة الأولى .. أو من فعل الخلفاء الراشدين والصحابة .. أو من التاريخ عموماً ..

ولربّما تحدّثنا عن بعض ما في الحاضر أيضاً ..