عرض مشاركة واحدة
قديم 16-11-12, 02:41 AM   رقم المشاركة : 1
الفارس الذكي
عضو فعال






الفارس الذكي غير متصل

الفارس الذكي is on a distinguished road


الأبعاد الحقيقية للعدوان على غزة

الأبعاد الحقيقية للعدوان على غزة

الجمعة 15 نوفمبر بقلم جمال سلطان:


الاعتداء الإسرائيلى على غزة أمس وأول أمس هو اعتداء ممنهج، سلوكًا وتوقيتاً، وأنا مع الرأى الذى يقول بأن هذا العدوان هو اختبار أولى مقصود لتوابع الربيع العربى، واختبار لمصر تحديدًا، لأنه للمرة الأولى لا يسبق هذا العدوان أية وقائع ذات خطر أو أهمية تستدعى كل هذا التصعيد والمجازفة بوضع المنطقة على حافة النار، فلا يمكن القول بأن ما حدث هو رد فعل، لأنه لم يكن هناك فعل حقيقى يستحق هذا التصعيد المفاجئ والخطير، وإنما اختار قادة العدو هذا التوقيت بدقة لإحراج الرئيس محمد مرسى الذى يعانى متاعب داخلية سياسية واقتصادية واجتماعية عديدة ومرهقة، وتعطيل قدرة مصر الدولة على استكمال بناء مؤسساتها والتفرغ لدورها، وأيضًا، قناعتى أن توقيت هذا العدوان يحمل إشارات الدعم غير المباشر للطاغية بشار الأسد الذى يترنح الآن فى دمشق وبدأت صواريخ الثوار تصل إلى قصره، وحيث أعلن الثوار أن معركة تحرير دمشق قد بدأت، فبدون أى شك أن المستفيد الأول من هذا العدوان هو بشار، لأن أنظار العالم وغضبة الشارع العربى وكاميرات الفضائيات ستتوجه ـ ولو مؤقتا ـ من مذابح بشار فى حماة وحمص وحلب وريف دمشق إلى جرائم الصهاينة فى غزة، ولعله من باب تحصيل الحاصل أن ننبه إلى أن "فارس" المقاومة المغوار، حسن نصر الله، اختفى من المشهد الآن، كأنه لم يصح من نومه بعد ليدرك أن هناك عدواناً على غزة، وهو الذى توعد إسرائيل بصواريخه التى تطول كل شبر فيها، فحسن نصر الله مشغول الآن بمواجهة ثورة الشعب السورى ودعم حليفه "الطائفي" وليس بمواجهة إسرائيل، ويرسل كتائبه ورجاله إلى سوريا للمشاركة فى قمع ثورة الشعب السورى والتنكيل بالرجال والنساء، فلم يعد لديه وقت ولا جهد لاستعادة "المنظرة" التقليدية فى استعراض تليفزيونى أمام الصهاينة، حسن نصر الله الآن فص ملح وذاب، كما يقول العامة، ولعل تلك الأحداث تعزز من رفع الغمامة عن أعين كثيرة لم تكن تتصور أن "نصر الله" ليس أكثر من "خفير" على "حدود" إسرائيل الشمالية، يفى دائمًا بالتزاماته ويحاول التمرد أحيانًا "لرفع المقابل" فيصححوا له الأوضاع.
وبدون شك، فإن القرار الذى اتخذه الرئيس محمد مرسى بسحب السفير المصرى من "تل أبيب" كان قرارًا موفقًا، فى سرعته وحسمه واستجابته لغضب الشارع المصرى، ويكون من افتقار اللياقة والحس الوطنى أن يحاول البعض التوهين من ذلك الموقف أو التقليل من شأنه لمجرد تصفية الحسابات أو النكاية فى خلاف مع الرئيس مرسى أو مع الإخوان، وإنى لأتمنى أن يكون هذا العدوان "جرس إنذار" لكل القوى الوطنية، لكى تدرك أن المخاطر التى تحدق بمصر والمنطقة أكبر من هذا "الهزل" الذى يحدث فى الداخل من البعض الذين يريدون عرقلة أى خطوة لسرعة إعادة بناء الدولة، وخاصة إنجاز الدستور الجديد وانتخاب برلمان وطنى حر يتحمل مسؤوليته التاريخية أمام الشعب وأمام الأمة كلها، فالذى حدث ويحدث فى غزة المقصود الأساس منه هو التحرش بمصر وثورتها وإرباك قدرة "الدولة" على إعادة بناء مؤسساتها والقيام بدورها كقطب إقليمى كبير يحسب له حساب.

المصدر صحيفة المصريون