عرض مشاركة واحدة
قديم 25-02-11, 12:28 PM   رقم المشاركة : 6
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


وفي الإنتصار للصحب والآل من إفتراءات السماوي الضال : " قلت: صدر الحديث ثابت من وجه آخر وهو حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه - في قصة تنازع علي وزيد وجعفر على كفالة ابنة حمزة وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: « أنت مني وأنا منك » والحديث في الصحيحين(تقدم تخريجه ص 493) لكن ليس هذا من خصائص علي بل قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك لغيره كما تقدم بيانه. (1)

وأما قوله: ( لا يؤدي عني إلا علي ) فمع عدم ثبوت سنده -كما تقدم- فهو معارض لأصل عظيم من أصول الدين وهو وجوب نشر العلم، والتبليغ عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حق كل من سمع منه شيئا من العلم أو بلغه عنه، من غير حصر في أحد كما دل على هذا حديث جبير بن مطعم المشهور أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بالخيف من منى فقال: (نضر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه).(2)


وفي الصحيحين من حديث أبي بكرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم يوم النحر، ثم قال بعد أن ذكر تعظيم حرمة الدماء والأموال والأعراض (ليبلغ الشاهد الغائب، فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى منه)(3)، فرغب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المشهد العظيم أمته أن تبلغ عنه ،
______________________________
(1) انظر: ص 494 من هذا الكتاب.
(2) أخرجه الترمذي في: (كتاب العلم، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع) 5/33-34، وابن ماجه في: (المقدمة، باب من بلغ علما) 1/85، وقد صححه الألباني في صحيح ابن ماجه 1/45.
(3) أخرجه البخاري في: (كتاب العلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ليبلغ الشاهد الغائب)، فتح الباري 1/157،158، ح67، ومسلم: ( كتاب القسامة، باب تغليظ تحريم الدماء) 3/1306، ح1679.


وتؤدي ما سمعت منه، وبين أن البلاغ عنه ليس من شرطه الفقه، بل متى ما حصل الضبط والحفظ جاز للسامع البلاغ، فكيف بكبار الصحابة الذين هم أهل العلم والفقه، وقدوة الناس في الدين، فهم أولى الناس بالبلاغ عنه، ولهذا بلغ أصحابه عنه الأحاديث، ونقلوا سنته للأمة في حياته، وبعد مماته،ولم يكن ذلك محصورا في عدد معروف منهم، وإنما كان يبلغ عنه كل من سمع منه، ممن لا يحصي عددهم إلا الله، فكيف يتصور بعد هذا أن يجعل النبي صلى الله عليه وسلم البلاغ عنه محصورا في علي دون غيره من الصحابة!! إن هذا مما يأباه الدين ويرده الواقع.

وما ذكره المؤلف من أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عليا يبلغ عنه سورة براءة عوضا عن أبي بكر، ورجوع أبي بكر يبكي، ثم قول النبي صلى الله عليه وسلم له لا يؤدي عني إلا علي فكذب مردود بالروايات الصحيحة، والثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عليا مؤيدا لأبي بكر، وقد كان تحت إمرة أبي بكر في الحج، فأمر أبو بكر من ينادي في الناس أيام الحج بما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من بينهم علي - رضي الله عنه - وكان الجميع تحت إمرة أبي بكر " .

ثم قال بعدما إنتهى من نقض المتن : " وبهذا يظهر لك أيها القارئ فساد حجة الرافضي في استدلاله بالحديث المذكور على خلافة، علي وأنه حديث ضعيف لا تقوم الحجة به وهو مع هذا منكر المتن معارض للأصول، كما أن المناسبة التي زعم أنها سببه، وعلق الحديث بها تشهد ببطلان دعواه إذ لم يرجع أبو بكر بعد تأمير النبي صلى الله عليه وسلم له على الحج، ولم يرده هو، بل حج بالناس، وبلغ عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعث من كان ينادي في الناس بذلك، وكان من بين هؤلاء المنادين علي - رضي الله عنه - الذي كان يأتمر بأمر أبي بكر في تنفيذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم " فالحديث ليس بالمعتبرِ عند أهل الحديث , ومنكر سنداً ومتناً . فقد أعل صاحب كتاب الإنتصار المتن كاملاً وهو واضحٌ جلي في مقالنا .







التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» هدية من الرافضة إبن معين يضعفُ أبي بلج / وثيقة
»» إبن سفيان راوي الصحيح عن مسلم وإفتراء الرافضة
»» من يخرج لنا الجبان من حفرته
»» ارشيف مواضيع مؤسس شبكة الدفاع الشيخ السعدي 2 وكبار الأعضاء / متجدد
»» كشف اباطيل التيجاني في كتابه ثم اهتديت ( ثم ضللت )